السبت، 5 أغسطس 2017

رجاء 5 دقائق من اجل عقيدتنا الغراء

توقير ولاة الامور و الحذر من سبهم

السلام1

بسم الله الرحمن الرحيم
إن من الأمور المتفق عليها بين السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وتناقله عدد من أئمة أهل السنة في مصنفات معتقد أهل السنة والجماعة هو التعزير والتوقير واحترام ولاة الأمر من المسلمين، وما يسمي أيضًا عند البعض باحترام وتوقير السلطان والنهي عن سبه والتعرض له بالفاحش من القول، ولم يخالف في ذلك إلا الخوارج ومن نحا نحوهم من أصحاب النحل الغربية أو الكافرة التي تسربت إلى بلاد الإسلام.

ومن الأدلة التي اعتمد عليها أهل السنة على إثبات هذا الأمر أحاديث منها ما أخرجه أحمد في مسنده, وابن أبي عاصم في السنة من حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “خمس من فعل واحدة منها كان ضامنًا على الله عز وجل من عاد مريضًا ومن شهد جنازة ومن خرج غازيًا أو دخل على إمامه أي السلطان أي ولي الأمر يريد تعزيره أي احترامه وتوقيره أو قعد في بيته فسلم منه الناس وسلم من الناس“.
- صححه الشيخ الألباني -

الحديث الثاني ما أخرجه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- لما خرج أبو ذر إلى الربضة أي اعتزل الناس في الربضة بناءً على ما قد حدث بينه وبين معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- فجاءوا بناس من أهل العراق جاءوا إلى أبي ذر فقالوا لأبي ذر قد بلغنا الذي صنع بك فاعقد لواءًا يأتيك رجالا ما شئت يعني يحرضون أبا ذر على التمرد والخروج على معاوية، وأهل العراق في الغالب أهل فتن فلا نعجب بما يحدث في العراق الآن، عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: ” الفتنة من ها هنا ” وأشار بيده إلى المشرق والعراق هي مشرق أهل المدينة.

فجاء ناس من أهل العراق إلى أبي ذر يحرضونه على نزع اليد من طاعة معاوية -رضي الله عنه- قال لهم أبو ذر السلفي؛ السلفي أي أنه من السلف, السلف هم الصحابه ليسوا حزبًا من هذه الأحزاب السياسية, وقال أبو ذر الصحابي الذي هو من رؤوس السلف -السلف الصالح- قال لهم مهلا يا أهل الإسلام، إني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم – يقول: “سيكون بعدي سلطانًا فأعزوه من التمس ذله ثغر ثغرة في الإسلام ولن تقبل منه توبة حتي يعيد هذه الثغرة كما كانت“، وهذا دليل واضح أن عدم تعزير وتوقير السلطان من كبائر الذنوب.

من أذل السلطان -أي سبه -فقد التمس ثغرة في الإسلام ولن تقبل منه توبة حتي يعيد هذه الثغرة كما كانت.

وأخرج الترمذي أيضًا، وابن أبي عاصم في السنة أيضًا من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: “من أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة, ومن أهان سلطان الله في الدنيا أهانه الله يوم القيامة“.

وقد قال علي القاري في مشكاة المصابيح في قوله : سلطان الله “من أكرم سلطان الله“، قال : “إضافة سلطان الله إضافة تشريف كبيت الله وناقة الله“.

بوب أيضًا أبو القاسم الأصبهاني الملقب بقوام السنة في كتابه الحجة في بيان المحجة “فصل في فضل توقير الأمير“.

أيضًا بوب الترمذي قال: “باب ذكر النصيحة للأمراء وإكرام محلهم وتوقير رتبتهم وتعظيم منزلتهم“.

أخرج ابن أبي عاصم في هذا الباب حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: “ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان” وعقبه -وهذا موطن الشاهد- بالنسبة للصحابة بأثر أنس بن مالك أنه قال: “نهانا كبرائنا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تسبوا أمرائكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب“.

وأخرج أيضًا ابن أبي عاصم في آخر هذا الباب بسند حسن عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنه قال: “إياكم ولعن الولاة فإن لعنهم الحالقة وبغضهم العاقرة” قيل: “يا أبا الدرداء فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لم نحب“.

الديمقراطية تناقض دين الإسلام في كل شئونه من أولها إلى آخرها لا تمت إلى الإسلام بصلة.

الديمقراطية تربي أتباعها على السب واللعن بل والاغتيال والسفك لأمراء البلاد والسلطان والحاكم ومن ولاه من الوزراء.
هي دين الهمجية, الديمقراطية دين الهمجية، ولذلك تقررها أمريكا كي تنحي دين الإسلام وتنفق عليها الملايين على بلاد الإسلام, وتستبدله بالديمقراطية كنظام حياة ونظام حكم يناقض دين الإسلام.
فمن أصول الإسلام تعظيم؛ توقير واحترام السلطان مهما كان، ولو كان ظالمًا، ولو كان مخطئًا.

كما قال أبو الدرداء هنا قال لما قالوا له هكذا إذا رأينا من الحاكم ما لا نرضي وما لا نحبه أمرنا بالمخالفة أوفعل شيء يخالف هوانا,
قال لهم أبو الدرداء: “اصبروا، فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت لو كانوا ظالمين وكانوا لا يتقون الله فيكم على حسب ما تظنون فإن الله يحبسهم عنكم بالموت إذا أنتم اتقيتم الله وصبرتم.”
فكيف إذا لم يكن الأمر كذلك؟ فكيف إذا كانت الرعية هي الظالم؟

انظروا إلى ابن عباس -رضي الله عنه- ماذا صنع مع الحجاج.
أخرج البخاري في التاريخ الكبير بإسناد صحيح عن أبي جمرة عن نصر بن عمران الضبعي من تلامذة وأصحاب ابن عباس أنه قال لما بلغنا تحريق البيت لما قام الحجاج بحرق بيت الله الحرام ضرب الكعبة بالمنجنيق في قتاله بابن الزبير فجاء جمرة إلى ابن عباس قال: “خرجت إلى مكة واختلفت إلى ابن عباس حتى عرفني واستأنس بي، فسببت الحجاج عنده بعد أن حرق البيت” فقال ابن عباس: “لا تكن عونًا للشيطان.”

و الله العظيم إن الدواعش أعداء السلف أعداء منهج السلف الصالح و الله أنهم يذبحون الذين ينتمون لهذا المنهج ذبحًا، في أي بلد دخلوا, لا يرقبون في مؤمن إلا و لا ذمة، و الله إنهم أعداء السلف و أعداء المتبعين للسلف ولكن هؤلاء مؤجرين الذين يصدق فيهم قول النبي -صلي الله عليه و سلم- “الروبيضة” لما قال: “ستكون سنوات خداعات يخون فيها الأمين ويُؤتمن فيها الخائن و يكذب فها الصادق و يصدق فيها الكاذب و ينطق الرويبضة“، قالوا: “ما الرويبضة؟” قال: “الرجل التافه“، و في رواية “السفيه يتكلم في أمر العامة“,

والله هؤلاء هم الذين يتكلمون الآن في القنوات الفضائية هم الرويبضة أو فيهم الرويبضة في كل مكان الآن، و لكن أخص منهم في وسائل الإعلام هم الذين ينطبق عليهم هذا الحديث تمام الانطباق، لا نشك في ذلك قدر أنملة، فهم الذين عناهم رسول الله و غيرهم و لكنهم فيهم الرجل التافه، و الله لا يسوي شيئًا في ميزان الرجال فضلا أن يسوي شيئًا في ميزان الشرع، ولو كان الشرع مطبق لطُبق على هؤلاء عدة حدود منه: حد القذف حيث يقذفون بغير تقوى ولا ورع، ليس السلطان فقط، ما دون السلطان، و يُطبق عليهم حد الردة -أي يستتاب- لأن بعضهم يتكلم بمقالات كفرية يناقض بها دين الأسلام تحت دعوى الحرية المطلقة، و لكن السلطان أعانه الله ندعوا له، نسأل الله أن يعنيه على ما قد تحمله من هذا الزجم الذي لا مخرج منه إلا بالاعتصام بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

و قال المرعي بن يوسف -رحمه الله تعالى-: “و ليس من حسن السياسة, و الإحسان للرعية أن يفعل ما يهواه اليهود و يترك ما يكرهونه”, و قد قال الله سبحانه و تعالى: “لو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات و الأرض و من فيهن” هذا الذي تقرره الديمقراطية؛ أنه يجب على السلطان -أي الحاكم- أن يأخذ برأي الرعية -أي الشعب كما يقولون بالمصطلح المعاصر- لأي أمر يقوم به, خاصة الأمور الهامة التي تتعلق بأمن الدولة, و التي تتعلق بمصالح الدولة -أي الأمة- و الله إنه ليس من الإسلام!

نسأل هؤلاء: فإن كنتم مسلمين, تحاكموا إلى شريعة الأسلام لاتتحاكموا إلى الديمقراطية التي تريدون أن تجعلوها بديلا عن الإسلام, فالإسلام دين ينظم شئون الحياة يعطي لكل قدره, و الرعية -أي الشعب- الكثير منهم, إن لم نقل أغلبهم, و الله لا يعرفون ما يصلحهم فيما يخص أنفسهم, فكيف فيما يخص الدولة أو يخص الأمة بأكملها؟ كيف يعرفون المصلحة من عدمها؟ لا دراية لهم و لا معرفة لهم بحقائق الأمور, فهذه همجية! الذين يدعون إلى هذا الأمر, و الله يدعون إلى همجية لا يدعون إلى نظام و لا إلى احترام شريعة الإسلام, فشريعة الإسلام تحيل الأمور الهامة بما يتعلق بالأمة، بسياسة الأمة إلى الحاكم الذي تولى بالاختيار أو الغلبة و معه أهل الشورى -الأمراء و العلماء من القادة- الذين لهم الخبرة، و عندهم العلم, فعبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- لما قُتل عمر, ووكل الأمر إلى ستة يختارون بينهم الخليفة بعده، ماذا صنع عبد الرحمن بن عوف بعد أن وكل الأمر إليه أن يختار من بين الستة؟ استشار قادة الصحابة من أمراء الأجناد، وهذا هو المقصود بقادة الصحابة؛ فالصحابة كلهم -رضوان الله عليهم- ولكن نخص بالذكر الستة المستشارين من الصحابة، فلم يعدلوا عن عثمان، أجمعوا على عثمان.

باب النصيحة مفتوح بالضوابط الشرعية، ليس بالهمجية، وليس بالسب، والشتم، والنصيحة تكون سرًا، لا تكون في وسائل الإعلام, وعلى المنابر، هذه ليست نصيحة، هذا تهييج، وإثارة للفتنة، وتمكين لخطط أعداء البلاد، وتحقيق خطط الكفار في بلاد الأسلام.

و للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- فتوى قريبة من هذا المعنى فهمها البعض خطأ أيضًا حيث كان ينهى عن الإنتماء لأي حزب، وحتى ولو تسمى بالسلفيين، فأخذ البعض من هذه الفتوى أن الشيخ ابن عثيمين ينهى عن اتباع منهج السلف، لا و الله!، بل هو كان ينهى عن التحزب لهذه الأحزاب.

باختصار من خطبة للشيخ ابي عبد الاعلى خالد محمد عثمان المصري حفظه الله تعالى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق