لتعريف بموضوع الكتاب
من أشَدِّ ما بُلِيَت به الأمَّةُ الإسلاميَّةُ اليومَ، الانقسامُ والتشتُّتُ، ومِن أهَمِّ أسبابه عدمُ تمسُّكِ المُسلمين بالعقيدةِ الصَّافية التي أخذها سلَفُنا الصَّالحُ مِن مَصدَرِها الأوَّلِ؛ كتابِ اللهِ وسُنَّةِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وكتاب هذا الأسبوع يتناولُ شيئًا من أسبابِ الانقسامِ والتشتُّت، بدراسةِ واحدةٍ مِن الفِرَق المحسوبةِ على التوجُّه الشيعيِّ، وهي (فرقة الحوثيَّة) الذين طوَّروا مذهَبَهم الجاروديَّ، مقتربينَ به إلى المذهَبِ الاثني عشريِّ الجعفريِّ، الذي لا يُقِرُّ بمصدَرَي الكتابِ والسنَّة، ويتَّخذُ مِن أقوالِ أئمَّتِه مصدرًا للتَّشريع!
قسَّم المؤلِّفُ الكتابَ إلى: مُقدِّمة، وتمهيدٍ، وبابينِ، وتحت كلِّ بابٍ ثلاثةُ فُصولٍ.
فذكَرَ في المقدِّمة خُطةَ البَحثِ، وأسبابَ اختيارِه للموضوعِ، وذكر عشرةَ أسبابٍ؛ منها:
أنَّ الحوثيِّينَ يعيشونَ بين ظهرانَي المسلمينَ وفي بلادِهم، باعتبارِ أنَّهم على الحقِّ المُبينِ، ولهم نشاطٌ في مجالِ التَّعليم والتَّوجيه.
بروزُهم وظُهورهم في السَّاحة بهذه الأفكارِ، ونَشرُ العقائِدِ التي يؤمنونَ بها، ودفاعُهم عنها لدرجةِ المواجَهةِ.
قلَّةُ ما كُتِبَ عن هذه الفِرقةِ.
بروزُ الخَطَر الأمنيِّ والسياسيِّ والاقتصاديِّ للحوثيِّينَ.
ثم تكلَّم عن المنهجِ المُتَّبع في الدراسةِ، وأشار إلى أنَّ طبيعةَ البَحثِ اقتضت استخدامَ ثلاثةِ مناهِجَ:
المنهجُ التاريخيُّ، وذلك عند الحديث عن الحوثيَّة.
المنهجُ الوصفيُّ، وذلك عند الحديث عن المنهجِ الحوثيِّ، وطرحِ عقائِدِ الحوثيِّينَ.
المنهجُ النَّقدي، وذلك عند طَرْح الفكرِ الحوثيِّ، وطُرُق انتشارِه.
ثم ذكر في التمهيدِ طبيعةَ المجتَمَع اليمنيِّ، ثم تكلَّم عن الشِّيعة في اليَمَن وعقائِدِهم، وأشار إلى أنَّ بلادَ اليَمَن منذ دخولِها الإسلامَ، وأهلُها ينتهجونَ نَهجَ الكتابِ والسنَّة، ثم تأثَّرت بعد فترةٍ بالفِتَن الطائفيَّة التي حاكها المندسِّينَ، وأشار إلى أنَّه مِن مُراجعةِ كُتُب التَّاريخ يظهَرُ أنَّ مِن الفِرَق التي دخلَت اليمن: الاثني عشريَّة، والإسماعيليَّة، والزيديَّة.
ثم كان الباب الأول والذي عنْوَن له المؤلِّف بـ (نشأة فِرقة الحوثيِّين وتطوُّرها وانتشارها).
فتكلَّم في الفصل الأول عن نشأةِ الحوثيِّين وحقيقَتِهم وعلاقَتِهم بفِرَق الشِّيعة، وفيه أشار إلى أنَّ أصولَ الحوثيِّينَ العَقَديَّة ترجِعُ إلى فِرقة الزيديَّة من الشِّيعةِ، الذين ساقوا الإمامةَ في أولادِ فاطمةَ رضِيَ الله عنها، وإن كانوا يجوِّزون ثبوتَ الإمامةِ في غَيرِهم.
وأشار إلى أنَّ جُذورَ الحوثيِّين جاروديَّةٌ، أتباع زيادِ بنِ المُنذِر الهمداني الجارود الأعمى، وأنَّ الدَّليلَ على ذلك أنَّ العقائِدَ التي انفرَدَت بها الجاروديَّة مِن بين سائِرِ فِرَق الزيديَّة، هي ما عليه الحوثيُّونَ اليوم، وذكر دليلًا على ذلك قولَهم في الإمامةِ، وفي الصَّحابةِ، وأنَّهم كفَّروهم بدعوى أنَّهم قَصَّروا في معرفةِ إمامةِ عليٍّ، التي يزعمونَ أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نصَّ عليها بالوَصفِ، فنصَّبوا أبا بكرٍ باختيارِهم، فكَفروا بذلك، وأنَّ الحوثيِّين اليومَ في عداوتهم للصَّحابة على خُطا أسلافِهم من الجاروديَّة، واتِّهام الصَّحابة باغتصابِ الخلافةِ وتآمُرهم على ذلك.
وذكر أنَّه لا يقولُ بالرَّجعةِ أحدٌ مِن فِرَق الزيديَّة عدا الجاروديَّة، وهكذا الحوثيُّون قالوا بالرَّجعةِ.
ثم تكلَّم عن أساليبِهم في الدَّعوةِ وذكَرَ منها:
التظاهُرَ بالاهتمامِ بالخِدمات الاجتماعيَّة في المجتمع، وإثارةَ ما يؤلِّبُ النَّاسَ على النِّظام.
رفعَ شِعارِ محبَّةَ آل البيتِ.
إظهارَ التعاطُفِ مع قضايا الأمَّة، وحالِ المسلمينَ.
عرْضَ عقائِدِهم من خلالِ التهكُّم بعقائِدِ المخالِف والتَّحذيرِ منها.
وممَّا عرَض له المؤلِّفُ في هذا الفصلِ أيضًا علاقةُ الحوثيِّين بفِرَق الشِّيعة الأخرى
فذكر أنَّ علاقَتَهم بالإسماعيليَّة قبل ظُهورِ حَركتِهم علاقةٌ تصادميَّة، وأنَّه دار بينهما قتالٌ ومعاركُ؛ حيث لا يعترِفُ الإسماعيليَّةُ بإمامةِ زيدِ بنِ عليٍّ، أمَّا بعد ظهورِ الحركةِ، فقد خفَّفَ الحوثيُّون نبرةَ كلامِهم، وبدؤوا في تغييرِ موقِفِهم تجاهَهم.
وكذلك علاقتُهم بالاثنَي عشريَّة كانت علاقةَ تضادٍّ وتصادُمٍ، وصَلَت إلى حدِّ التَّكفيرِ، لكِن ممَّا جعل المسافةَ بين الجاروديَّة الحوثيِّين والإماميَّة أقرَبَ مِن غيرِهم، أنَّ الهادي (مؤسِّس الزيديَّة في اليمن) قد درس على بعضِ شُيوخِ العراقَينِ؛ كالطبريَّينِ، ومحمَّد بن سليمان الكوفي.
وأمَّا الفصل الثاني فقد خصَّصه المؤلِّف لتناوُلِ أبرَزِ رجالِ فِرقةِ الحوثيِّين.
وفيه تحدَّث عن:
1- بدر الدين الحوثي: المولود بمدينة ضحيان 1345ه، ونشأ في (صعدة) وأخذ عن علمائِها، ويُعتبَر المرجِعَ الأعلى للجاروديَّة في اليمنِ، خصوصًا بعد وفاة المؤيدي، وهو يعتبر الأبَ الروحيَّ للفِرقة، والمرجِعَ العلميَّ الأوَّل لها.
2- محمد بن بدر الدين الحوثي: وهو من أقطابِ المذهب الزيديِّ الجاروديِّ المعاصِر، وُلِدَ سنة 1963م، وهو يعتبرُ أحد منظِّري الحركة الحوثيَّة، ويأتي بعد أبيه في الناحيةِ العلميَّة من بين إخوتِه، وهو رئيسُ منتدى الشَّباب المؤمِن في (صعدة).
حسين بن بدر الدين الحوثي: ولد عام 1956م، في قرية آل الصيفي في منطقة حيدان، تلقى العلمَ على يد والِدِه وعلماءِ المذهب الزيدي، وحصل على البكالوريوس في الشريعة والقانون من جامعة صنعاء، ثم الماجستير والدكتوراه من السودان، ويُؤخَذُ عليه تشدُّده لآرائه وأفكاره، وتعصُّبه المذهبي، وهو قائدُ ثورتهم.
عبد الملك بن بدر الدين الحوثي: وُلد في صعدة عام 1979م، تلقَّى تعليمَه في المدارس الدينيَّة الزيديَّة، وهو متزوجٌ مِن ابنةِ المرجِع الزيدي مجد الدين المؤيدي، وعُرف اسمُه بعد مقتل أخيه حسين، ويُعتبَر عبد الملك قائدَ الحركة الحوثيَّة في ظاهِر الأمرِ.
وأشار المؤلِّفُ أنَّه برغم تردُّدِ اسم عبد الملك الحوثي بوصفِه القائدَ الميدانيَّ، إلَّا أنَّ ما يُعرَف عنه يظلُّ شحيحًا للغايةِ، لا يسمَحُ بتكوينِ صورةٍ متكاملةٍ ودقيقة.
أمَّا الفصل الثالث فتحدَّث فيه المؤلِّفُ عن انتشارِ المذهب الحوثي، وعواملِ ظُهورِه، فذكرَ مِن مظاهِر انتشارِ المذهَبِ الحوثي:
إقامةَ المحاضراتِ والدُّروس العلميَّة، التي جاهروا فيها بعقيدتِهم وأهدافِهم في الدَّعوة للخُروجِ.
الدعوةَ إلى الأعيادِ والمُناسبات الشيعيَّة وإقامَتَها.
الطعنَ في بعض الحقائقِ التاريخيَّة التي تتعلَّقُ بأصلِ التشيُّعِ.
إقامةَ المراكزِ العلميَّة، منها: مركز الهادي في صعدة، ومركز ومسجد النهرين في صنعاء القديمة، ومركز بدر العلمي، وهو عبارة عن مسجدٍ مُلحَق به مدرسة في حي الصافية، وغيرها من المظاهر.
ثم تكلَّم المؤلِّف عن عوامِلِ ظهور ِالمذهَبِ الحوثي، فذكر عدةَ عوامِلَ؛ أهمُّها:
الدَّعم الماديُّ، وأشار المؤلِّفُ إلى أنَّ الحِراكَ الحوثيَّ أوجد لنفسه الدعمَ الداخليَّ مِن خلال الزكاةِ أو الخُمُس، ومنها دعمُ السِّفارة الإيرانيَّة، الذي بلغ في الأعوام 2000-2001-2002 حوالي (اثنين وعشرين مليونًا وثلاثمائة وواحد وثمانين ريالًا يمنيًّا) خُصِّص بعضُها لدوراتِ التوعيةِ الثَّقافية والمذهبيَّة.
الدعمُ الفكريُّ والمذهبي؛ حيث جُلِبَت لليَمن آلافُ الكُتُب والمطبوعات الإيرانيَّة، التي تُرَوِّج للمذهَبِ الاثني عشري.
الدعمُ الإعلاميُّ، وذكر عددًا مِن القنواتِ الفضائيَّة الشيعيَّة التي ساهمت في ذلك؛ منها:
قناة العالَم الفضائية الإيرانيَّة، قناة المنار التابعة لحِزب الله في لبنان، قنوات فضائيَّة عراقية محسوبة على الاثني عشرية، وغيرها من العوامل.
ثم تناول في الباب الثاني عقائِدَ الحوثيِّين وصلَتَها بالمذهب الاثني عشري.
فتناول في الفصل الأول أصولَ عقائد الحوثيين، فتكلَّم عن عقيدتِهم في اللهِ، وذكرَ أنَّهم سلكوا في الألوهيَّة والعبادة لله تعالى مسلَكَ القبوريِّين، وأنَّهم ينتهجونَ في بابِ أسماءِ الله تعالى وصفاتِه منهجَ التأويلِ، متأثِّرين في ذلك بأهل الكلامِ.
وتكلَّم عن عقيدتِهم في التقيَّة، وذكر أنَّ بدر الدين الحوثي يرى جوازَ التقيَّة، وذكر عقيدتَهم في الإمامةِ، وأنَّهم ذهبوا إلى صحَّة إمامة المفضولِ مع وجودِ الفاضل، وتحدَّث عن عقيدتِهم في الصَّحابة، وأنَّهم يرون أنَّ الصَّحابة آثِمون مُعتَدُون فسَّاق، بل كُفَّار، وهو ما يقاتلون مِن أجلِه.
أمَّا عن عقيدتِهم في القرآنِ والسنَّة، فهم يقولون بخَلقِ القرآن، ويشكِّكون في طريقةِ جَمعِ القرآن ويقولونَ بتَحريفِه، وأمَّا عقيدتُهم في السنَّة، فهم يُنكرونَها ولا يعترفونَ بها، ويقدحونَ في الكُتب المعتَمَدة عند أهلِ السنَّة، ويقدحونَ في بعضِ رواةِ الحديث.
وأمَّا عن عقيدتِهم في المُتعةِ، فقد أشار المؤلِّفُ إلى أنَّ الحوثيِّين يرَوِّجون بعضَ المطبوعاتِ والكُتُب التي تتضمَّنُ عقائدَ منحرفةٍ؛ مثل: كتابُ (المُتعتان)، ونشْرهم لكتبٍ تتكلَّم عن المتعة، فيها أقوال المُجيزين والمُحَرِّمين، وترجيح القولِ بالجواز، وغيرها من العقائد المُنحرفة.
وتكلَّم في الفصل الثاني عن تأثُّرِ الحوثيِّين بالاثني عشريَّة وسبَبِه، فتناول أوَّلًا تأثُّر الحوثيِّين بعقائِدِ الاثني عشريَّة.
فتكلَّم عن تأثُّرهم بالاثني عشرية في عقيدةِ الإمامة، وأنَّ الحوثيين يقولون كالاثني عشريَّة بالنَّصِّ الجليِّ في إمامة عليٍّ.
وعَن تأثُّر الحوثيِّين بالاثنَي عشريَّة في اعتقادِهم في الصَّحابة، أشار المؤلِّفُ إلى أنَّ الاثني عشريَّة تُكَفِّر الصحابةَ، وأن الحوثيِّين تأثَّروا كثيرًا، حتى لا تكاد ترى فَرقًا بينهما في ذلك؛ فهم يكفِّرون الصَّحابة؛ لكونِهم خالفوا النصَّ في إمامةِ عليٍّ رَضِيَ الله عنه، وكذلك يستثني الحوثيُّون من الصَّحابة ما استثناه الاثنا عشريَّة؛ مثل: علي والحسن والحسين، وعمَّار، وسَلمان، وأبي ذر، وأمثالهم من الصَّحابة.
ومنها تأثُّرهم بالاثني عشرية في عقيدتِهم في المتعة؛ فقد أباح الاثنا عشريَّة المتعةَ، حتى عدُّوها من ضروريَّات المذهب، ورتَّبوا عليها الأمرَ العظيمَ والمنزلةَ العالية، وقد تأثَّر الحوثيون بهذه العقيدةِ، حتى ردَّ بدر الدين الحوثي على المحَدِّثين في طَعنِهم فيمن يُبيحُ المتعةَ، ويعتبرُ ذلك تعصُّبًا من أهل السنَّة. وغير ذلك من العقائد التي تأثَّر فيها الحوثيُّون بالاثني عشرية؛ مثل: عقيدتهم في المهدي المنتَظَر، وعقيدتهم في القرآنِ والسنَّة، وولاية الفقيه.
ثم أشار المؤلِّف إلى بعضِ الأسباب التي أدَّت إلى تأثُّر الحوثيِّين بالرَّافضة؛ ومنها:
ما رافق الوَحدة اليمنيَّة من إجراءاتٍ سياسيةٍ كثيرةٍ، تمَّ بموجِبِها فتحُ الباب على مصراعَيه لإنشاءِ الأحزاب والجمعيَّات، ونشرِ الأفكارِ والمذاهِب.
أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي مهَّدت لضَربِ كثيرٍ مِن الأعمالِ الخيريَّة، والتَّضييقِ السياسيِّ العالميِّ على العمَل السنِّيِّ، ومن ذلك بلادُ اليمن.
توجُّه عددٍ مِن علماء الحوثيِّين إلى إيران، والعيشُ فيها عدَّةَ سنين، والدراسة فيها على علمائِها، منهم بدر الدين الحوثي؛ الأب الروحي لهذه الفِرقة.
البَعَثات التي كانت تُرسَلُ إلى إيران، سواء بصفةٍ رسميَّة، أو من قِبَل الحركة الحوثيَّة، وغيرها من الأسباب.
أما الفصل الثالث والأخيرُ من فصول الكتاب، فخَّصَصه المؤلِّفُ لوسائِلِ مواجهةِ العقائِد الحوثيَّة، فأشار إلى أنَّ أهمَّ سُبل مواجهةِ أيِّ فِكر دخيلٍ أو مذهبٍ هدَّام؛ معرفةُ خطورَتِه وأثَرُه السيِّئ في مختلِف المجالات؛ فبدأ بالحديثِ عن فَضحِ هذا المذهبِ، وبيان خَطَره على الجانب الفكريِّ والسياسيِّ، والاجتماعيِّ والاقتصاديِّ، ثم قام بالرَّدِّ على عقائدِ الحوثيين، وبيانِ ضلالهم، وممَّا تناولَه بالرَّدِّ:
- عقيدتُهم في الإمامة، فهم يعتقدونَ أنَّ الإمامةَ وخلافةَ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلم كالنبوَّة، لا تكونُ إلَّا بالنصِّ مِن اللهِ على لسانِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبيَّن المؤلفُ أنَّهم لَمَّا لم يجِدوا لذلك دليلًا لجَؤوا إلى وَضعِ الرِّوايات الموضوعة، سواء المنسوبةُ للنبيِّ أو إلى أحَدِ أئمَّتِهم.
وكذلك ردَّ عليهم وأوضح بطلانَ عقيدتِهم في الصحابةِ، وبيَّنَ أنَّ مِن أصولِ أهلِ السنَّة والجماعة محبَّةَ أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم جميعِهم، وموالاتَهم والترضِّيَ عنهم، وبرائَتَهم مِن كلِّ مَن ينحرِفُ عنهم أو يطعَنُ فيهم، أو يتنقَّصهم، من الروافِضِ والنَّواصِبِ، ثمَّ دلَّل على ذلك بالآياتِ والأحاديث والآثارِ الصَّحيحة.
ثم ردَّ عليهم كذلك في معتقَدِهم في القرآنِ، ومُعتَقَدِهم في العِصمة، والمهديِّ، وبيَّن انحرافَ عقيدَتِهم وبطلانَها.
ثم ختم الفصل بالحديثِ عن وسائل دَعوتِهم وإرشادِهم، وذكرَ أنَّ الوسائِلَ في ذلك كثيرةٌ ومتنوِّعة؛ مثل:
إقامة المحاضرات التوعويَّة، والدورات العلميَّة، والمحاورات والمناقشات المنهجيَّة، ومِثْل بعض الوسائِلِ؛ كإصدار ِالكتابات التي توضِّحُ منهجَهم، وترُدُّ عليهم في عقائِدِهم، وتوضِّحُ المنهجَ الحقَّ.
وكذلك أشار المؤلِّف إلى أنَّه ينبغي استخدامُ الوسائِلِ الحديثة؛ للوصول إليهم؛ مثل: الإذاعة والقنوات الفضائيَّة، وشبكة الإنترنت والكمبيوتر، من خلال المواقِعِ الإلكترونية الموجَّهة توجيهًا عِلميًّا، وكذلك إقامةُ المعاهِدِ الشرعيَّة، والمدارس والجامعات، والاهتمام بالكليَّات الشرعيَّة.
ثم ختم المؤلِّفُ الكتابَ بخاتمةٍ، اشتملت على أبرَزِ النتائِجِ والتوصِيات.
من أشَدِّ ما بُلِيَت به الأمَّةُ الإسلاميَّةُ اليومَ، الانقسامُ والتشتُّتُ، ومِن أهَمِّ أسبابه عدمُ تمسُّكِ المُسلمين بالعقيدةِ الصَّافية التي أخذها سلَفُنا الصَّالحُ مِن مَصدَرِها الأوَّلِ؛ كتابِ اللهِ وسُنَّةِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وكتاب هذا الأسبوع يتناولُ شيئًا من أسبابِ الانقسامِ والتشتُّت، بدراسةِ واحدةٍ مِن الفِرَق المحسوبةِ على التوجُّه الشيعيِّ، وهي (فرقة الحوثيَّة) الذين طوَّروا مذهَبَهم الجاروديَّ، مقتربينَ به إلى المذهَبِ الاثني عشريِّ الجعفريِّ، الذي لا يُقِرُّ بمصدَرَي الكتابِ والسنَّة، ويتَّخذُ مِن أقوالِ أئمَّتِه مصدرًا للتَّشريع!
قسَّم المؤلِّفُ الكتابَ إلى: مُقدِّمة، وتمهيدٍ، وبابينِ، وتحت كلِّ بابٍ ثلاثةُ فُصولٍ.
فذكَرَ في المقدِّمة خُطةَ البَحثِ، وأسبابَ اختيارِه للموضوعِ، وذكر عشرةَ أسبابٍ؛ منها:
أنَّ الحوثيِّينَ يعيشونَ بين ظهرانَي المسلمينَ وفي بلادِهم، باعتبارِ أنَّهم على الحقِّ المُبينِ، ولهم نشاطٌ في مجالِ التَّعليم والتَّوجيه.
بروزُهم وظُهورهم في السَّاحة بهذه الأفكارِ، ونَشرُ العقائِدِ التي يؤمنونَ بها، ودفاعُهم عنها لدرجةِ المواجَهةِ.
قلَّةُ ما كُتِبَ عن هذه الفِرقةِ.
بروزُ الخَطَر الأمنيِّ والسياسيِّ والاقتصاديِّ للحوثيِّينَ.
ثم تكلَّم عن المنهجِ المُتَّبع في الدراسةِ، وأشار إلى أنَّ طبيعةَ البَحثِ اقتضت استخدامَ ثلاثةِ مناهِجَ:
المنهجُ التاريخيُّ، وذلك عند الحديث عن الحوثيَّة.
المنهجُ الوصفيُّ، وذلك عند الحديث عن المنهجِ الحوثيِّ، وطرحِ عقائِدِ الحوثيِّينَ.
المنهجُ النَّقدي، وذلك عند طَرْح الفكرِ الحوثيِّ، وطُرُق انتشارِه.
ثم ذكر في التمهيدِ طبيعةَ المجتَمَع اليمنيِّ، ثم تكلَّم عن الشِّيعة في اليَمَن وعقائِدِهم، وأشار إلى أنَّ بلادَ اليَمَن منذ دخولِها الإسلامَ، وأهلُها ينتهجونَ نَهجَ الكتابِ والسنَّة، ثم تأثَّرت بعد فترةٍ بالفِتَن الطائفيَّة التي حاكها المندسِّينَ، وأشار إلى أنَّه مِن مُراجعةِ كُتُب التَّاريخ يظهَرُ أنَّ مِن الفِرَق التي دخلَت اليمن: الاثني عشريَّة، والإسماعيليَّة، والزيديَّة.
ثم كان الباب الأول والذي عنْوَن له المؤلِّف بـ (نشأة فِرقة الحوثيِّين وتطوُّرها وانتشارها).
فتكلَّم في الفصل الأول عن نشأةِ الحوثيِّين وحقيقَتِهم وعلاقَتِهم بفِرَق الشِّيعة، وفيه أشار إلى أنَّ أصولَ الحوثيِّينَ العَقَديَّة ترجِعُ إلى فِرقة الزيديَّة من الشِّيعةِ، الذين ساقوا الإمامةَ في أولادِ فاطمةَ رضِيَ الله عنها، وإن كانوا يجوِّزون ثبوتَ الإمامةِ في غَيرِهم.
وأشار إلى أنَّ جُذورَ الحوثيِّين جاروديَّةٌ، أتباع زيادِ بنِ المُنذِر الهمداني الجارود الأعمى، وأنَّ الدَّليلَ على ذلك أنَّ العقائِدَ التي انفرَدَت بها الجاروديَّة مِن بين سائِرِ فِرَق الزيديَّة، هي ما عليه الحوثيُّونَ اليوم، وذكر دليلًا على ذلك قولَهم في الإمامةِ، وفي الصَّحابةِ، وأنَّهم كفَّروهم بدعوى أنَّهم قَصَّروا في معرفةِ إمامةِ عليٍّ، التي يزعمونَ أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نصَّ عليها بالوَصفِ، فنصَّبوا أبا بكرٍ باختيارِهم، فكَفروا بذلك، وأنَّ الحوثيِّين اليومَ في عداوتهم للصَّحابة على خُطا أسلافِهم من الجاروديَّة، واتِّهام الصَّحابة باغتصابِ الخلافةِ وتآمُرهم على ذلك.
وذكر أنَّه لا يقولُ بالرَّجعةِ أحدٌ مِن فِرَق الزيديَّة عدا الجاروديَّة، وهكذا الحوثيُّون قالوا بالرَّجعةِ.
ثم تكلَّم عن أساليبِهم في الدَّعوةِ وذكَرَ منها:
التظاهُرَ بالاهتمامِ بالخِدمات الاجتماعيَّة في المجتمع، وإثارةَ ما يؤلِّبُ النَّاسَ على النِّظام.
رفعَ شِعارِ محبَّةَ آل البيتِ.
إظهارَ التعاطُفِ مع قضايا الأمَّة، وحالِ المسلمينَ.
عرْضَ عقائِدِهم من خلالِ التهكُّم بعقائِدِ المخالِف والتَّحذيرِ منها.
وممَّا عرَض له المؤلِّفُ في هذا الفصلِ أيضًا علاقةُ الحوثيِّين بفِرَق الشِّيعة الأخرى
فذكر أنَّ علاقَتَهم بالإسماعيليَّة قبل ظُهورِ حَركتِهم علاقةٌ تصادميَّة، وأنَّه دار بينهما قتالٌ ومعاركُ؛ حيث لا يعترِفُ الإسماعيليَّةُ بإمامةِ زيدِ بنِ عليٍّ، أمَّا بعد ظهورِ الحركةِ، فقد خفَّفَ الحوثيُّون نبرةَ كلامِهم، وبدؤوا في تغييرِ موقِفِهم تجاهَهم.
وكذلك علاقتُهم بالاثنَي عشريَّة كانت علاقةَ تضادٍّ وتصادُمٍ، وصَلَت إلى حدِّ التَّكفيرِ، لكِن ممَّا جعل المسافةَ بين الجاروديَّة الحوثيِّين والإماميَّة أقرَبَ مِن غيرِهم، أنَّ الهادي (مؤسِّس الزيديَّة في اليمن) قد درس على بعضِ شُيوخِ العراقَينِ؛ كالطبريَّينِ، ومحمَّد بن سليمان الكوفي.
وأمَّا الفصل الثاني فقد خصَّصه المؤلِّف لتناوُلِ أبرَزِ رجالِ فِرقةِ الحوثيِّين.
وفيه تحدَّث عن:
1- بدر الدين الحوثي: المولود بمدينة ضحيان 1345ه، ونشأ في (صعدة) وأخذ عن علمائِها، ويُعتبَر المرجِعَ الأعلى للجاروديَّة في اليمنِ، خصوصًا بعد وفاة المؤيدي، وهو يعتبر الأبَ الروحيَّ للفِرقة، والمرجِعَ العلميَّ الأوَّل لها.
2- محمد بن بدر الدين الحوثي: وهو من أقطابِ المذهب الزيديِّ الجاروديِّ المعاصِر، وُلِدَ سنة 1963م، وهو يعتبرُ أحد منظِّري الحركة الحوثيَّة، ويأتي بعد أبيه في الناحيةِ العلميَّة من بين إخوتِه، وهو رئيسُ منتدى الشَّباب المؤمِن في (صعدة).
حسين بن بدر الدين الحوثي: ولد عام 1956م، في قرية آل الصيفي في منطقة حيدان، تلقى العلمَ على يد والِدِه وعلماءِ المذهب الزيدي، وحصل على البكالوريوس في الشريعة والقانون من جامعة صنعاء، ثم الماجستير والدكتوراه من السودان، ويُؤخَذُ عليه تشدُّده لآرائه وأفكاره، وتعصُّبه المذهبي، وهو قائدُ ثورتهم.
عبد الملك بن بدر الدين الحوثي: وُلد في صعدة عام 1979م، تلقَّى تعليمَه في المدارس الدينيَّة الزيديَّة، وهو متزوجٌ مِن ابنةِ المرجِع الزيدي مجد الدين المؤيدي، وعُرف اسمُه بعد مقتل أخيه حسين، ويُعتبَر عبد الملك قائدَ الحركة الحوثيَّة في ظاهِر الأمرِ.
وأشار المؤلِّفُ أنَّه برغم تردُّدِ اسم عبد الملك الحوثي بوصفِه القائدَ الميدانيَّ، إلَّا أنَّ ما يُعرَف عنه يظلُّ شحيحًا للغايةِ، لا يسمَحُ بتكوينِ صورةٍ متكاملةٍ ودقيقة.
أمَّا الفصل الثالث فتحدَّث فيه المؤلِّفُ عن انتشارِ المذهب الحوثي، وعواملِ ظُهورِه، فذكرَ مِن مظاهِر انتشارِ المذهَبِ الحوثي:
إقامةَ المحاضراتِ والدُّروس العلميَّة، التي جاهروا فيها بعقيدتِهم وأهدافِهم في الدَّعوة للخُروجِ.
الدعوةَ إلى الأعيادِ والمُناسبات الشيعيَّة وإقامَتَها.
الطعنَ في بعض الحقائقِ التاريخيَّة التي تتعلَّقُ بأصلِ التشيُّعِ.
إقامةَ المراكزِ العلميَّة، منها: مركز الهادي في صعدة، ومركز ومسجد النهرين في صنعاء القديمة، ومركز بدر العلمي، وهو عبارة عن مسجدٍ مُلحَق به مدرسة في حي الصافية، وغيرها من المظاهر.
ثم تكلَّم المؤلِّف عن عوامِلِ ظهور ِالمذهَبِ الحوثي، فذكر عدةَ عوامِلَ؛ أهمُّها:
الدَّعم الماديُّ، وأشار المؤلِّفُ إلى أنَّ الحِراكَ الحوثيَّ أوجد لنفسه الدعمَ الداخليَّ مِن خلال الزكاةِ أو الخُمُس، ومنها دعمُ السِّفارة الإيرانيَّة، الذي بلغ في الأعوام 2000-2001-2002 حوالي (اثنين وعشرين مليونًا وثلاثمائة وواحد وثمانين ريالًا يمنيًّا) خُصِّص بعضُها لدوراتِ التوعيةِ الثَّقافية والمذهبيَّة.
الدعمُ الفكريُّ والمذهبي؛ حيث جُلِبَت لليَمن آلافُ الكُتُب والمطبوعات الإيرانيَّة، التي تُرَوِّج للمذهَبِ الاثني عشري.
الدعمُ الإعلاميُّ، وذكر عددًا مِن القنواتِ الفضائيَّة الشيعيَّة التي ساهمت في ذلك؛ منها:
قناة العالَم الفضائية الإيرانيَّة، قناة المنار التابعة لحِزب الله في لبنان، قنوات فضائيَّة عراقية محسوبة على الاثني عشرية، وغيرها من العوامل.
ثم تناول في الباب الثاني عقائِدَ الحوثيِّين وصلَتَها بالمذهب الاثني عشري.
فتناول في الفصل الأول أصولَ عقائد الحوثيين، فتكلَّم عن عقيدتِهم في اللهِ، وذكرَ أنَّهم سلكوا في الألوهيَّة والعبادة لله تعالى مسلَكَ القبوريِّين، وأنَّهم ينتهجونَ في بابِ أسماءِ الله تعالى وصفاتِه منهجَ التأويلِ، متأثِّرين في ذلك بأهل الكلامِ.
وتكلَّم عن عقيدتِهم في التقيَّة، وذكر أنَّ بدر الدين الحوثي يرى جوازَ التقيَّة، وذكر عقيدتَهم في الإمامةِ، وأنَّهم ذهبوا إلى صحَّة إمامة المفضولِ مع وجودِ الفاضل، وتحدَّث عن عقيدتِهم في الصَّحابة، وأنَّهم يرون أنَّ الصَّحابة آثِمون مُعتَدُون فسَّاق، بل كُفَّار، وهو ما يقاتلون مِن أجلِه.
أمَّا عن عقيدتِهم في القرآنِ والسنَّة، فهم يقولون بخَلقِ القرآن، ويشكِّكون في طريقةِ جَمعِ القرآن ويقولونَ بتَحريفِه، وأمَّا عقيدتُهم في السنَّة، فهم يُنكرونَها ولا يعترفونَ بها، ويقدحونَ في الكُتب المعتَمَدة عند أهلِ السنَّة، ويقدحونَ في بعضِ رواةِ الحديث.
وأمَّا عن عقيدتِهم في المُتعةِ، فقد أشار المؤلِّفُ إلى أنَّ الحوثيِّين يرَوِّجون بعضَ المطبوعاتِ والكُتُب التي تتضمَّنُ عقائدَ منحرفةٍ؛ مثل: كتابُ (المُتعتان)، ونشْرهم لكتبٍ تتكلَّم عن المتعة، فيها أقوال المُجيزين والمُحَرِّمين، وترجيح القولِ بالجواز، وغيرها من العقائد المُنحرفة.
وتكلَّم في الفصل الثاني عن تأثُّرِ الحوثيِّين بالاثني عشريَّة وسبَبِه، فتناول أوَّلًا تأثُّر الحوثيِّين بعقائِدِ الاثني عشريَّة.
فتكلَّم عن تأثُّرهم بالاثني عشرية في عقيدةِ الإمامة، وأنَّ الحوثيين يقولون كالاثني عشريَّة بالنَّصِّ الجليِّ في إمامة عليٍّ.
وعَن تأثُّر الحوثيِّين بالاثنَي عشريَّة في اعتقادِهم في الصَّحابة، أشار المؤلِّفُ إلى أنَّ الاثني عشريَّة تُكَفِّر الصحابةَ، وأن الحوثيِّين تأثَّروا كثيرًا، حتى لا تكاد ترى فَرقًا بينهما في ذلك؛ فهم يكفِّرون الصَّحابة؛ لكونِهم خالفوا النصَّ في إمامةِ عليٍّ رَضِيَ الله عنه، وكذلك يستثني الحوثيُّون من الصَّحابة ما استثناه الاثنا عشريَّة؛ مثل: علي والحسن والحسين، وعمَّار، وسَلمان، وأبي ذر، وأمثالهم من الصَّحابة.
ومنها تأثُّرهم بالاثني عشرية في عقيدتِهم في المتعة؛ فقد أباح الاثنا عشريَّة المتعةَ، حتى عدُّوها من ضروريَّات المذهب، ورتَّبوا عليها الأمرَ العظيمَ والمنزلةَ العالية، وقد تأثَّر الحوثيون بهذه العقيدةِ، حتى ردَّ بدر الدين الحوثي على المحَدِّثين في طَعنِهم فيمن يُبيحُ المتعةَ، ويعتبرُ ذلك تعصُّبًا من أهل السنَّة. وغير ذلك من العقائد التي تأثَّر فيها الحوثيُّون بالاثني عشرية؛ مثل: عقيدتهم في المهدي المنتَظَر، وعقيدتهم في القرآنِ والسنَّة، وولاية الفقيه.
ثم أشار المؤلِّف إلى بعضِ الأسباب التي أدَّت إلى تأثُّر الحوثيِّين بالرَّافضة؛ ومنها:
ما رافق الوَحدة اليمنيَّة من إجراءاتٍ سياسيةٍ كثيرةٍ، تمَّ بموجِبِها فتحُ الباب على مصراعَيه لإنشاءِ الأحزاب والجمعيَّات، ونشرِ الأفكارِ والمذاهِب.
أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي مهَّدت لضَربِ كثيرٍ مِن الأعمالِ الخيريَّة، والتَّضييقِ السياسيِّ العالميِّ على العمَل السنِّيِّ، ومن ذلك بلادُ اليمن.
توجُّه عددٍ مِن علماء الحوثيِّين إلى إيران، والعيشُ فيها عدَّةَ سنين، والدراسة فيها على علمائِها، منهم بدر الدين الحوثي؛ الأب الروحي لهذه الفِرقة.
البَعَثات التي كانت تُرسَلُ إلى إيران، سواء بصفةٍ رسميَّة، أو من قِبَل الحركة الحوثيَّة، وغيرها من الأسباب.
أما الفصل الثالث والأخيرُ من فصول الكتاب، فخَّصَصه المؤلِّفُ لوسائِلِ مواجهةِ العقائِد الحوثيَّة، فأشار إلى أنَّ أهمَّ سُبل مواجهةِ أيِّ فِكر دخيلٍ أو مذهبٍ هدَّام؛ معرفةُ خطورَتِه وأثَرُه السيِّئ في مختلِف المجالات؛ فبدأ بالحديثِ عن فَضحِ هذا المذهبِ، وبيان خَطَره على الجانب الفكريِّ والسياسيِّ، والاجتماعيِّ والاقتصاديِّ، ثم قام بالرَّدِّ على عقائدِ الحوثيين، وبيانِ ضلالهم، وممَّا تناولَه بالرَّدِّ:
- عقيدتُهم في الإمامة، فهم يعتقدونَ أنَّ الإمامةَ وخلافةَ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلم كالنبوَّة، لا تكونُ إلَّا بالنصِّ مِن اللهِ على لسانِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبيَّن المؤلفُ أنَّهم لَمَّا لم يجِدوا لذلك دليلًا لجَؤوا إلى وَضعِ الرِّوايات الموضوعة، سواء المنسوبةُ للنبيِّ أو إلى أحَدِ أئمَّتِهم.
وكذلك ردَّ عليهم وأوضح بطلانَ عقيدتِهم في الصحابةِ، وبيَّنَ أنَّ مِن أصولِ أهلِ السنَّة والجماعة محبَّةَ أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم جميعِهم، وموالاتَهم والترضِّيَ عنهم، وبرائَتَهم مِن كلِّ مَن ينحرِفُ عنهم أو يطعَنُ فيهم، أو يتنقَّصهم، من الروافِضِ والنَّواصِبِ، ثمَّ دلَّل على ذلك بالآياتِ والأحاديث والآثارِ الصَّحيحة.
ثم ردَّ عليهم كذلك في معتقَدِهم في القرآنِ، ومُعتَقَدِهم في العِصمة، والمهديِّ، وبيَّن انحرافَ عقيدَتِهم وبطلانَها.
ثم ختم الفصل بالحديثِ عن وسائل دَعوتِهم وإرشادِهم، وذكرَ أنَّ الوسائِلَ في ذلك كثيرةٌ ومتنوِّعة؛ مثل:
إقامة المحاضرات التوعويَّة، والدورات العلميَّة، والمحاورات والمناقشات المنهجيَّة، ومِثْل بعض الوسائِلِ؛ كإصدار ِالكتابات التي توضِّحُ منهجَهم، وترُدُّ عليهم في عقائِدِهم، وتوضِّحُ المنهجَ الحقَّ.
وكذلك أشار المؤلِّف إلى أنَّه ينبغي استخدامُ الوسائِلِ الحديثة؛ للوصول إليهم؛ مثل: الإذاعة والقنوات الفضائيَّة، وشبكة الإنترنت والكمبيوتر، من خلال المواقِعِ الإلكترونية الموجَّهة توجيهًا عِلميًّا، وكذلك إقامةُ المعاهِدِ الشرعيَّة، والمدارس والجامعات، والاهتمام بالكليَّات الشرعيَّة.
ثم ختم المؤلِّفُ الكتابَ بخاتمةٍ، اشتملت على أبرَزِ النتائِجِ والتوصِيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق