بسم الله الرحمن الرحيم
ما الحكمه في سؤال ابراهيم عليه السلام الله سبحانه
رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
اما بعد : قال تعالى
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ
الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ
يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
(سورة البقرة 260)
اختلفت التفاسير في بيان سبب سؤال ابراهيم ربه عن كيفية احياء الموتى
وسؤاله هنا جاء متاخر بعض الوقت فهكذا امر كان الواجب
طرحه قبل ان يتواجه ابراهيم مع ابيه وقومه بخصوص الاصنام اوعبدة الافلاك
ليطمئن قلبه حتى يتبين كل امر على وجهته الصحيحه
في الاحداث التي جرت معه وهذا يقودنا
الى ان ابراهيم يعرف مقدما امور كثيره بنمط تفكير القوم وهو يعلم على سبيل المثال ان القمر والشمس كل واحد منهم له شروق وغروب ولهذا لما قال اني لا احب الافلين ليبين للقوم حقيقة تفكيرهم ومعتقدهم الزائف في تلك المسالة وكما جاء في قوله تعالى
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ
و قوله تعالى
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }
(سورة الأَنعام )
ولكن ابراهيم عليه السلام صاحب الفطرة السليمه في قوله (اتبعوا ملة ابراهيم)
ليس عنده شك ومطمئن والا لما حاجج قومه من قبل
وهذا يقودنا الى امر يريده ابراهيم عليه السلام فيه حكمة
وسبب منطقي لسؤاله بخصوص احياء الموتى
والقصة تبدا من حوار ابراهيم عليه السلام
والنمرود في قوله تعالى
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي
يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
(سورة البقرة 258)
يعلمنا ربنا عز وجل أنك إذا حاورت إنساناً فابْدَأ بحجةٍ قويةٍ لا
ردَّ عليها، وسيدنا إبراهيم بدأ بهذه الحجة..
رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ
وهذا الملك المتألِّه ضن أنَّ الإحياء هو العفو، والموت هو القتل، سيدنا إبراهيم لم يقصد ذلك،
قَصَدَ أنّ واهبَ الحياة هو الله، وأنّ الذي ينهي الحياة
هو الله، فالموت يحتاج إلى خلق، قال تعالى
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
[ سورة الملك: 2 ]
فالحياة تحتاج إلى خَلق، والموت يحتاج إلى خَلق، والله جل جلاله الحيُّ القيوم هو حيٌ
باقٍ على الدوام، يَهَبُ الحياة لكل مخلوق، (ربي الذي يحي ويميت). ولم يستطع
ابراهيم ان يقنع الملك النمرود بتلك المسالة وتوجه الى حجة اخرى وهي الاتيان
بالشمس من المشرق فبهت الملك في هذه الحجه والمفروض ان
يبهت في حجة الموت والاحياء لانها ايه لها ثقل اعظم من الاية الكونيه فالله سبحانه
عندما يقول كل من عليها فان (الموت ) له ميزانه الخاص ولكن ابراهيم لم تكن عنده
حجة يبين فيها للملك كيفية احياء الموتى فاسر ابراهيم هذا الامر و نتيجة لتلك الواقعه سأل ابراهيم ربه
بقوله تعالى
رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى
ليطمئن قلبه بحجه بينه على حقيقة احياء الموتى وقد بين له الله سبحانه بقصة
الاخذ اربعة من الطير الخ حقيقة احياء الموتى
فلو كانت هذه الحجه معلومة عند النبي ابراهيم لحاجج بها النمرود في حق الاحياء والاماته حين قال له انا احي واميت فبدل ان يقول له النبي ابراهيم باية الشمس في اثبات الالوهية لله وحده لقال له ان ربي امرني ان اخذ اربعة من الطير فَاصُرْهُنَّ واجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَي سَعْيًا هل تقدر ان تفعل ذلك لكي اؤمن انك اله والله لبهت مثلما بهت من اية الشمس واكبر -----
هذه اخوتي هي الحكمة الحقيقية في سؤال ابراهيم عليه السلام
ربه بالكيفية التي يتم فيها احياء الموتى
اللهم ان اصبت فمن فضلك وجودك وان اخطئت فمن نفسي رواصلي واسلم على النور المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
المراجع : الحجج والمعجزات والإعجاز العلمي
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
ما الحكمه في سؤال ابراهيم عليه السلام الله سبحانه
رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
اما بعد : قال تعالى
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ
الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ
يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
(سورة البقرة 260)
اختلفت التفاسير في بيان سبب سؤال ابراهيم ربه عن كيفية احياء الموتى
وسؤاله هنا جاء متاخر بعض الوقت فهكذا امر كان الواجب
طرحه قبل ان يتواجه ابراهيم مع ابيه وقومه بخصوص الاصنام اوعبدة الافلاك
ليطمئن قلبه حتى يتبين كل امر على وجهته الصحيحه
في الاحداث التي جرت معه وهذا يقودنا
الى ان ابراهيم يعرف مقدما امور كثيره بنمط تفكير القوم وهو يعلم على سبيل المثال ان القمر والشمس كل واحد منهم له شروق وغروب ولهذا لما قال اني لا احب الافلين ليبين للقوم حقيقة تفكيرهم ومعتقدهم الزائف في تلك المسالة وكما جاء في قوله تعالى
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ
و قوله تعالى
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }
(سورة الأَنعام )
ولكن ابراهيم عليه السلام صاحب الفطرة السليمه في قوله (اتبعوا ملة ابراهيم)
ليس عنده شك ومطمئن والا لما حاجج قومه من قبل
وهذا يقودنا الى امر يريده ابراهيم عليه السلام فيه حكمة
وسبب منطقي لسؤاله بخصوص احياء الموتى
والقصة تبدا من حوار ابراهيم عليه السلام
والنمرود في قوله تعالى
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي
يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
(سورة البقرة 258)
يعلمنا ربنا عز وجل أنك إذا حاورت إنساناً فابْدَأ بحجةٍ قويةٍ لا
ردَّ عليها، وسيدنا إبراهيم بدأ بهذه الحجة..
رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ
وهذا الملك المتألِّه ضن أنَّ الإحياء هو العفو، والموت هو القتل، سيدنا إبراهيم لم يقصد ذلك،
قَصَدَ أنّ واهبَ الحياة هو الله، وأنّ الذي ينهي الحياة
هو الله، فالموت يحتاج إلى خلق، قال تعالى
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
[ سورة الملك: 2 ]
فالحياة تحتاج إلى خَلق، والموت يحتاج إلى خَلق، والله جل جلاله الحيُّ القيوم هو حيٌ
باقٍ على الدوام، يَهَبُ الحياة لكل مخلوق، (ربي الذي يحي ويميت). ولم يستطع
ابراهيم ان يقنع الملك النمرود بتلك المسالة وتوجه الى حجة اخرى وهي الاتيان
بالشمس من المشرق فبهت الملك في هذه الحجه والمفروض ان
يبهت في حجة الموت والاحياء لانها ايه لها ثقل اعظم من الاية الكونيه فالله سبحانه
عندما يقول كل من عليها فان (الموت ) له ميزانه الخاص ولكن ابراهيم لم تكن عنده
حجة يبين فيها للملك كيفية احياء الموتى فاسر ابراهيم هذا الامر و نتيجة لتلك الواقعه سأل ابراهيم ربه
بقوله تعالى
رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى
ليطمئن قلبه بحجه بينه على حقيقة احياء الموتى وقد بين له الله سبحانه بقصة
الاخذ اربعة من الطير الخ حقيقة احياء الموتى
فلو كانت هذه الحجه معلومة عند النبي ابراهيم لحاجج بها النمرود في حق الاحياء والاماته حين قال له انا احي واميت فبدل ان يقول له النبي ابراهيم باية الشمس في اثبات الالوهية لله وحده لقال له ان ربي امرني ان اخذ اربعة من الطير فَاصُرْهُنَّ واجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَي سَعْيًا هل تقدر ان تفعل ذلك لكي اؤمن انك اله والله لبهت مثلما بهت من اية الشمس واكبر -----
هذه اخوتي هي الحكمة الحقيقية في سؤال ابراهيم عليه السلام
ربه بالكيفية التي يتم فيها احياء الموتى
اللهم ان اصبت فمن فضلك وجودك وان اخطئت فمن نفسي رواصلي واسلم على النور المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
المراجع : الحجج والمعجزات والإعجاز العلمي
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق