الأحد، 14 يوليو 2019

أهمية الحوار للإنسان


أهمية الحوار للإنسان

الحوار هو «محادثة بين شخصين أو فريقين حول موضوع محدد لكل منهما وجهة نظر خاصة به هدفها الوصول إلى الحقيقة أو أكبر قدر ممكن من تطابق وجهات النظر، بعيدا عن الخصومة أو التعصب بطرق تعتمد على العلم والعقل مع استعداد كلا الطرفين لقبول الحقيقة ولو ظهرت على يد الطرف الآخر».

للحوار أهميه كبيرة فهو من وسائل الاتصال الفعالة حيث يتعاون المتحاورون على معرفة الحقيقة والتوصل إليها ليكشف كل طرف منهم ما خفي على صاحبه منها والسير بطريق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق.
والحوار مطلب إنساني تتمثل فيه أهمية استخدام أساليب الحوار البناء لإشباع حاجة الإنسان للاندماج في جماعة والتوصل مع الآخرين كما يعكس الحوار الواقع الحضاري والثقافي للأمم والشعوب حيث تعلو مرتبته وقيمته.
الاختلاف بين البشر حقيقة فطرية وقضاء إلهي أزلي مرتبط بالابتلاء والتكليف الذي تقوم عليه خلافة الإنسان في الأرض قال تعالى: «وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ».
فالاختلاف والتعددية بين البشر قضية واقعية وآلية تعامل الإنسان مع هذه القضية هي الحوار الذي يتم من خلاله توظيف الاختلاف وترشيده بحيث يقود أطرافه إلى فريضة التعارف ويجّنبهم مخاطر جريمة الشقاق والتفرق.
وإنما يعالج الحوار قضية الاختلاف من خلال كشفه عن مواطن الاتفاق ومثارات الاختلاف لتكون محل النقاش والجدل بالتي هي أحسن لمعرفة ما هو أقوم للجميع ولابد ليؤدي الحوار وظيفته كما يجب أيضا من أن ينضبط بمنهج يضمن عدم تحوله إلى مثار جديد للاختلاف.

وإذ أرشدنا القرآن إلى أنَّ الاختلاف حقيقة واقعية ودعانا إلى التعامل مع هذه الحقيقة بالحوار فما المنهج الذي رسمه القرآن والسنة لذلك؟
لقد اعتبر الإسلام الحوار قاعدته الأساسية في دعوته الناس إلى الإيمان بالله وعبادته، وكذا في كل قضايا الخلاف بينه وبين أعدائه وكما أنه لا مقدسات في التفكير كذلك لا مقدسات في الحوار إذ لا يمكن أن يُغلق باب من أبواب المعرفة أمام الإنسان.

وقد أكَّدَ القرآن وكذلك السنة هذا المبدأ بطرق عديدة فقد عرض القرآن حوار الله مع خلقه بواسطة الرسل وكذا مع الملائكة ومع إبليس رغم أنه يمتلك القوة ويكفيه أن يكون له الأمر وعليهم الطاعة وكذلك مع موسى عليه السلام ومع عيسى عليه السلام في الآخرة كما أنَّ دعوات الرسل كلها كانت محكومة بالحوار مع أقوامهم وقد أطال القرآن في عرض كثير من إحداثيات هذه الحوارات بين الرسل وأقوامهم وأيضا حوار سليمان عليه السلام مع الهدهد والذي انتهى بإسلام ملكة سبأ ودولتها أضف إلى ذلك حوار الملائكة مع بعض الأنبياء كإبراهيم عليه السلام ولوط عليه السلام وزكريا عليه السلام ومريم والأمثلة كثيرة جدا في القرآن الكريم.

وفي السنة النبوية حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين كصلح الحديبية وكحواره مع عتبة بن عامر وسائر المشركين وأيضا مع اليهود ومع المنافقين ومع الأنصار ومع الملوك والوفود ومع زوجاته وأصحابه والأمثلة في السنة كثيرة جدا.
ورغم أهمية الحوار فإن المعوقات الحقيقية له في غالبها أمر عارض وليست أمرا موجودا أصلا وليس التخلص من تلك المعوقات أمرا صعبا إذا ما أدركنا تلك المعوقات ومنها: الخوف الخجل المجاملة الثرثرة الإطناب التكرار والإعادة التقعر استخدام المصطلحات غير المفهومة مثل الإنكليزية أو الفرنسية أو غيرها أمام محاور لا يفهم معانيها رفع الصوت من غير موجب الصراخ التعصب وإظهار النفس وعدم الرغبة في إظهار الحق.
ويقول الإمام الشافعي في هذا: ما حاورت أحداً إلا تمنيت أن يكون الحق إلى جانبه ويمكن اختصار تلك المعوقات بأمرين أساسيين وهما:
1 - الجهل بأصول الحوار وآدابه.
2- عدم تطبيق أصول الحوار وآدابه على الرغم من معرفتها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق