الخميس، 26 يونيو 2014

أعراس الشيطان: الزردة والوعدة ~






هذه مجموعة مقالات لمجموعة من علماء الجزائر ـ رحمهم الله ـ ينيرون بها العقول ويهذّبون بها النّفس التي انغمست في الضلال فصارت تحتفل بأعراس الشيطان



إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا

وسيّئات أعمالنا ،، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،،



وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده

ورسوله عليه الصلاة والسلام ~



قال الله تعالى:

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) ))

آل عمران



(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا

وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ

كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
(1) )) النساء



(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ

وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
(71) ))

الأحزاب



أمّا بعد فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدى هدى

محمّد صلى الله عليه وسلّم وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة

بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار ~









منشور من جمعيَّة العُلماء المسلمين الجزائريِّين إلى الأمَّة الجزائريَّة المسلمة بمناسبة الزَّردة

الَّتي يدعو إليها ويتزَّعمها الدُّكتور ابن جلُّول بقسنطينة




[نُشر في جريدة "البصائر" : ع39 ، 30 رجب 1355هــ / 16 أكتوبر 1936م/ ص:4-5]




فصلٌ مستل من الكتاب الفذّ :

الشَّيخ بلقاسم بن ارْوَاقْ: سيرته ومنهجه الإصلاحي

أعدَّهُ: الشَّيخ السَّلفي أبو محمّد سمير سمراد - حفظه الله








بسم الله الرحمن الرحيم











" أيُّتها الأمَّة ! إلى متى يلعب بك أعداؤك ؟ إلى متى يتَّخذون دينك هزوًا ولعبًا ؟ إلى متى يشغلونك بالسَّفاسف والمضحكات ؟ إلى متى يستغلون غفلتك وجهلك ويقودونك إلى المهلكات ؟ إنَّهم يدبِّرون لك المكائد بأسماء مختلفة وفي مظاهر مختلفة ... بالأمس دبَّروا لك مكيدة مات فيها إمام ظُلْمًا وعدوانًا ، وسُجن فيها عالم ظُلْمًا وعُدْوَانًا ، ومرادهم من ذلك كلِّه معروف ، فخيّبت ظنّهم وأحبطت سعيهم



واليوم ينصبون لك الفخَّ على قطعة من اللَّحم باسم "الزَّردة الكبيرة" و "الأكلة الشَّعبيَّة" كأنَّهم لا يعرفون قدرك ، ولا يعترفون بأنَّك "شعب" إلاَّ في هذه المواقف المزرية ، إنَّ المسلم حرٌّ ، والحرُّ لا يرضى بالدَّنيَّة ، ولو مات من الجوع ، ولا يرضى له الإسلام أن يكون كالضَّبع يصاد بأبخس المآكل

إنَّهم يسترون هذه الزَّردة – بل هذه الفضيحة – باسم الإحسان إلى المساكين ، وأين غاب عنهم الإحسان في غير هذا الوقت ، ويزيِّنوها باسم الاحتفالات الدِّينيَّة المحرَّمة وإحياء العوائد السَّخيفة الضَّارَّة – ومحال أن يأتي الإحسان لطائفة من المساكين بالإساءة إلى جميع المسلمين ...



إنَّ هذه الزَّردة الَّتي كثرت عنها الإعلانات وجمعت لها الإعانات ، هي كحبَّة القمح الَّتي توضع في الفخِّ ...[ ثمَّ ذكر الأغراض من تدبير هذا الفخِّ ، ومنها ] :

تشويه دين الإسلام بنسبة هذه السَّخافات إليه وإقامة الحجَّة على الإسلام بكلام دعاة الزَّردة

تشويه سمعة الأمَّة السِّياسيَّة ... يصوِّرنها على تلك الحالات السَّخيفة الَّتي سمَّاها دعاة الزَّردة "احتفالات دينيَّة" ويسجِّلون تلك الفضائح في الأفلام السِّينمائيَّة وينشرونها في العالم



أيتُّها الأمَّة ! ... إنَّ بعض المعروفين بالشِّدَّة والمعارضة لمصالحكم قد ظهر بمظهر السَّخاء والتَّساهل في هذه الزَّردة ، وبعض الإدارات الَّتي كانت تعارض التَّعليم ... – وهو عمل إنساني – وتشحُّ في إعانة المشاريع الخيريَّة بالسَّانتيم قد ظهرت في هذه الزَّردة بمظهر المساعد المعين بالمال والجاه ، فما معنى هذا ؟ إن كنتم تفهمون (1)



إنَّ النائب الدُّكتور يدجِّل باسم المساكين وباسم الإحسان وباسم الدِّين، فإذا كانت الزَّردة الَّتي يدعو إليها ليست من الدِّين ، فكذلك الإحسان الَّذي يدَّعيه الدُّكتور ليس بإحسان ، وقد عهدناه متخلِّفًا [نائمًا] في جميع المواقف الكبرى والأزمات الشَّديدة الَّتي يجب فيها الإحسان والدَّعوة إلى الإحسان ...



أيُّها المسلمون ! إنَّ اللُّحوم الَّتي تأكلونها في هذه الزَّردة حرام ، لأنَّها ممَّا أُهِلَّ به لغير الله ، وإنَّ اللُّقم الَّتي تأكلونها هي ثمن لضمائركم ، وإنَّ هذه الأعمال كلَّها لعبٌ بكم وسخريَّة بدينكم وفضيحة لكم أمام الأجانب ، وإنَّ آلات التَّصوير محضرة والفخاخ منصوبة فاحذروا ثمَّ احذروا ، إنَّ مثل هذه الزَّردة قد وقع في تلمسان من عدوٍّ للإسلام ، اشترى أتباع الطُّرق والدَّراويش بزردة ، وسجّل على شريط السِّينما كلّ أعمالهم من المزامير والبنادير وأكل الحيَّات والأفاعي ، ثمَّ نشر الفيلم في الدُّنيا كلِّها ليقول للعالم : هذا هو الإسلام وهؤلاء هم المسلمون (2)



وإنَّ مثل زردتكم ليقع في عمالة وهران لا لوجه الله ولا للإحسان ، ولكن للأغراض الَّتي ذكرناها لكم ، فقارنوا بين من فعلها بالأمس وبين من يفعلها اليوم تعلموا أنَّ الغاية واحدة وتتحقّقوا ما يراد بكم وأنتم غافلون



احذروا أن تقعوا في الفخِّ ، وقاطعوا الَّذين اتَّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا وابتعدوا عن "الزَّردة" تقرّبوا من الله !!!






والسَّلام عليكم : أمضاه المجلس الإداري لجمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين"





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق