الاثنين، 3 أغسطس 2020

الدنيا ساعة

*كل الخسران من عمل للدنيا ولم يعمل للآخرة وخسر من نام في الدنيا ولم يعمل .فالدنيا من الدنو فانها لا تساوى عند الله جناح بعوضة. ولو كانت تساوى عند الله ما سقى الكافر فيها جرعة ماء ، فالواحد منا يجب عليه أن يجد ويجتهد لأمر دنياه وعمارة الأرض يقول الله فى كتابه (انى جاعل فى الأرض خليفة) فهذا الخليفة الا يحتاج الى عمارة أرضه لكى يعيش فيها ؟ ويخلف بعضنا بعضا ويكمل بعضنا ما وقف عنده السلف فمنظور العمل للآخرة وترك العمل للدنيا منظور خاطىء ، فأجر العامل عند الله أكبر من أجر العابد وهناك أعمال شاقة هى التى تغفر الذنوب، فلا بد من العمل الجاد لكى تسير حركة الحياة ولا بد من تكملة ما بدأ به السابقون ، فعمارة الأرض تحتاج لساعد كل واحد يعيش على هذه الأرض . فلا تحقر من نفسك وتقول ماذا سأضيف أنا ؟ ستضيف اذا أردت أن تضيف ولا تحقر من عملك فكل ميسر لما خلق له فتحقير الأعمال مكروه ولو كان العمل يسير .
ذات*يوم كان هناك رجل ثرى جدا وأراد هذا الرجل أن يبنى لله مسجدا فقام ببنائه وفرشه ،وذات يوم وهو فى نومه رأى رؤية عجيبة رأى امرأة وأخبر أنها شريكته فى بناء المسجد فقام من نومه مفزوعا فهو قد قام بعمل كل شىء فمن التى شاركته فى ثواب بناء المسجد ، فأخذ يبحث عن المرأة حتى عثر عليها فقص عليها ما رأى فى منامه وأنها شريكته فى الأجر والثواب فردت عليه بأنها امرأة فقيرة ولا تملك من حطام الدنيا الا القليل وأرادت أن تشارك فى بناء المسجد فاشترت لبنة أى طوبة ووضعتها فى أثناء أعمال البناء عسى أن يجازيها الله عن هذا العمل، فبشرها الرجل بأن الله قدأعطاها من الثواب أن جعلها شريكة له فى بناء المسجد .فليس المهم ضئآلة العمل ولكن المهم أن هذا العمل سيضيف ولو شيئا يسيرا ، فالمهم أنك تعمل وتعمل وتترك ثواب ما تعمل لله عز وجل فهو الذى سيجازى كل واحد منا على عمله . فحاول أن تضيف فى حركة الحياة ولو بكلمة فكم من كلمة غيرت مجرى حياة أمم وكم من كلمة رفعت شأن دول ، فمن الجائز أن تكون كلمتك هى التى ستغير وهى التى يستفيد منها البشر على مر العصور القادمة لتصبح اضافة لهذا الكون ،فكن اضافة ولا تكن هباء، تعلم وعلم ،اعمل وتعامل، اذهب وارجع تحرك مع حركة الحياة فلا تسكن مكانك وتترك العالم يتحرك من حواليك بل كن من المتحركين والمحركين لحركة الحياة فالدنيا ساعة فاجعلها طاعة والنفس طماعة عودها القناعة طاعة لله فى العمل للدنيا وطاعة لله فى العمل للآخرة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق