السلام عليكم،
إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر.. تحليل هام للأستاذ محمد حاج عيسى الجزائري *
أنجزت لجنة بن زاغو عملا ضخما احتوى دراسات عديدة، ولا شك أنها تضمنت إحصاءات واستبيانات وتحليلات ومقترحات، فضلا عن خطوات ووسائل تجسيد المقتراحات، ونحن نرى لبعض أعضاء اللجنة أعمالا منشورة ضمن أعمال فرق بحث مستقلة، أو تابعة لمراكز بحثية، أو منشورة تحت رعاية اليونسكو...الخ .
المهم أن الطرف المنقلب على الهوية العربية الإسلامية؛ قد جهز باحثين ضمن لجان ومراكز بحث وقدم دراسات تلتها دراسات أخرى (وما زال ينتج)، ومنها ما هو منشور متاح للجميع ومنها ما بقي محفوظا متداولا في نطاق ضيق ...وهم يعملون وفق سنة التدرج لأن تغيير عقلية مجتمع ونمط تفكيره ولغته ومفهوم التدين عند أفراده ليس أمرا سهلا، ولذلك حرصوا على استغلال عوامل خارج قطاع التربية لانجاح المشروع كقطاع الإعلام وغيره ...
أما نحن فبقينا أسارى ردود الأفعال الآنية ضد تصريحات عارضة، أو قرارات جزئية جدا لا تعبر عن عمق القضية ..ردود أفعال لا تعدو أن تكون مجرد تفريج عن ضغط نفسي نعيشه في لحظات معينة ..لكن سرعان تبرد الهمم ونعود إلى حالة الصمت والركود...ثم نتفاجأ بالتطبيق العملي التدريجي لكل ما قيل صراحة أو سرب في شكل إشاعة ..ففرنسة العلوم في المستوى الثانوي قضية وقت وإمكانات، ونحن الآن نعايش برضا تام ما هو موجود في التعليم الابتدائي من خطوات في هذا الاتجاه، وهي غير خافية ..وإحلال العامية مكان الفصحى قضية وقت..وقد شرع في تطبيقها تدريجيا في كتب الجيل الثاني.
...والرافضون للمشروع التغريبي اقتصروا في أول الأمر على جمع التوقيعات ..ثم ركنوا إلى البيانات والتغريدات والتصريحات ..وفي تقديري أن صاحب العقل أو القرار أو من يحكم بين الطرفين، لن يقبل الموازنة بين أعمال توصف بأنها علمية وأكاديمية يصدرها باحثون ومدعمة ببراهين سواء كانت صادقة أو كاذبة..وبين بيانات وتصريحات كلها تصب في وصف تلك الأعمال أنها مؤامرة على الهوية وارتماء في أحضان الفرنكوفونية أو قدحا في الشخص المنفذ أو أجداده ..أما توقيعات من يعتبرونهم غوغاء وقُصّر الذين طالما أساؤوا الاختيار فلا مجال للحديث عنها..لأن مشروع التغريب كله مبني على تغيير عقلية الجيل الجديد حتى لا يكون قاصرا وغوغائيا مثل آبائه وأجداده..
حركت "جوجل" هذه الأيام باللغة الفرنسية بحثا عن أشياء معينة؛ فظهرت لي نتائج لم أقصدها ..فخطرت لي هذه الخاطرة وقلت: أين هي البحوث والدراسات التي تكشف ستر الاصلاحات المزعومة، والتي تهدم التحليلات المُقدَّمة من طرف لجنة بن زاغو في تشخيص علل المدرسة الجزائرية وطرق علاجها ..فإذا قيل الدراسات موجودة .. قيل: فأين هي مراكز البحث المختصة التي تجمع هذه الدراسات وتنقحها وتنشرها ورقيا وإلكترونيا؟ ..أين هي وسائل الإعلام التي تشيد بالبحوث الجادة فعلا وبالباحثين الأكفاء وبالمراكز وفرق البحث المهتمة بالموضوع ؟ إن كانت موجودة فعلا نحن نريد أن تدلنا عليها محركات البحث؟ ونحن نريدها باللغة العربية وباللغة الفرنسية أيضا.
وفي هذا السياق أظن أن العمل الذي قدمته جمعية العلماء للوزارة ...حتى تظهر قيمته وحتى يظهر جزء من الفساد الموجود في المنظومة التربوية..وحتى يحفظ أيضا لابد من نشره ..في أقرب الآجال ..
كتبت قبل سنتين مقالا عنوانه "نريد فعلا لا انفعالا" تخلل سلسلة مقالات حول المنظومة التربوية...كنت ألمحت فيه إلى بعض ما هو أعلاه...لكني رأيت التلميح أحيانا لا يغني عن التصريح. اهـ.
--------------------------------------------------------
* منقول من صفحة الأستاذ الرسمية على الفيسبوك
إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر.. تحليل هام للأستاذ محمد حاج عيسى الجزائري *
أنجزت لجنة بن زاغو عملا ضخما احتوى دراسات عديدة، ولا شك أنها تضمنت إحصاءات واستبيانات وتحليلات ومقترحات، فضلا عن خطوات ووسائل تجسيد المقتراحات، ونحن نرى لبعض أعضاء اللجنة أعمالا منشورة ضمن أعمال فرق بحث مستقلة، أو تابعة لمراكز بحثية، أو منشورة تحت رعاية اليونسكو...الخ .
المهم أن الطرف المنقلب على الهوية العربية الإسلامية؛ قد جهز باحثين ضمن لجان ومراكز بحث وقدم دراسات تلتها دراسات أخرى (وما زال ينتج)، ومنها ما هو منشور متاح للجميع ومنها ما بقي محفوظا متداولا في نطاق ضيق ...وهم يعملون وفق سنة التدرج لأن تغيير عقلية مجتمع ونمط تفكيره ولغته ومفهوم التدين عند أفراده ليس أمرا سهلا، ولذلك حرصوا على استغلال عوامل خارج قطاع التربية لانجاح المشروع كقطاع الإعلام وغيره ...
أما نحن فبقينا أسارى ردود الأفعال الآنية ضد تصريحات عارضة، أو قرارات جزئية جدا لا تعبر عن عمق القضية ..ردود أفعال لا تعدو أن تكون مجرد تفريج عن ضغط نفسي نعيشه في لحظات معينة ..لكن سرعان تبرد الهمم ونعود إلى حالة الصمت والركود...ثم نتفاجأ بالتطبيق العملي التدريجي لكل ما قيل صراحة أو سرب في شكل إشاعة ..ففرنسة العلوم في المستوى الثانوي قضية وقت وإمكانات، ونحن الآن نعايش برضا تام ما هو موجود في التعليم الابتدائي من خطوات في هذا الاتجاه، وهي غير خافية ..وإحلال العامية مكان الفصحى قضية وقت..وقد شرع في تطبيقها تدريجيا في كتب الجيل الثاني.
...والرافضون للمشروع التغريبي اقتصروا في أول الأمر على جمع التوقيعات ..ثم ركنوا إلى البيانات والتغريدات والتصريحات ..وفي تقديري أن صاحب العقل أو القرار أو من يحكم بين الطرفين، لن يقبل الموازنة بين أعمال توصف بأنها علمية وأكاديمية يصدرها باحثون ومدعمة ببراهين سواء كانت صادقة أو كاذبة..وبين بيانات وتصريحات كلها تصب في وصف تلك الأعمال أنها مؤامرة على الهوية وارتماء في أحضان الفرنكوفونية أو قدحا في الشخص المنفذ أو أجداده ..أما توقيعات من يعتبرونهم غوغاء وقُصّر الذين طالما أساؤوا الاختيار فلا مجال للحديث عنها..لأن مشروع التغريب كله مبني على تغيير عقلية الجيل الجديد حتى لا يكون قاصرا وغوغائيا مثل آبائه وأجداده..
حركت "جوجل" هذه الأيام باللغة الفرنسية بحثا عن أشياء معينة؛ فظهرت لي نتائج لم أقصدها ..فخطرت لي هذه الخاطرة وقلت: أين هي البحوث والدراسات التي تكشف ستر الاصلاحات المزعومة، والتي تهدم التحليلات المُقدَّمة من طرف لجنة بن زاغو في تشخيص علل المدرسة الجزائرية وطرق علاجها ..فإذا قيل الدراسات موجودة .. قيل: فأين هي مراكز البحث المختصة التي تجمع هذه الدراسات وتنقحها وتنشرها ورقيا وإلكترونيا؟ ..أين هي وسائل الإعلام التي تشيد بالبحوث الجادة فعلا وبالباحثين الأكفاء وبالمراكز وفرق البحث المهتمة بالموضوع ؟ إن كانت موجودة فعلا نحن نريد أن تدلنا عليها محركات البحث؟ ونحن نريدها باللغة العربية وباللغة الفرنسية أيضا.
وفي هذا السياق أظن أن العمل الذي قدمته جمعية العلماء للوزارة ...حتى تظهر قيمته وحتى يظهر جزء من الفساد الموجود في المنظومة التربوية..وحتى يحفظ أيضا لابد من نشره ..في أقرب الآجال ..
كتبت قبل سنتين مقالا عنوانه "نريد فعلا لا انفعالا" تخلل سلسلة مقالات حول المنظومة التربوية...كنت ألمحت فيه إلى بعض ما هو أعلاه...لكني رأيت التلميح أحيانا لا يغني عن التصريح. اهـ.
--------------------------------------------------------
* منقول من صفحة الأستاذ الرسمية على الفيسبوك