الأربعاء، 2 أغسطس 2017

قصة رائعة

قلت لها : اريدك ان تبيتي عندي الليلة
قالت انا موافقة بشرط... ان تلبس هذا واخرجت من جيبها سلسلة في وسطها صليب صغير ... تملكني شعور غريب .. صحيح انني عاص لله صحيح انني لا اصلي صحيح انني لم ار والدي منذ شهور .. لكنني مسلم!! ولكن حبها فوق كل شيء
اسرعت واخذت السلسلة وعلقتها في رقبتي كالماسور .. كالسجين وابتسم...
قالت بتعجب: واااه انها جميلة عليك .. هي هدية مني فلا تقابلني الا وانت تلبسها ...
مرت الليالي مع تلك الفاتنة لذيذة جميلة .. كان الشيطان يزينها لي ..
وفي ليلة رفضت المجيء معي كنت في شدة شوقي اليها .. حاولت ان استعطفها .. حاولت اغراءها بالمال ..
قالت : لا .. بصراحة اريدك ان تصبح مسيحي !!
يااا الله يااا الله .. وقعت كلماتها على قلبي كالصاعقة
قلت: مستحيل
قالت: وانا ايضا يستحيل ان ارافقك بعد الان ..
بدا الشيطان يضحك علي "قل موافق .. قل موافق ولن يضرك شيء .. قل كفرت بالاسلام فستريحك هذه الفتاة"
ومضت تلك الليلة وجاء الغد .. فاذا بها اكثر جكالا واغراء .. اقتربت مني حتى اصبح وجهها قريبا من وجهي وقالت : يا قاسي الا تحس بالحب؟
قلت : بلى .. ومالذي يجعلني اتعذب؟
قالت : ومالذي يمنعك من ان تتنصر؟ ساوافق حتى على الزواج منك اذا تنصرت ..
هنا خارت عزيمتي .. نسيت كل شيء نسيت ان اسمي محمد .. اسم رسول الله "عليه الصلاة والسلام" .. نسيت والدي عندما كان يوقظني وانا في الابتدائية لصلاة الفجر.. نسيت والدتي التي كانت تدعو لي بالهداية حين ادخل الى المنزل في ساعة متاخرة من الليل .. نسيت نفسي .. اصبحت عبدا للحب والهوى ..
ذهبت معها .. وحلقت راسي وتنصرت .. دخلت الكنيسة لاول مرة ..
يااا الله
بعد هذا العمر الطويل اصبح كافرا .. اصبح كافرا!! وجزائي ماذا سيكون؟؟ النار!!
اين خوفي من الله؟
اين حيائي؟
اين مجدي وعزي لديني؟
لقد مات كل شيء .. رجعت بعدها الى شقتي كالمجنون .. كنت اتحسس على راسي الاصلع .. واقول لنفسي: ماذا فعلت يا محمد؟
هل تركت دين محمد؟؟
بدات ابكي كثيرا .. اغلقت باب شقتي واخذت اغرق في بحر من الدموع ..
جاء الشيطان يقول : "لا طريق للرجوع يا محمد .. لقد اصبحت كافرا الان وستموت على الكفر وستدخل النار"
تذكرت جدي عندما كان يؤذن للصلاة.. تذكرت مصحفي في غرفتي ..
تذكرت صديقا كان ينصحني ويقول : احذر من سوء الخاتمة يا محمد!!
بدات اصرخ واقول : لاااا يااارب لااااا ياااا رب!!
لا تقبض روحي الان .. ساعود للاسلام .. ساعود للصلاة .. ساعود للقران .. ساعود اليك يا رب ..
ودخلت الحمام .. القيت تلك السلسلة والصليب في المرحاض..
اغتسلت وتطهرت وخرجت .. لقد شعرت بان كل ذنوبي زالت من فوق ظهري .. قلت و دموعي لا تقف: "اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان سيدنا محمد رسول الله"
يااا الله ما احلاها من كلمات!! كانت مفتاح السعادة .. يا رب انا عائد اليك .. انا عائد للصلاة .. انا عائد لبر الوالدين .. انا عائد لصلة الارحام .. انا عائد الى صوم رمضان .. انا عائد الى كل ما يرضيك يا رب ..
ركبت اول طائرة الى بلدي .. كان اول شيء سمعته حين وصلت هو الاذان .. خرجت الدموع دون ارادتي .. ترى سيغفر لي ربي؟؟
دخلت على والدتي .. رميت بجسدي في حضنها ابكي ..
يا امي لن اعصي ربي مجددا ابدا
سامحيني في عقوقي لك يا امي وبعدي عنك ..
ضمتني الى صدرها وقالت: ولدي احسن الى ربك فهو رحيم ... يفرح بمن تاب اليه ..
مرت الايام ومحمد من روضة الى روضة .. ومن سعادة الى سعادة ..وكلما تذكر تلك الرحلة لا تجف دموع عينيه .. اذا اقتربت والدته من غرفته ليلا سمعت انينا و بكاء واذا جاء الصباح تسمع قراءة الاقران والاستغفار ..
جاء يوم من الايام ..
دخلت عليه والدته في غرفته لتوقظه لصلاة الفجر .. فتحت الباب.. فوصلت الى انفها رائحة طيبة ما رات مثلها قط ..
تحسست ولدها في سريره .. مدت يدها فلم تجد ولدها .. نظرت ببصرها الضعيف فاذا هو ساجد يصلي قرب سريره .. وقفت تتامل فيه .. وحين طال انتظارها نادت : محمد .. ولدي!!
لم يرفع راسه .. اقتربت الام .. مدت يدها .. حركته .. فمال على جنبه .. نظرت الام ولم تتحمل .. اترى يكون ولدها قد مات وهو ساجد!!
لم تتحمل وهي تشاهد ذلك المشهد الرائع .. خرجت والدموع غزيرة في عينيها وتنادي : يا اولاد .. يا اولاد .. يا اهل المنزل .. يا اهل البيت .. انظروا الى اخيكم محمد .. اقتربوا حركوه ..
ياااا الله .. يا اماه لقد مات اخي محمد
يا اماه .. مات وهو ساجد !!
علمت ان الرائحة التي وصلت الى انفها هي رائحة روحه الطاهرة التي رفعتها ملائكة الرحمة وصعدت به الى ربه ومولاه ..
وفرح مولاه بعودته فرزقه خاتمة حسنة ..
احب الله فاحب الله لقاءه ..
هنيئا يا محمد هذا الحب .. وهنيئا هذه الخاتمة ..
قال تعالى:"قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم" صدق جل وعلا ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق