الأحد، 9 يوليو 2017

لتبيننه للناس ولا تكتموه.. (محنة المسلمين في هذا الزمان)

السلام عليكم

كلمة حق في أعظم محنة وفتنة "تحاصر" المسلمين من أهل السنّة والجماعة

لتبيننه للناس ولا تكتموه
الكاتب محمد بن حسين حداد الجزائري وفقه الله

تَمرُّ الأحداث العظيمة على الأمّة، فتهزّها في كيانها وتهدّدها في وجودها؛ فيترقّب المكلومون وقفةَ صدقٍ وكلمةَ حقٍّ مِن العلماء والدّعاة الّذين هم محلّ تقدير وإجلال عند النّاس في العالم الإسلامي؛ فيسكتُ بعضهم لأسباب غير مفهومة لا يدري أحدٌ عنها شيئًا إلاّ مَن سكت، لكن الخير فيه أنّه لم يقل شرّا -على الأقلّ-، وفي الحديث: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقلْ خيرا أو ليصمت"؛ لكن المصيبة في شيخٍ يخرج على العالم في عزِّ شدّةٍ تلحق المسلمين، فيقول باطلا ويشهد زورا! فمثل هذا أحسن ظنٍّ فيه أنّ القولَ ليس رأيه وأنّ الشّهادةَ ليست موقفه، لكنْ لا يُمكن أنْ يُقبلَ منه التحجّج بإكراهٍ قد يكون وقع عليه فأنطقه بخلاف قناعتِه؛ فإنّه لا يصلح فقهًا التحدّث عن ضرورةٍ مُلجِئةٍ إلى ارتكاب المحظور على وجه الإطلاق، فثمّة ضوابط وُضعت لشرعيّة الضّرورة لا يظهر اجتماعها لإعذار أصحاب المواقف المخيِّبة؛ إذ الضّرر تجب إزالته، لكن ليس بضرر مماثل له أو أكبر منه، وإنّما يزال بضرر أدنى منه؛ ولذلك لم يُبح القتل والزّنا بالإكراه، لأنّ حرمة الغير تُماثل حرمة المكرَه أو تزيد عليها، فلا يحلّ لأحدٍ بذلَ نفس غيرِه لفداءِ نفسِه وصيانتها، مهما كانت البواعث والوسائل؛ وعليه قعّد أهل العِلم قواعد ضابطة للأمور المتعلّقة بالضّرورة والإكراه، والّتي منها: (الضّرر لا يُزال بمثله)، (يُتحمّل الضّرر الخاص لدفع الضّرر العام)، (يُرتكب أخفّ الضّررين لدفع أعظمهما)، (درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح). فهل يصحّ بعد هذا، أنْ يُوافَق فساد موقف السّفهاء، ويُؤيَّد سوء عمل الطّغاة، في حقّ أمّة مسلمة تُفنى بالدّمار وأخرى يُضيّق عليها بالحصار، مِن خلال تلك الأقوال والشّهادات بحجّة الإكراه؟! أم حرمة الفرد إذا فُصل من المنصب، أو فُرضت عليه الغرامات، أو سُحبت منه الجنسيّة، أو طُرد مِن البلد، أو سُجن -على أشدّ الاحتمالات-؛ أعظم حرمة مِن أمّة بكاملها تُباد أو تُحاصر؟!.
(منقول)

والحمد لله ربّ العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق