الاثنين، 3 مارس 2014

أليس لكم عبرةفي هذه الواقعةالتاريخية-مع شيخ الإسلام ابن تيمية-ياأهل الديار(المصرية)؟!

أَليس لكم عبرةٌ في هذه الواقعةِ التاريخيّة

-مع شيخ الإسلام ابنِ تيميّة-

-يا أهلَ الديار(المِصريّة)-؟!







...وَقَعَ لشيخ الإسلام ابن تيميّةَ أذىً كثيرٌ -متعدِّدٌ- مِن جهةِ أعدائِهِ وخصومِه، ولكنّه صَبَرَ ، وغَفَرَ ، واحتسب-رحمهُ اللهُ-:



فقد قال الإمامُ محمد بنُ عبد الهادي في كتابِه «العقود الدُّرِّيَّة» (ص317-318)-ضمن سردِه لبعضِ المواقفِ في حياة شيخ الإسلام-:



«فلمَّا كان في رابع شهرِ رجبٍ: مِن سنةِ إحدَى عشرةَ وسبعمائة، جاء رجلٌ

-فيما بلغنِي- إلى أخيه[أخي ابنِ تيمية] الشيخ شرف الدين -وهو في مَسْكَنِهِ بالقاهرة-.


فقال له: إنَّ جماعةً بجامع مصر قد تعصَّبُوا على الشيخ[ابن تيميّة]، وتفرَّدُوا

به، وضربوه.


فقال: حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيل.



وكان بعضُ أصحاب الشيخ[ابن تيميّة]جالساً عند شرف الدين، قال:

فقُمْتُ مِن عندِهِ، وجئتُ إلى مصرَ، فوجدتُ خَلْقاً كثيراً مِن (الحُسينيَّة)
-وغيرها- رجالاً وفُرساناً- يسألون عن الشيخ[ابن تيميّة]؟


فجئتُ، فوجدتُهُ بمسجدِ الفخرِ-كاتب المماليك -على البحر-، واجتمع عنده جماعةٌ، وتتابعَ الناسُ، وقال له بعضُهُم: يا سيِّدي! قد جاء خَلْقٌ مِن (الحُسينيَّة)،
ولو أمرتَهُم أنْ يهدِمُوا مِصرَ -كُلَّها- لَفَعَلُوا.


فقال لهمُ الشيخُ [ابن تيميّة]: لأيِّ شيءٍ؟!



قال: لأجلِكَ.



فقال لهُم: هذا يجوزُ؟!



فقالوا:
نحنُ نذهبُ إلى بيوتِ هؤلاء الذين آذَوْكَ، فنقتُلُهُم ونُخَرِّبُ دُورَهُم؛ فإنَّهُم شَوَّشُوا على الخَلْقِ، وأثاروا هذه الفتنةَ على النَّاس.


فقال لهُم: هذا لا يَحِلُّ.



قالوا: فهذا الذي قد فعلوهُ معكَ يَحِلُّ؟!
هذا شيءٌ لا نصبِرُ عليه! ولا بُدَّ أنْ نَرُوحَ إليهم ، ونُقاتلَهُم على ما فَعَلُوا.


والشيخُ[ابن تيميّة]ينهاهُم ويَزْجُرُهُم.

فلمَّا أكثرُوا القولَ، قال لهُم:



إمَّا أنْ يكونَ الحقُّ : لي، أو لكُم، أو لله:



* فإنْ كان الحقُّ لي؛ فهُم في حِلٍّ منه.



* وإنْ كان لكُم؛ فإن لم تسمعوا منِّي: فلا تستفتُوني، فافعلُوا ما شئتم.



* وإن كان الحقُّ لله؛ فالله يأخُذُ حقَّهُ -إن شاء كما يشاء-.



قالوا: فهذا الذي فعلوه معك هو حلالٌ لهم؟!



قال: هذا الذي فعلوه قد يكونونَ مُثابِين عليه ، مأجورِين فيه!



قالوا: فتكونُ أنتَ على الباطِل، وهُم على الحقِّ؟! فإذا كنت تقولُ: إنَّهُم مأجورون فاسمعْ منهم، ووافِقْهُم على قولِهِم!



فقال لهم: ما الأَمرُ كما تزعُمُون! فإنَّهُم قد يكونون مجتهدين مخطئين، ففَعَلُوا ذلك باجتهادِهِم، والمُجتهِدُ له أجرٌ ».




* * * * *





..فيا أهلَ (مصرَ):




حافظوا على بلادِكم ؛ فهي (كرسيُّ الإسلام)-كما قال الحافظ بدر الدين العينيُّ-رحمه الله-قبل نحو ستّ قرون-.




ولو خالف بعضُ ذلك أهواءَكم الشخصيّة ،ومصالحَكم الذاتيّة..






..فهي في غِنىً-كبيرٍ-عن حماسة الرَّعاع مِن الأَتباع..






وبمسيسِ حاجةِ إلى حكمةِ الكبراء،وحِلم الفُضلاء..

الشيخ علي حسن الحلبي حفظه الله





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق