[المقدمة]
1- للهِ حَمدِي، وصلاتُه عَلى ** محمدٍ وآلِه ذَوِي العُلا
2- وبعدُ: فاللهُ حَبَاكَ نِعَمَهْ ** فلا تَكُنْ عنْ شُكْرِهنَّ ذا عَمَهْ
3- مِنْ ذَاكَ ما يَدْعونَه "وَتْسَابَا" ** لَه مَزايَا فاقَتِ الحِسَابَا
4- لا يَنبَغِي في عَصْـرِنا إهمالُهُ ** لا سيَّما إنْ أُحسِنَ استعمالُهُ
5- فَمَنْ يَعُدَّ الْخَيْرَ فِيهِ قَائِدَهْ ** يَكُن لَّه -حقًّا- عَظِيمَ الفَائِدَه
****
[من فوائد الوتساب]
6- قدْ هامَ أهلُ العَصْـرِ بِالوَتْسابِ ** فهْوَ لِأَلْبابِ الكَثِيرِ سابِ
7- فلا يَفُتْكَ، بلْ فِناءَهُ اقْتَحِمْ ** فهْوَ وسيلةٌ إلى وَصْلِ الرَّحِمْ
8- «يُقرِّبُ الأقصَـى»، ويُدْنِي الأبْعَدا ** فَكَمْ بِوصْلٍ لِّلْحَبِيبِ أسْعَدا
9- وكمْ يَبُثُّ فِيهِ كلُّ ماهِرِ ** مِنْ فِقْهِه نَفائسَ الجَواهِرِ!
10- تَلْتَقِحُ الأَفْهامُ والعُقولُ ** فيهِ، كما تُنْتَخَبُ النُّقولُ
11- تُسمَع أوْ تُقْرَأُ فيهِ الدُّرَرُ ** لا يُخْتَشَـى مِنْهُ أذًى أوْ ضَرَرُ
12- فَهْوَ –بِحَقٍّ- نَّافِعٌ مِّعْطَاءُ ** لَكِن لِّبَعْضِ أَهْلِهِ أَخْطَاءُ
****
[وصايا وضوابط عامة]
13- وهَذِه – يا إخْوَتِي- وَصِيَّهْ ** ليْسَتْ على الْمَعْنِيِّ بالعَصِيَّهْ
14- فِيها ضَوابِطُ ذَوَاتُ نَفْعِ ** مَنْ يَتَّبِعْها حازَ حُكْمَ الرَّفْعِ:
15- اِسْتَصْحِبَنْ في النِّيةِ الإخْلاصا ** واللهَ سَلْ مِنَ الرِّيَا خَلاصا
16- لا تَعْدُ فيهِ الحَدَّ، لا تُعَدَّا ** مِن مُّدْمِنِيه، شَأْنَ مَنْ تَعَدَّى
17- اِحْرِصْ على النَّفْعِ والِاسْتِفادَهْ ** وأحْسِنِ التَّوْدِيعَ والوِفادهْ
18- وابْدأْ ورُدَّ جُملةَ السَّلامِ ** فإنَّها تحيةُ الإسْلامِ
19- واشْكُرْ لِكُلِّ مَن يُفِيدُ فائدهْ ** فالشُّكْرُ لِلْمُفِيدِ نِعْمَ العائدهْ
20- وجُدْ بِما اللهُ عليكَ مَنَّا ** عِلْمًا وحكمةً، يَزِدْك مَنَّا
21- اِعْتَنِ باللُّبابِ في المنشُورِ ** ولا تُبَالِ فيهِ بالقُشُورِ
22- لا تَكُ فِي نَقلِكَ كَالحَطَّابِ ** فذاكَ مِنْكَ غَيْرُ مُستَطابِ
23- اِنْتَقِ ما يُفِيدُ مِن مَّنقُولِكا ** وضَمِّنِ الحِكْمةَ في مَقُولِكا
24- وكُن لِّما تَنقُلُه محقِّقَا ** مُراجِعًا ألفاظَه، مُدقِّقَا
25- وسُدَّ كُلَّ مَطْعَنٍ مُّثَارِ ** بِالعَزْوِ لِلنُّقُولِ وَالْآثَارِ
26- إيَّاكَ والمشتهِرَ الضَّعِيفا ** مِنْها، وما لِعِلَّةٍ قدْ عِيفا
27- لا تَحْكِ صَوتًا، أوْ تُسَوِّدْ دَفْتَرا ** بالخبَرِ الضَّعِيفِ، بَلْهَ المفتَرَى
28- وجاءَ في البابِ حَدِيثُ«مَنْ كَذَبْ»** وَهْوَ وَعِيدٌ عَنْ حِمَى السُّنَّةِ ذَبّْ
29- والنَّقْلُ إنْ كانَ وَفَى بما فَرَطْ ** وطالَ، فالإِيجازُ فيه يُشْتَرَطْ
30- وابْحَثْ، وغُصْ في لُجَجِ الحقائقِ ** واهْتِكْ سُتُورَ خُرَّدِ الدَّقائقِ
31- وابْعَدْ عَنِ المسائلِ العِواصِ في ** طَرحِكَ، إذْ تُضِيعُ وَقْتَ الواصِفِ
32- وَأَمْحِضِ الإِخْوانَ مِنْكَ النُّصْحَا ** بِالرِّفْقِ،وانْشُرْ ما استَطَعْتَ الفُصْحَى
33- لا يَبْدُ منكَ الساقِطُ المستَفْحَشُ ** مِنَ اللُّغا، والغامِضُ المستَوْحَشُ
34- إيَّاكَ والمآثِمَ الذَّمِيمهْ ** كالزُّورِ والغِيبَةِ والنَّمِيمهْ
35- لَا بَأْسَ بالمُزاحِ حِينَ يَنْضَبِطْ ** بالشَّرعِ، إذْ بِهِ النُّفُوسُ تَغْتَبِطْ
36- والْتَزمِ الأَدَبَ والرَّزانَهْ ** رُبَّ امْرِئٍ ذِي أَدَبٍ قدْ زانَهْ
37- إِنَّ الحَكيمَ لَيْسَ بالمحبَّذِ ** مِنْهُ الجِدالُ للمُخالِفِ البَذِي
38- فَإنْ تُجادِلْ فلْيَكُنْ بالحُسْنَى ** ولَا تَقُل لِّلنَّاسِ إلَّا حُسْنَا
39- واجْتَنِبَنَّ أيَّ لَفْظٍ يُكْرَهُ ** وما انْقَضَـى فَلا تُجدِّدْ ذِكْرَهُ
40- لا تَكُ في النِّقاشِ بالمَغرورِ ** أَوْ تُلْفَ إنْ غَلبتَ ذا سُرورِ
41- لا تُكْثِرِ الإِلْحاحَ، والتَّسَخُّطا ** وحُثَّ في المعروفِ والبِرِّ الخُطا
42- وَاعْذِرْ أخاكَ إنْ هَفَا، وَأَعْرِضَا ** عَنْ عَيْبِه، بَلْ كُن لَّه عَيْنَ الرِّضا
43- لَا تَجعَلِ الصُّحبةَ كالنُّخَالهْ ** فخاسِرٌ مَّنْ عاشَ لَا أَخَا لَهْ!
44- لا يَنبغِي نَشْـرُ مَساوِي بَلَدِكْ ** سُخْريَّةً، بَلِ اطْوِها في خَلَدِكْ
45- ومَا يُثِيرُ فِتْنَةً فَأَعْرِضِ ** عَن نَّشْـرِهِ، لَا تَكُ بِالمُحَرِّضِ!
46- لا تَنْسَ ما في (العَصْـرِ) مِنْ تَواصِ ** واتَّقِيَنَّ مالِكَ النَّواصِي
47- لا تُثْقِلِ الهواتِفَ الذَّكِيَّهْ ** بِنَشْـرِكَ المقاطِعَ المَحْكِيَّهْ
48- وَاعْزِفْ عَنِ القِيَانِ والمعازِفِ ** تَوَرُّعًا، لِلهِ دَرُّ العازِفِ
49- واعْلَمْ بِأنَّ أيَّما مجمُوعَهْ ** ذاتُ قَوانِينَ تُرَى مسمُوعَهْ
50- مِيثاقُها لا بُدَّ أنْ يُراعَى ** ومَنْ يُراعِهِ فلَنْ يُراعا
51- لَكنْ يُراعَى في حُدُودِ الشَّـرْعِ ** فَإِنْ تَعَدَّاها فغَيْرُ مَرْعِيْ
52- ويُشْبِهُ الوَتْسابَ "تَلْغَرامُ" ** إذْ صارَ لِلْبَعْضِ به غَرامُ
53- لِذاكَ ما قِيلَ عنِ الوَتْسابِ ** فَهْوَ لِـ"تَلْغَرامَ" ذُو انْتِسابِ
54- ورُبَّما راقَ الأَخِيرُ أَكْثَرَا ** بَعْضًا، لِّفَرْقٍ فِيهِمُ قدْ أَثَّرَا
55- قَدْ تَمَّ ما رُمْتُ بِحمدِ الهادِي ** مُصَلِّيًا عَلى الرّسولِ الهادِي
تم النظم لناظمه الفقير إلى عفو ربه/ أحمد سالم الشنقيطي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق