بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد،
فهذا أول مقالات قسم "التقنية الحديثة" في هذا الموقع المبارك أسأل الله أن يبارك في مشرفه العام وفي كل من ساهم في إثراءه ونشره..
أحببت –إخوتي- في هذا المقال الأول أن ألفت انتباه المسلمين إلى أمر خطير ينبغي تلافيه حفاظا على أعراضنا وحرمات بيوتنا.. ألا وهو موضوع تطبيقات الجوالات التي تتجسس على أصحابها وترسل معلومات شخصية عن صاحب الجوال وأهل بيته بل وتستخدم الكاميرات الخاصة به بحرية وبدون إذن مسبق منه.. وأول هذه التطبيقات هو برنامج الواتساب الواسع الانتشار –كما هو معلوم- بل وتفاجأت -كما ستتفاجأ أيها القارئ الكريم- بوجود تطبيقات لا علاقة لها بالتواصل الاجتماعي من الأساس ومع ذلك لها حرية استخدام الكاميرا والرسائل وغيرها!!
وسأبني هذا المقال على عدة أقسام:
1- عرض بعض النماذج عن تطبيقات التجسس.
2- طريقة معرفة مدى صلاحيات البرنامج قبل تحميله على الجوال
3- كيفية تفادي هذا الأمر
أولا: عرض بعض النماذج عن تطبيقات التجسس .
1- برنامج الواتساب : إن هذا البرنامج من أوسع البرامج انتشارا في العالم ويكاد يفوق الفيسبوك وتويتر من حيث عدد مستخدميه.. وهذا البرنامج له حرية التصرف في الجهاز واستخدامالكاميرا لالتقاط الصور بدون إذن مسبق من المستخدم، كما هو مبين هنا:
تظهر هذه الرسالة عند تنصيب -أو تحديث- البرنامج، والغالبية العظمى من الناس تضغط على "موافق" دون التحقق من المكتوب فيها ولو للحظة! تقول الرسالة أعلاه: تسمح للتطبيق بأخذ صور ثابتة أو متحركة (فيديو) بواسطة الكاميرا. هذه الصلاحية تسمح للتطبيق باستخدام الكاميرا بدون إذن مسبق منك ..
تفاجأتم؟؟ بالطبع!! والطريف في الأمر أن الناس أصبحوا يروجون لبرنامج بديل عن الواتساب اسمه تيليغرام (Telegram) لكنه للأسف أداة أخرى للتجسس وله نفس صلاحيات الواتساب! ولكن لن تتوقف مفاجأتكم عند هذا الحد، هناك تطبيقات لا علاقة لها بالتواصل الاجتماعي من الأساس ويمكنها التعدي على خصوصيتكم بكل حرية! وهذه باقة منها:
2- تطبيق بحث جوجل (google search)
هذا التطبيق يستخدم في البحث باستخدام محرك بحث جوجل، ولكن عند تحديث التطبيق تتفاجأ بأن لديه صلاحيات واسعة لا علاقة لها بالبحث لا من قريب ولا من بعيد!! فيمكنه تسجيل الصوت في أي وقت دون إذنك، ويمكنه أيضا قراءة الرسئل النصية وإرسالها بل ويمكنه الاتصال بأي رقم دون إذنك كما هو مبين هنا:
هذه صفحة تحديث التطبيق:
وهذه صفحة الموافقة على الصلاحيات قبل التحديث:
لاحظ: قراءة، وإرسال الرسائل النصية، وأيضا تسجيل الصوت.
عند الضغط عليها تظهر الكارثة:
باختصار: يمكن للتطبيق قراءة الرسائل الخاصة، وإرسال الرسائل، تسجيل الصوت، بل وإجراء مكالمات هاتفية وكل ذلك بدون إذن مسبق منك!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما دخل كل هذه الصلاحيات والبحث؟؟؟ لم يحتاج تطبيق صغير للبحث لكل هذه الصلاحيات؟؟ أم أن وراء الأكمة ما ورائها؟؟؟ وأنصح جميع إخواني وأخواتي باستخدام متصفح الانترنت للبحث وعدم استخدام هذا التطبيق أو تحديثه.
3- تطبيق الفيسبوك (********):
هذا الموقع الشهير -والذي غزا معظم بيوت المسلمين نسأل الله العافية- قد فاق سابقيه في طلب الصلاحيات، عند تحميل التطبيق الخاص به على الجوال تظهر صلاحية جديدة -بالإضافة إلى صلاحيات الكاميرا وغيرها مما سلف-:
Retrieve running apps -- Allows the app to retrieve information about currently and recently running tasks. This may allow the app to discover information about which applications are used on the device.
المعنى: يسمح للتطبيق بجمع معلومات عن التطبيقات التي تعمل على الجهاز ونوعيتها!! وأترك التعليق لكم!
والقائمة تطول من تويتر وباي بال و و و و.. بل إن الأمر تعدى التطبيقات فهناك ألعاب لديها نفس صلاحيات التجسس مثل لعبة الطيور الغاضبة الشهيرة (angry birds) والله المستعان!
2- طريقة معرفة مدى صلاحيات البرنامج قبل تنزيله على الجوال
كما ظهر في الصور أعلاه، ينبغي عدم الموافقة على تحميل أي لعبة أو تطبيق قبل التأكد من خلوها من هذه الخصائص الخبيثة، وذلك عبر قراءة صفحة الصلاحيات جيدا قبل الضغط على موافق وعدم الاكتفاء بقراءة العناوين بل ينبغي الضغط عليها كي تظهر التفاصيل لقرائتها أيضا كما هو مبين هنا:
فالصفحة الأولى بكل براءة تقول:
Camera
New: Take pictures and video
أي: التطبيق فيه خاصية استخدام الكاميرا لأخذ صور ثابتة وفيدو
أما عند الضغط عليها فتظهر الكارثة أنه بإمكانه عمل ذلك دون إذنك!!
3- كيفية تفادي هذا الأمر
أنصح إخواني وأخواتي وبشدة أن يقوموا بتغطية الكاميرات الأمامية والخلفية لجوالاتهم وجوالات أهل بيتهم بملصقات تسهل إزالتها عند الحاجة، وإعادتها بعد استخدام الكاميرا.. كما أنصح بإبعاد الجوالات عن المجالس الخاصة بين الرجل وأهله بيته حتى لا يتم تسريب تسجيلات صوتية دون علمكم أو على الأقل وضع الجوال تحت مرتبة أو أي شيء آخر يمنع الميكروفون من التقاط الصوت.. وأيضا أن يقوموا بعملية فحص لجميع التطبيقات وإزالة غير الضروري منها والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وختاما أسأل الله أن يحفظ أعراضنا وأبناءنا وبناتنا من هذه الفتن التي دخلت كل بيت من بيوت المسلمين وأن يرد كيد أعداء الدين في نحورهم وأن يحفظ هذه الأمة بحفظه إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وكتب/ أبو ديمة السلفي
المشرف التقني على موقع الاسلام العتيق.
الجمعة، 30/ربيع الأول/1435 هـ ، موافق 31/1/2014 نصرانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق