& تساؤلات عن الحياة والإنسان & العدد 02 – هل القرآن عصِيٌّ على فهم " البشر" ؟ &
...تحية طيبة لكل الأرواح الطيبة في هذا الصرح الشامخ..
ورد في عنوان الموضوع تساؤل..
ومثل هذه التساؤلات يسميها العلماء " شُبهة "
وهي كلمة تسبب حساسية للبعض، رغم أنها مجرد كلمة ويمكن استبدالها بغيرها من كلمات اللغة العربية..
مثل:
مغالطة / التباس / غموض / شكّ / ريبة ..
لكن دعونا نبسط الأمر ونقول: هو مجرّد تساؤل ؟
...
يمكن أن نبسّط ونحلل السؤال ونستخرج منه تساؤلات فرعية بالشكل التالي:
هل أنزل الله القرآن بلغة لا يفهمها البشر؟
فلماذا إذن أنزل إلى البشر؟
هل الله يلهو ويعبث مع عباده – والعياذ بالله –
ويظلمهم بتنزيل كتاب "مُعضل" وشاقٍ على الفهم..
كيف لكتاب أنزل بلغة العرب أن يستعصي على الفهم؟ لمن تمكنوا من ناصية اللغة العربية وعُرفوا بالفصاحة والتباري في مختلف فنون اللغة ؟
هل هو كتابٌ لا يفهمه إلا خاصة الخاصة من الناس ؟ كتابٌ فِئويٌّ ؟
وربما ادّعى البعض بأن معانيه "الحقيقية" هي معانٍ باطنة؟ فيكون له ظاهر وباطن ؟
وهنا نتساءل: ما جدوى ذلك الظاهر؟ ولماذا كان للآيات معنى باطن؟
لماذا يُخفي الله معاني كتابه عن عباده المؤمنين ؟
أليس هذا الكتاب منزلا على "الناس" ليدّبروا آياته ويفقهوه ويخشعوا لما فيه من معانٍ..
عامّتهم وخاصّتهم؟ نسائهم ورجالهم؟ صبيانهم وشيوخهم؟
أليست آيات القرآن هي التي أصغى لها حتّى أهل الكُفر من فصحاء وشعراء العرب وسحرتهم وأخرست ألسنتهم؟
أليست آيات القرآن من آمن لسماعها خلق كثير ولا يزالون إلى يوم الدّين ؟
أليس هذا الكتاب منزلاً ليُحكّموه فيما بينهم ؟
...
بعد تلك التساؤلات دعونا نُورد أوّلاً بعض الآيات التي تؤكّد على أن القرآن إنما أُنزل واضحًا بَيِّنًا مُبَيِّنًا لا لٌبس فيه ولا غُموض في المُحكم منه الذي ينبني عليه العمل.. لمن كانت لهم قلوب نقية و عقول سليمة و أنفس سوية..
لأن الفهم عن الله يحتاج إلى نقاء تلك الأدوات وسلامتها / والله يهدي من يشاء /
ولأنّ الله يحجب عن هذا القرآن وفهمه من كان في قلوبهم مرض وفي عقولهم انحراف / بشهادة القرآن /
...
وفي مداخلات لاحقة سندرج ما جاء في السنة عن القرآن الكريم..
...
ولمن يستثقل قراءة الآيات الكثيرة فعليه أن يقرأ ما يتحمّله ويمر لما بعد ذلك ولا ينتقدنا لإيراد الكثير منها.. ونسأل الله أن يشرح صدورنا بالقرآن فهو نور القلوب ودواؤها..
آيات جاءت فيها كلمة " بَيَّنَ" ومشتقاتها:
الآية: وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ / البقرة/99
قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ /البقرة/118
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ /159 البقرة
أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ /البقرة/185
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ /البقرة/187
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ/البقرة/266
وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ/آل عمران /86
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ /آل عمران/105
قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ /آل عمران /118
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى/ النساء/115
قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا/السناء/174
يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ /النساء/176
قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ /المائدة/15
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ /يوسف/1
فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ /النحل/35
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ /النحل/44
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ / النحل/64
لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ / النحل/103
وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ /النور/34
لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ /النور/46
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ /الشعراء/195
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ /إبراهيم/4
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ /يس/69
الآية: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا / يونس/15
الآية: وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ/ الحج/16
الآية: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ / الحج/72
بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ /العنكبوت/49
هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ /الحديد/9
آيات جاءت فيها كلمة " التَدَبُّرِ"
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا /النساء/82
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا /محمد/24
آيات جاءت فيها كلمة " يَفْقَهُ" ومشتقاتها
الآية: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ /الأنعام/25
الآية: قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ /الأنعام /98
آيات جاءت فيها كلمة " يعقلُ" ومشتقاتها
الآية: كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ /البقرة /242
إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ /الزخرف/3
آيات جاءت فيها كلمة " الألباب"
الآية: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ/آل عمران /7
الآية: الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ / الزُّمر /18
الآية: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ * هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ / غافر / 53-54
الآية: لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ /ص /29
نكتفي بهذا القدر..
ونختم بهذه الآية التي تسلط الضوء على من عطّل قلبه وعقله وحشا نفسه بالعلوم الباطلة المُضلّة عن سبيل الله.. عطّلوا أدواتهم التي وُهبت لهم ليعقلوا ويفقهوا ويتبعوا الحقّ، فكان مصيرهم الخسران ووصفهم الله بأنّهم أضلّ من الأنعام..
قال تعالى:
الآية: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ / الأعراف /179
ملاحظة...
وضعت هذا الموضوع هنا في منتدى الجلفة للنقاش الجادّ..
فإن رأى المشرفون و/أو المراقبون هنا أو من إدارة المنتدى بأن يُنقل حيث يجب فليفعلوا..
فغايتنا الحق والنّصح ولا يهمنا المكان أو القسم فلن يضيع شيء عند من يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور..
رجاء من المشاركين المُداخلِين..
وأرجو من كل من أراد أن يناقش فكرة ما أو أراد أن نتناقش عن معنى آية ما أو سؤال من الأسئلة التي طرحتها في رأس الموضوع أن يفعل لكن يختصر حتّى لا يتشعب بنا الموضوع...
وأيّ مداخلة تريد إخراج الموضوع عن غايته فسأتجاهلها ثُمّ أطلب من المراقبين والمشرفين حذفها..
تحياتي / :cool:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق