الأحد، 8 يوليو 2018

عالم الغيب والشهادة !!

بسم الله الرحمن الرحيم
#مكتبة
الخاتمة1
عالم الغيب والشهادة !!

عالم الشهادة مقيد بمنافع الحواس .. للإدراك لا بد من حاسة العقل .. وللاستماع لا بد من حاسة السمع .. وللإبصار لا بد من حاسة العين .. وللمذاق لا بد من حاسة التذوق .. وللكلام لابد من حواس الحبال الصوتية واللسان والشفاه .. وللتحرك والتنقل لا بد من حواس الأقدام .. وللتحيز والمنال لا بد من حواس الأيدي .. وللرغبات والشهوات لا بد من عدد تكمل المرام .. وللإحساس المادي الجسدي لا بد من حواس اللمس والأعصاب التي تنتشر في أرجاء الأديم .. وللإحساس المعنوي لا بد من مناطق الإيحاء في النفس والضمير والشعور .
........... أما في عالم الغيب فتلك الحواس تفقد مفعولها الذي كان في عالم الحياة .. ويصبح الحال سراً من أسرار البرزخ .. لا يعلم أحد الكيفية التي يشاهد بها الميت للملكين عند الحضور في القبر .. ولا يعلم أحد كيف يستمع الميت لأسئلة الملكين عند السؤال .. ولا يعلم أحد كيف يرد الميت على سؤال الملكين دون الشفاه واللسان .. ويقال أن عالم الغيب الأمر فيه منوط فقط بالروح دون المادة .. وذلك الروح هو سر من أسرار الله العظمى .. ويقول الله تعالى في كتابه : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) .. فالروح قد يشاهد مطلقاً دون الحاجة إلى عدة الإبصار .. وقد يسمع مطلقاً دون الحاجة إلى عدة الاستماع .. وقد يتكلم مطلقاً دون الحاجة إلى عدة الكلام .. وقد يتنقل مطلقاً دون الحاجة لشروط الزمان والمكان .. والعلم في ذلك عند الله .. ومن آيات الله الكبرى أن تتواجد الملائكة من حولنا تشاهدنا وتسمعنا وتكتب أعمالنا .. في حين أن حواسنا عاجزة لا تراهم ولا تسمع أصواتهم !.. وكذلك يتواجد من حولنا الجن وهو يشاهدنا ويسمعنا .. في حين أن حواسنا عاجزة لا تراهم ولا تسمع أصواتهم !.. فعالم الشهادة عالم محدود المعطيات بقدر يفي مرحلة يريدها الله سبحانه وتعالى .. عالم محاط بحواجز البرزخ .. أما عالم الغيب فهو عالم من كبرى المعجزات .. عالم لا يخطر أبداً في قلب مجتهد .. حيث أن طاقات العقول البشرية تعجز عن كشف أسرارها .. ومهما يجتهد المجتهدون في تصوراتهم فلا يبلغون الصواب والكمال .. وسبحان الله رب العرش العظيم الذي يدرك عالم الغيب والشهادة .. ولا يغيب عن علمه شيء .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق