بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اتّبع هداه إلى يوم الدين .
أما بعد، فقد قال الشيخ مشهور سلمان حفظه الله في كتابه " قصص لا تثبت " ( 8- 148 ) في الحاشية :
اقتباس:
ولي مصنّف بعنوان " درّة عمر وحاجة الناس اليوم إليها "، حوى عجائب ومخبّآت، يسّر الله إتمامه بخير وعافية . اهـ . |
فعلاً ! ما أحوج الناس اليوم إلى إمام مثل سيّدنا عمر، يرشدهم إلى التمسّك بكتاب الله وسنّة رسوله ، ويحذِّرهم من البدع ومحدثات الأمور، ويؤَدِّبهم بالدرّة إذا لم يستجيبوا له، وقد وصفته الشفاء بنت عبد الله - كما في ترجمته في تاريخ الطبري - بقولها :
اقتباس:
كان والله عمر إذا تكلّم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، هو والله الناسك حقًّا . |
________________________________
- عن زيد بن وهب، أن بطالاً كان بالمدينة، فطلّق امرأته ألفاً، فرُفِع ذلك إلى عمر بن الخطاب، فقال : إنما كنتُ ألعب، فعلاه عمر بالدرّة وقال : إن كان ليكفيك ثلاث . (عزاه في كنز العمال إلى عبد الرزاق وابن شاهين في السنة وسنن البيهقي الكبرى ) .
________________________________
- عن موسى بن خلف، أن عمر مَرّ برجل يكلِّم امرأة على ظهر الطريق، فعلاه بالدرّة، فقال الرجل : يا أمير المؤمنين! إنها امرأتي، قال : فهلا حيث يراك الناس . ( عزاه في كنز العمال إلى مكارم الأخلاق للخرائطي ) .
________________________________
- عن أبي عمرو الشيباني قال : بلغ عمر أن رجلاً يصوم الدهر، فعلاه بالدرّة وجعل يقول : كُل يا دهر! كُل يا دهر ! ( مصنف ابن أبي شيبة ) .
________________________________
- عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : قال عمر : لا يدخل رجل على مغيبة، فقال رجل : إن أخاً لي أو ابن عم لي خرج غازياً وأوصاني فأدخل عليهم، فضربه بالدرّة فقال : إذن كذا، إذن دونك، لا تدخل وقُم على الباب فقُل : لكم حاجة ؟ أتريدون شيئاً ؟ ( مصنف عبد الرزاق )
________________________________
- عن ابن سيرين، أن عمر رأى رجلاً يجر شاة ليذبحها، فضربه بالدرّة وقال : سُقها - لا أم لك - إلى الموت سوقاً جميلاً . ( سنن البيهقي الكبرى )
________________________________
- عن موسى بن أنس قال : سأل سيرينُ أنساً المكاتبة - وكان كثير المال - فأبى ، فانطلق سيرين إلى عمر فدعاه عمر وقال له : كاتِبه . فأبى، فضربه بالدرّة وتلا : فكاتِبوهم إن علِمتُم فيهم خيراً ، فكاتبه . ( رواه البخاري ) .
________________________________
- عن سليمان بن حنظلة قال : أتينا أبيّ بن كعب لنتحدّث إليه، فلمّا قام قُمنا ونحن نمشي خلفه، فرآنا عمر نتبعه فضربه بالدرّة، قال : فاتقاه بذراعيه، فقال : يا أمير المؤمنين ! ما نصنع ؟ قال : أوما ترى؟ فتنة للمتبوع، مذلّة للتابع . ( سنن الدارمي ) .
________________________________
- عن محمد بن عبد الله بن قارب الثقفي عن أبيه، أنه اشترى من رجل جارية بأربعة آلاف قد كانت أسقطت من مولاها سقطاً، فبلغ ذلك عمر ، فأتاه فعلاه بالدرّة ضرباً وقال : بعدما اختلطت لحومكم بلحومهن ودماؤكم بدمائهن بعتموهن، لعن الله اليهود، حُرِّمَت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها . ( مصنف ابن أبي شيبة ) .
________________________________
- عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، أن رجلاً من الأنصار كان قاعداً عند عمر في يومِ مطرٍ، فأكثر الأنصاري الدعاء بالاستسقاء، فضربه عمر بالدرّة وقال : وما يُدريك ما يكون في السقيا ؟ ألا تقول : سقيا وادعة نافعة تسع الأموال والأنفس ؟ ( كتاب المطر والرعد والبرق والريح لابن أبي الدنيا ) .
________________________________
- عن إبراهيم قال : نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء، قال : فرأى رجلاً معهن فضربه بالدرّة، فقال الرجل : لئن كنتُ أحسنتُ لقد ظلمتني، ولئن كنتُ أسأتُ ما علَّمتني، فأعطاه عمر الدرّة وقال : امتثل . قال : فعفى الرجل عن عمر . ( أخبار مكة للفاكهي ) .
________________________________
- عن عكرمة بن خالد قال : دخل ابنٌ لعمر بن الخطاب عليه وقد ترجّل ولبس ثياباً حساناً، فضربه عمر بالدرّة حتى أبكاه، فقالت له حفصة رضي الله عنها : لِمَ ضربته ؟ قال : لقد رأيته قد أعجبته نفسه فأحببتُ أن أُصَغِّرها إليه . ( عزاه في كنز العمال إلى مصنف عبد الرزاق ) .
________________________________
- عن زياد بن علاقة قال : رأى عمر رجلاً يقول : إن هذا لخير الأمّة بعد نبيّها، فجعل عمر يضرب الرجل بالدرّة ويقول : كذب الآخر، لأبو بكرٍ خير منّي ومن أبي ومنك ومن أبيك . ( عزاه في كنز العمال إلى خيثمة في فضائل الصحابة ) .
________________________________
- عن جابر ، أن عمر رأى في يده لحماً قد اشتراه بدرهم، فعلاه بالدرّة، فقال : يا أمير المؤمنين، ما اشتريته لنفسي، إنما اشتهى بعضُ أهلي فاشتريته له. فتركه . ( كتاب الجوع لابن أبي الدنيا ) .
________________________________
- عن وبرة قال : رأى عمر تميماً الداري يصلِّي بعد العصر، فضربه بالدرّة، فقال تميم : لِمَ يا عمر تضربني على صلاة صلّيتها مع رسول الله ؟ فقال عمر : يا تميم، ليس كلّ الناس يعلم ما تعلم . ( عزاه في كنز العمال إلى مسندَي الحارث وأبي يعلى ) .
________________________________
- عن سعيد بن المسيّب أن مسلماً ويهوديًّا اختصما إلى عمر ، فرأى أن الحق لليهودي، فقضى له عمر به، فقال له اليهودي : والله لقد قضيت بالحق ! فضربه عمر بالدرّة وقال : وما يدريك ؟ فقال اليهودي : والله إنا نجد في التوراة : ليس قاضٍ يقضي بالحق إلاّ كان عن يمينه مَلَك وعن شماله مَلَك، يُسَدِّدانه ويوفَِّقانه للحق ما دام مع الحق، فإذا ترك الحق عرجا وتركاه . ( رواه مالك في الموطأ، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 2197 : صحيح موقوف ) .
________________________________
- عن عطية بن قيس، أن عمر استعمل سعيد بن عامر بن حذيم على جند حمص، فقدم فعلاه بالدرّة، فقال سعيد : سبق سيلك مطرك، إن تستعتب نعتب، وإن تُعاقب نصبر، وإن تعفو نشكر . فاستحيى عمر فألقى الدرّة وقال : ما على المسلم أكثر من هذا، إنك تُبطئ بالخراج ! فقال سعيد : إنك أمرتنا أن لا نزيد الفلاّح على أربعة دنانير، نحن لا نزيد ولا ننقص، إلاّ أنّا نؤخِّرهم إلى غلاّتهم . فقال عمر : لا أعزلك ما كنت حيًّا . ( عزاه في كنز العمال إلى أبي عبيد، وابن زنجويه في كتاب الأموال، وابن عساكر ) .
________________________________
- عن زيد بن خالد الجهني ، أنه رآه عمر وهو خليفة ركع بعد العصر ركعتين، فمشى إليه فضربه بالدرّة وهو يصلِّي كما هو، فلمّا انصرف قال زيد : يا أمير المؤمنين، فواللهِ لا أدعهما أبداً بعد أن رأيتُ رسولَ الله يصلِّيهما، قال : فجلس إليه عمر وقال : يا زيد بن خالد، لولا أني أخشى أن يتَّخِذها الناس سُلَّماً إلى الصلاة حتى الليل لم أضرب فيهما . ( رواه أحمد 4/ 115 ) .
________________________________
- عن ميمون بن مهران قال : مَرَّ على عمر بن الخطاب رجلٌ معه لحم، فقال : ما هذا ؟ قال : لحمة أهلي، قال : حسن ، ثم مرَّ عليه مرَّتين، كلّ ذلك يقول : حسن . فمرَّ عليه الثالثة فعلاه بالدرّة، ثم قال : إيّاكم والأحمرين ( يعني الخمر واللحم ) فإنه ممرقة للدين مفسدة للمال . (كتاب الزهد للمعافى بن عمران ) .
________________________________
- عن الحسن قال : مرَّ عمر والجارود معه، فسمع قائلاً يقول : هذا سيّد ربيعة، فعلاه بالدرّة، فقال : أما إنك قد سمعتها !! ( كتاب الصمت لابن أبي الدنيا ) .
________________________________
- عن محمد بن المنتشر قال : قال رجل لعمر : إني لأعرف أشد آية في كتاب الله، فأهوى عمر فضربه بالدرّة وقال : ما لك نقبت عنها ؟ فانصرف حتى كان الغد قال له عمر : الآية التي ذكرت بالأمس ؟ فقال : من يعمل سوءاً يجز به ، فما منّا من أحد يعمل سوءاً إلاّ جزي به . ( عزاه ابن حجر في المطالب العالية والسيوطي في الدر المنثور لمسند إسحاق بن راهويه ) .
________________________________
- عن تميم الداري ، أنه استأذن عمر في القصص، فأَذِن له، ثم مَرَّ عليه بعد، فضربه بالدرّة ثم قال له : بكرة وعشيّة . ( رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ) .
________________________________
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَتْ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمَةٌ قَدْ كَانَ يَعْرِفُهَا لِبَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ، أَوْ الْأَنْصَارِ، وَعَلَيْهَا جِلْبَابٌ مُتَقَنِّعَةٌ بِهِ، فَسَأَلَهَا، عَتَقْتِ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَ فَمَا بَالُ الْجِلْبَابِ؟! ضَعِيهِ عَلَى رَأْسِك، إنَّمَا الْجِلْبَابُ عَلَى الْحَرَائِرِ مِنْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، فَتَلَكَّأَتْ فَقَامَ إلَيْهَا بِذَلِكَ بِالدُّرَّةِ، فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَهَا ( رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ) .
________________________________
- وكان عمر إذا رأى جارية متنقبة علاها بالدرة وقال ألقي عنك الخمار يا دفار تتشبهين بالحرائر ( ذكره الزيلعي في نصب الراية 4 / 250 وقال : غريب ) .
________________________________
وممّا قيل في هيبة درّة سيّدنا عمر :
ما رواه البلاذري في أنساب الأشراف من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال :
اقتباس:
كانت درّة عمر أهيب في الصدور من سوطكم هذا ! |
ما ذكره الثعالبي في " ثمار القلوب في المضاف والمنسوب " والزمخشري في " ربيع الأبرار " - من دون إسناد - أن الشعبي قال :
اقتباس:
كانت درّة عمر أهيب من سيف الحجاج . |
منقول من موقع ملتقى أهل الحديث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق