متى سنتوب الى الله؟
سعيد مصطفى دياب
سعيد مصطفى دياب
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) (1).
كيف بك – أخي المسلم - إذا دُعِيتَ يومَ القيامةِ وحيدًا فريدًا، تخلى عنك الأهلُ والأحبابُ، وتجردتَ من المناصبِ والألقابِ..
يفرُّ منك القريبُ، ويَنْفِرُ عنك الحبيبُ، وتساق إلى الله الحساب وجلًا حزينًا، أسفًا كئيبًا..
تتراءى لك أعمالك، وتعرض عليك آثامك، فتتذكر وأنى لك الذكرى، وتندم ولات حين مندم..
وتتمنى أن ترجع لتتوبَ، وتحسن ليمحو إحسانُك الخطايا والذنوبَ، تُردِّدُ في وحشتك : ( رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)(2).
هناك نداءاتٌ يملأ الأجواءَ صداها، فتتملك من يسمعها الدهشة، وتعتريه الحيرة..
فهذا نداء يمخرُ عُبابَ الفضاءِ، ويملأ الأجواءَ : ( رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ)(3).
ونداء آخر يصكُّ الأسماعَ، ويصدعُ الأضلاعَ : ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (4).
وثالث يخرجُ من قعرِ الجحيمِ، يذيبُ القلبَ، ويفتتُ الأكبادَ: ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ )(5).
ومن هؤلاء من سيستفيقُ مِنْ دَهْشَتِه عَلَى مَا يقطعُ رجاءه، ويخيِّبُ آمَالَه، ويزيدُ آلامَه : ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ )(6).
فيتلاشى صوتك في تلك الجموع، ويُنهِكَكَ الأسى خوفًا على مصيرك، وتُغرقَكَ الدموعُ، تتمنى سجدةً، وأنى لك الرجوعُ؟
هذا الخوف وهذا الهلع وهذه الحيرة وتلك الدهشة، وأنت بعدُ لم تعلمْ مصيرك، لكنه الندمُ الذي يعتري الناسَ في أرضِ المحشرِ، يندمُ المسيءُ ألا يكون قد أقلعَ، ويندمُ المحسنُ ألا يكون قد ازدادَ إحسانًا.
فيا لها من ساعة لا تشبهها ساعة، يخشاها أهل التقى والطاعة، فكيف بأهل الإضاعة؟
هذا حالي وحالك غدًا بين يدي ملك الملوك، ونحن اليوم في مهلة.. فمتى سنتوب إلى الله؟
كيف بك – أخي المسلم - إذا دُعِيتَ يومَ القيامةِ وحيدًا فريدًا، تخلى عنك الأهلُ والأحبابُ، وتجردتَ من المناصبِ والألقابِ..
يفرُّ منك القريبُ، ويَنْفِرُ عنك الحبيبُ، وتساق إلى الله الحساب وجلًا حزينًا، أسفًا كئيبًا..
تتراءى لك أعمالك، وتعرض عليك آثامك، فتتذكر وأنى لك الذكرى، وتندم ولات حين مندم..
وتتمنى أن ترجع لتتوبَ، وتحسن ليمحو إحسانُك الخطايا والذنوبَ، تُردِّدُ في وحشتك : ( رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)(2).
هناك نداءاتٌ يملأ الأجواءَ صداها، فتتملك من يسمعها الدهشة، وتعتريه الحيرة..
فهذا نداء يمخرُ عُبابَ الفضاءِ، ويملأ الأجواءَ : ( رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ)(3).
ونداء آخر يصكُّ الأسماعَ، ويصدعُ الأضلاعَ : ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (4).
وثالث يخرجُ من قعرِ الجحيمِ، يذيبُ القلبَ، ويفتتُ الأكبادَ: ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ )(5).
ومن هؤلاء من سيستفيقُ مِنْ دَهْشَتِه عَلَى مَا يقطعُ رجاءه، ويخيِّبُ آمَالَه، ويزيدُ آلامَه : ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ )(6).
فيتلاشى صوتك في تلك الجموع، ويُنهِكَكَ الأسى خوفًا على مصيرك، وتُغرقَكَ الدموعُ، تتمنى سجدةً، وأنى لك الرجوعُ؟
هذا الخوف وهذا الهلع وهذه الحيرة وتلك الدهشة، وأنت بعدُ لم تعلمْ مصيرك، لكنه الندمُ الذي يعتري الناسَ في أرضِ المحشرِ، يندمُ المسيءُ ألا يكون قد أقلعَ، ويندمُ المحسنُ ألا يكون قد ازدادَ إحسانًا.
فيا لها من ساعة لا تشبهها ساعة، يخشاها أهل التقى والطاعة، فكيف بأهل الإضاعة؟
هذا حالي وحالك غدًا بين يدي ملك الملوك، ونحن اليوم في مهلة.. فمتى سنتوب إلى الله؟
.........................................
(1) سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ : الآية/ 25
(2) سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ : الآية/ 99، 100
(3) سُورَةُ السَّجْدَةِ : الآية/ 12
(4) سُورَةُ الْأَنْعَامِ : الآية/ 27، 28
(5) سُورَةُ فَاطِرٍ : الآية/ 37
(6) سُورَةُ فَاطِرٍ : الآية/ 37
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق