السلام عليكم ورحمة الله
منقول من احدى المحاضرات او الخطب حول ظلم العبد لاخيه العبد
لانه قد ثبت عنه انه
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لتُؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء))
فيا عباد الله، اتَّقوا الله - تعالى - وحاسِبُوا أنفسَكم قبلَ القدوم على الله، قبل أنْ تعرضوا عليه حُفاة عُراة، قبل الحساب والاقتصاص والمجازاة.
فانتبهوا - رحمكم الله - واحذَرُوا من أسباب الوقوع فيما حرَّم الله، فمن ذلك: ظُلم العباد بعضهم بعضًا.
فقد قال - عليه الصلاة والسلام - عن ربِّه - تبارك وتعالى - أنَّه قال: ((يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظالموا))؛ رواه مسلم.
وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن كانت عنده مَظلَمة لأخيه من عِرض أو شيءٍ فليتحلَّله منه اليوم قبل ألاَّ يكون دينار ولا درهم، إنْ كان له عمل صالح أخذ منه بقدْر مَظلَمته، فإنْ لم تكن له حسنات أُخِذَ من سيِّئات صاحبه فحمل عليه))؛ رواه البخاري.
فاحرِصُوا على الأعمال الصالحة والتجارة الرابحة، وحافظوا عليها من النقص والضياع، لتربحوا وتسلموا من الإفلاس؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتدرون مَن المفلس؟))
قالوا: المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع، قال: ((إنَّ المفلس من أمتي مَن يأتي يومَ القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذه من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أخذ من خَطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار)).
وفي حديث: ((مَن ظلم قيد شبر من الأرض طُوِّقَه من سبع أرضين)).
وعن عبدالله بن أنيس - رضِي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يُحشَر العبادُ يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرلاً بُهمًا، فيُنادِهم مُنادٍ بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك الديَّان، لا ينبغي لأحدٍ من أهل الجنة أنْ يدخل الجنة أو أحد من أهل النار أنْ يدخل النار وعنده مظلمة أن أقصه حتى اللطمة فما فوقها، ولا يظلم ربك أحدًا))، قلنا: يا رسول الله، كيف وإنما نأتي حفاة عراة؟! فقال: ((بالحسنات والسيِّئات جَزاء، ولا يظلم ربك أحدًا)).
ومن الظلم المماطلة في حق عليه مع قُدرته على الوفاء؛ لما ثبت في الصحيحين أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مطل الغني ظلمٌ)).
وفي رواية: ((لي الواجد ظلمٌ يحلُّ عرضه وعُقوبته))[7]؛
أي: يحلُّ شكايته وحبسه.
ومنه أنْ يظلم المرأة حقَّها من صداقها ونفقتها وكسوتها؛ فعن ابن مسعود - رضِي الله عنه - قال: ((يُؤخَذ بيد العبد أو الأمَة يوم القيامة فيُنادى به على رؤوس الخلائق هذه فلان ابن فلان، مَن كان له عليه حق فليأتِ إلى حقه، قال: فتفرح المرأة أنْ يكون لها حقٌّ على أبيها أو أخيها أو زوجها، ثم قرأ: فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ [المؤمنون: 101])).
قال: فيغفر الله من حقِّه ما شاء، ولا يغفر من حقوق الناس شيئًا، فينصب العبد للناس، ثم يقول الله - تعالى - لأصحاب الحقوق: ائتوا إلى حقوقكم، قال: فيقول الله - تعالى - للملائكة: خذوا من أعماله الصالحة، فاعطوا كلَّ ذي حقٍّ حقَّه بقدر طلبته، فإنْ كان وليًّا لله وفضل له مثقال ذرة ضاعَفَها الله - تعالى - له حتى يُدخِله الجنة بها، وإنْ كان عبدًا شقيًّا ولم يفضل له شيءٌ فتقول الملائكة: ربنا، فنيت حسناته وبقي طالبوه، فيقول الله: خذوا من سيِّئاتهم فأضيفوها إلى سيِّئاته، ثم صكَّ له صكًّا إلى النار)).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لتُؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)).
وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّ الله يُملِي للظالم، فإذا أخذه لم يفلتْه))،
ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102].
فاتَّقوا الله - عباد الله - واحذروا من ظُلم العباد في أموالهم وأعراضهم، وتذكَّروا ما حلَّ بالظالمين، وما صاروا إليه، وما أعدَّ لهم في الدار الآخرة،
فالسعيد مَن وُفِّقَ للأعمال الصالحة والمحافظة عليها من أنْ تؤخذ لغيره بظلمه، فإنَّ الله لا يظلم الناس شيئًا، ولكنَّ الناس أنفسهم يظلمون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ [إبراهيم: 42].
نعم
علينا
ان
نتذكَّر ما حلَّ بالظالمين
وذاك للتذكرة واخذ العبر
منقول من احدى المحاضرات او الخطب حول ظلم العبد لاخيه العبد
لانه قد ثبت عنه انه
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لتُؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء))
فيا عباد الله، اتَّقوا الله - تعالى - وحاسِبُوا أنفسَكم قبلَ القدوم على الله، قبل أنْ تعرضوا عليه حُفاة عُراة، قبل الحساب والاقتصاص والمجازاة.
فانتبهوا - رحمكم الله - واحذَرُوا من أسباب الوقوع فيما حرَّم الله، فمن ذلك: ظُلم العباد بعضهم بعضًا.
فقد قال - عليه الصلاة والسلام - عن ربِّه - تبارك وتعالى - أنَّه قال: ((يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظالموا))؛ رواه مسلم.
وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن كانت عنده مَظلَمة لأخيه من عِرض أو شيءٍ فليتحلَّله منه اليوم قبل ألاَّ يكون دينار ولا درهم، إنْ كان له عمل صالح أخذ منه بقدْر مَظلَمته، فإنْ لم تكن له حسنات أُخِذَ من سيِّئات صاحبه فحمل عليه))؛ رواه البخاري.
فاحرِصُوا على الأعمال الصالحة والتجارة الرابحة، وحافظوا عليها من النقص والضياع، لتربحوا وتسلموا من الإفلاس؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتدرون مَن المفلس؟))
قالوا: المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع، قال: ((إنَّ المفلس من أمتي مَن يأتي يومَ القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذه من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أخذ من خَطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار)).
وفي حديث: ((مَن ظلم قيد شبر من الأرض طُوِّقَه من سبع أرضين)).
وعن عبدالله بن أنيس - رضِي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يُحشَر العبادُ يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرلاً بُهمًا، فيُنادِهم مُنادٍ بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك الديَّان، لا ينبغي لأحدٍ من أهل الجنة أنْ يدخل الجنة أو أحد من أهل النار أنْ يدخل النار وعنده مظلمة أن أقصه حتى اللطمة فما فوقها، ولا يظلم ربك أحدًا))، قلنا: يا رسول الله، كيف وإنما نأتي حفاة عراة؟! فقال: ((بالحسنات والسيِّئات جَزاء، ولا يظلم ربك أحدًا)).
ومن الظلم المماطلة في حق عليه مع قُدرته على الوفاء؛ لما ثبت في الصحيحين أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مطل الغني ظلمٌ)).
وفي رواية: ((لي الواجد ظلمٌ يحلُّ عرضه وعُقوبته))[7]؛
أي: يحلُّ شكايته وحبسه.
ومنه أنْ يظلم المرأة حقَّها من صداقها ونفقتها وكسوتها؛ فعن ابن مسعود - رضِي الله عنه - قال: ((يُؤخَذ بيد العبد أو الأمَة يوم القيامة فيُنادى به على رؤوس الخلائق هذه فلان ابن فلان، مَن كان له عليه حق فليأتِ إلى حقه، قال: فتفرح المرأة أنْ يكون لها حقٌّ على أبيها أو أخيها أو زوجها، ثم قرأ: فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ [المؤمنون: 101])).
قال: فيغفر الله من حقِّه ما شاء، ولا يغفر من حقوق الناس شيئًا، فينصب العبد للناس، ثم يقول الله - تعالى - لأصحاب الحقوق: ائتوا إلى حقوقكم، قال: فيقول الله - تعالى - للملائكة: خذوا من أعماله الصالحة، فاعطوا كلَّ ذي حقٍّ حقَّه بقدر طلبته، فإنْ كان وليًّا لله وفضل له مثقال ذرة ضاعَفَها الله - تعالى - له حتى يُدخِله الجنة بها، وإنْ كان عبدًا شقيًّا ولم يفضل له شيءٌ فتقول الملائكة: ربنا، فنيت حسناته وبقي طالبوه، فيقول الله: خذوا من سيِّئاتهم فأضيفوها إلى سيِّئاته، ثم صكَّ له صكًّا إلى النار)).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لتُؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)).
وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّ الله يُملِي للظالم، فإذا أخذه لم يفلتْه))،
ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102].
فاتَّقوا الله - عباد الله - واحذروا من ظُلم العباد في أموالهم وأعراضهم، وتذكَّروا ما حلَّ بالظالمين، وما صاروا إليه، وما أعدَّ لهم في الدار الآخرة،
فالسعيد مَن وُفِّقَ للأعمال الصالحة والمحافظة عليها من أنْ تؤخذ لغيره بظلمه، فإنَّ الله لا يظلم الناس شيئًا، ولكنَّ الناس أنفسهم يظلمون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ [إبراهيم: 42].
نعم
علينا
ان
نتذكَّر ما حلَّ بالظالمين
وذاك للتذكرة واخذ العبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق