من هم يأجوج ومأجوج القرن 21
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليماً كثيراً وبعد
قال تعالى
{ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا }
(سورة الكهف 94 - 99)
وقال تعالى
{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا
هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ }
(سورة الأنبياء 96 - 97)
اخوتي الافاضل تطرق الكثير من الباحثين والدعاة من بينهم د فاضل السامرائي وعدنان ابراهيم
من ان قوم يأجوج وماجوج قد ماتوا ولا صحة
من قال انهم لا زالوا احياء واتفق معهم بهذا الخصوص ولكن السؤال من هم الذين سيظهروا في اخر الزمان ان سلمنا انهم ماتوا
وسابين هذا الامر لغويا لتتضح لكم امور كانت خافية عنكم
ناتي على تعريف يأجوج ومأجوج:
هو اسم قبيلتان همجييتان ، بنى ذو القرنين سدًّا لمنع شرورها عن جيرانها
اما الوصف
أجج : أأجَّ الماءُ اشتدَّت ملوحتُه: واَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها ؛ \ من أَجِيج النار تَوَقُّدِها .
وأَجَّجَ بينهم شَرًّا : أَوقده .
وأَجَّةُ القوم وأَجِيجُهم : اخْتِلاطُ كلامهم مع حَفيف مشيهم
مأج" ---- المأْجُ الماءُ المِلْحُ ؛ قال ابن هَرْمَةَ : فإِنك كالقَريحَةِ ، عامَ تُمْهَى ، شَرُوبُ الماءِ ، ثم تَعُودُ مَأْج اي مالحة ؟
وخلاصة الوصف بحالين لهؤلاء القوم انهم اججوا الاوضاع مثل اجيج النار وقوم مؤججين يعيدوا
الاوضاع الى الفوضى بعد استقرارها
اي شروب الماء ثم تعود مأج اي مالحة
والايات التي تناولت اقامة السد وموت ياجوج وماجوج
في الاولى بقوله تعالى
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
واخر محاولة لهم
انهم لم يستطيعوا الخروج بعد بناء السد فحاولوا ان يتسلقوا من فوقه اي
فَمَا اسْطَاعُوا(بدون تاء الكلمة(اسطاعوا) وتعني عدم نجاح محاولتهم مع المجهود البسيط) أَنْ يَظْهَرُوهُ اي (التسلق من فوقه)
والمحاوله الاخرى ان يحفروا في داخل الجدار ففشلوا في هذا الامر وانتهوا
(وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا) استطاعوا بالتاء تعني بذل مجهود كبير في الحفر(نَقْبًا) فلم يفلحوا
-----------
ناتي على الايات التي ذكرت في الكتاب على خروج
ياجوج وماجوج في اخر الزمان وبقوله تعالى
{ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) } (سورة الكهف 98 - 99)
{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) } (سورة الأنبياء 96 - 97)
ولكي تعرفوا من هم لابد ان نبين اولا الاحكام في الايات
وعلاقة كل اية بسورتها مع الاية المكملة لها في سورة اخرى من كتاب الله سبحانه
ومعنى الكلمات ليتم تفصيلها وبيانها
وبقوله تعالى
{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } (سورة هود 1)
ولترتيب الايات الاحكام في سورة الكهف والانبياء لاحضوا تسلسل الارقام شىء عجيب ان يتوافق
تسلسل ارقام الايات في كلا السورتين الانبياء 96-97والكهف 98-99 نرتب الايات
الانبياء
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ----- (96)
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ -------------(97)
الكهف
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا -----------(98)
وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ---------------------(99)
اما من هم المقصود فيهم اجوج وماجوج فتعرف من خلال الاية
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ
وبالتحديد تبيان معنى كلمة ( فُتِحَتْ) وجملة (مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)
ففي كلمة فتحت بين معناها د فاضل السامرائي من خلال الايتين
{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } (سورة الزمر 73)
{ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } (سورة الزمر 71)
حيث قال معنى وَفُتِحَتْ بالواو في حال اهل الجنة ان هذه الواو هي واو الحال اي ان الابواب مفتوحة
لاهل الجنة اكراما لهم فقال فيها وفتحت ابوابها
اما كلمة فُتِحَتْ بخصوص اهل النار بدون واو الحال اي ان باب جهنم مغلقة ولا تفتح الا بمجيء اهل النار من بعد
الحساب اي حال فتح الباب مرتبط بزمن هو قدوم الكفار او منهم على شاكلتهم بالقرب من الباب فحينها تفتح
فاستخدم كلمة فتحت بحال اهل النار بدل وفتحت بحال اهل الجنة اي ان قوم على شاكلة
ياجوج وماجوج مفسدين سوف يخرجون ودلالة انهم ليسوا القوم الذين اقام عليهم السد ذو القرنين
من جملة من كل حدب ينسلون ولو كان المقصود بهم القوم الذين في داخل السد لكان القول
من حدب ينسلون اي بخروجهم فقط من هذا الباب ولكن من كل حدب ينسلون غير المعنى
وجعل الامر من خارج السد على شاكلتهم سوف ياتوا من كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ : اي مِنْ كُلِّ جِهاتِ الارض
وهذه الباب التي فتحت اشار اليها الرسول الخاتم عليه افضل الصلاة والسلام حديث عبد الله بن عمر أنه قال :
( ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير نحو المشرق ويقول : إن الفتنة هاهنا ،
إن الفتنة هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان ) وتعددت التفاسير بتلك البقعة من الارض
وبحكمة بالغة صدع بها أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينها قائلا:
«ليت بيننا وبين فارس جبلا من نار لا ينفذون إلينا ولا ننفذ اليهم»،
وفتح باب ايران وباخر الزمان (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُالحق) أي اقتراب يوم القيامة
وعلامتها ان السد المجهول الى الان الذي بناه ذو القرنين قد اصبح دكا اي هَدَم ودُك وانتهى امر السد نهائيا
فيكون معنى فتحت ياجوج وماجوج اي الاكلة من الامم امريكا والغرب بغزوا العراق 2003
والتحاق روسيا فيما بعد وعصاباتهم من القاعده والدواعش وبما اسموا انفسهم على انهم السنة
من العرب الذين جاءوا من افغانستان و الخليج العربي وافريقيا والمليشيات الايرانية الشيعة
والمرتزقه الاسيويون والغرب وهم من كل حدب ينسلون
فكان فيها هلاك اهل العراق واهل الشام واهل مصر كما في حديث رسول الله وحرب اليمن
وفيها نرى الايرانيين في اغلب الدول العربية العراق سوريا لبنان اليمن مع حلفائهم ووصولهم الى ليبيا
نشروا الدمار والهلاك وكله تحت اسم محاربة داعش وهو الاسم الذي يتسترون من ورائه كل من الدول الكبرى
وعصاباتهم من اجل قتل المسلمين وتدمير بلدانهم وتهجيرهم وبحكومات تساند الاكلة
وباعلام فاسد بدعوى لمكافحة الارهاب وحرب اهلية ومحاربة الفساد والفقر والحقيقة
هو قتل المسلمين في كل بلد عربي للقضاء على الاسلام وكل المتظاهرين من العرب
ينادون بمحاربة هؤلاء الفاسدين والذي بينه كتابنا بقوله مفسدون في الارض
وصف الرسول هذا الحال في اخر الزمان كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي يغربل الناس
فيه غربلة وتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم
وأماناتهم فاختلفوا وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ
، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ والقاتل والمقتول منهم في النار
ونكمل تفسير الاية وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ
اي يكون اضطراب وتخالف فيما بين الاكلة بمجموعات وهذا ما حدث بين
روسيا ايران تركيا سوريا وتحالف امريكا والدول الغربية وبعض الدول العربية
فالحال الذي وصفه رسول الله لنا على هؤلاء الاشرار ابينها بصورة اخرى على ياجوج وماجوج هذا العصر
ان الإنسان الذي هو دون الحيوان يستمد شريعته وسلوكه من غرائزه ويبيح لنفسه كل شيء لإرضاء غرائزه، ويفعل ما لا تفعله الحيوانات. فهو لا يتورع عن القتل لزيادة ثروته وإن كان يملك الملايين، ولا يوجد أي رادع لديه يمنعه من سلوك أي مسلك لتحقيق رغباته الجنسية. إنه الإنسان الذي وضع عورته ومعدته فوق رأسه فقلب صورته الإنسانية التي خلقه الله عليها ولكن ماذا فعل الإنسان الحيوان لتنطبق عليه هذه التسمية؟ لقد قلب النظام الذي خلقه الله عليه، ووضع عورته في الأعلى بدلاً من رأسه حين جعل تلبية رغباته الجنسية هدف حياته، إذ جعل الطعام غايته الرئيسية. والإنسان الحيوان غالباً ما يجمع بين الرغبتين ويجعل من عقله خادماً لمعدته وعورته. وإذا أخذنا هذا المقياس للحكم على الأنظمة والدول والحضارات، فسوف يتبيّن لنا، أن دولاً ومجتمعات ثرية تسلك سلوك الإنسان الحيوان، فهي تقتل وتدمّر وتوظف كل علوم العقل للنهب والسلب والاعتداء على البشر الضعفاء، ليس لأنها محتاجة أو جائعة كما تفعل الوحوش في الغابة إذا جاعت، ولكن لكي تزيد من ثرائها وتمارس شهواتها، وتؤازرها في ذلك شعوبها بالتصفيق لمن سيزيد لها كميات الطعام، ولمن سيفتح لها أبواب حريّة الانحراف والشذوذ على مصاريعها، دون حياء أو خوف. على حساب الشعوب الفقيرة والمستضعفه إنها حضارات كما يقال ولكن ما هو الاسم اللائق بمثل هذه الحضارات إن كانوا أفراداً أو شعوباً أو دولاً. هل يليق بهم اسم الإنسان الذي هو دون الحيوان في السلوك لأنه أضلّ من الحيوان في الغايات والأهداف؟.
لقد حدّد الله صفات الإنسان الحيوان، ومن هو دون ذلك بقوله :
أرأيتَ من اتخذَ إلههُ هواهً أفأنتَ تكونُ عليه وكيلاً. أم تَحسبُ أنَّ أكثرهُم يسمعونَ أو
يعقلونَ إن همْ إلا كالأنعام بلْ هم أضلُّ سبيلاً
(الفرقان 43/44)
. فهذا هو الفرقان بين الإنسان وغير الإنسان، وبين حضارة وحضارة. الخضوع لحكم الروح أو العقل، أو ما تهواه النفوس والغرائز. وقال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام [من عرف نفسه عرف ربه]. فلا شيء أعظم من معرفة دور النفس ولمن يجب أن تخضع لكي تهتدي بنور العقل ولا شيء أخطر من النفس لجر الإنسان إلى مواقع الإنسان الحيوان، أو من هم أضلَّ سبيلاً.
هذه الآية تدل دلالةً قطعيةً على أنَّ الناجينَ قِلة ، وعلى أنَّ المستقيمين قِلة ، وعلى أنَّ الطائعينَ قِلة ، فإذا وجدتَ نفسكَ في عصرٍ ما مع القِلة الطائعة بعيداً عن الكثرة العاصية ، مع القِلة المنيبة بعيداً عن الكثرة المعرضة ، مع القِلة المتبّعة لسنة النبي عليه الصلاة والسلام بعيداً عن الكثرة التائهة والضالة , فهذه علامة طيبة , لأنَّ الله سبحانه وتعالى في هذه الآية وبدلالةٍ قطعية
, يؤكد أنَّ أكثرَ من في الأرضِ مجرمين .
الآية الثانية :
﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾
القلة هي التي تنهى عن الفساد والكثرة تقع به
لِئلا تقعَ في هذا الصِراع ، لِئلا تشعرَ بالوحشة ، لِئلا تشعرَ بأنكَ وحيدٌ في هذا المجتمع التائه
، لِئلا تُحس أن الحقَّ مع هؤلاء الأكثرية , فتقول : لعلي على ضلال أنا وحدي ، لِئلا تقع في هذه المشاعر
التي لا ترتاح لها , جاءت الآية الكريمة تؤكدُ :
﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ﴾
بقيةٌ قليلةٌ ينهونَ عن الفسادِ في الأرض ، معنى ذلك :
أنَّ الفسادَ ظهرَ وعمّ ، وأنَّ هذه القِلةَ القليلة تنهى عن الفساد في الأرض .
(( بَدَأَ الإسْلامُ غَرِيبًا , ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ , فَطُوبَى للغُرَبَاءِ ))
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! وَمَنِ الْغُرَبَاءُ ؟ قَالَ :
الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ
وسيتحقق وعده ان شاء ولقوله تعالى
{ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا } (سورة الإسراء 7)
{ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
اللهم ان اصبت فمن فضلك وعلمك وان اخطئت فمن نفسي واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين
خاتم النبيين والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
المراجع : لمسات بيانية في قصة ياجوج وماجوج د فاضل السامرائي
\كتاب شرائع النفس والعقل والروح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليماً كثيراً وبعد
قال تعالى
{ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا }
(سورة الكهف 94 - 99)
وقال تعالى
{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا
هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ }
(سورة الأنبياء 96 - 97)
اخوتي الافاضل تطرق الكثير من الباحثين والدعاة من بينهم د فاضل السامرائي وعدنان ابراهيم
من ان قوم يأجوج وماجوج قد ماتوا ولا صحة
من قال انهم لا زالوا احياء واتفق معهم بهذا الخصوص ولكن السؤال من هم الذين سيظهروا في اخر الزمان ان سلمنا انهم ماتوا
وسابين هذا الامر لغويا لتتضح لكم امور كانت خافية عنكم
ناتي على تعريف يأجوج ومأجوج:
هو اسم قبيلتان همجييتان ، بنى ذو القرنين سدًّا لمنع شرورها عن جيرانها
اما الوصف
أجج : أأجَّ الماءُ اشتدَّت ملوحتُه: واَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها ؛ \ من أَجِيج النار تَوَقُّدِها .
وأَجَّجَ بينهم شَرًّا : أَوقده .
وأَجَّةُ القوم وأَجِيجُهم : اخْتِلاطُ كلامهم مع حَفيف مشيهم
مأج" ---- المأْجُ الماءُ المِلْحُ ؛ قال ابن هَرْمَةَ : فإِنك كالقَريحَةِ ، عامَ تُمْهَى ، شَرُوبُ الماءِ ، ثم تَعُودُ مَأْج اي مالحة ؟
وخلاصة الوصف بحالين لهؤلاء القوم انهم اججوا الاوضاع مثل اجيج النار وقوم مؤججين يعيدوا
الاوضاع الى الفوضى بعد استقرارها
اي شروب الماء ثم تعود مأج اي مالحة
والايات التي تناولت اقامة السد وموت ياجوج وماجوج
في الاولى بقوله تعالى
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
واخر محاولة لهم
انهم لم يستطيعوا الخروج بعد بناء السد فحاولوا ان يتسلقوا من فوقه اي
فَمَا اسْطَاعُوا(بدون تاء الكلمة(اسطاعوا) وتعني عدم نجاح محاولتهم مع المجهود البسيط) أَنْ يَظْهَرُوهُ اي (التسلق من فوقه)
والمحاوله الاخرى ان يحفروا في داخل الجدار ففشلوا في هذا الامر وانتهوا
(وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا) استطاعوا بالتاء تعني بذل مجهود كبير في الحفر(نَقْبًا) فلم يفلحوا
-----------
ناتي على الايات التي ذكرت في الكتاب على خروج
ياجوج وماجوج في اخر الزمان وبقوله تعالى
{ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) } (سورة الكهف 98 - 99)
{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) } (سورة الأنبياء 96 - 97)
ولكي تعرفوا من هم لابد ان نبين اولا الاحكام في الايات
وعلاقة كل اية بسورتها مع الاية المكملة لها في سورة اخرى من كتاب الله سبحانه
ومعنى الكلمات ليتم تفصيلها وبيانها
وبقوله تعالى
{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } (سورة هود 1)
ولترتيب الايات الاحكام في سورة الكهف والانبياء لاحضوا تسلسل الارقام شىء عجيب ان يتوافق
تسلسل ارقام الايات في كلا السورتين الانبياء 96-97والكهف 98-99 نرتب الايات
الانبياء
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ----- (96)
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ -------------(97)
الكهف
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا -----------(98)
وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ---------------------(99)
اما من هم المقصود فيهم اجوج وماجوج فتعرف من خلال الاية
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ
وبالتحديد تبيان معنى كلمة ( فُتِحَتْ) وجملة (مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)
ففي كلمة فتحت بين معناها د فاضل السامرائي من خلال الايتين
{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } (سورة الزمر 73)
{ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } (سورة الزمر 71)
حيث قال معنى وَفُتِحَتْ بالواو في حال اهل الجنة ان هذه الواو هي واو الحال اي ان الابواب مفتوحة
لاهل الجنة اكراما لهم فقال فيها وفتحت ابوابها
اما كلمة فُتِحَتْ بخصوص اهل النار بدون واو الحال اي ان باب جهنم مغلقة ولا تفتح الا بمجيء اهل النار من بعد
الحساب اي حال فتح الباب مرتبط بزمن هو قدوم الكفار او منهم على شاكلتهم بالقرب من الباب فحينها تفتح
فاستخدم كلمة فتحت بحال اهل النار بدل وفتحت بحال اهل الجنة اي ان قوم على شاكلة
ياجوج وماجوج مفسدين سوف يخرجون ودلالة انهم ليسوا القوم الذين اقام عليهم السد ذو القرنين
من جملة من كل حدب ينسلون ولو كان المقصود بهم القوم الذين في داخل السد لكان القول
من حدب ينسلون اي بخروجهم فقط من هذا الباب ولكن من كل حدب ينسلون غير المعنى
وجعل الامر من خارج السد على شاكلتهم سوف ياتوا من كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ : اي مِنْ كُلِّ جِهاتِ الارض
وهذه الباب التي فتحت اشار اليها الرسول الخاتم عليه افضل الصلاة والسلام حديث عبد الله بن عمر أنه قال :
( ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير نحو المشرق ويقول : إن الفتنة هاهنا ،
إن الفتنة هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان ) وتعددت التفاسير بتلك البقعة من الارض
وبحكمة بالغة صدع بها أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينها قائلا:
«ليت بيننا وبين فارس جبلا من نار لا ينفذون إلينا ولا ننفذ اليهم»،
وفتح باب ايران وباخر الزمان (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُالحق) أي اقتراب يوم القيامة
وعلامتها ان السد المجهول الى الان الذي بناه ذو القرنين قد اصبح دكا اي هَدَم ودُك وانتهى امر السد نهائيا
فيكون معنى فتحت ياجوج وماجوج اي الاكلة من الامم امريكا والغرب بغزوا العراق 2003
والتحاق روسيا فيما بعد وعصاباتهم من القاعده والدواعش وبما اسموا انفسهم على انهم السنة
من العرب الذين جاءوا من افغانستان و الخليج العربي وافريقيا والمليشيات الايرانية الشيعة
والمرتزقه الاسيويون والغرب وهم من كل حدب ينسلون
فكان فيها هلاك اهل العراق واهل الشام واهل مصر كما في حديث رسول الله وحرب اليمن
وفيها نرى الايرانيين في اغلب الدول العربية العراق سوريا لبنان اليمن مع حلفائهم ووصولهم الى ليبيا
نشروا الدمار والهلاك وكله تحت اسم محاربة داعش وهو الاسم الذي يتسترون من ورائه كل من الدول الكبرى
وعصاباتهم من اجل قتل المسلمين وتدمير بلدانهم وتهجيرهم وبحكومات تساند الاكلة
وباعلام فاسد بدعوى لمكافحة الارهاب وحرب اهلية ومحاربة الفساد والفقر والحقيقة
هو قتل المسلمين في كل بلد عربي للقضاء على الاسلام وكل المتظاهرين من العرب
ينادون بمحاربة هؤلاء الفاسدين والذي بينه كتابنا بقوله مفسدون في الارض
وصف الرسول هذا الحال في اخر الزمان كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي يغربل الناس
فيه غربلة وتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم
وأماناتهم فاختلفوا وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ
، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ والقاتل والمقتول منهم في النار
ونكمل تفسير الاية وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ
اي يكون اضطراب وتخالف فيما بين الاكلة بمجموعات وهذا ما حدث بين
روسيا ايران تركيا سوريا وتحالف امريكا والدول الغربية وبعض الدول العربية
فالحال الذي وصفه رسول الله لنا على هؤلاء الاشرار ابينها بصورة اخرى على ياجوج وماجوج هذا العصر
ان الإنسان الذي هو دون الحيوان يستمد شريعته وسلوكه من غرائزه ويبيح لنفسه كل شيء لإرضاء غرائزه، ويفعل ما لا تفعله الحيوانات. فهو لا يتورع عن القتل لزيادة ثروته وإن كان يملك الملايين، ولا يوجد أي رادع لديه يمنعه من سلوك أي مسلك لتحقيق رغباته الجنسية. إنه الإنسان الذي وضع عورته ومعدته فوق رأسه فقلب صورته الإنسانية التي خلقه الله عليها ولكن ماذا فعل الإنسان الحيوان لتنطبق عليه هذه التسمية؟ لقد قلب النظام الذي خلقه الله عليه، ووضع عورته في الأعلى بدلاً من رأسه حين جعل تلبية رغباته الجنسية هدف حياته، إذ جعل الطعام غايته الرئيسية. والإنسان الحيوان غالباً ما يجمع بين الرغبتين ويجعل من عقله خادماً لمعدته وعورته. وإذا أخذنا هذا المقياس للحكم على الأنظمة والدول والحضارات، فسوف يتبيّن لنا، أن دولاً ومجتمعات ثرية تسلك سلوك الإنسان الحيوان، فهي تقتل وتدمّر وتوظف كل علوم العقل للنهب والسلب والاعتداء على البشر الضعفاء، ليس لأنها محتاجة أو جائعة كما تفعل الوحوش في الغابة إذا جاعت، ولكن لكي تزيد من ثرائها وتمارس شهواتها، وتؤازرها في ذلك شعوبها بالتصفيق لمن سيزيد لها كميات الطعام، ولمن سيفتح لها أبواب حريّة الانحراف والشذوذ على مصاريعها، دون حياء أو خوف. على حساب الشعوب الفقيرة والمستضعفه إنها حضارات كما يقال ولكن ما هو الاسم اللائق بمثل هذه الحضارات إن كانوا أفراداً أو شعوباً أو دولاً. هل يليق بهم اسم الإنسان الذي هو دون الحيوان في السلوك لأنه أضلّ من الحيوان في الغايات والأهداف؟.
لقد حدّد الله صفات الإنسان الحيوان، ومن هو دون ذلك بقوله :
أرأيتَ من اتخذَ إلههُ هواهً أفأنتَ تكونُ عليه وكيلاً. أم تَحسبُ أنَّ أكثرهُم يسمعونَ أو
يعقلونَ إن همْ إلا كالأنعام بلْ هم أضلُّ سبيلاً
(الفرقان 43/44)
. فهذا هو الفرقان بين الإنسان وغير الإنسان، وبين حضارة وحضارة. الخضوع لحكم الروح أو العقل، أو ما تهواه النفوس والغرائز. وقال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام [من عرف نفسه عرف ربه]. فلا شيء أعظم من معرفة دور النفس ولمن يجب أن تخضع لكي تهتدي بنور العقل ولا شيء أخطر من النفس لجر الإنسان إلى مواقع الإنسان الحيوان، أو من هم أضلَّ سبيلاً.
هذه الآية تدل دلالةً قطعيةً على أنَّ الناجينَ قِلة ، وعلى أنَّ المستقيمين قِلة ، وعلى أنَّ الطائعينَ قِلة ، فإذا وجدتَ نفسكَ في عصرٍ ما مع القِلة الطائعة بعيداً عن الكثرة العاصية ، مع القِلة المنيبة بعيداً عن الكثرة المعرضة ، مع القِلة المتبّعة لسنة النبي عليه الصلاة والسلام بعيداً عن الكثرة التائهة والضالة , فهذه علامة طيبة , لأنَّ الله سبحانه وتعالى في هذه الآية وبدلالةٍ قطعية
, يؤكد أنَّ أكثرَ من في الأرضِ مجرمين .
الآية الثانية :
﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾
القلة هي التي تنهى عن الفساد والكثرة تقع به
لِئلا تقعَ في هذا الصِراع ، لِئلا تشعرَ بالوحشة ، لِئلا تشعرَ بأنكَ وحيدٌ في هذا المجتمع التائه
، لِئلا تُحس أن الحقَّ مع هؤلاء الأكثرية , فتقول : لعلي على ضلال أنا وحدي ، لِئلا تقع في هذه المشاعر
التي لا ترتاح لها , جاءت الآية الكريمة تؤكدُ :
﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ﴾
بقيةٌ قليلةٌ ينهونَ عن الفسادِ في الأرض ، معنى ذلك :
أنَّ الفسادَ ظهرَ وعمّ ، وأنَّ هذه القِلةَ القليلة تنهى عن الفساد في الأرض .
(( بَدَأَ الإسْلامُ غَرِيبًا , ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ , فَطُوبَى للغُرَبَاءِ ))
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! وَمَنِ الْغُرَبَاءُ ؟ قَالَ :
الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ
وسيتحقق وعده ان شاء ولقوله تعالى
{ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا } (سورة الإسراء 7)
{ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
اللهم ان اصبت فمن فضلك وعلمك وان اخطئت فمن نفسي واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين
خاتم النبيين والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
المراجع : لمسات بيانية في قصة ياجوج وماجوج د فاضل السامرائي
\كتاب شرائع النفس والعقل والروح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق