الجمعة، 16 يونيو 2017

إِرشَادُ سَيِّدِ البَشَر لِأَهَمِّ وَأفْضَلِ دُعَاءِ يُقَالُ فِي لَيْلَةِ القَدر .

بسم الله الرحمن الرحيم

إِرشَادُ سَيِّدِ البَشَر لِأَهَمِّ وَأفْضَلِ دُعَاءِ يُقَالُ فِي لَيْلَةِ القَدر



الحَمدُ للهِ ؛ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ .

أمَّا بَعدُ : فَعَن عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قالت : قُلتُ : يا رسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ إنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ ، ما أقُولُ فيها ؟ قال : قُولي : اللهمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي (1) .


اعلم رحمك الله : أن السائلة هي أحَبُّ الناس لرسولِ – صلى الله عليه وسلم – و أن المُجِيبُ هو أحَبُّ الناس إِلَيهَا ، وأن المسئول عَنه هو أفضل دعاء تدعو به في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، ولا شك أن الجواب في مثل هذا المَقَامِ سَيَكُونُ بأكمَلِ النُّصحِ وأتَمِّهِ ؛ لأنه مِن حَبِيبٍ إلى حَبِيبٍ فِي مَحبُوبٍ ؛ ولو أنَّ هناك جَواباً خيراً مِنهُ في هذا المقام لقالهُ لهَا ؛ ولقد بين أهل العلم - رحمهم الله – أهمية هذا الدعاء في ليلة القدر وحثوا على الحرصِ عليه والإكثار منه .


فقال العلامة ابن الملقن - رحمه الله : من أهم الدعاء في هذِه الليلة : اللهمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ؛ فيستحب الإكثار منه (2) .

وقال العلامة البيهقي – رحمه الله : مسألة العفو من الله مستحبة في جميع الأوقات ؛ وخاصة في هذه الليلة (3) .

وقال الحافظ النووي – رحمه الله : قال أصحابَنا - رحمهم اللّه : يُستحبّ أن يُكثِر فيها من هذا الدعاء (4) .

وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله : المستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات ، وفي شهر رمضان أكثر ، وفي العشر الأخير منه ، ثم في أوتاره أكثر. والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء : اللهمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي (5)

وقال العلامة المباركفوري – رحمه الله – الحديث : فيه دليل على استحباب الدعاء في هذه الليلة بهذه الكلمات (6)

وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله : في هذا الحديث فائدتان :

الفائدة الأولى : أن المسلم يمكن أن يشعر شعوراً ذاتياً شخصياً بملاقاته لليلة القدر .

والفائدة الثانية : أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء : اللهمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي (7) .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله : هذا من أفضل الأدعية التي تقال فيها (8) .

وختاما أدعُو فأقول : اللهمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي وعنِ المُسلِمِينَ أجمَعِين .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) رواه الترمذي (3855) و قال : حسن صحيح ، والنسائي في ( عمل اليوم والليلة ) (872- 875) ، وابن ماجه (0 385) ، وأحمد (6/170 و 182 و 183 و 208) ، وغيرهم ؛ وصححه الألباني في ( الصحيحة ) (3337) .

(2) انظر : (( التوضيح لشرح الجامع الصحيح )) (13/600) لابن الملقن .

(3) انظر : (( فضائل الأوقات )) (115) للبيهقي .

(4) انظر : (( الأذكار )) (244) للنووي .

(5) انظر : (( تفسير القرآن العظيم )) (8/451) لابن كثير .

(6) انظر : (( مرعاة المفاتيح )) (7/272) للمباركفوري .

(7) انظر : (( متفرقات )) ( شريط 260) للألباني .

(8) انظر : (( نور على الدرب )) ( شريط 111 الوجه ب ) لمحمد ابن صالح العثيمين .
- منقول للفائدة -


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق