البسملة1
السلام1
يقول تعالى :
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات : 55]
يقول السعدي رحمه الله :
والتذكير نوعان: تذكير بما لم يعرف تفصيله، مما عرف مجمله بالفطر والعقول فإن الله فطر العقول على محبة الخير وإيثاره، وكراهة الشر والزهد فيه، وشرعه موافق لذلك، فكل أمر ونهي من الشرع، فإنه من التذكير، وتمام التذكير، أن يذكر ما في المأمور به ، من الخير والحسن والمصالح، وما في المنهي عنه، من المضار.
والنوع الثاني من التذكير: تذكير بما هو معلوم للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول، فيذكرون بذلك، ويكرر عليهم ليرسخ في أذهانهم، وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه، من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهمة، توجب لهم الانتفاع والارتفاع.
وأخبر الله أن الذكرى تنفع المؤمنين، لأن ما معهم من الإيمان والخشية والإنابة، واتباع رضوان الله، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال تعالى: { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى } [ ص 813 ]
وأما من ليس له معه إيمان ولا استعداد لقبول التذكير، فهذا لا ينفع تذكيره، بمنزلة الأرض السبخة، التي لا يفيدها المطر شيئًا، وهؤلاء الصنف، لو جاءتهم كل آية، لم يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.
تفسير السعدي - (1 / 812
وبعد ايها الاخوة بهذا النقل عن اهله واصحابه جزاهم الله عنا خير الجزاء ننقل هذه التذكرة لنخيف انفسنا بادئ الامر ولعلنا نستطيع تذكرة من يقرأ هذه الموعظة انها الفتن وقد كشرت عن انيابها في ايامنا هذه والتي ترسل ويرسل معها الهوى نعم وانها ان اقبلت شَبَّهتْ نعم
تذكَّروا أنَّ نبيَّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا ينطق عن الهوى؛ ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 4]،
وأنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما أخبركُم عن الفتن ووصَفَها لكم وصفًا جليًّا يزيلُ اللبس ويجعلُكم على بيِّنة - قد بيَّن لكم شُؤمها على الدِّين والبلاد وأحوال المؤمنين؛ فقد بيَّن لكم وحذَّركم من إثارتها والتحريضِ عليها والمشاركة فيها، وأنَّه يُؤدِّي إلى خُسران الدُّنيا والآخِرة؛ ففي "التاريخ"؛ للحاكم - رحمه الله - عن أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه -: "إنَّ الفتنة تُرسَل ويُرسَل معها الهوى".
وخرَّج نعيم بن حماد في "الفتن" عن أبي الدرداء: "إنَّ الفتنة إذا أقبلَتْ شَبَّهتْ - يعني: تشتبه على بعض الناس بالحق - وإذا أدبرَتْ سفرتْ، وإنَّ الفتنة تُلقَح بالنَّجوى - حديث الناس بعضهم إلى بعض سرًّا - وتُنتَج بالشكوى، فلا تُثِيروها إذا حميتْ، ولا تعرضوا لها إذا عرضتْ، إنَّ الفتنة راتعةٌ في بلاد الله، تطَأُ في خِطامها، فلا يحلُّ لأحدٍ من البريَّة أنْ يُوقِظها حتى يأذَنَ الله لها، الويلُ لِمَن أخَذ بخطامها - أي: أيقَظَها وأقامَها أو قادَها - ثم الويلُ له، ثم الويلُ له)).
وفي الطبراني عن أبي الدرداء - رضِي الله عنه - أيضًا: "لا تقرَبُوا الفتن إذا حميتْ، ولا تعرضوا لها إذا عرضَتْ، واضرِبُوا أهلها إذا أقبلت".
وفي "مسند الإمام أحمد" و"صحيح مسلم" - رحمهما الله - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ألا فإذا نزلتْ - يعني: الفتنة - فمن كان له إبلٌ فليلحق بإبله، ومَن كانت له غنمٌ فليلحق بغنَمِه، ومَن كانت له أرضٌ فليلحَق بأرضه، ومَن لم يكن له شيءٌ فليعمد إلى سيفه - يعني: سلاحه - فيدق على حدِّه بحجرٍ - يعني: لا يُشارِك في الفتنة - ثم لينجُ إنِ استَطاع النَّجاء، اللهم هل بلَّغت؟ اللهم هل بلَّغت؟ اللهم هل بلَّغت؟)).
وفي "المسند" والصحيحين عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن تشرَّف لها - يعني: الفتنة - تستَشرِف له، ومَن وجَد عنها ملجأً أو مَعاذًا فليَعُذْ به)).
وفي "المسند" بإسنادٍ صحيح عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قلت: ما أصنَعُ عند ذاك - يعني: الفتنة - يا رسول الله؟ قال: ((اتَّق الله - عزَّ وجلَّ - وخُذْ ما تعرف، ودَعْ ما تُنكِر، وعليك بخاصَّة نفسك، وإياك وعوامَّهم)).
الفاصلة4
الخاتمة1
السلام1
يقول تعالى :
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات : 55]
يقول السعدي رحمه الله :
والتذكير نوعان: تذكير بما لم يعرف تفصيله، مما عرف مجمله بالفطر والعقول فإن الله فطر العقول على محبة الخير وإيثاره، وكراهة الشر والزهد فيه، وشرعه موافق لذلك، فكل أمر ونهي من الشرع، فإنه من التذكير، وتمام التذكير، أن يذكر ما في المأمور به ، من الخير والحسن والمصالح، وما في المنهي عنه، من المضار.
والنوع الثاني من التذكير: تذكير بما هو معلوم للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول، فيذكرون بذلك، ويكرر عليهم ليرسخ في أذهانهم، وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه، من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهمة، توجب لهم الانتفاع والارتفاع.
وأخبر الله أن الذكرى تنفع المؤمنين، لأن ما معهم من الإيمان والخشية والإنابة، واتباع رضوان الله، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال تعالى: { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى } [ ص 813 ]
وأما من ليس له معه إيمان ولا استعداد لقبول التذكير، فهذا لا ينفع تذكيره، بمنزلة الأرض السبخة، التي لا يفيدها المطر شيئًا، وهؤلاء الصنف، لو جاءتهم كل آية، لم يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.
تفسير السعدي - (1 / 812
وبعد ايها الاخوة بهذا النقل عن اهله واصحابه جزاهم الله عنا خير الجزاء ننقل هذه التذكرة لنخيف انفسنا بادئ الامر ولعلنا نستطيع تذكرة من يقرأ هذه الموعظة انها الفتن وقد كشرت عن انيابها في ايامنا هذه والتي ترسل ويرسل معها الهوى نعم وانها ان اقبلت شَبَّهتْ نعم
تذكَّروا أنَّ نبيَّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا ينطق عن الهوى؛ ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 4]،
وأنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما أخبركُم عن الفتن ووصَفَها لكم وصفًا جليًّا يزيلُ اللبس ويجعلُكم على بيِّنة - قد بيَّن لكم شُؤمها على الدِّين والبلاد وأحوال المؤمنين؛ فقد بيَّن لكم وحذَّركم من إثارتها والتحريضِ عليها والمشاركة فيها، وأنَّه يُؤدِّي إلى خُسران الدُّنيا والآخِرة؛ ففي "التاريخ"؛ للحاكم - رحمه الله - عن أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه -: "إنَّ الفتنة تُرسَل ويُرسَل معها الهوى".
وخرَّج نعيم بن حماد في "الفتن" عن أبي الدرداء: "إنَّ الفتنة إذا أقبلَتْ شَبَّهتْ - يعني: تشتبه على بعض الناس بالحق - وإذا أدبرَتْ سفرتْ، وإنَّ الفتنة تُلقَح بالنَّجوى - حديث الناس بعضهم إلى بعض سرًّا - وتُنتَج بالشكوى، فلا تُثِيروها إذا حميتْ، ولا تعرضوا لها إذا عرضتْ، إنَّ الفتنة راتعةٌ في بلاد الله، تطَأُ في خِطامها، فلا يحلُّ لأحدٍ من البريَّة أنْ يُوقِظها حتى يأذَنَ الله لها، الويلُ لِمَن أخَذ بخطامها - أي: أيقَظَها وأقامَها أو قادَها - ثم الويلُ له، ثم الويلُ له)).
وفي الطبراني عن أبي الدرداء - رضِي الله عنه - أيضًا: "لا تقرَبُوا الفتن إذا حميتْ، ولا تعرضوا لها إذا عرضَتْ، واضرِبُوا أهلها إذا أقبلت".
وفي "مسند الإمام أحمد" و"صحيح مسلم" - رحمهما الله - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ألا فإذا نزلتْ - يعني: الفتنة - فمن كان له إبلٌ فليلحق بإبله، ومَن كانت له غنمٌ فليلحق بغنَمِه، ومَن كانت له أرضٌ فليلحَق بأرضه، ومَن لم يكن له شيءٌ فليعمد إلى سيفه - يعني: سلاحه - فيدق على حدِّه بحجرٍ - يعني: لا يُشارِك في الفتنة - ثم لينجُ إنِ استَطاع النَّجاء، اللهم هل بلَّغت؟ اللهم هل بلَّغت؟ اللهم هل بلَّغت؟)).
وفي "المسند" والصحيحين عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن تشرَّف لها - يعني: الفتنة - تستَشرِف له، ومَن وجَد عنها ملجأً أو مَعاذًا فليَعُذْ به)).
وفي "المسند" بإسنادٍ صحيح عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قلت: ما أصنَعُ عند ذاك - يعني: الفتنة - يا رسول الله؟ قال: ((اتَّق الله - عزَّ وجلَّ - وخُذْ ما تعرف، ودَعْ ما تُنكِر، وعليك بخاصَّة نفسك، وإياك وعوامَّهم)).
الفاصلة4
الخاتمة1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق