أَليس لكم عبرةٌ في هذه الواقعةِ التاريخيّة
-مع شيخ الإسلام ابنِ تيميّة-
-يا أهلَ الديار(المِصريّة)-؟!
...وَقَعَ لشيخ الإسلام ابن تيميّةَ أذىً كثيرٌ -متعدِّدٌ- مِن جهةِ أعدائِهِ وخصومِه، ولكنّه صَبَرَ ، وغَفَرَ ، واحتسب-رحمهُ اللهُ-:
فقد قال الإمامُ محمد بنُ عبد الهادي في كتابِه «العقود الدُّرِّيَّة» (ص317-318)-ضمن سردِه لبعضِ المواقفِ في حياة شيخ الإسلام-:
«فلمَّا كان في رابع شهرِ رجبٍ: مِن سنةِ إحدَى عشرةَ وسبعمائة، جاء رجلٌ
-فيما بلغنِي- إلى أخيه[أخي ابنِ تيمية] الشيخ شرف الدين -وهو في مَسْكَنِهِ بالقاهرة-.
فقال له: إنَّ جماعةً بجامع مصر قد تعصَّبُوا على الشيخ[ابن تيميّة]، وتفرَّدُوا
به، وضربوه.
فقال: حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيل.
وكان بعضُ أصحاب الشيخ[ابن تيميّة]جالساً عند شرف الدين، قال:
فقُمْتُ مِن عندِهِ، وجئتُ إلى مصرَ، فوجدتُ خَلْقاً كثيراً مِن (الحُسينيَّة)
-وغيرها- رجالاً وفُرساناً- يسألون عن الشيخ[ابن تيميّة]؟
فجئتُ، فوجدتُهُ بمسجدِ الفخرِ-كاتب المماليك -على البحر-، واجتمع عنده جماعةٌ، وتتابعَ الناسُ، وقال له بعضُهُم: يا سيِّدي! قد جاء خَلْقٌ مِن (الحُسينيَّة)، ولو أمرتَهُم أنْ يهدِمُوا مِصرَ -كُلَّها- لَفَعَلُوا.
فقال لهمُ الشيخُ [ابن تيميّة]: لأيِّ شيءٍ؟!
قال: لأجلِكَ.
فقال لهُم: هذا يجوزُ؟!
فقالوا: نحنُ نذهبُ إلى بيوتِ هؤلاء الذين آذَوْكَ، فنقتُلُهُم ونُخَرِّبُ دُورَهُم؛ فإنَّهُم شَوَّشُوا على الخَلْقِ، وأثاروا هذه الفتنةَ على النَّاس.
فقال لهُم: هذا لا يَحِلُّ.
قالوا: فهذا الذي قد فعلوهُ معكَ يَحِلُّ؟! هذا شيءٌ لا نصبِرُ عليه! ولا بُدَّ أنْ نَرُوحَ إليهم ، ونُقاتلَهُم على ما فَعَلُوا.
والشيخُ[ابن تيميّة]ينهاهُم ويَزْجُرُهُم.
فلمَّا أكثرُوا القولَ، قال لهُم:
إمَّا أنْ يكونَ الحقُّ : لي، أو لكُم، أو لله:
* فإنْ كان الحقُّ لي؛ فهُم في حِلٍّ منه.
* وإنْ كان لكُم؛ فإن لم تسمعوا منِّي: فلا تستفتُوني، فافعلُوا ما شئتم.
* وإن كان الحقُّ لله؛ فالله يأخُذُ حقَّهُ -إن شاء كما يشاء-.
قالوا: فهذا الذي فعلوه معك هو حلالٌ لهم؟!
قال: هذا الذي فعلوه قد يكونونَ مُثابِين عليه ، مأجورِين فيه!
قالوا: فتكونُ أنتَ على الباطِل، وهُم على الحقِّ؟! فإذا كنت تقولُ: إنَّهُم مأجورون فاسمعْ منهم، ووافِقْهُم على قولِهِم!
فقال لهم: ما الأَمرُ كما تزعُمُون! فإنَّهُم قد يكونون مجتهدين مخطئين، ففَعَلُوا ذلك باجتهادِهِم، والمُجتهِدُ له أجرٌ ».
..فيا أهلَ (مصرَ):
حافظوا على بلادِكم ؛ فهي (كرسيُّ الإسلام)-كما قال الحافظ بدر الدين العينيُّ-رحمه الله-قبل نحو ستّ قرون-.
ولو خالف بعضُ ذلك أهواءَكم الشخصيّة ،ومصالحَكم الذاتيّة..
..فهي في غِنىً-كبيرٍ-عن حماسة الرَّعاع مِن الأَتباع..
وبمسيسِ حاجةِ إلى حكمةِ الكبراء،وحِلم الفُضلاء..
الشيخ علي حسن الحلبي حفظه الله
-مع شيخ الإسلام ابنِ تيميّة-
-يا أهلَ الديار(المِصريّة)-؟!
...وَقَعَ لشيخ الإسلام ابن تيميّةَ أذىً كثيرٌ -متعدِّدٌ- مِن جهةِ أعدائِهِ وخصومِه، ولكنّه صَبَرَ ، وغَفَرَ ، واحتسب-رحمهُ اللهُ-:
فقد قال الإمامُ محمد بنُ عبد الهادي في كتابِه «العقود الدُّرِّيَّة» (ص317-318)-ضمن سردِه لبعضِ المواقفِ في حياة شيخ الإسلام-:
«فلمَّا كان في رابع شهرِ رجبٍ: مِن سنةِ إحدَى عشرةَ وسبعمائة، جاء رجلٌ
-فيما بلغنِي- إلى أخيه[أخي ابنِ تيمية] الشيخ شرف الدين -وهو في مَسْكَنِهِ بالقاهرة-.
فقال له: إنَّ جماعةً بجامع مصر قد تعصَّبُوا على الشيخ[ابن تيميّة]، وتفرَّدُوا
به، وضربوه.
فقال: حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيل.
وكان بعضُ أصحاب الشيخ[ابن تيميّة]جالساً عند شرف الدين، قال:
فقُمْتُ مِن عندِهِ، وجئتُ إلى مصرَ، فوجدتُ خَلْقاً كثيراً مِن (الحُسينيَّة)
-وغيرها- رجالاً وفُرساناً- يسألون عن الشيخ[ابن تيميّة]؟
فجئتُ، فوجدتُهُ بمسجدِ الفخرِ-كاتب المماليك -على البحر-، واجتمع عنده جماعةٌ، وتتابعَ الناسُ، وقال له بعضُهُم: يا سيِّدي! قد جاء خَلْقٌ مِن (الحُسينيَّة)، ولو أمرتَهُم أنْ يهدِمُوا مِصرَ -كُلَّها- لَفَعَلُوا.
فقال لهمُ الشيخُ [ابن تيميّة]: لأيِّ شيءٍ؟!
قال: لأجلِكَ.
فقال لهُم: هذا يجوزُ؟!
فقالوا: نحنُ نذهبُ إلى بيوتِ هؤلاء الذين آذَوْكَ، فنقتُلُهُم ونُخَرِّبُ دُورَهُم؛ فإنَّهُم شَوَّشُوا على الخَلْقِ، وأثاروا هذه الفتنةَ على النَّاس.
فقال لهُم: هذا لا يَحِلُّ.
قالوا: فهذا الذي قد فعلوهُ معكَ يَحِلُّ؟! هذا شيءٌ لا نصبِرُ عليه! ولا بُدَّ أنْ نَرُوحَ إليهم ، ونُقاتلَهُم على ما فَعَلُوا.
والشيخُ[ابن تيميّة]ينهاهُم ويَزْجُرُهُم.
فلمَّا أكثرُوا القولَ، قال لهُم:
إمَّا أنْ يكونَ الحقُّ : لي، أو لكُم، أو لله:
* فإنْ كان الحقُّ لي؛ فهُم في حِلٍّ منه.
* وإنْ كان لكُم؛ فإن لم تسمعوا منِّي: فلا تستفتُوني، فافعلُوا ما شئتم.
* وإن كان الحقُّ لله؛ فالله يأخُذُ حقَّهُ -إن شاء كما يشاء-.
قالوا: فهذا الذي فعلوه معك هو حلالٌ لهم؟!
قال: هذا الذي فعلوه قد يكونونَ مُثابِين عليه ، مأجورِين فيه!
قالوا: فتكونُ أنتَ على الباطِل، وهُم على الحقِّ؟! فإذا كنت تقولُ: إنَّهُم مأجورون فاسمعْ منهم، ووافِقْهُم على قولِهِم!
فقال لهم: ما الأَمرُ كما تزعُمُون! فإنَّهُم قد يكونون مجتهدين مخطئين، ففَعَلُوا ذلك باجتهادِهِم، والمُجتهِدُ له أجرٌ ».
* * * * *
..فيا أهلَ (مصرَ):
حافظوا على بلادِكم ؛ فهي (كرسيُّ الإسلام)-كما قال الحافظ بدر الدين العينيُّ-رحمه الله-قبل نحو ستّ قرون-.
ولو خالف بعضُ ذلك أهواءَكم الشخصيّة ،ومصالحَكم الذاتيّة..
..فهي في غِنىً-كبيرٍ-عن حماسة الرَّعاع مِن الأَتباع..
وبمسيسِ حاجةِ إلى حكمةِ الكبراء،وحِلم الفُضلاء..
الشيخ علي حسن الحلبي حفظه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق