لا بد أن يعلم المسلم أن القرآن كلام الله، وأن هذا القرآن هو الفرقان الأعظم الذي آتاه الله نبيه صلى الله عليه وسلم، كما أن الإنسان إن أراد يتأثر بالقرآن لا بد من التنوع من التلازم وهو العمل به، فإن الإنسان إذا عمل به يرزق الخشية عند سماعه لأن يستحضر حينها أن يفعل ذلك الأمر الذي دعي إليه وترك ذلك الأمر الذي نهي عنه، هذا يجعله أقرب إلى ربه عندما يتلو القرآن، ثم لا بد أن تكون في النفوس همم عالية تتأسى بالصالحين، والله قال عن أوليائه المتقين «وإذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا» فينقل الإنسان من عالمه إلى عالم تلك القمم الشامخة التي أثنى الله جل وعلا عليها في كتابه العظيم ويحاول قدر الإمكان أن يتأسى بهم. قيل إن أبا حازم سأله أحد خلفاء بني أمية عن حاله فقال: يا أمير المؤمنين اعرض نفسك على القرآن. قال: وأين أجد هذا. قال: في قول الله: «إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم»، يقول عمر: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. ويقول: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل. والسير إلى الله سير كادح ذو مشقة قال الله: «لقد خلقنا الإنسان في كبد»، وقال وهو أصدق القائلين: «يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه»، فالوقوف بين يديه أمر وحتم لازم لا محيد عنه، والسير على طريق الله يحتاج في أول الأمر ومنتهاه إلى توفيق من الرب تبارك وتعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق