آداب المساجد والمجالس
الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على من أدبه ربه فأحسن تأديبه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على من أدبه ربه فأحسن تأديبه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
فهذه مناهي يجب اجتنابها، وآداب يجب مراعاتها تتعلق بالمساجد خاصة وبالمجالس عامة وبالأسواق والمتنزهات :
1- المناديل التي توضع في المساجد وقف يستعملها المحتاج للنظافة داخل المسجد بدون إسراف، أما الخروج بها فإنه لا يحل.
2- إلقاء بعض الجهال ما يستخرجونه من أنوفهم أو غيرها من الوسخ فيلقونه في المسجد محرم لا يجوز، فيجب أن يصان بيت الله سبحانه عن الأقذار، فيجعل كل شخص ما يخرج منه في المنديل ويضعه في جيبه.
3- يدخل بعض الناس بشراب في أرجلهم لها رائحة كريهة نتيجة العرق والغبار، وهذا حرام عليهم لما يترتب على ذلك من أذى للمصلين وتقذير لبيت الله سبحانه، فيجب على من أراد دخول المسجد أن يتأكد من نظافة رجليه وشرابه.
4- ينبغي أن يتحاشى المسلم عند تنظيف أنفه وإخراج ما فيه وما في حلقه حال التنخم..
يتحاشى عدم إظهار صوت التنخم والتمخط لأن ذلك يؤذي السامعين ويكرهون صاحبه، وهذا مطلوب أيضاً في المجالس ومع الناس في أي مكان.
5- ينبغي لمن أراد أن يعطس وهو في المسجد أن يغطي فمه بالمنديل أو غترته، وكذا من أراد ذلك أو جاءته كحة وهو في المسجد أو في المجلس ينبغي أن يغطي فمه ويخفض رأسه وخاصة على المائدة.
6- يجب عدم كتابة اسم الله تعالى، مثل : (وقف لله) خلف الكرسي الذي يجلس عليه المصلي، وإنما يكفي كتابة (وقف)، ويُستحب أن تُصنع دواليب المصاحف التي بين الصفوف على صفة مسنمة حتى لا توضع المصاحف فوقها.
7- كما يجب إكرام وتعظيم القرآن الكريم ومن ذلك عند صناعة صناديق المصاحف فلا تجعل المصاحف مكشوفة خلف ظهور الجالسين.
8- لا ينبغي للمصلين أن يخلعوا نعالهم في وسط مداخل المسجد؛ بل يجعلونها في الصناديق المخصصة للنعال أو في الجوانب التي لا يتأذى بها الداخل إلى المسجد.
9- يجب تعظيم كلام الله تعالى عند أخذ المصحف وعند وضعه بحيث يكون ذلك باليد اليمنى إلا المعذور وبرفق وهكذا عند القراءة في المصحف بحيث يحمله باحترام ويتلوه بخشوع وتدبر.
10- يجب على المسلمين الاجتهاد في التقدم إلى الصف الأول فالأول والقرب من الإمام وسد الفرج إذا اصطفوا والمبادرة بالقيام إليها عند سماع الإقامة والاجتهاد في الخشوع في الصلاة، فليس له من صلاته إلا ما عقل منها.
11- يجب على المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه فيناصحه برفق وأدب إذا رآه على باطل ويلقاه بوجه طلق وإرشاده إلى الصواب في كل ما يخطئ فيه في أمر صلاته أو غير ذلك.
12- الكلام في أمور الدنيا في المسجد محرم إلا ما دعت إليه الحاجة المشروعة.
13- يجب على جماعة المسجد أن يتعاونوا هم والإمام والمؤذن على ما فيه مصلحتهم ومصلحة أبنائهم بالتواصي بالحق والصبر والبعد عن أسباب الخلاف والنزاع لأن المؤمن يأتي إلى المسجد لطاعة الله تعالى وكسب الحسنات، ويحرصوا على إقامة حلقة فأكثر لتعليم القرآن الكريم ويحرصوا على استماع الذكر والدرس الذي يلقى في المسجد ليتفقهوا في أمر دينهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ((من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)).
14- يجب على المتنزهين في البر أو الحدائق أن يجمعوا مخلفاتهم في كيس ليضعوها في أمكانها، أما تلويث أماكن الجلوس والمتنزهات فهو محرم، ولا يقتصر الواجب في النظافة على الموظفين لهذا الغرض بل هو واجب الجميع وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : ((الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)) فإذا كان إزالة الأذى وهو كل ما يتأذى به الناس .. إذا كان ذلك من الإيمان ولفاعله أجر عظيم فكيف بعكسه الذي يؤذي الناس بإلقاء الأذى في مجالسهم وطرقاتهم، لا شك أنه آثم وعليه وزر بقدر أذاه، نستغفر الله ونتوب إليه.
15- يجب على من دخل مجلساً فيه تالٍ للقرآن أو ناصحاً ينصح أن يجلس حيث ينتهي به المجلس ولو كان شخصية كبيرة تأدباً مع كتاب الله والنصيحة له، فإذا فرغ القارئ أو الواعظ سلم الداخل على الحاضرين وجلس حيث يتيسر له ولا يرضى أن يقوم أحد من مكانه ليجلسه فيه إلا أن يُقْسم عليه أو يرى فيه الحرص الشديد وعدم الرضى إذا لم يستجب له، كما يجب على العاقل رجلاً أو امرأة أن يتجنب الكلمات التي يكره الجالسون سماعها.
16- يجب على المجتمعين في أي مكان ولو كانوا اثنين فقط أن يحذروا الغيبة والنميمة والأقوال الفاحشة ومن شاهد أو سمع شيئاً من ذلك وجب عليه مناصحة الواقعين في الخطأ فإذا لم يقبلوا وجب عليه ترك مجلسهم، قال الله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) [النساء: 140].
17- ولنحرص جميعاً على أن نقول بإخلاص كفارة المجلس إذا قمنا، وهي : (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك اللهم ونتوب إليك).
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق