وقول الله تعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل:120].
وقال: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ [المؤمنون:57- 59].
عن حصين بن عبدالرحمن قال: كنتُ عند سعيد بن جبيرٍ فقال: أيُّكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت: أنا، ثم قلتُ: أما إني لم أكن في صلاةٍ، ولكني لُدغتُ، قال: فما صنعتَ؟ قلت: ارتقيتُ، قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدَّثناه الشعبي، قال: وما حدَّثكم؟ قلت: حدَّثنا عن بريدة بن الحصيب أنه قال: لا رقيةَ إلَّا من عينٍ أو حمةٍ، قال: قد أحسن مَن انتهى إلى ما سمع، ولكن حدَّثنا ابنُ عباسٍ عن النبي ﷺ أنه قال: عُرضت عليَّ الأمم، فرأيتُ النبيَّ ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رُفع لي سوادٌ عظيم فظننتُ أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرتُ فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فنظرتُ فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ، ثم نهض فدخل مَنْزله، فخاض الناسُ في أولئك، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله ﷺ، وقال بعضُهم: فلعلهم الذين وُلدوا في الإسلام فلم يُشركوا بالله شيئًا، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسولُ الله ﷺ فقال: ما الذي تخوضون فيه؟ فأخبروه، فقال: هم الذين لا يَسْتَرقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكَّلون، فقام عكاشة بن محصن فقال: ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم، ثم قام رجلٌ آخر فقال: ادعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة.
الشيخ: هذا الباب من أبواب كتاب التوحيد، هذا باب عظيم يُبين تحقيق التوحيد ما هو، والمؤلف أبو عبدالله الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله أراد بذلك بيان ما يجب على المؤمن من تحقيق التوحيد، والحذر مما ينقصه ويثلبه، قال رحمه الله: "باب مَن حقق التوحيد دخل الجنة بغير حسابٍ" مع تحقيقه وتخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي، هذا هو تحقيق التوحيد: تخليصه وتنقيته وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي؛ لأنَّ الشرك إن كان أكبر يُنافي التوحيد بالكلية، وإن كان أصغر يُنافي كماله الواجب؛ ولأنَّ البدع تقدح في التوحيد؛ ولأنَّ المعاصي تنقص ثواب أهل التوحيد، فلا يكون العبد مُحققًا لتوحيده إلَّا إذا جاهد نفسه؛ حتى يتباعد عن الشرك كله: دقيقه وجليله، وعن جميع البدع والمعاصي، والمعنى: أن يلقى ربَّه بإيمانٍ كاملٍ، ليس معه معاصٍ قد أصرَّ عليها، بل توبة صادقة، وعمل صادق.
قال تعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل:120] إبراهيم هو الخليل عليه الصلاة والسلام، هو خليل الرحمن، والد الأنبياء بعده: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يعني: قد حقق توحيده عليه الصلاة والسلام، فهو أمة، فالأمة هو الثابت على الحقِّ، وهو الداعي إليه، فكان إبراهيم أمةً على الحقِّ وحده، وكان يدعو إليه أيضًا، وينذر من الشرك ويحذر منه، قانتًا لله يعني: عابدًا مُطيعًا لله، القنوت: دوام الطاعة، فالمعنى: أنه مستمر في طاعة الله، مخلص لله سبحانه وتعالى، حنيفًا: هو المقبل على الله، المُعرض عمَّا سواه، يعني: قد أقبل بقلبه وقالبه على الله، وأعرض عما سواه: وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، بل فارقهم في عقيدته، وفي بدنه أيضًا حتى هاجر من بلاد الشرك عليه الصلاة والسلام، فهو غاية في تحقيق التوحيد، فهو عليه الصلاة والسلام أمة، ليس معه على الحق سوى زوجته سارة لما أسلمت، ثم ابن أخيه لوط لما أوحى الله إليه وهداه، ثم هدى الله بعد ذلك مَن هدى على يديه عليه الصلاة والسلام، وكان حنيفًا قانتًا بعيدًا عن الشرك وأهله، قد أقبل على الله، واجتهد في العبادة، واستقام عليها، فكان إمام الحنفاء، وخليل الرحمن عليه الصلاة والسلام.
قال الله جلَّ وعلا: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]، ونبينا هو خليل الله أيضًا، هو الخليل الثاني عليه الصلاة والسلام، وهو أيضًا غاية في توحيد الله والإخلاص له وتحقيقه.
فينبغي لكل مؤمنٍ أن يتأسَّى بالخليلين: إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وأن يجتهد في تحقيق توحيده وإخلاصه لله وتنقيته من كل شرٍّ.
قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ، قبلها قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون:57- 61]، قد حققوا توحيدهم بخشيتهم لله: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ، فهم قد خشوا الله ، وراقبوه، وعظَّموه، واستقاموا على الإيمان به، وابتعدوا عن الشرك كله: دقيقه وجليله، ثم مع هذا كله سارعوا في الخيرات، وسبقوا إليها؛ لكمال إيمانهم، وكمال تقواهم وإخلاصهم.
هكذا ينبغي للمؤمن أن يكون قوي الإيمان، بعيدًا عن الشرك: دقيقه وجليله، مسارعًا إلى الخيرات، مسابقًا إليها، كثير الخشية لله، والمراقبة له سبحانه، هكذا يكون تحقيق التوحيد بالخشية لله والمراقبة، والإخلاص في العبادة لله وحده، والحذر من الشرك كله والبدع والمعاصي.
وعن حصين بن عبدالرحمن قال: كنتُ عند سعيد بن جبير. سعيد هو التابعي الجليل المعروف، فقال لهم سعيد يُذكرهم: أيّكم رأى الكوكب الذي انقضَّ البارحة؟ يتبين من هذا أنَّ السلف يتذاكرون في الحوادث؛ لعظم إيمانهم وتقواهم وخشيتهم لله: أيّكم رأى الكوكبَ الذي انقضَّ البارحة؟ يعني: النجم، فقال له حصين: أنا، ثم قال: أما إني لم أكن في صلاةٍ. خشي أن يظنوا أنه كان يُصلي، وأنه يُرائي بعمله، أما إني لم أكن في صلاةٍ، ولكني لُدغتُ. يعني: لدغته حية أو عقرب فاستيقظ، قال: فماذا صنعت؟ يسأله سعيد، قال: استرقيتُ. يعني: طلبتُ مَن يرقيني، قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدَّثناه الشعبي. وهو عامر بن شراحيل، تابعي جليل، فقيه ثقة، قلت: وما حدَّثكم؟ قال: حدَّثنا بُريدة بن الحصيب الأسلمي، يعني: عن النبي ﷺ أنه قال: لا رقيةَ إلَّا من عينٍ أو حمةٍ يعني: لا رقيةَ كاملة إلَّا من عينٍ: من النظرة، عين العائن، النفس، أو حمة سمّ من ذوات السّموم؛ فلهذا استرقيتُ لهذا الحديث؛ لأنه أصابته الحمّة، وهي سم من ذوات السموم.
والرقية من كل مرضٍ جائزة؛ لقوله ﷺ: لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا، ولكن الرقية من العين -عين العائن- ومن اللَّدغة أهم وأولى، الله جعلها شفاءً من العين ومن الحمة.
فهذا المطالب بالدليل، السلف كانوا يعتنون بالدليل، إذا عمل إنسانٌ عملًا سألوه: ما دليلك على هذا العمل؟ حتى يُحققوا توحيدهم وإيمانهم بالعمل بالدليل، وعدم الاتكال على الرأي المجرد.
ثم قال لهم سعيد: ولكن حدَّث ابنُ عباسٍ –يعني: بما هو أكمل- عن النبي ﷺ أنه قال: عُرضت عليَّ الأمم يعني: ليلة الإسراء عليه الصلاة والسلام حين أُسري به إلى السماء: فرأيت النبي ومعه الرهط -وفي روايةٍ: الرهيط- والنبي معه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، الرهط: ما بين الثلاثة إلى العشرة، الثلاثة إلى العشرة يُقال لهم: رهط، والرهيط: الثلاثة والأربعة والخمسة يقال لهم: رهيط، ورأيتُ النبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد يعني: رأى الأنبياء بعضهم معه الرهط القليل: الخمسة والستة، وبعضهم معه الرجل والرجلان، وبعضهم ما تبعه أحد، يعني: أمته أبت أن تتبعه، وأن تنقاد لما جاء به، ففي هذا دليل على قلَّة مَن استجاب للأنبياء، وأن أهل الحقِّ هم الأقلون كما قال جلَّ وعلا: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13]، وقال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]، فأتباع الحقّ والمستقيمين عليه هم الأقلون في كل زمانٍ ومكانٍ، قال تعالى: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ:20]، بل بعض الأنبياء قتله قومه، نسأل الله العافية!
فرُفع لي سواد عظيم، فظننتُ أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه فيه الدلالة على كثرة أتباع موسى من بني إسرائيل عليه الصلاة والسلام.
ثم رُفع لي سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ فخاض الناسُ -الصحابة المستمعون للحديث- في ذلك؛ في السبعين مَن هم؟ فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله ﷺ. وقال بعضُهم: يعني القدماء، قدماء الصحابة. وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يُشركوا بالله شيئًا. وذكروا أشياء، وخاضوا في أشياء، فخرج عليهم رسولُ الله ﷺ فأخبروه، يعني: أخبروه عمَّا حصل بينهم، فقال: هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون يعني: هؤلاء السبعون هم أهل الاستقامة الذين استقاموا على دينه، وحافظوا على ما أوجب الله عليهم، وتركوا ما حرَّم الله عليهم، وتركوا بعض الأشياء المباحة ثقةً بالله، وتوكلًا عليه: كالاسترقاء، الاسترقاء جائز، ولكن تركوه لأنَّ الحاجة إلى الناس تركها أفضل، فالاسترقاء طلب مَن يرقي، طلب الرقية، وتركها أفضل إلا عند الحاجة إليها، إذا احتاج فلا بأس، فقد أمر النبي ﷺ عائشة أن تسترقي، وأمر أم أولاد جعفر أن تسترقي لأولادها، فلا بأس بالاسترقاء، لكن تركه أفضل إذا وجد ما يُغني عنه.
ولا يكتوون الكي جائز، ولكن تركه أفضل؛ ولهذا يقول ﷺ: الشفاء في ثلاثة: كية نار، وشرطة محجم، وشربة عسل، وما أُحب أن أكتوي، فالكي من أسباب الشفاء، والحجامة كذلك من أسباب الشفاء، وكية النار كما تقدم، وشربة العسل، كل هذا من أسباب الشفاء، فالأسباب لا بأس بها، الإنسان يكتوي، يتداوى بشربة العسل، بالحجامة، بأشياء أخرى، لا بأس أن يتداوى، يقول النبي ﷺ: عباد الله، تداووا، ولا تداووا بحرامٍ، التداوي لا بأس به، لكن ترك الاسترقاء والحاجة إلى الناس وطلب الحاجة منهم أفضل، إلا إذا دعت الحاجةُ إليه.
ولا يتطيرون التطير: التَّشاؤم بالمرئيات أو بالمسموعات، وهي ممنوعة، من الشرك كونه يتطير: يتشاءم، إذا خرج لحاجةٍ ورأى شيئًا ما يُعجبه رجع من حاجته، الطيرة ما تصلح، وفي الحديث: مَن ردَّته الطيرةُ عن حاجته فقد أشرك.
فالطيرة: التَّشاؤم بالمرئيات أو المسموعات، إذا ردته عن حاجته، أما إذا لم ترده عن حاجته، بل اتَّكل على الله وسأله العافية فهذا ليس من التَّطير، لكن التطير كونه يتشاءم، مثل: إنسان يخرج إلى السوق لحاجةٍ فيُصادفه رجلٌ لا يُحبه، أو صورة لا يرضاها: كالكلب أو الحمار، فيرجع، هذه تُسمَّى: الطيرة، لا تجوز، النبي ﷺ قال: لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر هذا من دين المشركين: التطير، والنبي عليه الصلاة والسلام حذَّر منه.
فالإنسان إذا رأى ما يكره لا يتطير، ولا يرجع عن حاجته، يمشي في حاجته ويسأل ربه العافية، يقول: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، كما قال ﷺ لما ذُكرت عنده الطيرة قال: لا ترد مسلمًا، وإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، وفي اللفظ الآخر: اللهم لا خيرَ إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك.
ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكَّلون هؤلاء هم أهل الاستقامة؛ يبتعدون عن الأسباب المكروهة، ويتوكلون على الله في فعل ما أوجب الله، وترك ما حرَّم الله، والثقة بالله، والاعتماد عليه في كل شيءٍ، هؤلاء هم السبعون ألفًا ومَن سار في ركابهم، هم الذين يستقيمون على طاعة الله، ويُؤدون ما أوجب الله، وينتهون عمَّا حرم الله، ويتركون بعض الأسباب المكروهة إذا استغنوا عنها ثقةً بالله واعتمادًا عليه جلَّ وعلا.
فقال عكاشة: يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال النبي: اللهم أنت منهم، وفي لفظٍ: أنت منهم.
عكاشة بن محصن الأسدي قُتل يوم الردة شهيدًا.
فقام آخر فقال: ادعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة سدَّ الباب بهذا الكلام الطيب؛ لئلا يتسلسل الأمر فيقوم مَن لا يستحقها، فقال: سبقك بها عكاشة.
ففي هذا الحديث الدلالة على أنَّ الاستقامة على طاعة الله، والتَّباعد عن محارم الله، والثبات على الحقِّ، وترك الأشياء المشتبهة؛ أنها من أعمال السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ، فمَن استقام على أمر الله، وحافظ على حدود الله، وأدَّى ما أوجب الله عليه، ووقف عند الحدود؛ فهو من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ [المؤمنون:57- 59].
عن حصين بن عبدالرحمن قال: كنتُ عند سعيد بن جبيرٍ فقال: أيُّكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت: أنا، ثم قلتُ: أما إني لم أكن في صلاةٍ، ولكني لُدغتُ، قال: فما صنعتَ؟ قلت: ارتقيتُ، قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدَّثناه الشعبي، قال: وما حدَّثكم؟ قلت: حدَّثنا عن بريدة بن الحصيب أنه قال: لا رقيةَ إلَّا من عينٍ أو حمةٍ، قال: قد أحسن مَن انتهى إلى ما سمع، ولكن حدَّثنا ابنُ عباسٍ عن النبي ﷺ أنه قال: عُرضت عليَّ الأمم، فرأيتُ النبيَّ ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رُفع لي سوادٌ عظيم فظننتُ أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرتُ فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فنظرتُ فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ، ثم نهض فدخل مَنْزله، فخاض الناسُ في أولئك، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله ﷺ، وقال بعضُهم: فلعلهم الذين وُلدوا في الإسلام فلم يُشركوا بالله شيئًا، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسولُ الله ﷺ فقال: ما الذي تخوضون فيه؟ فأخبروه، فقال: هم الذين لا يَسْتَرقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكَّلون، فقام عكاشة بن محصن فقال: ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم، ثم قام رجلٌ آخر فقال: ادعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة.
الشيخ: هذا الباب من أبواب كتاب التوحيد، هذا باب عظيم يُبين تحقيق التوحيد ما هو، والمؤلف أبو عبدالله الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله أراد بذلك بيان ما يجب على المؤمن من تحقيق التوحيد، والحذر مما ينقصه ويثلبه، قال رحمه الله: "باب مَن حقق التوحيد دخل الجنة بغير حسابٍ" مع تحقيقه وتخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي، هذا هو تحقيق التوحيد: تخليصه وتنقيته وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي؛ لأنَّ الشرك إن كان أكبر يُنافي التوحيد بالكلية، وإن كان أصغر يُنافي كماله الواجب؛ ولأنَّ البدع تقدح في التوحيد؛ ولأنَّ المعاصي تنقص ثواب أهل التوحيد، فلا يكون العبد مُحققًا لتوحيده إلَّا إذا جاهد نفسه؛ حتى يتباعد عن الشرك كله: دقيقه وجليله، وعن جميع البدع والمعاصي، والمعنى: أن يلقى ربَّه بإيمانٍ كاملٍ، ليس معه معاصٍ قد أصرَّ عليها، بل توبة صادقة، وعمل صادق.
قال تعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل:120] إبراهيم هو الخليل عليه الصلاة والسلام، هو خليل الرحمن، والد الأنبياء بعده: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يعني: قد حقق توحيده عليه الصلاة والسلام، فهو أمة، فالأمة هو الثابت على الحقِّ، وهو الداعي إليه، فكان إبراهيم أمةً على الحقِّ وحده، وكان يدعو إليه أيضًا، وينذر من الشرك ويحذر منه، قانتًا لله يعني: عابدًا مُطيعًا لله، القنوت: دوام الطاعة، فالمعنى: أنه مستمر في طاعة الله، مخلص لله سبحانه وتعالى، حنيفًا: هو المقبل على الله، المُعرض عمَّا سواه، يعني: قد أقبل بقلبه وقالبه على الله، وأعرض عما سواه: وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، بل فارقهم في عقيدته، وفي بدنه أيضًا حتى هاجر من بلاد الشرك عليه الصلاة والسلام، فهو غاية في تحقيق التوحيد، فهو عليه الصلاة والسلام أمة، ليس معه على الحق سوى زوجته سارة لما أسلمت، ثم ابن أخيه لوط لما أوحى الله إليه وهداه، ثم هدى الله بعد ذلك مَن هدى على يديه عليه الصلاة والسلام، وكان حنيفًا قانتًا بعيدًا عن الشرك وأهله، قد أقبل على الله، واجتهد في العبادة، واستقام عليها، فكان إمام الحنفاء، وخليل الرحمن عليه الصلاة والسلام.
قال الله جلَّ وعلا: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]، ونبينا هو خليل الله أيضًا، هو الخليل الثاني عليه الصلاة والسلام، وهو أيضًا غاية في توحيد الله والإخلاص له وتحقيقه.
فينبغي لكل مؤمنٍ أن يتأسَّى بالخليلين: إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وأن يجتهد في تحقيق توحيده وإخلاصه لله وتنقيته من كل شرٍّ.
قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ، قبلها قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون:57- 61]، قد حققوا توحيدهم بخشيتهم لله: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ، فهم قد خشوا الله ، وراقبوه، وعظَّموه، واستقاموا على الإيمان به، وابتعدوا عن الشرك كله: دقيقه وجليله، ثم مع هذا كله سارعوا في الخيرات، وسبقوا إليها؛ لكمال إيمانهم، وكمال تقواهم وإخلاصهم.
هكذا ينبغي للمؤمن أن يكون قوي الإيمان، بعيدًا عن الشرك: دقيقه وجليله، مسارعًا إلى الخيرات، مسابقًا إليها، كثير الخشية لله، والمراقبة له سبحانه، هكذا يكون تحقيق التوحيد بالخشية لله والمراقبة، والإخلاص في العبادة لله وحده، والحذر من الشرك كله والبدع والمعاصي.
وعن حصين بن عبدالرحمن قال: كنتُ عند سعيد بن جبير. سعيد هو التابعي الجليل المعروف، فقال لهم سعيد يُذكرهم: أيّكم رأى الكوكب الذي انقضَّ البارحة؟ يتبين من هذا أنَّ السلف يتذاكرون في الحوادث؛ لعظم إيمانهم وتقواهم وخشيتهم لله: أيّكم رأى الكوكبَ الذي انقضَّ البارحة؟ يعني: النجم، فقال له حصين: أنا، ثم قال: أما إني لم أكن في صلاةٍ. خشي أن يظنوا أنه كان يُصلي، وأنه يُرائي بعمله، أما إني لم أكن في صلاةٍ، ولكني لُدغتُ. يعني: لدغته حية أو عقرب فاستيقظ، قال: فماذا صنعت؟ يسأله سعيد، قال: استرقيتُ. يعني: طلبتُ مَن يرقيني، قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدَّثناه الشعبي. وهو عامر بن شراحيل، تابعي جليل، فقيه ثقة، قلت: وما حدَّثكم؟ قال: حدَّثنا بُريدة بن الحصيب الأسلمي، يعني: عن النبي ﷺ أنه قال: لا رقيةَ إلَّا من عينٍ أو حمةٍ يعني: لا رقيةَ كاملة إلَّا من عينٍ: من النظرة، عين العائن، النفس، أو حمة سمّ من ذوات السّموم؛ فلهذا استرقيتُ لهذا الحديث؛ لأنه أصابته الحمّة، وهي سم من ذوات السموم.
والرقية من كل مرضٍ جائزة؛ لقوله ﷺ: لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا، ولكن الرقية من العين -عين العائن- ومن اللَّدغة أهم وأولى، الله جعلها شفاءً من العين ومن الحمة.
فهذا المطالب بالدليل، السلف كانوا يعتنون بالدليل، إذا عمل إنسانٌ عملًا سألوه: ما دليلك على هذا العمل؟ حتى يُحققوا توحيدهم وإيمانهم بالعمل بالدليل، وعدم الاتكال على الرأي المجرد.
ثم قال لهم سعيد: ولكن حدَّث ابنُ عباسٍ –يعني: بما هو أكمل- عن النبي ﷺ أنه قال: عُرضت عليَّ الأمم يعني: ليلة الإسراء عليه الصلاة والسلام حين أُسري به إلى السماء: فرأيت النبي ومعه الرهط -وفي روايةٍ: الرهيط- والنبي معه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، الرهط: ما بين الثلاثة إلى العشرة، الثلاثة إلى العشرة يُقال لهم: رهط، والرهيط: الثلاثة والأربعة والخمسة يقال لهم: رهيط، ورأيتُ النبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد يعني: رأى الأنبياء بعضهم معه الرهط القليل: الخمسة والستة، وبعضهم معه الرجل والرجلان، وبعضهم ما تبعه أحد، يعني: أمته أبت أن تتبعه، وأن تنقاد لما جاء به، ففي هذا دليل على قلَّة مَن استجاب للأنبياء، وأن أهل الحقِّ هم الأقلون كما قال جلَّ وعلا: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13]، وقال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]، فأتباع الحقّ والمستقيمين عليه هم الأقلون في كل زمانٍ ومكانٍ، قال تعالى: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ:20]، بل بعض الأنبياء قتله قومه، نسأل الله العافية!
فرُفع لي سواد عظيم، فظننتُ أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه فيه الدلالة على كثرة أتباع موسى من بني إسرائيل عليه الصلاة والسلام.
ثم رُفع لي سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ فخاض الناسُ -الصحابة المستمعون للحديث- في ذلك؛ في السبعين مَن هم؟ فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله ﷺ. وقال بعضُهم: يعني القدماء، قدماء الصحابة. وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يُشركوا بالله شيئًا. وذكروا أشياء، وخاضوا في أشياء، فخرج عليهم رسولُ الله ﷺ فأخبروه، يعني: أخبروه عمَّا حصل بينهم، فقال: هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون يعني: هؤلاء السبعون هم أهل الاستقامة الذين استقاموا على دينه، وحافظوا على ما أوجب الله عليهم، وتركوا ما حرَّم الله عليهم، وتركوا بعض الأشياء المباحة ثقةً بالله، وتوكلًا عليه: كالاسترقاء، الاسترقاء جائز، ولكن تركوه لأنَّ الحاجة إلى الناس تركها أفضل، فالاسترقاء طلب مَن يرقي، طلب الرقية، وتركها أفضل إلا عند الحاجة إليها، إذا احتاج فلا بأس، فقد أمر النبي ﷺ عائشة أن تسترقي، وأمر أم أولاد جعفر أن تسترقي لأولادها، فلا بأس بالاسترقاء، لكن تركه أفضل إذا وجد ما يُغني عنه.
ولا يكتوون الكي جائز، ولكن تركه أفضل؛ ولهذا يقول ﷺ: الشفاء في ثلاثة: كية نار، وشرطة محجم، وشربة عسل، وما أُحب أن أكتوي، فالكي من أسباب الشفاء، والحجامة كذلك من أسباب الشفاء، وكية النار كما تقدم، وشربة العسل، كل هذا من أسباب الشفاء، فالأسباب لا بأس بها، الإنسان يكتوي، يتداوى بشربة العسل، بالحجامة، بأشياء أخرى، لا بأس أن يتداوى، يقول النبي ﷺ: عباد الله، تداووا، ولا تداووا بحرامٍ، التداوي لا بأس به، لكن ترك الاسترقاء والحاجة إلى الناس وطلب الحاجة منهم أفضل، إلا إذا دعت الحاجةُ إليه.
ولا يتطيرون التطير: التَّشاؤم بالمرئيات أو بالمسموعات، وهي ممنوعة، من الشرك كونه يتطير: يتشاءم، إذا خرج لحاجةٍ ورأى شيئًا ما يُعجبه رجع من حاجته، الطيرة ما تصلح، وفي الحديث: مَن ردَّته الطيرةُ عن حاجته فقد أشرك.
فالطيرة: التَّشاؤم بالمرئيات أو المسموعات، إذا ردته عن حاجته، أما إذا لم ترده عن حاجته، بل اتَّكل على الله وسأله العافية فهذا ليس من التَّطير، لكن التطير كونه يتشاءم، مثل: إنسان يخرج إلى السوق لحاجةٍ فيُصادفه رجلٌ لا يُحبه، أو صورة لا يرضاها: كالكلب أو الحمار، فيرجع، هذه تُسمَّى: الطيرة، لا تجوز، النبي ﷺ قال: لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر هذا من دين المشركين: التطير، والنبي عليه الصلاة والسلام حذَّر منه.
فالإنسان إذا رأى ما يكره لا يتطير، ولا يرجع عن حاجته، يمشي في حاجته ويسأل ربه العافية، يقول: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، كما قال ﷺ لما ذُكرت عنده الطيرة قال: لا ترد مسلمًا، وإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، وفي اللفظ الآخر: اللهم لا خيرَ إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك.
ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكَّلون هؤلاء هم أهل الاستقامة؛ يبتعدون عن الأسباب المكروهة، ويتوكلون على الله في فعل ما أوجب الله، وترك ما حرَّم الله، والثقة بالله، والاعتماد عليه في كل شيءٍ، هؤلاء هم السبعون ألفًا ومَن سار في ركابهم، هم الذين يستقيمون على طاعة الله، ويُؤدون ما أوجب الله، وينتهون عمَّا حرم الله، ويتركون بعض الأسباب المكروهة إذا استغنوا عنها ثقةً بالله واعتمادًا عليه جلَّ وعلا.
فقال عكاشة: يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال النبي: اللهم أنت منهم، وفي لفظٍ: أنت منهم.
عكاشة بن محصن الأسدي قُتل يوم الردة شهيدًا.
فقام آخر فقال: ادعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة سدَّ الباب بهذا الكلام الطيب؛ لئلا يتسلسل الأمر فيقوم مَن لا يستحقها، فقال: سبقك بها عكاشة.
ففي هذا الحديث الدلالة على أنَّ الاستقامة على طاعة الله، والتَّباعد عن محارم الله، والثبات على الحقِّ، وترك الأشياء المشتبهة؛ أنها من أعمال السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ، فمَن استقام على أمر الله، وحافظ على حدود الله، وأدَّى ما أوجب الله عليه، ووقف عند الحدود؛ فهو من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق