محمد مرسي المعزول !
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد :
فإن ما قام به الجيش المصري من عزل "محمد مرسي العياط" لم يكن انقلاباً على دولة الإسلام، أو نهاية للإسلام في مصر كما يروج البعض! .
لأن كل ما حدث على أرض مصر منذ الخروج الأول المسمى " 25 يناير" ليس للإسلام به تعلق.
فلم يكن يوماً من دين الإسلام " المظاهرات أو الاعتصامات أو العصيان المدني، بل هذه الأمور من سُبل الخروج على الحكام، وهذا محرم في هذا الدين العظيم.
وإنما الذي حدث هو: انهيارٌ لأصول وبدع روج لها وأسسها أهل الأهواء والبدع بين شباب هذه الأمة، فيما أسموه بالمشروع الإسلامي !، إذ صوروا الرسالة التي نزلت على محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمشروع !، كأنهم يتكلمون عن تأسيس حانوت لبيع البقالة ومواد النظافة، وجعلوا أبناء هذه الرسالة الخاتمة أصحاب اتجاه فكري كالعلمانية والشيوعية، فسموهم أبناء التيار الإسلامي!، ثم زادوا في الضلال، فقسموهم إلى إسلاميين و... ( لا ندري ماذا؟ ).
ولهذا كان الفشل والذل والصغار حليف هؤلاء القوم الذين حرفوا، وبدلوا، وابتدعوا، وخالفوا الصراط المستقيم، وفي الأثر : (( ... وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم )).
فليس لدين الإسلام العظيم تعلق بما حدث ، وبما كان، وبما هو كاِئن ، إذا هو دين الله العظيم ، دين المحجة البيضاء الذي لا يضره تلوث بعض أبناءه بالبدع والخرافات والخزعبلات، والأمر لله من قبل ومن بعد.
وإن كان القلب يكاد ينفطر مما أوصل إليه هؤلاء المنحرفون البلادَ ، إذ عادو بـ "مصر" مرة أخرى إلى زمن المماليك البحرية !، زمن " عز الدين أيبك" و" فارس الدين أقطاي!" و" سيف الدين قطز"و" الظاهر بيبرس!"، تلك الحقبة التي كان يتسلط على البلاد كل عدة شهور حاكم وسلطان جديد! ، يلتزم له الناس ببيعة جديدة، وسمع وطاعة .. ثم عدة شهور، ويتسلط على الحكم أخر، ويلتزم الناس بما ألتزمت به في حق الأول!، ويبدأ انقسام الناس إلى مؤيد ومعارض، ويظهر البغض والشحناء بين أبناء الدين الواحد، وربما يتطور الأمر ليصبح حرب أهلية، يقتل فيها الرجل أباه، ويقتل فيها الصاحب صاحبه .. وتعم الفوضى .. وتسعد عين الأعداء .. وتضعف شوكة المسلمين .. وتشد شوكة الكافرين .. ثم يبدأون في غزونا، فبعد أن كنا نشتكي من حاكم ظالم، يتسلط علينا حاكم كافر! .. { وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }،{ وَمَا رَبُّكَ بظلام لّلْعَبِيدِ }.
وقد قيل:
لا تَعجبوا للظلم يَغْشَى أمةً ......... فتَبوءَ منه بفادح الأثقالِ
ظُلم الرعية كالعقاب لجهلها .......... ألـمُ المريض عقوبةُ الإهمالِ
فبعد أن ظهر في الأمة المصرية منذ شهور طائفة "أسفين يا ريس!" ( أنصار المخلوع!)، ظهور اليوم طائفة "أسفين يا مرسي!" ( أنصار المعزول !)، وغداً تخرج علينا طائفة "أسفين يا ..."( أنصار المنزوع!) .. وهكذا دواليك، مع اتهام كل طائفة للأخرى بالعمالة والنفاق وبيع الوطن ، والعدو الذي زين لنا "حركة 6 أبريل" بالأمس، هو هو من زخرف لنا اليوم " حركة تمرد" ، وسيخرج علينا غداً بحركة جديدة، واسم جديد، ومازالت الأمة تتفسخ وتتفسخ، والأمر لله.
والذي يجادل في أن ما حدث في ثورات "الخريف العربي!" ليس من فعل أعداء الإسلام، فعلية أن يمسك لسانه، ولا يتكلم، إذ هو روبيضة، ليس له الكلام في أمر العامة.
وتربص ونكاية أهل الكفران بأهل الإسلام لا تحتاج إلى تذكير، بيد أنه يخفى على البعض احتراف هؤلاء في ابتكار أساليب جديدة للمكر بالمسلمين بين الحين والأخر، فتراهم في هذه الأزمان يزرعون في الأمم المتناقضات من أجل إسقاطها، والأمر قريب حين تنظر من قريب.
ففي البرتوكول الأول من تلك البرتوكولات التي وضعها يهود لإغراق العالم في الفوضى ثم السيطرة عليه، تجدهم يؤصلون لفكرة العلمانية والدفع لتبني الديمقراطية، إذ يقولون : (( لقد مضى الزمن الذي كانت الديانة فيه هي الحاكمة ( العلمانية )، وإن فكرة الحرية لا يمكن أن تتحقق، إذ ما من أحد يستطيع استعمالها استعمالاً سديداً. يكفي أن يعطي الشعب الحكم الذاتي فترة وجيزة ( الديمقراطية )، لكي يصير هذا الشعب رعاعاً بلا تمييز، ومنذ تلك اللحظة تبدأ المنازعات والاختلافات التي سرعان ما تتفاقم، فتصير معارك اجتماعية، وتندلع النيران في الدول ويزول أثرها كل الزوال.
وسواء أنهكت الدول الهزاهز ( الفتن ) الداخلية أم أسلمتها الحروب الأهلية إلى عدو خارجي، فإنها في كلتا الحالتين تعد قد خربت نهائياً كل الخراب وستقع في قبضتنا)) .
قلت : وإن كان هذا عام لإسقاط جميع الأمم وسهولة السيطرة عليها، إلا أن الأمة المصرية لها فضل تخطيط من هؤلاء .
يتبع
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد :
فإن ما قام به الجيش المصري من عزل "محمد مرسي العياط" لم يكن انقلاباً على دولة الإسلام، أو نهاية للإسلام في مصر كما يروج البعض! .
لأن كل ما حدث على أرض مصر منذ الخروج الأول المسمى " 25 يناير" ليس للإسلام به تعلق.
فلم يكن يوماً من دين الإسلام " المظاهرات أو الاعتصامات أو العصيان المدني، بل هذه الأمور من سُبل الخروج على الحكام، وهذا محرم في هذا الدين العظيم.
وإنما الذي حدث هو: انهيارٌ لأصول وبدع روج لها وأسسها أهل الأهواء والبدع بين شباب هذه الأمة، فيما أسموه بالمشروع الإسلامي !، إذ صوروا الرسالة التي نزلت على محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمشروع !، كأنهم يتكلمون عن تأسيس حانوت لبيع البقالة ومواد النظافة، وجعلوا أبناء هذه الرسالة الخاتمة أصحاب اتجاه فكري كالعلمانية والشيوعية، فسموهم أبناء التيار الإسلامي!، ثم زادوا في الضلال، فقسموهم إلى إسلاميين و... ( لا ندري ماذا؟ ).
ولهذا كان الفشل والذل والصغار حليف هؤلاء القوم الذين حرفوا، وبدلوا، وابتدعوا، وخالفوا الصراط المستقيم، وفي الأثر : (( ... وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم )).
فليس لدين الإسلام العظيم تعلق بما حدث ، وبما كان، وبما هو كاِئن ، إذا هو دين الله العظيم ، دين المحجة البيضاء الذي لا يضره تلوث بعض أبناءه بالبدع والخرافات والخزعبلات، والأمر لله من قبل ومن بعد.
وإن كان القلب يكاد ينفطر مما أوصل إليه هؤلاء المنحرفون البلادَ ، إذ عادو بـ "مصر" مرة أخرى إلى زمن المماليك البحرية !، زمن " عز الدين أيبك" و" فارس الدين أقطاي!" و" سيف الدين قطز"و" الظاهر بيبرس!"، تلك الحقبة التي كان يتسلط على البلاد كل عدة شهور حاكم وسلطان جديد! ، يلتزم له الناس ببيعة جديدة، وسمع وطاعة .. ثم عدة شهور، ويتسلط على الحكم أخر، ويلتزم الناس بما ألتزمت به في حق الأول!، ويبدأ انقسام الناس إلى مؤيد ومعارض، ويظهر البغض والشحناء بين أبناء الدين الواحد، وربما يتطور الأمر ليصبح حرب أهلية، يقتل فيها الرجل أباه، ويقتل فيها الصاحب صاحبه .. وتعم الفوضى .. وتسعد عين الأعداء .. وتضعف شوكة المسلمين .. وتشد شوكة الكافرين .. ثم يبدأون في غزونا، فبعد أن كنا نشتكي من حاكم ظالم، يتسلط علينا حاكم كافر! .. { وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }،{ وَمَا رَبُّكَ بظلام لّلْعَبِيدِ }.
وقد قيل:
لا تَعجبوا للظلم يَغْشَى أمةً ......... فتَبوءَ منه بفادح الأثقالِ
ظُلم الرعية كالعقاب لجهلها .......... ألـمُ المريض عقوبةُ الإهمالِ
فبعد أن ظهر في الأمة المصرية منذ شهور طائفة "أسفين يا ريس!" ( أنصار المخلوع!)، ظهور اليوم طائفة "أسفين يا مرسي!" ( أنصار المعزول !)، وغداً تخرج علينا طائفة "أسفين يا ..."( أنصار المنزوع!) .. وهكذا دواليك، مع اتهام كل طائفة للأخرى بالعمالة والنفاق وبيع الوطن ، والعدو الذي زين لنا "حركة 6 أبريل" بالأمس، هو هو من زخرف لنا اليوم " حركة تمرد" ، وسيخرج علينا غداً بحركة جديدة، واسم جديد، ومازالت الأمة تتفسخ وتتفسخ، والأمر لله.
والذي يجادل في أن ما حدث في ثورات "الخريف العربي!" ليس من فعل أعداء الإسلام، فعلية أن يمسك لسانه، ولا يتكلم، إذ هو روبيضة، ليس له الكلام في أمر العامة.
وتربص ونكاية أهل الكفران بأهل الإسلام لا تحتاج إلى تذكير، بيد أنه يخفى على البعض احتراف هؤلاء في ابتكار أساليب جديدة للمكر بالمسلمين بين الحين والأخر، فتراهم في هذه الأزمان يزرعون في الأمم المتناقضات من أجل إسقاطها، والأمر قريب حين تنظر من قريب.
ففي البرتوكول الأول من تلك البرتوكولات التي وضعها يهود لإغراق العالم في الفوضى ثم السيطرة عليه، تجدهم يؤصلون لفكرة العلمانية والدفع لتبني الديمقراطية، إذ يقولون : (( لقد مضى الزمن الذي كانت الديانة فيه هي الحاكمة ( العلمانية )، وإن فكرة الحرية لا يمكن أن تتحقق، إذ ما من أحد يستطيع استعمالها استعمالاً سديداً. يكفي أن يعطي الشعب الحكم الذاتي فترة وجيزة ( الديمقراطية )، لكي يصير هذا الشعب رعاعاً بلا تمييز، ومنذ تلك اللحظة تبدأ المنازعات والاختلافات التي سرعان ما تتفاقم، فتصير معارك اجتماعية، وتندلع النيران في الدول ويزول أثرها كل الزوال.
وسواء أنهكت الدول الهزاهز ( الفتن ) الداخلية أم أسلمتها الحروب الأهلية إلى عدو خارجي، فإنها في كلتا الحالتين تعد قد خربت نهائياً كل الخراب وستقع في قبضتنا)) .
قلت : وإن كان هذا عام لإسقاط جميع الأمم وسهولة السيطرة عليها، إلا أن الأمة المصرية لها فضل تخطيط من هؤلاء .
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق