{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}(37)سورة البقرة
﴿ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ﴾
هناك ذنبٌ بينك وبين الله، وهناك ذنبٌ بينك وبين العباد، فالذنب الأول يغفر والثاني لا يترك،
أما الذنب الذي لا يُغْفَر هو الشرك بالله عزَّ وجل،
الشرك بالله ذنبٌ لا يغفر وما كان بينك وبين العباد ذنبٌ يغفر بشرط الأداء
والمسامحة، وما كان بينك وبين الله يُغفر بطلب المغفرة،
ذنبٌ يغفر، ذنبٌ لا يترك، ذنبٌ لا يغفر.
{ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
معنى توَّاب صيغة مبالغة ، وصِيَغ المبالغة مع
أسماء الله الحسنى تعني أنه يتوب على الإنسان من أكبر ذنبٍ اقترفه ، ويتوب
عليه من آلاف الذنوب ، فهنا مبالغة كَماً ونوعاً ،
مهما كان الذنب في نظرك كبيراً يتوب الله عزَّ وجل عليك منه ، أي ذنبٍ مهما بدا لك كبيراً
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (53) ﴾( سورة الزمر:
الآية " 53 " )
وفي الحديث القدسي:
(( لو جئتني بملء السماوات والأرض خطايا غفرتها لك ولا أبالي ))[ حديث قدسي ]
وقال:
﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) ﴾( سورة الحجر )
التوبة تكون من الذنب الكبير ومن الذنوب الكثيرة لأن الله توَّاب.
ملخص الدين كله معرفةٌ واستقامةٌ وسعادة في الدنيا والآخرة:
بل إن الله عزَّ وجل يقول :
﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً
عَظِيماً (27) ﴾( سورة النساء )
هذه إرادة الله عزَّ وجل، بل إن الله عزَّ وجل يحمل الإنسان على التوبة، قال الله تعالى:
﴿ فَتَابَ عَلَيْكُمْ (187) ﴾( سورة البقرة: الآية " 187" )
أي قبل توبتهم، تابوا فتاب الله عليهم، أما:
﴿ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا (118) ﴾( سورة التوبة: الآية " 118 " )
أي ساق لهم من الشدائد ما يحملهم بها على التوبة،
علمنا الله عزَّ وجل من هذا الدرس أن الإنسان خلق
للجنة، ولكن لهذه الجنة ثمنٌ، ثمنها طاعة الله في الدنيا، وطاعة الله عزَّ
وجل لا تقع إلا إذا عرف الإنسان الله عزَّ وجل، وحينما يعرفه ويطيعه يسعده
في الدنيا والآخرة هذا ملخص الدين كله، أي معرفةٌ واستقامةٌوسعادة في
الدنيا والآخرة.
ما معنى التوبة من الله إذا جاءت بعد توبة العبد ؟
أي أنه قبل التوبة ،
(( تابوا فتاب الله عليهم ))
إذا جاءت توبة الله بعد توبة العبد فمعناها أنه قبل هذه التوبة .
لذلك ، إذا قال العبد : يا رب وهو راكع ، قال الله
له : لبيك يا عبدي ، فإذا قال : يا رب وهو ساجد ، قال الله له : لبيك يا
عبدي ، فإذا قال : يا رب وهو عاصٍ ، قال الله : لبيك ، ثم لبيك ، ثم لبيك .
﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾
أركان التوبة
الندم على الذنب ....هذا الألم النفسي إلى ماذا يفضي ؟
يفضي إلى ثلاثة مواقف ، موقف متعلق بالماضي ، موقف
متعلق بالحاضر ، موقف متعلق بالمستقبل ، أما الموقف المتعلق بالماضي فهو
الإصلاح ، تكلم بكلمة ، يستسمح مِن الذي قالها فيه ، له دخل حرام يوقف هذا
الدخل ، ويجعل ما مضى صدقة ، فأيُّ ذنب وقع في الماضي فلا بد من إصلاحه ،
إذا كان متعلقاً بحقوق العباد ، إذاً : الإصلاح ، تابوا وآمنوا ، وعملوا
الصالحات :
﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾( سورة الأعراف )
بعد التوبة ، والعمل الصالح ، وإصلاح الخطأ الذي ارتكب :
﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
هذه واحدة ، هذا موقف متعلق بالماضي ، الإصلاح ،
أما الموقف المتعلق بالحاضر فهو الإقلاع الفوري عن الذنب ،
أما الموقف المتعلق بالمستقبل أن يعقد العزيمة على ألا يعود إلى هذا الذنب ،
هذه أركان التوبة .
موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية
﴿ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ﴾
هناك ذنبٌ بينك وبين الله، وهناك ذنبٌ بينك وبين العباد، فالذنب الأول يغفر والثاني لا يترك،
أما الذنب الذي لا يُغْفَر هو الشرك بالله عزَّ وجل،
الشرك بالله ذنبٌ لا يغفر وما كان بينك وبين العباد ذنبٌ يغفر بشرط الأداء
والمسامحة، وما كان بينك وبين الله يُغفر بطلب المغفرة،
ذنبٌ يغفر، ذنبٌ لا يترك، ذنبٌ لا يغفر.
{ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
معنى توَّاب صيغة مبالغة ، وصِيَغ المبالغة مع
أسماء الله الحسنى تعني أنه يتوب على الإنسان من أكبر ذنبٍ اقترفه ، ويتوب
عليه من آلاف الذنوب ، فهنا مبالغة كَماً ونوعاً ،
مهما كان الذنب في نظرك كبيراً يتوب الله عزَّ وجل عليك منه ، أي ذنبٍ مهما بدا لك كبيراً
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (53) ﴾( سورة الزمر:
الآية " 53 " )
وفي الحديث القدسي:
(( لو جئتني بملء السماوات والأرض خطايا غفرتها لك ولا أبالي ))[ حديث قدسي ]
وقال:
﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) ﴾( سورة الحجر )
التوبة تكون من الذنب الكبير ومن الذنوب الكثيرة لأن الله توَّاب.
ملخص الدين كله معرفةٌ واستقامةٌ وسعادة في الدنيا والآخرة:
بل إن الله عزَّ وجل يقول :
﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً
عَظِيماً (27) ﴾( سورة النساء )
هذه إرادة الله عزَّ وجل، بل إن الله عزَّ وجل يحمل الإنسان على التوبة، قال الله تعالى:
﴿ فَتَابَ عَلَيْكُمْ (187) ﴾( سورة البقرة: الآية " 187" )
أي قبل توبتهم، تابوا فتاب الله عليهم، أما:
﴿ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا (118) ﴾( سورة التوبة: الآية " 118 " )
أي ساق لهم من الشدائد ما يحملهم بها على التوبة،
علمنا الله عزَّ وجل من هذا الدرس أن الإنسان خلق
للجنة، ولكن لهذه الجنة ثمنٌ، ثمنها طاعة الله في الدنيا، وطاعة الله عزَّ
وجل لا تقع إلا إذا عرف الإنسان الله عزَّ وجل، وحينما يعرفه ويطيعه يسعده
في الدنيا والآخرة هذا ملخص الدين كله، أي معرفةٌ واستقامةٌوسعادة في
الدنيا والآخرة.
ما معنى التوبة من الله إذا جاءت بعد توبة العبد ؟
أي أنه قبل التوبة ،
(( تابوا فتاب الله عليهم ))
إذا جاءت توبة الله بعد توبة العبد فمعناها أنه قبل هذه التوبة .
لذلك ، إذا قال العبد : يا رب وهو راكع ، قال الله
له : لبيك يا عبدي ، فإذا قال : يا رب وهو ساجد ، قال الله له : لبيك يا
عبدي ، فإذا قال : يا رب وهو عاصٍ ، قال الله : لبيك ، ثم لبيك ، ثم لبيك .
﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾
أركان التوبة
الندم على الذنب ....هذا الألم النفسي إلى ماذا يفضي ؟
يفضي إلى ثلاثة مواقف ، موقف متعلق بالماضي ، موقف
متعلق بالحاضر ، موقف متعلق بالمستقبل ، أما الموقف المتعلق بالماضي فهو
الإصلاح ، تكلم بكلمة ، يستسمح مِن الذي قالها فيه ، له دخل حرام يوقف هذا
الدخل ، ويجعل ما مضى صدقة ، فأيُّ ذنب وقع في الماضي فلا بد من إصلاحه ،
إذا كان متعلقاً بحقوق العباد ، إذاً : الإصلاح ، تابوا وآمنوا ، وعملوا
الصالحات :
﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾( سورة الأعراف )
بعد التوبة ، والعمل الصالح ، وإصلاح الخطأ الذي ارتكب :
﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
هذه واحدة ، هذا موقف متعلق بالماضي ، الإصلاح ،
أما الموقف المتعلق بالحاضر فهو الإقلاع الفوري عن الذنب ،
أما الموقف المتعلق بالمستقبل أن يعقد العزيمة على ألا يعود إلى هذا الذنب ،
هذه أركان التوبة .
موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق