الخميس، 5 أبريل 2018

الدعوة إلى الله وأهميتها

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




أيها الإخوة المؤمنون :

إن من أبجديات التفكير والبدهيات في عقل كل إنسان أن الله أوجد الخلق من العدم وغذاهم بالنعم وسخر لهم ما في السماوات ومافي الأرض (ألم تروا أن الله سخر لكم مافي السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) كل ذلك ليقوموا بعبادته على المنهج الذي شرعه من خلال إرسال الرسل وإنزل الكتب.

وتم وعد الله فأشرقت الأرض بشمس الهدى ودخل الناس في دين الله أفواجا (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .

فكان لابد لهذا الدين الذي كمل من عناية ولتلك النعمة التي تمت من رعاية لذلك فقد حمل الله الأمة مسؤولية هذا الدين الذي ارتضاه بالتمسك به وتطبيقه في جميع شؤون الحياة في العبادات والمعاملات والجنايات والعلاقات الدولية سواء في ذلك الفرد والأسرة والمجتمع والدولة حكاما ومحكومين .

امرنا صلى الله عليه وسلم بالبلاغ عنه كما في الحديث الذي رواه البخاري ( بلغوا عني ولو آية ) والحديث الآخر ( نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها ).

ومن هنا جاءت أهمية الدعوة إلى الله لأنها وظيفة الرسل وأتباعهم (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) .


عباد الله :


إن الدعوة إلى الله تعالى ضرورة شرعية دل عليها الكتاب والسنة بل لقد نبهت الكتب السابقة قبل نزول القرآن الكريم على أن شعار هذه الأمة هو الدعوة إلى الله كما جاء في قوله عز وجل عن مؤمني أهل الكتاب ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ...) فقد قدم الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما أساس الدعوة قدمهما على تشريع الحلال والحرام .

ومما يؤكد أهمية الدعوة إلى الله تعالى أن الله جعلها قسيمة الجهاد في سبيله كما قال سبحانه ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة ..) . فقد سمى الله الخروج في طلب العلم لتعلمه وتعليمه نفيرا وجعله مقابلا للذين ينفرون للجهاد في سبيله .

كما أن الله تعالى جعل الدعوة من وسائل التمكين في الأرض قال تعالى ( الذين إن مكناهم في الأرض أقامو الصلاة ..)

وأعظم فضائل الدعوة على هذه الأمة هي الخيرية المطلقة التي نالت بها قصب السبق على كل الأمم

(كنتم خير أمة أخرجت للناس ..) لأن نفع الناس وتعليمهم الهدى والخير من أعظم الأعمال التي يحبها الله جل جلاله ( ومن أحسن قولا ممن دعا ..) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) متفق عليه


عباد الله :

إن الدعوة إلى الله تعالى يقصد بها كل ما فيه ترغيب في الدعوة إلى دين الله والتمسك به ، ويجمل ذلك ويوضحه قول الله تبارك وتعالى ( ادع إلى سبيل ربك .. )

فسبيل الله هو الإسلام وهو الصراط المستقيم هو الذي يجب الدعوة إليه لا إلى مذهب فلان ولا إلى رأي فلان ، ولكن إلى دين الله الذي بعث به محمد عليه الصلاة والسلام وعلى رأس ذلك الدعوة إلى العقيدة الصحيحة و توحيد الله بالعبادة والإخلاص له

ويدخل في ذلك الدعوة إلى ما افترض الله على العباد من واجبات من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن النكر والأخذ بما شرع الله في الطهارة والصلاة والمعاملات والنكاح والطلاق والجنايات والحرب والسلم وفي كل شيء لأن دين الله عز وجل شامل يشمل مصالح العباد والمعاش والمعاد

ويشمل مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال يشمل الأخوة الإيمانية واللجمع بين المسلمين والتأليف بينهم .


عباد الله :

إن من المعلوم أن للوسائل أهمية كبيرة في تحقيق المقاصد ، وإن أعظم مقاصد الدعوة إلى الله تعالى تبليغ رسالة الإسلام ونشر الخير ، وإن الوسائل المحققة لهذا المقصد العظيم كثيرة لا حصر لها ، لذا كان من الضروري أن يتعرف الناس عموما والدعاة إلى الله خصوصا على أفضل الوسائل لتبليغ دين الله عز وجل لا سيما ونحن نعيش في زمن تطورت فيه الوسائل وأصبح العالم كالقرية الواحدة.

فنسأل الله أن يوفقنا جميعا لحسن الدعوة إليه وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا .


عامر بن عيسى اللهو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق