مفهوم الإخلاص وأهميته"
إن الإخلاصَ أمرٌ يتعلق بحياتنا، ويشملها من كل جوانبها، فيكونُ الإخلاص مع الله، ويكونُ الإخلاص مع الناس، فكما أنه يكون مع الله في تطهيرِ القلبِ من الرياء، فيكونُ مع الناس في تركِ نفاقِهم، وعدم التلونِ في التعامل معهم، وكما قال الشاعر: (لا تمش ذا وجهين من بين الورى :: شرٌّ البرية من له وجهان).
أما الإخلاص مع الله، فهو أهمُّ المُهِمَّاتِ، وأوجبُ الواجباتِ، وأساسُ الأعمال، ولا يكون العمل إلا به، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات)، فلا يكون العمل مقبولاً إلا بنيةٍ خالصةٍ لله -سبحانه وتعالى-، فأي عبادةٍ لله إذا لم تكن خالصةً لوجهِ اللهِ تعالى، فلا يقبلها الله، ومن هنا تأتي أهمية الإخلاص لله -جلّ وعلا-.
والإخلاص أساسُ دعوة الأنبياء والمرسلين، كما قال تعالى: "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ"، وهذه الآية كأنما تحصِرُ أوامر الله لعباده في الإخلاصِ له ؛ لأنه الأساس والركن والركين، (فأساسُ أعمالِ الورى نياتُهم ::: وعلى الأساسِ قواعِدُ البُنيانِ)، والإخلاصُ هو تصفية القلب من الشوائب التي تكدر النية، وتعكر صفاء القلب، والإخلاص تطهيرٌ للقلب من التعلقِ بغير الله -عز وجل-، وبه تسمو النفوس، وترتفع عن نظرات الناس وإعجابهم، فالمخلص لله -سبحانه وتعالى-
لا ينتظر من الناس حمداً ولا شكوراً، ولا ينتظر مدحاً ولا ثناءً ؛ لأن نفسه لا تتوق إلا لمرضاة الله -جل وعلا-، والوصول إلى مغفرته وعفوه.
الإخلاصُ في القلب:
لا يمكن لأي شخصٍ أن يعلم حقيقة النيةِ لدى شخصٍ آخر، فمهما ظهر على المرءِ من علامات الخشوعِ والتعبُّدِ لله -عز وجل-، فلا يُمكِنُنا الجزمُ بحُسنِ نيته ؛ لأن النية مكانها القلب، والإخلاص هو من أعمال القلوب التي لا تظهر أمام الناس ؛ ولذلك فإن إخلاصَ النيةِ أمر متعلقٌ بين العبدِ وربه، فلا يستطيع أحدٌ أن يشقَّ قلبَ أحد فيطلِّعَ عليهِ، فالله وحده الذي يعلم بحقيقة نية الإنسان، ولا يستطيع أحدٌ أن يُزكي نفسه فيزعُمُ إخلاصَ نيتهِ، بل يسعى إلى تصفية نيتهِ لله -جل وعلا-، دون أن يشهدَ لنفسهِ بذلك.
وكم من أُناسٍ تَظهرُ فيهم علامات الإيمان والتقوى، لكنهُ لا يكونُ مخلصاً، وإنما همه أن يصِلَ إلى ثناءِ الناس ومدحهم، فإن سمع مدح الناس شعر بالراحة والطمأنينةِ له، وإن سمع ذماً حزِنَ واكتئب، ولربما ترك أبواباً من الخير لا يفتَحُها، لمجردِ أنها لا تُفضِي لمدح الناس، وقد تظهر علامات الإخلاصِ على الإنسانِ من خلال آثار أعماله الخيِّرةِ على الناس، ودون انتظارٍ للشكرِ أو الثناء، فيدل عليه سعيُه وعمله وجِده واجتِهاده في الخير، بما لا يعود بالمصلحة عليه شخصياً، لا مصلحةً ماديةً ولا معنوية، فهذا مما يدل على إخلاصه، مع ملاحظة عدمِ الجزمِ له بذلك، ولكن، وبشكلٍ أساسي، فإن الإخلاص أمرٌ قلبيٌ محض، مع كونهِ الأصلَ الذي تنبني عليه جميعُ الأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ، فلا يكونُ العملُ الظاهرُ مقبولاً إلا بنيةٍ صادقةٍ تدعمهُ وتُكَوِّنُ أساسه.
كيفية تحقيق الإخلاص:
ينبغي الاقتناع بعدة أمورٍ ستُساعدُ الإنسان على تحقيق الإخلاصِ لله -سبحانه وتعالى-:
أن يقصد بعبادته وجهَ الله دون سِواه، ويُطَهِّرَ قلبَهُ من الرياءِ و السمعة و الشهرة و السعيِ لمدح الناس، ويحاول أن يُبعِد نفسه عن مَواطِنِ المديح والإعجاب بالنفس.
أن يستوي عنده المدح والذم، فيكون سواء عنده ذمَّه الناس أم مدحوه، فلا يُعجبُ بمدحٍ ولا يضيق لذم، ولكن يتساوى عنده الأمران، فلو لم يكن لعملهِ قيمة لدى الناسِ فلا يبالي ؛ لأنه يبحث عن القيمة الحقيقية عند الله -سبحانه وتعالى-، فيُحقق بذلك الإخلاص بمعناه الحقيقي، ويُخَلِّصَ النفس من التدني لانتظارِ مدح الناس وثنائهم، فهذا من أهم ما يساعدُ على الإخلاصِ في القولِ والعمل.
لا بدّ أن يعلم الإنسان أن كل أعمالهِ هي بتوفيق الله له، فلو قدَّر الله له ألا يفعلها فلن يستطيع أن يفعل منها شيئاً، فليس للإنسان فضل في أعمالهِ، بل عليه أن يدرك أن الفضل كل الفضل لله -سبحانه وتعالى-، كما كان يقول عبدالله بن رواحة - رضي الله عنه-: (اللهم لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا)، فقد كان الصحابةُ يعرفون هذا المعنى على الحقيقة، ويُدركون فضل الله عليهم بأن وفقهم لهذه الأعمال، فالأولى بنا أن نكون في ذلك مِثلَهُم، نقتدي بهم، ونقتفي أثرهم.
لا بدّ للإنسان أن يدرك أنه عبدٌ لله -سبحانه وتعالى-، ولا ينتظر العبد من سيده ومولاه مقابلاً ولا عِوَضاً لطاعته، وإنما يتكرم ويتشرف لمجرد أنه عبدٌ لله -جل جلاله-، فحقيقةُ تحقيق العبودية لله، هو العمل لله خالصاً دون أن يرجو الإنسان مقابلاً لعمله.
أن يعلم الإنسان أنه مقصر بحق الله مهما فعل، فمهما عَمِلَ الإنسان من الطاعات لله، فهو مقصرٌ لم يوَفِ الله حقه، وهذا الشعور يدفعه للإخلاص لله -عز وجل-، ومراجعة نفسهِ مراراً، والسعي أكثر إلى العمل في سبيل الله مُخلِصاً النية لله تعالى.
أن يسيء الإنسان الظنَّ بنفسه، فيعتقد أن عملهُ شابه الخلل والنقص، رغم بذله الجهد وسعيه الدؤوب، إلا أنه يرى أنه لم يُحسِنِ العملَ كما يجبُ عليه، فهذا يساعد على تحقيق الإخلاصِ لله -جل وعلا-.
أن يخشى الإنسانُ من عذابِ الله ومقته وغضبه، ويتذكر دائماً البعث والحساب، فهذا مما يدفعه إلى تصفيةِ نيته، وتنقيةِ سريرته، فمعرفةُ الإنسان ويقينه بالآخرة، تجعله متعلقاً بمن بيده مصيره إما إلى جنةٍ وإما إلى نار.
أن يتذكر الإنسانُ الموت ؛ لأنه أكبر واعظٍ وأهمُّ مُذَكِّرٍ باللهِ -جل وعلا-، فلو وضع الإنسان نصب عينيه الموت مصيراً محتوماً لابد منه، تحقق لديه الإخلاص من قلبه، وترك التعلق بمكاسب دنيويةٍ زائلةٍ، بل يكون التعلق لديه بحياة ما بعد الممات، وهي الحياة الحقيقية.
أن يُكثِرَ من الأعمال الخفيةِ التي لا تظهرُ للناس، فذلك أدعى لإخلاصهِ ؛ لأن الناس لا يروه ولا يعلموا به، فلن يلقى منهم مدحا أو ثناء يشوب إخلاصه بشائبة، ولكن على ألا يحدِّثُ الناسَ بعمله مهما كان عظيماً، فلا فائدة من إخفاءِ العمل في الليل والتحديثِ بهِ في النَّهار ؛ لأن الحديث عن العمل يعني البحث عن مدح الناس، وهذا مخالف بلا شك لمعنى الإخلاص.
أن يدعو الله -سبحانه وتعالى- أن يرزقه الإخلاص في القول والعمل، فهو السبيلُ إلى كل خيرٍ وإلى كل صلاح، فالدعاءُ سِلاح المؤمن، والدعاءُ يجلِبُ الخيرَ ويُبعِدُ الشَّر، فينبغي للإنسان أن يدعو الله -سبحانه وتعالى-
أن يرزقه الإخلاص في كل أقوالهِ وأعمالهِ، وأن يُجَنِّبهُ الرياءَ والسمعة، وأن يَنزِعَ مهابة الناسِ من قلبه، فمهابةُ الناس هي التي تجعله يبحثُ عن مدحهم، فلو لم يكن للمخلوقات مهابةٌ عنده، وكانت المهابة للخالقِ وحده، سيكتفي بتحقيق رِضوانِ اللهِ دون سواه.
أن يتعوَّدَ على الطاعة، بحيث تُصبِحُ الطاعاتُ جزءاً من حياة الإنسان، فلا تكون الطاعة لديه أمراً موسمياً، يتغيرُ ويتبدل باختلافِ الحال. خاتمة وفي الختام لابد أن نُدرِك بأن الإخلاص لله سيغير حياتنا إلى الأفضل، وسيظهرُ أثره إيجابياً علينا في كل أمور الدنيا، فنسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
إن الإخلاصَ أمرٌ يتعلق بحياتنا، ويشملها من كل جوانبها، فيكونُ الإخلاص مع الله، ويكونُ الإخلاص مع الناس، فكما أنه يكون مع الله في تطهيرِ القلبِ من الرياء، فيكونُ مع الناس في تركِ نفاقِهم، وعدم التلونِ في التعامل معهم، وكما قال الشاعر: (لا تمش ذا وجهين من بين الورى :: شرٌّ البرية من له وجهان).
أما الإخلاص مع الله، فهو أهمُّ المُهِمَّاتِ، وأوجبُ الواجباتِ، وأساسُ الأعمال، ولا يكون العمل إلا به، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات)، فلا يكون العمل مقبولاً إلا بنيةٍ خالصةٍ لله -سبحانه وتعالى-، فأي عبادةٍ لله إذا لم تكن خالصةً لوجهِ اللهِ تعالى، فلا يقبلها الله، ومن هنا تأتي أهمية الإخلاص لله -جلّ وعلا-.
والإخلاص أساسُ دعوة الأنبياء والمرسلين، كما قال تعالى: "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ"، وهذه الآية كأنما تحصِرُ أوامر الله لعباده في الإخلاصِ له ؛ لأنه الأساس والركن والركين، (فأساسُ أعمالِ الورى نياتُهم ::: وعلى الأساسِ قواعِدُ البُنيانِ)، والإخلاصُ هو تصفية القلب من الشوائب التي تكدر النية، وتعكر صفاء القلب، والإخلاص تطهيرٌ للقلب من التعلقِ بغير الله -عز وجل-، وبه تسمو النفوس، وترتفع عن نظرات الناس وإعجابهم، فالمخلص لله -سبحانه وتعالى-
لا ينتظر من الناس حمداً ولا شكوراً، ولا ينتظر مدحاً ولا ثناءً ؛ لأن نفسه لا تتوق إلا لمرضاة الله -جل وعلا-، والوصول إلى مغفرته وعفوه.
الإخلاصُ في القلب:
لا يمكن لأي شخصٍ أن يعلم حقيقة النيةِ لدى شخصٍ آخر، فمهما ظهر على المرءِ من علامات الخشوعِ والتعبُّدِ لله -عز وجل-، فلا يُمكِنُنا الجزمُ بحُسنِ نيته ؛ لأن النية مكانها القلب، والإخلاص هو من أعمال القلوب التي لا تظهر أمام الناس ؛ ولذلك فإن إخلاصَ النيةِ أمر متعلقٌ بين العبدِ وربه، فلا يستطيع أحدٌ أن يشقَّ قلبَ أحد فيطلِّعَ عليهِ، فالله وحده الذي يعلم بحقيقة نية الإنسان، ولا يستطيع أحدٌ أن يُزكي نفسه فيزعُمُ إخلاصَ نيتهِ، بل يسعى إلى تصفية نيتهِ لله -جل وعلا-، دون أن يشهدَ لنفسهِ بذلك.
وكم من أُناسٍ تَظهرُ فيهم علامات الإيمان والتقوى، لكنهُ لا يكونُ مخلصاً، وإنما همه أن يصِلَ إلى ثناءِ الناس ومدحهم، فإن سمع مدح الناس شعر بالراحة والطمأنينةِ له، وإن سمع ذماً حزِنَ واكتئب، ولربما ترك أبواباً من الخير لا يفتَحُها، لمجردِ أنها لا تُفضِي لمدح الناس، وقد تظهر علامات الإخلاصِ على الإنسانِ من خلال آثار أعماله الخيِّرةِ على الناس، ودون انتظارٍ للشكرِ أو الثناء، فيدل عليه سعيُه وعمله وجِده واجتِهاده في الخير، بما لا يعود بالمصلحة عليه شخصياً، لا مصلحةً ماديةً ولا معنوية، فهذا مما يدل على إخلاصه، مع ملاحظة عدمِ الجزمِ له بذلك، ولكن، وبشكلٍ أساسي، فإن الإخلاص أمرٌ قلبيٌ محض، مع كونهِ الأصلَ الذي تنبني عليه جميعُ الأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ، فلا يكونُ العملُ الظاهرُ مقبولاً إلا بنيةٍ صادقةٍ تدعمهُ وتُكَوِّنُ أساسه.
كيفية تحقيق الإخلاص:
ينبغي الاقتناع بعدة أمورٍ ستُساعدُ الإنسان على تحقيق الإخلاصِ لله -سبحانه وتعالى-:
أن يقصد بعبادته وجهَ الله دون سِواه، ويُطَهِّرَ قلبَهُ من الرياءِ و السمعة و الشهرة و السعيِ لمدح الناس، ويحاول أن يُبعِد نفسه عن مَواطِنِ المديح والإعجاب بالنفس.
أن يستوي عنده المدح والذم، فيكون سواء عنده ذمَّه الناس أم مدحوه، فلا يُعجبُ بمدحٍ ولا يضيق لذم، ولكن يتساوى عنده الأمران، فلو لم يكن لعملهِ قيمة لدى الناسِ فلا يبالي ؛ لأنه يبحث عن القيمة الحقيقية عند الله -سبحانه وتعالى-، فيُحقق بذلك الإخلاص بمعناه الحقيقي، ويُخَلِّصَ النفس من التدني لانتظارِ مدح الناس وثنائهم، فهذا من أهم ما يساعدُ على الإخلاصِ في القولِ والعمل.
لا بدّ أن يعلم الإنسان أن كل أعمالهِ هي بتوفيق الله له، فلو قدَّر الله له ألا يفعلها فلن يستطيع أن يفعل منها شيئاً، فليس للإنسان فضل في أعمالهِ، بل عليه أن يدرك أن الفضل كل الفضل لله -سبحانه وتعالى-، كما كان يقول عبدالله بن رواحة - رضي الله عنه-: (اللهم لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا)، فقد كان الصحابةُ يعرفون هذا المعنى على الحقيقة، ويُدركون فضل الله عليهم بأن وفقهم لهذه الأعمال، فالأولى بنا أن نكون في ذلك مِثلَهُم، نقتدي بهم، ونقتفي أثرهم.
لا بدّ للإنسان أن يدرك أنه عبدٌ لله -سبحانه وتعالى-، ولا ينتظر العبد من سيده ومولاه مقابلاً ولا عِوَضاً لطاعته، وإنما يتكرم ويتشرف لمجرد أنه عبدٌ لله -جل جلاله-، فحقيقةُ تحقيق العبودية لله، هو العمل لله خالصاً دون أن يرجو الإنسان مقابلاً لعمله.
أن يعلم الإنسان أنه مقصر بحق الله مهما فعل، فمهما عَمِلَ الإنسان من الطاعات لله، فهو مقصرٌ لم يوَفِ الله حقه، وهذا الشعور يدفعه للإخلاص لله -عز وجل-، ومراجعة نفسهِ مراراً، والسعي أكثر إلى العمل في سبيل الله مُخلِصاً النية لله تعالى.
أن يسيء الإنسان الظنَّ بنفسه، فيعتقد أن عملهُ شابه الخلل والنقص، رغم بذله الجهد وسعيه الدؤوب، إلا أنه يرى أنه لم يُحسِنِ العملَ كما يجبُ عليه، فهذا يساعد على تحقيق الإخلاصِ لله -جل وعلا-.
أن يخشى الإنسانُ من عذابِ الله ومقته وغضبه، ويتذكر دائماً البعث والحساب، فهذا مما يدفعه إلى تصفيةِ نيته، وتنقيةِ سريرته، فمعرفةُ الإنسان ويقينه بالآخرة، تجعله متعلقاً بمن بيده مصيره إما إلى جنةٍ وإما إلى نار.
أن يتذكر الإنسانُ الموت ؛ لأنه أكبر واعظٍ وأهمُّ مُذَكِّرٍ باللهِ -جل وعلا-، فلو وضع الإنسان نصب عينيه الموت مصيراً محتوماً لابد منه، تحقق لديه الإخلاص من قلبه، وترك التعلق بمكاسب دنيويةٍ زائلةٍ، بل يكون التعلق لديه بحياة ما بعد الممات، وهي الحياة الحقيقية.
أن يُكثِرَ من الأعمال الخفيةِ التي لا تظهرُ للناس، فذلك أدعى لإخلاصهِ ؛ لأن الناس لا يروه ولا يعلموا به، فلن يلقى منهم مدحا أو ثناء يشوب إخلاصه بشائبة، ولكن على ألا يحدِّثُ الناسَ بعمله مهما كان عظيماً، فلا فائدة من إخفاءِ العمل في الليل والتحديثِ بهِ في النَّهار ؛ لأن الحديث عن العمل يعني البحث عن مدح الناس، وهذا مخالف بلا شك لمعنى الإخلاص.
أن يدعو الله -سبحانه وتعالى- أن يرزقه الإخلاص في القول والعمل، فهو السبيلُ إلى كل خيرٍ وإلى كل صلاح، فالدعاءُ سِلاح المؤمن، والدعاءُ يجلِبُ الخيرَ ويُبعِدُ الشَّر، فينبغي للإنسان أن يدعو الله -سبحانه وتعالى-
أن يرزقه الإخلاص في كل أقوالهِ وأعمالهِ، وأن يُجَنِّبهُ الرياءَ والسمعة، وأن يَنزِعَ مهابة الناسِ من قلبه، فمهابةُ الناس هي التي تجعله يبحثُ عن مدحهم، فلو لم يكن للمخلوقات مهابةٌ عنده، وكانت المهابة للخالقِ وحده، سيكتفي بتحقيق رِضوانِ اللهِ دون سواه.
أن يتعوَّدَ على الطاعة، بحيث تُصبِحُ الطاعاتُ جزءاً من حياة الإنسان، فلا تكون الطاعة لديه أمراً موسمياً، يتغيرُ ويتبدل باختلافِ الحال. خاتمة وفي الختام لابد أن نُدرِك بأن الإخلاص لله سيغير حياتنا إلى الأفضل، وسيظهرُ أثره إيجابياً علينا في كل أمور الدنيا، فنسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق