بسم الله الرحمن الرحيم
الحمـــد لله رب العالميــــــن ، حمدا يليق بجلالـــــه ، وعظيم سلطانه ، وأشهــد أن لا له إلا الله وحـــــــده لا شريك له ، وأشــهد أن محمــــــدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آلـــه وصحبــه ومن إقتفى أثرهم إلــــــــــــى يوم الديـــــــــــــن ، اما بعــــد :
مما لاشك فيه أن طلب العلم من أعظم العبادات التي يُتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى ومن أجله أفنوا مشايخنا و علماءنا و سلفنا و أئمّة الإسلام والهُدى –رضي الله تعالى عنهم- أعمارهم و بذلوا في ذلك الغالي والنّفيس قبلَ الرّخيص؛ وجابُوا الأقطار وركبوا الأخطار في سبيل تحصيله والسعي في طلبه ، من نعومة أظافرهم إلى أن تداركهم الأجل وهم على ذلك ، لعلمهم بشرف هذا المطلوب ومن جملة ذلك حرصهم على الطلب في الصغر كما قيل: العلم في الصغر كالنقش في الحجر والعلم في الكبر كالكتابة على الماء.
لكن مع الأسف تجد كثير من الناس لا يستطيعون السير في طريق تحصيل العلم ، حتى إنك ترى أحدهم عندما يبلغ به العمر ثلاثين سنة فما فوق يجعل هذه الجملة الاخيرة " العلم في الكبر كالنقش على الماء " عارضا او عذرا يتعذر بها ، وهذه من ضعف الهمة وإهمال الملكة .
لا شك ان الحفظ في الصغر أمر مطلوب ، لهذا تجد الطفل الجانب القوي عنده هو الحفظ ليس عنده قدرة على الفهم ، بخلاف الكبير فإنه يجمع بين الحفظ والفهم ، ومن هذا فلا يُحصر سن الحفظ عند الصغير فقط ، وإلا فقد وجدنا كثيراً ممن حفظ متأخراً في سنه كأنه نقش في الحجَر كذلك .
وعليه فمن فاته الحفظ في صغره فلا يفوِّت الحفظ والعلم في كبَره
ولهذا قال السيوطي – رحمه الله - :
قال جماعة من العلماء :" يُستحب أن يبتدئ بسماع الحديث بعد ثلاثين سنة ، وعليه أهل الشام " " تدريب الراوي " .
جاءفي كتاب " العلم " من صحيح البخاري
باب الاغتباط في العلم والحكمة وقال عمر رضي الله عنه : " تفقهوا قبل أن تُسوَّدوا " .
قال البخاري رحمه الله : وبعد أن تسوَّدوا ، وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنِّهم .
" صحيح البخاري "
وهنا بعض نماذج لبعض الأئمة والعلماء طلبوا العلم في سن متأخرة :
1 - صالح بن كيسان وهو ابن مائة ونيف وستين سنة ، وكان قد لقي جماعة من الصحابة ، ثم تلمذ بعد للزهري ، وتلقن عنه العلم وهو ابن تسعين سنة ، ابتدأ بالعلم وهو ابن سبعين سنة ." سير أعلام النبلاء " .
2- أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي ، المعروف بـ " القفّال " ، شيخ الشافعية في زمانه ، المتوفى سنة 417 هـ .
قال السبكي الشافعي – رحمه الله - :
الإمام الجليل أبو بكر القفال الصغير ، شيخ طريقة خراسان ، وإنما قيل له " القفَّال " لأنه كان يعمل الأقفال في ابتداء أمره ، وبرع في صناعتها ، حتى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات ، فلما كان ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاء : فأقبل على الفقه ، فاشتغل به على الشيخ أبي زيد وغيره ، وصار إماماً يُقتدى به فيه ، وتفقه عليه خلقٌ من أهل خراسان ، وسمع الحديث ، وحدَّث وأملى ... .
" طبقات الشافعية "
3- أصبغ بن الفرج ، مفتي الديار المصرية في زمانه ، ومن علماء المالكية .
قال الذهبي – رحمه الله - :
الشيخ الإمام الكبير ، مفتي الديار المصرية ، وعالِمها ، أبو عبد الله الأموي مولاهم ، المصري ، المالكي .
مولده بعد الخمسين ومئة .
وطلب العلم وهو شاب كبير ، ففاته مالك ، والليث . " سير أعلام النبلاء "
4 - عيسى بن موسى غنجار ، أبو أحمد البخاري ، محدِّث ما وراء النهر .
قال الحاكم :
هو إمام عصره ، طلب العلم على كبر السنِّ ، وطوَّف .
" شذرات الذهب "
5 - قاضي القضاة بمصر : الحارث بن مسكين ، توفي سنة 250 هـ .
قال الذهبي – رحمه الله - :
وإنما طلب العلم على كبَر .
" سير أعلام النبلاء "
وغير هؤلاء كثير ، قد طلبو العلم وهم كبار في السن كأمثال الفضيل بن عياض ، وابن العربي ، وابن حزم ، والعز بن عبد السلام ، فلم يمنعهم سنهم من الطلب حتى صاروا نجوماً في سماء العلم .
وهذا ابن عقيل رحمه الله يقول إني لأجد من لذة الطلب وأنا ابن ثمانين أشد مما أجد وأنا ابن أربعين .
والله الهادي إلى سواء السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
الحمـــد لله رب العالميــــــن ، حمدا يليق بجلالـــــه ، وعظيم سلطانه ، وأشهــد أن لا له إلا الله وحـــــــده لا شريك له ، وأشــهد أن محمــــــدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آلـــه وصحبــه ومن إقتفى أثرهم إلــــــــــــى يوم الديـــــــــــــن ، اما بعــــد :
مما لاشك فيه أن طلب العلم من أعظم العبادات التي يُتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى ومن أجله أفنوا مشايخنا و علماءنا و سلفنا و أئمّة الإسلام والهُدى –رضي الله تعالى عنهم- أعمارهم و بذلوا في ذلك الغالي والنّفيس قبلَ الرّخيص؛ وجابُوا الأقطار وركبوا الأخطار في سبيل تحصيله والسعي في طلبه ، من نعومة أظافرهم إلى أن تداركهم الأجل وهم على ذلك ، لعلمهم بشرف هذا المطلوب ومن جملة ذلك حرصهم على الطلب في الصغر كما قيل: العلم في الصغر كالنقش في الحجر والعلم في الكبر كالكتابة على الماء.
لكن مع الأسف تجد كثير من الناس لا يستطيعون السير في طريق تحصيل العلم ، حتى إنك ترى أحدهم عندما يبلغ به العمر ثلاثين سنة فما فوق يجعل هذه الجملة الاخيرة " العلم في الكبر كالنقش على الماء " عارضا او عذرا يتعذر بها ، وهذه من ضعف الهمة وإهمال الملكة .
لا شك ان الحفظ في الصغر أمر مطلوب ، لهذا تجد الطفل الجانب القوي عنده هو الحفظ ليس عنده قدرة على الفهم ، بخلاف الكبير فإنه يجمع بين الحفظ والفهم ، ومن هذا فلا يُحصر سن الحفظ عند الصغير فقط ، وإلا فقد وجدنا كثيراً ممن حفظ متأخراً في سنه كأنه نقش في الحجَر كذلك .
وعليه فمن فاته الحفظ في صغره فلا يفوِّت الحفظ والعلم في كبَره
ولهذا قال السيوطي – رحمه الله - :
قال جماعة من العلماء :" يُستحب أن يبتدئ بسماع الحديث بعد ثلاثين سنة ، وعليه أهل الشام " " تدريب الراوي " .
جاءفي كتاب " العلم " من صحيح البخاري
باب الاغتباط في العلم والحكمة وقال عمر رضي الله عنه : " تفقهوا قبل أن تُسوَّدوا " .
قال البخاري رحمه الله : وبعد أن تسوَّدوا ، وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنِّهم .
" صحيح البخاري "
وهنا بعض نماذج لبعض الأئمة والعلماء طلبوا العلم في سن متأخرة :
1 - صالح بن كيسان وهو ابن مائة ونيف وستين سنة ، وكان قد لقي جماعة من الصحابة ، ثم تلمذ بعد للزهري ، وتلقن عنه العلم وهو ابن تسعين سنة ، ابتدأ بالعلم وهو ابن سبعين سنة ." سير أعلام النبلاء " .
2- أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي ، المعروف بـ " القفّال " ، شيخ الشافعية في زمانه ، المتوفى سنة 417 هـ .
قال السبكي الشافعي – رحمه الله - :
الإمام الجليل أبو بكر القفال الصغير ، شيخ طريقة خراسان ، وإنما قيل له " القفَّال " لأنه كان يعمل الأقفال في ابتداء أمره ، وبرع في صناعتها ، حتى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات ، فلما كان ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاء : فأقبل على الفقه ، فاشتغل به على الشيخ أبي زيد وغيره ، وصار إماماً يُقتدى به فيه ، وتفقه عليه خلقٌ من أهل خراسان ، وسمع الحديث ، وحدَّث وأملى ... .
" طبقات الشافعية "
3- أصبغ بن الفرج ، مفتي الديار المصرية في زمانه ، ومن علماء المالكية .
قال الذهبي – رحمه الله - :
الشيخ الإمام الكبير ، مفتي الديار المصرية ، وعالِمها ، أبو عبد الله الأموي مولاهم ، المصري ، المالكي .
مولده بعد الخمسين ومئة .
وطلب العلم وهو شاب كبير ، ففاته مالك ، والليث . " سير أعلام النبلاء "
4 - عيسى بن موسى غنجار ، أبو أحمد البخاري ، محدِّث ما وراء النهر .
قال الحاكم :
هو إمام عصره ، طلب العلم على كبر السنِّ ، وطوَّف .
" شذرات الذهب "
5 - قاضي القضاة بمصر : الحارث بن مسكين ، توفي سنة 250 هـ .
قال الذهبي – رحمه الله - :
وإنما طلب العلم على كبَر .
" سير أعلام النبلاء "
وغير هؤلاء كثير ، قد طلبو العلم وهم كبار في السن كأمثال الفضيل بن عياض ، وابن العربي ، وابن حزم ، والعز بن عبد السلام ، فلم يمنعهم سنهم من الطلب حتى صاروا نجوماً في سماء العلم .
وهذا ابن عقيل رحمه الله يقول إني لأجد من لذة الطلب وأنا ابن ثمانين أشد مما أجد وأنا ابن أربعين .
والله الهادي إلى سواء السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق