اعلم علمني الله وإياك أن الإسلام لم يحدد مهرا معينا للمرأة، ولكنه حث على التيسير في أمور الزواج ورغب في ذلك أشد الترغيب.
عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة "أخرجه أحمد.
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " هل نظرت إليها، فإن في عيون الأنصار شيئا؟ قال: قد نظرت إليها، قال: على كم تزوجتها؟ " قال: على أربع أواق، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " على أربع أواق؟ "، كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه " قال: فبعث بعثا، وبعث ذلك الرجل فيهم ".
قال النووي في شرح مسلم: "معنى هذا الكلام: كراهة إكثار المهر بالنسبة إلى حال الزوج".
وقال القرطبي: "هو إنكار بالنسبة إلى هذا الرجل، فإنه كان فقيرا في تلك الحالة، وأدخل نفسه في مشقة تعرض للسؤال بسببها، ولهذا قال: " ما عندنا ما نعطيك " ثم إنه صلى الله عليه وسلم لكرم أخلاقه، جبر انكسار قلبه بقوله: " ولكن عسى أن نبعثك في بعث - أي سرية للغزو - فتصيب منه فبعثه ".
ومن أحاديث الباب ما رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والحاكم في المستدرك عن أبي حدرد الأسلمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في مهر امرأة قال: " كم أمهرتها؟ "
قال: مائتي درهم، قال: " لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم " [أخرجه أحمد، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رجال أحمد رجال الصحيح، وصححه الحاكم وأقره الذهبي].
وقال أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن: " وقد تباهى الناس في الصدقات حتى بلغ صداق امرأة ألف ألف، وهذا قل أن يوجد من حلال ".
وقال ابن قدامة في المغني: " لا تستحب الزيادة على هذا _ أي على صداق النبي صلى الله عليه وسلم _ لأنه إذا كثر، ربما تعذر عليه، فيتعرض للضرر في الدنيا والآخرة ".
بل جاء الترغيب في أكثر من ذلك تسهيلا لأمر الزواج، حتى زوج النبي صلى الله عليه وسلم امرأة لرجل بما معه من القرآن:
فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله أهب لك نفسي، فنظر إليها رسول صلى الله عليه وسلم، فصعد النظر فيها وصوبه، ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست.
فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها؟
فقال: فهل عندك من شيء؟
فقال: لا والله يا رسول الله.
فقال: اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا؟
فذهب ثم رجع، فقال: لا والله ما وجدت شيئا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظر ولو خاتما من حديد، فذهب ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتما من حديد.
ولكن هذا إزاري، قال سهل: ما له رداء. فلها نصفه، فقال رسول الله ما تصنع بإزارك؟ إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء.
فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا فأمر به فدعي، فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن؟
قال معي سورة كذا وكذا (عددها) فقال: تقرؤهن عن ظهر قلبك؟
قال: نعم.
قال: اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن". رواه البخاري، ومسلم واللفظ له.
وقد كان المهر أحيانا في عهده صلى الله عليه وسلم شيئا معنويا رائعا.
فقد خطب أبو طلحة أم سليم فقالت: «والله ما مثلك يرد، ولكنك كافر وأنا مسلمة، ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذلك مهري، ولا أسألك غيره، فكان كذلك». رواه ابن حبان وصححه الألباني.
فما نحتاجه في هذا الزمن أقوال رشيدة تتبعها أفعال.
ونحتاج إلى خطباء من أمثال عمر بن الخطاب، فقد خطب الناس فقال في خطبته: ألا لا تغالوا صدقة النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله، لكان أولاكم بها نبي الله صلى الله عليه وسلم، ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئا من نسائه، ولا أنكح شيئا من بناته على أكثر من ثنتي عشرة أوقية [٢٥]».رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني.
عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة "أخرجه أحمد.
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " هل نظرت إليها، فإن في عيون الأنصار شيئا؟ قال: قد نظرت إليها، قال: على كم تزوجتها؟ " قال: على أربع أواق، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " على أربع أواق؟ "، كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه " قال: فبعث بعثا، وبعث ذلك الرجل فيهم ".
قال النووي في شرح مسلم: "معنى هذا الكلام: كراهة إكثار المهر بالنسبة إلى حال الزوج".
وقال القرطبي: "هو إنكار بالنسبة إلى هذا الرجل، فإنه كان فقيرا في تلك الحالة، وأدخل نفسه في مشقة تعرض للسؤال بسببها، ولهذا قال: " ما عندنا ما نعطيك " ثم إنه صلى الله عليه وسلم لكرم أخلاقه، جبر انكسار قلبه بقوله: " ولكن عسى أن نبعثك في بعث - أي سرية للغزو - فتصيب منه فبعثه ".
ومن أحاديث الباب ما رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والحاكم في المستدرك عن أبي حدرد الأسلمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في مهر امرأة قال: " كم أمهرتها؟ "
قال: مائتي درهم، قال: " لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم " [أخرجه أحمد، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رجال أحمد رجال الصحيح، وصححه الحاكم وأقره الذهبي].
وقال أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن: " وقد تباهى الناس في الصدقات حتى بلغ صداق امرأة ألف ألف، وهذا قل أن يوجد من حلال ".
وقال ابن قدامة في المغني: " لا تستحب الزيادة على هذا _ أي على صداق النبي صلى الله عليه وسلم _ لأنه إذا كثر، ربما تعذر عليه، فيتعرض للضرر في الدنيا والآخرة ".
بل جاء الترغيب في أكثر من ذلك تسهيلا لأمر الزواج، حتى زوج النبي صلى الله عليه وسلم امرأة لرجل بما معه من القرآن:
فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله أهب لك نفسي، فنظر إليها رسول صلى الله عليه وسلم، فصعد النظر فيها وصوبه، ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست.
فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها؟
فقال: فهل عندك من شيء؟
فقال: لا والله يا رسول الله.
فقال: اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا؟
فذهب ثم رجع، فقال: لا والله ما وجدت شيئا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظر ولو خاتما من حديد، فذهب ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتما من حديد.
ولكن هذا إزاري، قال سهل: ما له رداء. فلها نصفه، فقال رسول الله ما تصنع بإزارك؟ إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء.
فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا فأمر به فدعي، فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن؟
قال معي سورة كذا وكذا (عددها) فقال: تقرؤهن عن ظهر قلبك؟
قال: نعم.
قال: اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن". رواه البخاري، ومسلم واللفظ له.
وقد كان المهر أحيانا في عهده صلى الله عليه وسلم شيئا معنويا رائعا.
فقد خطب أبو طلحة أم سليم فقالت: «والله ما مثلك يرد، ولكنك كافر وأنا مسلمة، ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذلك مهري، ولا أسألك غيره، فكان كذلك». رواه ابن حبان وصححه الألباني.
فما نحتاجه في هذا الزمن أقوال رشيدة تتبعها أفعال.
ونحتاج إلى خطباء من أمثال عمر بن الخطاب، فقد خطب الناس فقال في خطبته: ألا لا تغالوا صدقة النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله، لكان أولاكم بها نبي الله صلى الله عليه وسلم، ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئا من نسائه، ولا أنكح شيئا من بناته على أكثر من ثنتي عشرة أوقية [٢٥]».رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق