**أتعجّبُ منهم ..!
.
., تعجّبّتُ من - الملك قطز ...حين رأى التتار يملؤون الأرض في -عين جالوت -..عرّف أنّه لا يهزمهم إلّا الله ...فنزل عن حصانه وسجد يمرّغ وجهه على الأرض يلجأ الى الله كطفل ضائع يعالج ضعفه :...وينادي : " اللهم انصر عبدك قطز .."...لو ظلّ يحارب كملِك لانهزم ولكنه تنحى ...وأسلَم ملك الإسلام لله ..!
.أناس عرفوا أنّ المُلك له وحده ..يفعل به ما يشاء ..فيخافون ممّا يشاء ويقتربون منه ..
.
..وعابدٌ يذهب للحج وفي طريقه يرى امرأة تبحث في القمامة لأولادها عن طعام ..فيعطيها نفقة سفره ويترك الحج ...قد فهم ما يحبّ الله..فالله يريد نقاء الإنسان من كلّ شرائع الدين ..!!
.
...وأتعجّب من عمر وهو يموت في صلاة الفجر وقد وقع على الارض .بعد مقتله ...يرفع أحدهم رأسه عن رمال المسجد الملطخة بدمه ...فيقول بصوت منهك : بل ضعه هنا ..عسى الله إذا رآني بهذا الموضع أن يرحمني ….!..ثم يسألهم عن أغلى شيء في حياتهم : هل أتمّ المسلمون الصلاة ..!
.
...وأستغربُ من خالد بن الوليد ..وهو يحطّم في النهار كلّ شيء أمامه في المعركة ..ولكنّه إذا انتهت المعركة ..يمشي كراهب وبهدوء شديد ..الى فسطاطه ..فيفتح صندوقا ينفض فيه ما علق على ملابسه من غبار وتراب المعركة ...حتى جاء يوم موته في حمص والصندوق معه قد امتلأ : يقول : ادفنوه معي ...شاهدا لي على جهادي
.
…!…….يتقرّب بصندوق .. مع كل ذرّة تراب فيه كان ينتظر الشهادة …!!وهذا بعزّ رأسه الملطخ بالدم وهذا يمرّغ وجهه الملّكيّ في التراب ...يتنحى ويُسلم المُلك لله …………….ونحن : يجب أن نسلك ذلك الوادي ...نبكي ونستغفر الله ونحن ذاهبون إلى المدفن ……...ليرحمنا الله ونحن : يجب أن نسلك ذلك الوادي ...نبكي ونستغفره ونحن ذاهبون إلى المدفن …فنحن لا نحارب لله ولا للعدل ولا للحقّ ولا لأنفسنا ..!!…وحين نموت لا نعرف حتى ..أن الأموات يذهبون لله ...!!
.
.
.
.
. عبدالحليم الطيطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق