بسم الله
والصلاة على رسول الله
والصلاة على رسول الله
من المعلوم أن الإسلام جاء في زمن كانت المرأة مهانة فيه أيما إهانة، فلا ميراث ولا خيار لها بمن تتزوج، بل وصل بالعرب آنذاك السفالة إلى أن منعوها حق الحياة، فجاء الإسلام فأعطاها حقها وحرم ظلمها ورفع من شأنها وأمر بالإحسان إليها إلى درجة أن جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير الرجال خيرهم مع أهلهم، قال :"خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي"، والأهل يشمل الزوجة والبنت والولد وجميع الأقارب.
قال الشوكاني رحمه الله : في ذلك تنبيه على أعلى الناس رتبة في الخير وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله فإن الأهل هم الأحقاء بالبِشر وحسن الخلق والإحسان وجلب النفع ودفع الضر فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر وكثيرا ما يقع الناس في هذه الورطة فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقا وأشحهم نفسا وأقلهم خيرا وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق زائغ عن سواء الطريق نسأل الله السلامة .
نيل الأوطار ( 6/260)
والمرأة كما هو معلوم مطلوبة، فالرجال يحبون النساء حب الشهوة، بل هذه الشهوة من أحبها إلى الرجل، قال تعالى: ((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ)) فبدأ بالنساء قبل جميع الشهوات.
وحفظا للمرأة من أن تجعل لذة ومتاعا لمن هب ودب من السقط من الرجال، أمر الرجال بالغيرة عليها وحفظها وحمايتها وجعل الذي لا يغار على أهله ديوثا محروم من دخول الجنة، وأيضا جعل الله لها أحكاما كثيرة تحفظها وتجعلها ماسة ثمينة لا يلمسها أحد ولا يتمتع بها أحد إلا بعد مواثيق غليظة من مهر وشروط وشهود وقدرة الخاطب على التكسب ليطعمها ويكسوها وامتلاكه لبيت يسترها تسكن فيه معه. وإن أراد فراقها فطلقها فلا يجوز له أن يخرجها من البيت حتى تنقضي عدتها.....
فيا أختاه والله إني أقول لك هذا ناصحا محبا للخير لك راجيا استجابتك، أترضين بعد ما جعل الله لك كل هذه المواثيق على الرجال كي يؤذن لهم بالتمتع بك، أن تتركي شابا قليل المروءة يتمتع بك ويلمسك ويتلذذ بالحديث معك وبمجالستك هكذا من غير عوض بالمجان، وإن ضجر منك تركك وهجرك ثم ذهب يبحث عن فتاة أخرى يتمتع بها، و زد على هذا شرفك وعرضك وعرض أبيك وأخيك وأعمامك وأخوالك ينحط ويتمرغ بالتراب، فالناس يسبونك يقولون عنك قليلة حياء،"خامجة" "مسوفجة" إلى آخره من المصطلحات؟؟؟؟
قارني هذا مع زوج يخطبك في بيتك بحضور وليك له عمل يكفي ليطعمك ويكسيك وبيت ليسترك ويحميك، ولا يجوز لأحد أن يرغمك على الزواج بأحد إلا برضاك، والناس وأقرابك يفرحون لك ويهنؤونك ويسعون في تنظيم عرسك، ثم بعد العرس ففي بيتك بشرفك وبزوجك لا تستحين من الظهور معه أمام أحد من الناس، وذلك الزوج معك كل يوم، وإن كان صالحا فهو يسعى لتطبيق الحديث الذي ذكرته في أول كلامي، وتترقبي بحماس إلى الإنجاب وأن تصبحي أما، والكثير الكثير.
وزيدي قارني ذلك مع العلاقة المحرمة مع ذلك الشاب السافل، يخرجك بغفلة من أهلك إلى الشواطئ والمتنزهات ويبحث عن الأماكن البعيدة عن الناس للجلوس، ويتجرأ على وضع يده عليك وأمام الناس، والناس ينظرون إليكما بعين البغض والإشمئزاز وقد يأتي إليكما من يحرجكما وينهركما وينهاكما، وبارتكاب أسباب الزنا يزيد احتمال الوقوع في الزنا، ويا ليت شعري لو وصلت إلى ذلك، فإما العيش بهذه اللطخة القبيحة الفاحشة في ماضيك وشرفك وفرجك، وكثير من الفتيات يؤثرن الموت والإنتحار على هذه الفضيحة العظيمة لها ولأقاربها.
واعلمي أختاه أن من كان ينوي الحلال سلك طريق الحلال، بل كما هو حاصل في زماننا فكثير من الشباب ابتلاءا من الله كي يتبين العفيف المؤمن الصابر من الشقي ضعيف الإيمان، لا يستطيعون الزواج، فالمؤمن المحسن الظن بربه يعمل بقول الله: ((وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىظ° يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ))،(1) والشقي ضعيف الإيمان بوعد ربه بالفرج يبحث عن طرق حرام ليصرف فيه شهوته ويقضي وطره، فيجدك أنت أختاه خاصة إن كنت لا تسترين مفاتنك، فإن أنت كنت عاقلة ومؤمنة وعاملة بالآية التي ذكرنا فإنك لن ترذخي له وإن كان العكس فالعكس، فالعاقلة تعلم أن هذا الشاب يريد قضاء شهوته بالحرام وبغير عوض وبالمجان، فلا تسمح له وتأبى أن تكون لذة مؤقتة لأي أحد، والمؤمنة قوية الإيمان محسنة الظن بوعد الله وأنه لن يخلف وعده إذ قال: ((حَتَّىظ° يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)) وقال : ((سيجعل الله بعد عسر يسرا)) وقوله: ((قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ)) فهي تأبى أن تعصي ربها للذة زائلة سريعة تفسد عليها دينها ودنياها وتصبر حتى يفرج الله عنها.
فأخواتي بالله عليكن استعففن، فوالله ووالله ووالله قلبي احترق من رؤية بنات المسلمين وشاباتهم في الطرقات والشواطئ والمتنزهات مع الشباب جالسين مع بعضهم بتلك الطريقة القبيحة، وما خفي أعظم، وكثير منهن مخدوعات بوعود كاذبة،
فالشاب يسعى في تلبية شهوته، والفتاة الساذجة تقول سيتزوجني.
هذه كلمي أرجو من الله الكريم المنان أن ينفع بها
والحمد لله
هذه كلمي أرجو من الله الكريم المنان أن ينفع بها
والحمد لله
__________________________________________
(1) قال الشيخ ابن ناصر السعدي مفسرا للآية: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ. هذا حكم العاجز عن النكاح، أمره الله أن يستعفف، أن يكف عن المحرم، ويفعل الأسباب التي تكفه عنه، من صرف دواعي قلبه بالأفكار التي تخطر بإيقاعه فيه..............................{ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا } أي: لا يقدرون نكاحا، إما لفقرهم أو فقر أوليائهم وأسيادهم، أو امتناعهم من تزويجهم وليس لهم من قدرة على إجبارهم على ذلك،.......................حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وعد للمستعفف أن الله سيغنيه وييسر له أمره، وأمر له بانتظار الفرج، لئلا يشق عليه ما هو فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق