تحية طيبة /:)
هذا الموضوع هو في حقيقته مداخلة - أو جزء من موضوع نقاشي أكبر - تجدون ر ابطه هنا:
لمن أراد التوسع أو أن ينفعنا بما يفتح الله عليه هناك..
...
لكننا سنتناول ثنائية "الخبيث" و "الطيب" وما جاء عنها في القرآن بتفصيل أكبر في هذا الموضوع المستقل..
فالقرآن هو حُجّة تكفي
ومنه تُستمدّ قوّة ومنطق يُغني
هو الحبل المتين المُنجي
...
فمن شاء أن يُحاججنا به فمرحى لعلنا نزداد فهما وعلما..:19::cool:
ومن شاء أن يُعارضه بكلام البشر من المتفلسفة فله ذلك..:rolleyes:;)
...
بسم الله..
يُعرّف الخبثُ لغة بأنّه هو خلاف الطيّب...
ويُعرّف الطيّب لغة بأنه كلُ ما تستلذُهُ الحواسُّ أَو النفس + كلّ ما خلا من الأَذَى
ويُعرّف الطيّب لغة بأنه كلُ ما تستلذُهُ الحواسُّ أَو النفس + كلّ ما خلا من الأَذَى
...
ويُعرّفُ الخُبث اصطلاحا بأنّه إضمار الشَّرِّ للغير، وإظهار الخير له، واستعمال الغِيلة والمكر والخديعة + ما يُكره رداءةً وخسَّةً، محسوسًا كان أو معقولًا، وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبح في الفعال..
..
..
ولفظة "الخِسّة" هي ضدّ " النُّبل" فتجدهم يقولون:
معدن نبيل vs معدن خسيس
ولفتة أخرى..
تكرّرت لفظة "الخبيث" بكل مشتقاتها 16 مرة في القرآن..
والعجيب أنّ لفظة أخرى تكرّرت بنفس العدد = 16مرّة ..
وهي لفظة "الخيانة.. ؟ !
أما لفظة "الطيب" بكل مشتقاتها.. فأضعاف ذلك بكثير ولمن شاء أن يُحصي فله ذلك..
...
أول ما نتناوله عن الخبيث والطيب هو ما جاء مقترناً بـ "الكلمة"
فقد وصفها الحق سبحانه تارة بـ "الخبث" وتارة بـ "الطيبة"
الكلمة الطيّبة VS الكلمة الخبيثة
لنتأمّل الآيات الكريمة من سورة إبراهيم..
من الآية 24 إلى الآية 27
واحدة واحدة ..
...
...
قال تعالى:
"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ /24 "
في الآية الأولى هنا أُعطيت الكلمة "الطيبة" صفة "الثّبات" على مرّ الزمان لا تتغير كما سبق وأشرنا في مداخلات سابقة لما تناولنا ثنائية "الثبات" و "التغير" في موضوعنا المُشار إليه بالرابط أعلاه..
+
وُصفت بأنّ لها أصلا متجذرا في الأرض لا يمكن انتزاعه vs "صفة الكلمة الخبيثة" بعد أسطر من موضعنا هذا..
والصفة الأخرى لـ "الكلمة الطيبة" هي "اتصالها بـ السماء"
فالحق يعلُو والقرآن يعلو..
فالحق يعلُو والقرآن يعلو..
والإنسان الطيب يعلو والكلمة الطيبة تعلو
..
..
ألم يقل ربُّ العزّة في موضعين من كتابه:
// ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم "الأعلون" إن كنتم مؤمنين / آل عمران – آية 139 //
...
// فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ " الْأَعْلَوْنَ " وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ / محمد – آية 35 //
عُلُوٌّ بمعيّةٍ ربانية ... فهل من متدبّر..;)
...
ونواصل مع سورة إبراهيم بالآية الموالية لتزيدنا بيانا عن "الكلمة الطيبة"
قال تعالى:
قال تعالى:
// تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ – الآية 25 //
وصفة أخرى للكلمة الطيبة وهي أنه "تُثمر" وتُؤتي أُكلها ..
والأجمل هو أنّ ذلك الإثمار ليس ظرفياً مؤقتا .. بل "كلّ حين" ..
وهو ما عنْونّا به موضوعنا - المشار إليه بالرابط أعلاه - في عبارة "ما ينفع الناس" فهل يستوي ما ينفع الناس بـ "الزّبد" من زخرف القول .. كلا
فقد يُنتج بعض البشر "فكرا" أو فلسفة" أو "منهج حياة اجتماعي" أو "نظاما سياسيا .."
يُبهر ويُذهل ويخطف الأبصار والأفئدة ويظهر بأنه يربو وينجح ..
لكنه سرعان ما ينهار .. كما انهار الفكر الشيوعي والاشتراكي وينهار حاليا النظام الرأسمالي المتوحش..
ذلك "الزّبد" والإفك أثمر .. لكنه بعد فترة من الزمن يُفلس ويعقم ..
...
...
وختم الله الآية مخاطبا "النّاس" كل الناس وليس المؤمنين فقط .. بأن: أيها الناس إن أردتم مثلا لتقريب الفهم فهذا مثل لمن "يعقلون"
...
ونواصل مع سورة إبراهيم والآية الموالية التي تتناول "الكلمة الخبيثة"
تلاحظون إخوتي المتابعين هنا بأن الله خصّص للكلمة الطيبة آيتين بينما آية واحدة كانت كافية لتوصيف الكلمة الخبيثة..
// وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ– آية 26 //
الكلمة الخبيثة لا يمكنها أن تكتسب صفة "الثبات" = ما لها من قرار ..
فهي كشجرة خبيثة = لا تنفع ولا تستطيع أن تمُدّ جذورها في أعماق الأرض.. فهي أضعف من ذلك..
وسيكون مآلها السقوط بهبة ريح أو هزّة ما ..
كالهزّات الاجتماعية والاقتصادية التي أسقطت وستسقط كل نظام "خبيث " وكلّ "زبد" وكل فكر منحرف عن "الفطرة النقيّة"
ذلك تقرير رباني..
واختتم الحق سبحانه الآيات الثلاث من سورة إبراهيم بلافتةعظيمة تُقرأ بالقلوب قبل العقول تُلخّص مصير معسكر "الكلمة الطيبة" VSمصير معسكر "الكلمة الخبيثة"
فقال تعالى:
// يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ – آية 27 //
تتكرر وتتأكّد مرة أخرى صفة "الثبات" التي يُكرم بها من تخندق مع.. وآمن بـ "الكلمة الطيبة" = وهي "القول الثابت"
وبالمُقابل – منطقيا – من لا يؤمن بـ"القول الثابت" ويتبع "الزّبد" هُم من سمّاهم ربُّ العزّة بـ "الظّالمين" ومصيرهم = "يُضلّهم الله "
فهم في ضلالهم يعمهون..
فهم في ضلالهم يعمهون..
والقرآن يفسر بعضه بعضا.. لمن تدبّر وهداه الله بنوره..
وقد يقول قائل بأن العلماء يرون بأن الكلمة الطيبة هي "لا إله إلا الله" والكلمة الخبيثة هي " كلمة الكفر والإلحاد" وهو ما لا يتعارض مع ما أدرجناه هنا لمن يفقه .. بل هو القول المُركّز ومُلخّصٌ لبعض ما قلناه..
... يتبع بإذن الواح الأحد..
لنتناول إضاءات ذات صلة – دون تكرار - من الآيات:
الآية 100 – سورة المائدة
الآية 58 – سورة الأعراف
الآية 37 – سورة الأنفال
الآية 26 – سورة النور
الآية 24 – سورة الحجّ
الآية 10 – سورة فاطر
الآية 179 – سورة آل عمران
...
وأكون شاكرا لمن يتناول إحدى تلك الآيات قبلي لنتفكّر ونتدبّر ونستخرج منها ما يزيد موضوعنا عن "الزّبد" و "ما ينفع الناس" عمقاً ونفعاً ..
تحياتي/ :cool:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق