الحمد لله تفرد بكل كمال، تفضل على عباده بجزيل النوال، بيده الخير؛ ومنه الخير فله الحمد على كل حالٍ، وفي كل حال، في الحال وفي المآل، أحمده سبحانه على ما منح من النعماء، وأشكره على واسع العطاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تقدس في الذات والصفات والأسماء، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله سيد المرسلين، وخاتم الأنبياء، وإمام الحنفاء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأوفياء، وأصحابه النجباء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما دامت الأرض والسماء.
أما بعد:
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون"
عباد الله: يقول الله تعالى في محكم تنزيله " ولَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "
أيها الأحبة الأكارم بخس الناس أشْيَاءَهُمْ هو إنقاصهم حقوقهم ظلما وهي مشكلة قديمة وآفة عريقة بدأت حين بدأ خلق البشــر فإن الله تعالى حين أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم سجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس أراد أن يبخس آدم حقه فقال" أأسجد لمن خلقت طينا " وقال "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" وهكذا حصل لأحد ابني آدم حين بخس أخاه حقه وهكذا حصل لأقوام الأنبياء حينما ازدروا أنبياءهم ورسلهم واحتقروا أولئك الذين آمنوا برسلهم "وقالوا إن هم إلا أراذلنا بادي الرأي" وكذلك فعل كفار قريش مع رسول الله وكذلك فعل فرعون مع قومه. مع بني إسرائيل الذين عبدهم وأذلهم وجعلهم عبيدا لأنه بخسهم حقهم وإنسانيتهم ومكانتهم وازدراهم واحتقرهم وكذلك اليهود يفعلون فإن عبد الله بن سلام رضوان الله عليه وكان يهوديا فلما أراد أن يسلم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قدومه إلى المدينة ، فقال: أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، وأنك جئت بحق. وقال يا رسول الله :لقد علمت اليهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فسلهم عني [ قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في ]، فأرسل إليهم فجاؤوا، فقال: يا معشر اليهود، ويلكم ! اتقوا الله، فوالله إنكملتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بحق.فأسلموا ".
قالوا: ما نعلمه. قال: " فأي رجل فيكم ابن سلام " قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال: " أفرأيتم إن أسلم " ؟ قالوا: حاشى لله، ما كان ليسلم.
فقال: " اخرج عليهم ".
قال: فخرج عبد الله من وراء الستار ، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله ; وأن محمدا رسول الله.
فقالوا: شرنا وابن شرنا ; وجاهلنا وابن جاهلنا. وبخسوه حقه ونقصوه مكانته .
فقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه: يا رسول الله، ألم أخبرك أنهم قوم بهت . أي يبهتون الناس بما ليس فيهم.
أيها المسلمون:" ولَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ": لا تبخسوا الناس كل الناس أشياءهم جمع شيء وكلمة شيء تصدق على كل موجود في هذا الوجود.فمن بخس الناس اشياءهم في اموالهم أو في حقوقهم ،أو في أنسابهم. أوفي علمهم، أوفي فضلهم ومكانتهم، أو في شيء من أشيائهم فإن هاته الآية تصدق عليه ويدخل في المتكبرين الذين يبغضهم الله تعالى .
عباد الله : إن بخس الناس اشياءهم مرده الى ثلاثة آفات:الحسد كما فعل إبليس والأثرة والتي هي حب الذات وحب النفس التي نسميها الأنانية والأمر الثالث هو الكبر وهل الكبر إلا غمط الناس واحتقارهم وازدراؤهم وهضم حقوقهم.
ومن صور جريمة بخس الحقوق عدم نسبة الفضل إلى أهله؛ كأن ينتحل الشخص ويتبنى جهود الآخرين المعنوية والفكرية وينسبها إلى نفسه، والله يقول:لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ " ومن بخس الحقوق نكران فضل الغير ومعروفه؛ خصوصاً عند الخصومة، ومعلوم أن من بالغ في الخصومة أثم، والخصومة بالباطل تؤدي إلى كشف الأستار، وبخس حق الصحبة، والتشهير بالكذب. ومن بخس حق المسلمين أن يخطب المسلم على خطبة أخيه، أو أن يشتري على شرائه، أو يبيع على بيعه، أو يسوم على سومه.
ومن البخس المتفشي في زماننا بخس الزوجةِ حقَّ زوجها، وبخس الزوج حق زوجته، وقد سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق الزوجة كفران العشير فقال - صلى الله عليه وسلم -: (أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن)قيل: أيكفرن بالله؟ قال:(يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط)رواه البخاري29، فالإصرار على هذا الكفران من أسباب دخول النار، وفي الحديث الصحيح:(لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه" ومن بخس حق الزوج خيانته و كتمان خيره، وإذاعة أخطائه وتضييع أبنائه وماله.
ومن صور البخس في المقابل: بخس الزوج لحق زوجته كأن يقلل من شأنها ويعيب خدمتها، ورعايتها له ولأبنائه؛ كي لا تطلب منه شيئاً؛ أو يخونها في حين غفلة منها أو يضيق عليها في دينها وأخلاقها والله تعالى يقول : "وعاشروهن بالمعروف"
كما لا يخفى أن بخس اليتامى من أكبر الكبائر، وويل لصاحبه من النار؛ "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا سورة النساء:10.وبخس الضعيف الذي لا يستطيع المحاماة عن حقه، وبخس المستضعف الذي لا يستطيع الدفاع ولا البيان، وبخس المسكين الذي لا يستطيع أن يذهب ليقيم دعوى، أو يطالب؛ لا شك أن هذا من أشنع البخس الحرام.
ولا تبخسوا الناس أشياءهم": يصدق في أمور وأحوال كثيرة، فمنها بخس رب العمل لحقوق العمال، و التقليل من قيمة مجهوداتهم، والحط من أعمالهم، وعدم إيفائهم مقابل ما عملوه سواء بإنقاص الثمن المتفق عليه أو بالمماطلة في دفعه إياهم .أو أكل أموالهم باطلا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة"، وذكر منهم: "رجلا استأجرا أجيرا فاستوفى منه عمله، ثم أكل حقه ولم يعطه أجره". وفي مقابل ذلك يوجد من العمال من يبخس حق صاحب العمل فهذا يأخذ أجرة على عمل لا يستحقه، وآخر يأتي متأخراً، ويخرج من عمله مبكراً، وهذا يتلف بعض الممتلكات إهمالاً وتضييعاً، وآخر يحتال من الحيل ما يأخذ به أشياء من حق مستخدمه، ولا شك أن هذا بخس وظلم.
أما بعد:
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون"
عباد الله: يقول الله تعالى في محكم تنزيله " ولَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "
أيها الأحبة الأكارم بخس الناس أشْيَاءَهُمْ هو إنقاصهم حقوقهم ظلما وهي مشكلة قديمة وآفة عريقة بدأت حين بدأ خلق البشــر فإن الله تعالى حين أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم سجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس أراد أن يبخس آدم حقه فقال" أأسجد لمن خلقت طينا " وقال "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" وهكذا حصل لأحد ابني آدم حين بخس أخاه حقه وهكذا حصل لأقوام الأنبياء حينما ازدروا أنبياءهم ورسلهم واحتقروا أولئك الذين آمنوا برسلهم "وقالوا إن هم إلا أراذلنا بادي الرأي" وكذلك فعل كفار قريش مع رسول الله وكذلك فعل فرعون مع قومه. مع بني إسرائيل الذين عبدهم وأذلهم وجعلهم عبيدا لأنه بخسهم حقهم وإنسانيتهم ومكانتهم وازدراهم واحتقرهم وكذلك اليهود يفعلون فإن عبد الله بن سلام رضوان الله عليه وكان يهوديا فلما أراد أن يسلم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قدومه إلى المدينة ، فقال: أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، وأنك جئت بحق. وقال يا رسول الله :لقد علمت اليهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فسلهم عني [ قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في ]، فأرسل إليهم فجاؤوا، فقال: يا معشر اليهود، ويلكم ! اتقوا الله، فوالله إنكملتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بحق.فأسلموا ".
قالوا: ما نعلمه. قال: " فأي رجل فيكم ابن سلام " قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال: " أفرأيتم إن أسلم " ؟ قالوا: حاشى لله، ما كان ليسلم.
فقال: " اخرج عليهم ".
قال: فخرج عبد الله من وراء الستار ، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله ; وأن محمدا رسول الله.
فقالوا: شرنا وابن شرنا ; وجاهلنا وابن جاهلنا. وبخسوه حقه ونقصوه مكانته .
فقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه: يا رسول الله، ألم أخبرك أنهم قوم بهت . أي يبهتون الناس بما ليس فيهم.
أيها المسلمون:" ولَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ": لا تبخسوا الناس كل الناس أشياءهم جمع شيء وكلمة شيء تصدق على كل موجود في هذا الوجود.فمن بخس الناس اشياءهم في اموالهم أو في حقوقهم ،أو في أنسابهم. أوفي علمهم، أوفي فضلهم ومكانتهم، أو في شيء من أشيائهم فإن هاته الآية تصدق عليه ويدخل في المتكبرين الذين يبغضهم الله تعالى .
عباد الله : إن بخس الناس اشياءهم مرده الى ثلاثة آفات:الحسد كما فعل إبليس والأثرة والتي هي حب الذات وحب النفس التي نسميها الأنانية والأمر الثالث هو الكبر وهل الكبر إلا غمط الناس واحتقارهم وازدراؤهم وهضم حقوقهم.
ومن صور جريمة بخس الحقوق عدم نسبة الفضل إلى أهله؛ كأن ينتحل الشخص ويتبنى جهود الآخرين المعنوية والفكرية وينسبها إلى نفسه، والله يقول:لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ " ومن بخس الحقوق نكران فضل الغير ومعروفه؛ خصوصاً عند الخصومة، ومعلوم أن من بالغ في الخصومة أثم، والخصومة بالباطل تؤدي إلى كشف الأستار، وبخس حق الصحبة، والتشهير بالكذب. ومن بخس حق المسلمين أن يخطب المسلم على خطبة أخيه، أو أن يشتري على شرائه، أو يبيع على بيعه، أو يسوم على سومه.
ومن البخس المتفشي في زماننا بخس الزوجةِ حقَّ زوجها، وبخس الزوج حق زوجته، وقد سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق الزوجة كفران العشير فقال - صلى الله عليه وسلم -: (أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن)قيل: أيكفرن بالله؟ قال:(يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط)رواه البخاري29، فالإصرار على هذا الكفران من أسباب دخول النار، وفي الحديث الصحيح:(لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه" ومن بخس حق الزوج خيانته و كتمان خيره، وإذاعة أخطائه وتضييع أبنائه وماله.
ومن صور البخس في المقابل: بخس الزوج لحق زوجته كأن يقلل من شأنها ويعيب خدمتها، ورعايتها له ولأبنائه؛ كي لا تطلب منه شيئاً؛ أو يخونها في حين غفلة منها أو يضيق عليها في دينها وأخلاقها والله تعالى يقول : "وعاشروهن بالمعروف"
كما لا يخفى أن بخس اليتامى من أكبر الكبائر، وويل لصاحبه من النار؛ "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا سورة النساء:10.وبخس الضعيف الذي لا يستطيع المحاماة عن حقه، وبخس المستضعف الذي لا يستطيع الدفاع ولا البيان، وبخس المسكين الذي لا يستطيع أن يذهب ليقيم دعوى، أو يطالب؛ لا شك أن هذا من أشنع البخس الحرام.
ولا تبخسوا الناس أشياءهم": يصدق في أمور وأحوال كثيرة، فمنها بخس رب العمل لحقوق العمال، و التقليل من قيمة مجهوداتهم، والحط من أعمالهم، وعدم إيفائهم مقابل ما عملوه سواء بإنقاص الثمن المتفق عليه أو بالمماطلة في دفعه إياهم .أو أكل أموالهم باطلا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة"، وذكر منهم: "رجلا استأجرا أجيرا فاستوفى منه عمله، ثم أكل حقه ولم يعطه أجره". وفي مقابل ذلك يوجد من العمال من يبخس حق صاحب العمل فهذا يأخذ أجرة على عمل لا يستحقه، وآخر يأتي متأخراً، ويخرج من عمله مبكراً، وهذا يتلف بعض الممتلكات إهمالاً وتضييعاً، وآخر يحتال من الحيل ما يأخذ به أشياء من حق مستخدمه، ولا شك أن هذا بخس وظلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق