الابتلاء بتيسير المحرّمات و الحكمة منه
من ابتلاءات الله جعل الحرام متاحاً و متيسّراً أمام العبد فتكون له القدرة على الإتيان به بسهولة و دون وجود أي عائق يمنعه من الوقوع فيه
و قد تكلّم الله سبحانه و تعالى في سورة المائدة بقوله :
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
إذ أن القصة هنا كانت حول الصحابة أثناء إحرامهم في العمرة فأنزل الله قوله بأنه لا ينبغي لأحد أن يصطاد و هو محرم
و العجيب في الأمر أن الصيد و الذي من المفروض أن يسعى ورائه الشخص و يجري خلفه
فقد ابتلى الله الصحابة بأن جعل الصيد أمامهم، فكان الصحابي يقول : كانت تدخل علينا الضباء في الخيام
و لم نرى من قبل صيد كهذا أوفر لحما تأتي بمحض إرادتها و كأن لسان حال تلك الغزالة يقول : ألا تصطادني ؟ أنا أمامك !
نفس الأمر بالنسبة لأصحاب السبت الذين حرّم الله عليهم الصيد يوم السبت و ابتلاهم بخروج الأسماك فيه ليرى ما سيعملون
فتيسير الحرام هو نوع من الابتلاء و العلة فيه و الحكمة ليعلم الله من سيخافه بالغيب و يتّقيه
و لو نظرنا لواقعنا المعاش لوجدنا بأن المحرّمات هي أسهل ما يكون و أسهل ما يمكن اقترافه و الحصول عليه
فلما تجد النساء المتبرّجات في كل مكان في الشوارع ، العمل ، الأسواق ، المواصلات ، الشاشات و في كل مكان
اعلم أنه ابتلاء من الله للرجل يُيسّر له فيه النظر للنساء و ليرى الله ما سيفعل، هل سيغض بصره أم لا
ليعلم الله من يخافه بالغيب
لما تجد الإباحية متاحة بشكل يسير فكلمة بسيطة تكتبها في قوقل أو اليوتوب ستظهر لك كمية لا حصر لها من أفلام الإباحية
لكن كل هذا التيسير ليعلم الله من يخافه بالغيب
لما تجد الفتاة بأن الملابس الضيقة هي المعروضة بوفرة في المحلات بأشكال و ألوان جذابة و على حسب الموضة و بأسعار رخيصة
و ترى بأن الكثير من قريناتها يرتدينها و حتى أهلها لا يمانعون هذا الأمر
يجب عليها أن تتذكّر : ليعلم الله من يخافه بالغيب
لما تجد بأن أسهل شيء في وقتنا الحالي هو الربا و أسهل شيء أن تأخذ قرض بنكي و بأنه سيكون لك من خلاله أموال كثيرة
لكن اعلم بأن هذا التيسير ليعلم الله من يخافه بالغيب
فكل شيء حرام تصادفه أمامك و تجده متاحا لك بسهولة تذكر من خلاله قول رسول الله صلى الله عليه و سلم
" حفّت الجنة بالمكاره، وحفّت النار بالشهوات "رواه مسلم
فالعبد العاقل عندما يعرض له الحرام لا يتوقّف بصره عنده بل تجده يرى لما وراء ذلك من جنة أو نار
و إذا علم العبد بأن تيسير المحرمات هو نوع من الابتلاء فسيضعه هذا الأمر أمام تحدٍّ لنفسه ليثبت في الأخير إن كان فعلا يخاف الله بالغيب أم لا
...
نسأل الله أن يثبّتنا و أن يبصّرنا بالأمور على حقيقتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق