السبت، 25 مارس 2017

التسامح الديني .أساس لدحر الغلو والتعصب .والتطرف ..

السلام عليكم ورحمة الله ..العنوان كان زبدة للموضوع ..هو لقاء مع فضيلة العللامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله على إحدى القنوات الفائية في برنامجها الشهير الشريعة والحياة ..كان لقاء طيبا نافعا من خلال محاورة شيقة بين الإعلامي عثمان وبين الشيخ الدكتور تناول فيه محاور ثلاث ..


- مظاهر التوتر الديني ومعطيات التعايش بين الأديان
- أسباب التوتر الديني وعوامل التفرقة والخلاف
- ماهية مفهوم التسامح وسبل حل الصراعات

كم هي بحاجة أمتنا لمثل هذا الخطاب الديني .في زمن لم تعد أنوفنا فيه تزكم غير رائحة البارود ولا تشرع أعيننا فيه الا على صور الأشلاء والدماء ولا سمع لها غير دوي التفجيرات ...كيف لا ومحرك ذلك أغلبه إن لم أقل كله ..خطابا دينيا ابتعد بصفة شبه كلية عن تعاليم ديننا الحنيف وهدي رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي بعث رحمة للعالمين ...
أترككم مع جزء من المحاورة متمنيا لكم الإفادة عامة وشاكر لكم المتابعة ...


عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبا بكم على الهواء مباشرة في حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة. يقول الله تعالى في كتابه العزيز {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ..}[آل عمران:64] ما الذي يثير التوترات الدينية ويغذيها في دول اليوم؟ وهل تعكس تلك الفتن تصاعد التعصب الديني أم أن لها أسبابا أخرى؟ وهل العلمانية الجزئية هي الحل؟ وما مآل الحديث عن التسامح والتعايش؟ التسامح الديني موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي. مرحبا بكم سيدي.
يوسف القرضاوي: مرحبا بك يا أخ عثمان.
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يبدو أن لديكم كلاما قبل البدء في محاور هذه الحلقة.
يوسف القرضاوي: نعم. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد فقد جرت عادتنا أن نتحدث في هذا البرنامج عمن تفقده الأمة من أعلامها وعلمائها ورجالاتها وبالأمس ودعت أمتنا رجلا من خيرة رجال الأمة ورجال الدعوة ورجال الفكر ورجال التربية ودعت علما من الأعلام ورائدا من الرواد ونجما من الأنجم الهادية وحاديا من حداة الركب وحكيما من حكماء الأمة، ذلك الرجل هو الأخ الحبيب والصديق الأثير الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم العالم الأديب اللغوي الداعية المفكر المربي الكبير الذي ترك وراءه بصمات في أكثر من بلد في مصر وفي قطر وفي السعودية ثم في الإمارات التي استقر بها أخيرا وكان مستشارا لمؤسس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، كان مستشارا ثقافيا له وكلفه بأشياء كثيرة يعني أنشأ المجمع الثقافي وكان مديرا لجامعة الإمارات لعدة سنوات ورشحته الإمارات مديرا لصندوق التضامن الإسلامي التابع للمنظمة الإسلامية، منظمة المؤتمر الإسلامي، وناب عن الأمة الإسلامية في حوار المسيحيين وفي مقابلة البابا، وشاركت معه في حوارات كثيرة مع الجانب المسيحي في روما وفي برشلونة وفي غيرها من البلاد كما تشاركنا هنا في قطر حينما كان مساعدا لمدير المعارف في قطر الدكتور كمال ناجد رحمه الله وهو أخوه وصديقه وكان له يعني آثار تذكر وتشكر هنا في قطر، من أوائل الذين جاؤوا إلى قطر في منتصف الخمسينيات ثم ذهب إلى لندن وأخذ منها الدكتوراه في اللغة العربية وعاد إلى قطر ثانية ثم ذهب منها إلى السعودية ومن السعودية إلى الإمارات التي استقر فيها ووافاه الأجل حينما أصيب بذلك المرض الخبيث سرطان الكبد ونقل إلى أميركا للعلاج ولكن إذا كان الداء من السماء بطل الدواء وعجز الأطباء وكان قدر الله قدرا مقدورا، عاد إلى أبو ظبي وفي الطريق لم يتحمل السفر فنزلوا به في لندن وجاءه الأجل في لندن بالأمس في صباح الأمس، عز الدين إبراهيم شخصية من الشخصيات النادرة كل من عرفه ترك فيه أثرا وترك معه قصة، شخصية عقلية مرتبة فكر منظم إداري من أعظم الإداريين وحكيم من أعظم الحكماء ومؤلف لعدد من الكتب يعني فيها أصالة وفيها ابتكار وفيها تنوع، وترجم إلى الإنجليزية بعض الكتب الأربعين النووية والأربعين القدسية و"مختصر الكلم الطيب" لابن تيمية وكتاب "رياض الصالحين" وكانت فلسفته في الترجمة أنه هو يترجم وواحد إنجليزي يراجع اسمه جونسون الذي أسلم متأثرا بالإسلام أثناء الترجمة وأصبح سمى نفسه عبد الودود. لا أستطيع أن أفي الدكتور عز الدين حقه في كلمات قليلة ولعلي أكتب فيه إن شاء الله غدا أو بعد غد كتابة أوفى تعطيه بعض حقه، لا نملك إلا أن نسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى ويعوض أسرته ومحبيه والأمة الإسلامية فيه خيرا عما قدم من علم وعمل ودعوة وثقافة وإنجاز استفادت به الأمة. هناك أيضا شخصية أخرى تستحق مني أيضا بعض الكلمات وهو أن أحد إخواننا من العلماء السوريين الشيخ عبد الحميد محمود طهماز وهو من أقرب التلامذة أو لعله أقرب التلامذة إلى العلامة الشيخ محمد الحامد عالم سوريا وشيخ حماة العلامة المجاهد كان الشيخ طهماز من أخص تلامذته وله أيضا عدد من الكتب في التفسير الموضوعي سبع مجلدات وله أيضا "الفقه الحنفي في ثوبه الجديد" في خمس مجلدات وله كتب عدة وقد هاجر من سوريا يوم حدثت الفتن بها إلى السعودية وهو أيضا جاءه الأجل بالأمس ودفن في الرياض وودعه أحباؤه، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويرحمه ويتقبله في الصالحين ويعوض الأمة عنه وعن أمثاله خيرا.
عثمان عثمان: عظم الله أجركم مولانا.
يوسف القرضاوي: نسأل الله أن يعظم أجرنا ويخلفنا خيرا في هؤلاء العلماء وهؤلاء الأصدقاء والأحبة.
مظاهر التوتر الديني ومعطيات التعايش بين الأديان
عثمان عثمان: بداية فضيلة الدكتور، في بداية الحلقة نتابع التقرير التالي الذي يرصد مظاهر التوتر الديني في دولنا اليوم.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: من هنا مرت الفتنة الطائفية، مدينة جوس النيجيرية تغرق في تقاتل بين المسيحيين والمسلمين وتخرج منه بقرابة خمسمائة قتيل وألف جريح وما يزيد عن خمسين ألف مشرد، مشهد ليس جديدا على الدولة الإفريقية الغنية بالنفط المتخمة بالفقر والجهل متعددة الأديان والمذاهب، مصر هي الأخرى أصابها شيء من فيروس الاحتقان الطائفي في مسلسل كان آخر حلقاته هجوم ليلة الميلاد استهدف مصلين لدى خروجهم من كنيسة في نجع حمادي أودى بحياة ستة مسيحيين وشرطي مسلم. تشير الوقائع إلى أن السنة 2009 كانت من بين الأسوأ على هذا الصعيد، هكذا قالت تقارير منظمات حقوقية وجمعيات أهلية من بينها منظمة "مصريون ضد التمييز" التي أجرت استبيانا حول جذور الفتنة الطائفية حمل الخطاب الديني والنظام التعليمي والوضع السياسي مسؤولية استشراء هذه الظاهرة. وإذا كانت مصر واليمن الذي يشهد حربا بين الحكومة والحوثيين سرعان ما ارتدت ثياب الطائفية قد استأثرت بكثير من الدعوات لمزيد من العدالة والانفتاح في سياساتها الرسمية تجاه حقوق الأقليات فقد بدت الأخبار الواردة من ماليزيا مستغربة ذلك أن البلاد رسخت صورتها كوطن للتعايش والازدهار الذي تتقاسم ثماره فئات المجتمع بمختلف أعراقها وأديانها ومذاهبها إلا أن خلافا حول استعمال صحيفة كاثوليكية للفظة الله أشعل اضطرابات بين المسيحيين والمسلمين توقفت عند الاعتداء على الكنائس ولم يحسمها قرار للمحكمة يجيز للمسيحيين استعمال تلك المفردة في مجاميعهم. توتر طائفي لا يستبعد بعض المحللين اليد الخارجية في تفسيره مستشهدين بالعراق الذي عرف مع قدوم الاحتلال الأميركي مواجهات طائفية غير مسبوقة طالت حتى أرواح المسيحيين وكنائسهم، في حين يعتقد آخرون أن عوامل الفتنة الطائفية كامنة في وعي المجتمعات البشرية خاصة تلك التي يرتع فيها الجهل والفقر والتخلف لا تنتظر سوى من يلعب على أحابيلها كي تطل برأسها وتفعل فعلها على نحو قد لا ينفع معه كثيرا الاكتفاء بلعن من أيقظها.
[نهاية التقرير المسجل]
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور هناك العديد من التوترات التي تشهدها دولنا اليوم تأخذ عناوين صراعات دينية أو فتن دينية، هل يعني ذلك أن التعايش بين الأديان في الحالة السياسية الراهنة بات مستحيلا أو غير ممكن؟
يوسف القرضاوي: لا يوجد شيء مستحيل، الأديان موجودة من قديم الزمان واختلاف الأديان واقع بمشيئة الله تبارك وتعالى {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}[هود:118]، {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ}[يونس:99] الله هو الذي أراد للناس أن يكونوا مختلفين ولذلك أول شيء يجب أن يقر في الحياة هو التعددية، هناك حقيقتان أساسيتان، الحقيقة الأولى وحدانية الخالق والحقيقة الثانية تعدد الخلق، التعددية العرقية والتعددية اللونية والتعددية الدينية والتعددية السياسية وهذا التعدد طبيعي لا بد للناس أن يسعى بعضهم بعضا، هناك تأتي عوامل أخرى هي التي تؤجج النار ويستغل ذلك بعض الناس لدوافع مختلفة بعضها ديني وبعضها غير ديني، بعضها سياسي وبعضها دنيوي وبعضها سلطوي إلى آخره فيعني لا بد للناس أن يسعى بعضهم بعضا، لو أراد الله أن يكون الناس كلهم مؤمنين كان خلق الناس على فطرة واحدة كفطرة الملائكة بحيث لا يكون هناك مؤمن وكافر ومسلم وغير مسلم، إنما هذه إرادة الله، هل هناك أحد يقاوم إرادة الله؟ لا يمكن، فالله خلق الناس هكذا {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[التغابن:2] ولا يمكن أن نحاسب الناس على إيمانهم وكفرهم في الحياة الدنيا إنما الحساب في الآخرة وليس إلينا ولكن إلى الله، كما قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[الحج:17] الفصل يوم القيامة، لما.. عايز يفصل بين الناس ويحاسب الناس في هذه الدنيا.
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني يبدو أن الدين في أصله الواحد هو دين توحيدي ولكن نرى بعض التطبيقات في بعض الدول تأخذ بعدا تفكيكيا، أين أضحت القدرة التوحيدية للدين؟
يوسف القرضاوي: أيضا التوحيد غلط، يعني محاولة الناس أن يوحدوا الناس جميعا، لا، الناس ما هماش موحدين، الناس مختلفون لا بد أن نقر بهذه الحقيقة، التعدد والاختلاف أمر لا بد منه، إذا حاولت أن توحد الناس على وجهة واحدة هذا هو الغلط، فلا بد أن نقر بهذه الحقيقة أنه إحنا ليس من الضروري أن نتفق في كل شيء، نحن متفقون نحن الأسرة البشرية أسرة واحدة من ضمن ثقافة التسامح التي يقيمها الإسلام على أسس من هذه الأسس وحدانية الله وتعدد الخلق ووحدة البشرية، البشرية أسرة واحدة تنتمي إلى آدم أبا وإلى الله تعالى ربا، كما قال النبي صلى الله عليهم وسلم في حجته "أيها الناس إن أباكم واحد وإن ربكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب" فلا بد من هذه الأمور، فلا داعي إلى العمل على أننا نريد أن نوحد الناس وهذا مستحيل أن يتوحد الناس فلازم نؤمن باختلافنا ويسع بعضنا بعضا.
عثمان عثمان: يعني لا يمكن أن نوحد الناس ولكن هناك بعض الصراعات بعض التناحرات التي تجري في بعض الدول تأخذ لبوسا دينيا وطائفيا.
يوسف القرضاوي: وده غلط، ما إحنا قلنا إذا وسع بعضنا بعضا فلا مانع من هذا، أنا مسلم وهذا نصراني وهذا يهودي وهذا هندوسي وهذا بوذي فيعني المسلمون حكموا بلاد النصرانية وأبقوا النصارى وحكموا بلادا هندوسية وأبقوا الهندوس، كان هم لهم القوة وهم القوة الكبرى في العالم لم يستغلوا قوتهم ليبيدوا هذه.. لم يحدث في بلد من البلدان أن المسلمين أبادوا جنسا أو عنصرا أو طائفة لدينها أو لمذهبها أو لعرقها لم يحدث هذا إطلاقا، بالعكس المسلمون هم اللي حدث لهم هذا، لما ذهبت دولتهم أبيد المسلمون عن آخرهم، فإحنا التسامح يعني بضاعة إسلامية يعني في الحقيقة هو القرآن هو الذي أسس أصول التسامح الإسلامي، السنة النبوية سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، الصحابة والخلفاء الراشدون هم الذين أسسوا هذا التسامح فيوجد بعض المسلمين ليس عندهم ثقافة إسلامية فيدعو الواحد مثلا يروح يقتل في نجع حمادي هذا ليس عن تعصب ديني، هو تعصب قبلي، لأن الصعيد عندهم الثأر هذا، فواحد مسيحي اغتصب طفلة مسلمة يقوم يروح ينتقم في مجموعة مسيحية، وهذا الذي انتقم ليس متدينا، ده رجل مجرم محكوم عليه ومسجل خطر فهو مش من أهل الدين يعني حتى يتهم بالتعصب، في ماليزيا ذكر في التقرير في ماليزيا، الله! المسلمون في ماليزيا زعلوا أن النصارى بيقولوا الله! بدل ما يقولوا God ولا يقولوا كذا، طيب وماله يا أخي لما يقولوا الله؟ بالعكس نحن نقول إن الله ده مش للمسلمين، الله ده إله العالم، بنقول {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2] أول آية في القرآن {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وآخر سورة في القرآن {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ}[الناس:1- 3] مش إله المسلمين ولا إله العرب ولا إله.. هو للجميع، فلماذا يزعل المسلمون؟ هذا نتيجة خلل في الفهم، نتيجة جهل أدى إلى أن المسلمين يغضبوا ويروحوا يحرقوا الكنيسة ولا يعملوا..
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور بعض المشتغلين في الحوار بين الأديان يبحثون عن المشترك بين هذه الأديان لتكون مدخلا للحوار والتعايش، كيف ترون الأمر؟
يوسف القرضاوي: لا مانع، لا مانع أن يبحث الناس عن المشترك بينهم وسيجدون أشياء مشتركة، ضروري، يعني إحنا ممكن نجد بيننا وبين أهل الكتاب، النصارى واليهود، نجد بيننا أشياء مشتركة ومن أجل هذه الأشياء المشتركة أمرنا أن نؤمن بكتبهم بكل كتاب أنزل وبكل كتاب أرسل وأبيح لنا أن نأكل طعامهم {..وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ ..}[المائدة:5] وأن نتزوج نساءهم {..وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ..}[المائدة:5] يعني هذا قمة في التسامح أن يسمح للمسلم أن يتزوج بغير مسلمة تكون ربة بيته وشريكة حياته وأم أولاده ويكون أصهار أولاده أجدادهم وجداتهم وأخوالهم وخالاتهم وأولاد خالتهم وأولاد أخوالهم من غير المسلمين هذا يعني قمة في التسامح في الإسلام، حتى غير الكتابين أيضا سنجد كما قلنا أن الأصل أن الأسرة الإنسانية أسرة واحدة، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ..}[النساء:1] يعني أفهم الأرحام في هذا السياق أرحام البشرية العامة التي تصل الناس بعضهم ببعض وتجعل بينهم وشيجة مشتركة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا..}[الحجرات:13] فالأصل التعارف وليس التناكر والتفاهم وليس التصادم.
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور ندخل بعد الفاصل إلى أسباب التوتر الديني. مشاهدينا الكرام فاصل قصير ثم نعود وإياكم إلى متابعة هذه الحلقة فابقوا معنا.


يتبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق