السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
رمضانكم مبارك اخوتي تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام .فإن ليلة القدر قد سُميت بهذا الاسم لما تكتب فيها الملائكة من الأرزاق والآجال، وغير ذلك مما سيقع في هذه السنة؛ لقول الله تعالى : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} [الدخان: 3]، والمقصود بالليلة المباركة، ليلة القدر عند جمهور العلماء. ولا أعلم تسمية لليلة القدر ثانية إلا الليلة المباركة، ولعل السائل اختلط عليه معاني الليلة بأسمائها، فإن من معانيها: الشرف والوقار، والحكم والقضاء والتضييق . أما الوقت الصحيح لها، فهي إحدى الليالي الفردية من العَشر الأَوَاخِر من رمضان؛ ولذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم كان يجتهد فيها؛ التِماسًا لليلة القدر؛ ففي الصَّحيحَيْنِ، عن عائشة - رضي الله عنها -: «أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دَخَلَ العَشْر الأواخر، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشَدَّ المئزر». وعنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان»، متفق عليه وفي رواية: «في الوتر من العشر الأواخر» وعن أبي بكرة أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «التمسوها في تسع بقين أو سبع بقين أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة». وفي الصحيحين عن ابن عمر "أن رجالاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أُروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريًا، فليتحرها في السبع الأواخر»، ولمسلم قال: «أُريّ رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أرى رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها». قال الشَّوكاني في "النَّيْل"(4/ 327) "والحديث يدل على أن ليلة القدر تُرجى مصادفتها لتسع ليال بقين من الشهر، أو سبع أو خمس أو ثلاث أو آخر ليلة، وهو أحد الأقوال المتقدمة. قال الترمذي في جامعه: وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر أنها ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين، وتسع وعشرين وآخر ليلة من رمضان".
#زهرة4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق