مِنْ مَخَاطِر أَجْهِزَة الْجَوَّال
الحمدُ لله رب العالمين ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلَّى اللهُ وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد معاشر الكرام : .....................
ونحن في هذا المجلس معاشر الكرام نستحضر هذه المعاني العظيمة النافعة جديرٌ بنا أن نقف وقفة مع أجهزة استجدَّت في هذا الزمان وجرَّت على كثير من الناس أنواعًا من البلايا والفتن والشرور وأنواعًا من الفساد والوقوع في المحرمات ، وذلك أن كثيرًا من الناس تعامل مع هذه الأجهزة دون استحضار منه لاطلاع الرب عليه وعلمه سبحانه وتعالى به ؛ فأصبح كثير من الناس ولاسيما الشباب من خلال هذه الأجهزة ينظر إلى مناظر محرمة ويشاهد مشاهدات آثمة ويدخل في مواقع موبوءة ويتنقل من خلال هذه الأجهزة من مكان إلى مكان ومن موقع إلى موقع دون أن يكون منه استشعارٌ للحسيب والرقيب ؛ ولهذا انفلت كثير من الشباب ووقعوا في كثير من الأمور العظيمة فلم يكن منهم بسبب ضعف هذه المراقبة صيانة لسمعٍ ولا بصرٍ ولا قلب .
وعندما تتأمل في هذه الأجهزة -أعني الهواتف الذكية- وما فيها من أنواع البرامج ، وما أيضا يستحدث بين وقت وآخر من برامج تستجذب النفوس وتشد الناس إليها ، لما كان تعامل الكثير مع هذه الأجهزة وما فيها من برامج دون استحضار لهذا الأصل الذي نتحدث عنه كيف أنّ ذلك أضرّ بكثيرٍ من الشباب مَضرّة عظيمة !! ولعلِّي أشير إشارات سريعة إلى بعض أنواع المضار :
جانبٌ من أخطر ما يكون دخولًا على عقول الشباب وأفكارهم وإبعادٍ لهم عن أهل العلم وأهل الفضل وإيقاعٍ لهم في أعظم الفتن الجارفة المفسدة للعقائد والعقول وتهييج نفوس هؤلاء الشباب على الافتيات على ولاة أمرهم والخروج على جماعة المسلمين وارتكاب المآثم العظيمة والكبائر الشنيعة ؛ هذا كثيرٌ منه حصل التسلل إلى عقول هؤلاء الشباب الصغار من خلال هذه الأجهزة فأدخلوا على عقول هؤلاء الشباب وعلى نفوسهم من أنواع الشبهات المفسدة للعقائد والتصوّرات المخربة للأديان المخلَّة بالعقول حتى أصبح يقع من هؤلاء الشباب في مهاوي عظيمة ومهالك مردية ، وما يشاهَد ويُسمع بين وقت وآخر من اندفاعٍ طائش من بعض هؤلاء الصغار الشباب من جرائم كبيرة يرتكبونها وشنائع عظيمة يفعلونها كثير من ذلك دخل عليهم من خلال هذه الأجهزة ووصلهم من خلال هذه الأجهزة فأصبحوا يتعاملون معها بدون استرشادٍ بأهل العلم ولا رجوعٍ لأهل فضل ، فتلقَّفهم أولئك الخبثاء أصحاب لأفكار الشنيعة فأدخلوهم في تلك الأفكار وورّطوهم في تلك الورطات العظام ؛ وهذا منذر خطر .
ولهذا يجب أن يكون هناك توعية كبيرة جدا للشباب من حيث التعامل مع هذه الأجهزة ومن حيث إدراك الخطر الذي يتسلل إلى عقولهم من خلالها ، وأن ينبَّهوا أنه ليس كل أحد يَصلُحُ أن يُوثَقَ بكلامِه وأن يؤخذ بعلمه ، وأن الارتباط إنما يكون بالعلماء الأكابر ، ولا يزال الناس بخير ما كانوا مع أكابرهم أهل الفضل منهم ، لكن لما دخل الشباب في هذه الأجهزة أصبحوا يتلقون عن مجاهيل ، ويأخذون أفكارهم عن أناس لا قدَم لهم في العلم ولا يد لهم فيها ، ولا يُعرَفون بطلب بل لا يعرف أشخاصهم ، يأخذون عن أشخاص لا يعرفونهم إلا بالكنية ـ لا يُدرى من هو ولا يُدرى عن مستواه العلمي ولا عمّن تلقى ولا غير ذلك ، وإنما يتصدر ويتكلم بكلمات مهيجة تثير الشباب ويستقصدون بها الشباب على وجه الخصوص حتى أدخلوا عليهم مثل هذه الأفكار ؛ ولهذا أصبحت هذه الأجهزة على الشباب تشكِّل خطرًا عظيما في عقولهم وأفكارهم ، وأصبح أصحاب هذه الأفكار يدخلون على هؤلاء الشباب من خلالها .
ولهذا يجب على من يملك هذه الأجهزة وكذلك من يملك أبناءه هذه الأجهزة أن يراعى هذا الأمر وأن يوقظ فيهم مراقبة الله سبحانه وتعالى والحذر من دعاة الضلال وأئمة الباطل ، وأن يكون استفادته في أمور دينه وأمور العلم من خلال هذه الأجهزة بالرجوع إلى أهل العلم وأيضا مواقع أهل العلم أهل البصيرة والدراية بدين الله سبحانه وتعالى .
إذا نظرت أيضًا وقلبت الصفحة في هذه الأجهزة ونظرت في البرامج الاجتماعية وبرامج التواصل تجد أن كثير من الناس عندما دخل فيها دون مراقبة لله سبحانه وتعالى أصبح يمارس أمورًا محرمة وآثمة من الغيبة والنميمة والوقوع في أعراض الناس والكذب والافتراء ونشر الشائعات وترويج الأكاذيب ونشر الأشياء التي تثير مثلًا الخوف والفزع والهلع في نفوس الناس ؛ فهذا أيضا من الأمور العظيمة ، تجد كثير من الناس يجلس أمام هذه الأجهزة ويقول : مادام أنه لا أحد يعلم بي من الناس ولا أحد يعرف من أنا ؛ يمارس أنواع من الكذب أنواع من التلفيق للشائعات والأكاذيب والمفتريات والغيبة لأهل الفضل وأهل الخير والنميمة والسعي في الوشاية بين الناس ، ولا يستحضر اطلاع رب العرش عليه ورؤية رب العالمين له وأنه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه من العباد خافية ، وأن كلماته وما يكتبه في هذه الأجهزة وينشره سيحاسبه الله عليه في موقف عظيم {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}[العلق:14] .
إذا نظرت أيضًا في جانب آخر مما في هذه الأجهزة ما فيها من مواقع كثيرة تُهَيِّجُ الشهوات في نفوس الشباب وتحرّك في نفوسهم الملذات المحرمة من خلال نشر صور العُري والفواحش والرذائل والممارسات الفاسدة ، فإذا نظر إليها الشاب وشاهدها هيَّجت في نفسه الحرام وحرّكت في نفسه مقاربة الباطل والاقبال عليه وأضعفت دينه وإيمانه وأبعدته عن طاعة الله سبحانه وتعالى .
وإذا قلبت أيضا الصفحة ونظرت في جانب آخر ؛ ما يوجد في هذه الأجهزة وبكثرة شديدة من ملهيات ووسائل لتمضية الوقت بالألعاب الالكترونية التي أخذت الأوقات الطويلة من كثير من الشباب ؛ فأثرت على أعصابهم ، وأثرت على عقولهم ، وأثرت على أفكارهم ، وأثرت على أبصارهم ، وأثرت على صحتهم ، وأثرت أيضًا على حفظهم لأوقاتهم ، حتى إن بعض الشباب يستغرق في بعض اللعب التي في هذه الأجهزة فيدخل وقت الصلاة ويخرج وهو مشدوه بهذا اللعب منصرف إليه مقبلة نفسه عليه معرضة عن طاعة الله وأداء فريضة الإسلام العظيمة؛ الصلاة .
وإذا قلبت أيضًا الصفحة ونظرت في جانب آخر مما في هذه الأجهزة ترى أن من ورائها خلْق لا همَّ لهم إلا إفساد المسلمين وإبعادهم عن دينهم من أعداء دين الله سبحانه وتعالى ، ويمكرون ويخططون ويدبِّرون ويقدِّمون البرامج المتنوعة التي تشد الشباب والتي لا يقصدون من ورائها إلا صرفهم عن دين الله ، حتى إن هؤلاء ليخطِّطون من البرامج ما يختص بشهر رمضان خاصة ويخططون له من شهور كثيرة قبل رمضان حتى يبعدوا الناس عن بركات رمضان وخيراته العظيمة ، وتجد أبناء المسلمين وبناتهم ينساقون وراء هذه البرامج ووراء هذه الأشياء تعد لهم ولا يعلمون أنهم يحفر لهم حُفَرٌ تهوي بهم في النار والعياذ بالله وتبعدهم عن طاعة الله ، بل إن بعض هذه الأمور تنقل المسلم عن دينه ، حتى إنه والله إن بعض الشباب ألحد وارتدّ عن الدين -إي والله- والله بعض الشباب ألحد وارتدّ عن دين الله سبحانه وتعالى بسبب ركونه إلى هذه الأجهزة ومتابعته لما يُبَثُّ ويُنشَرُ فيها دون أن يَضبِط نفسه بضابط شرع ؛ وهذه مصيبة عظيمة . وكثير ما كان سببا في هلاك كثير من الشباب الفضول يقول نريد نرى ماذا عندهم ماذا يقولون ماذا يقدمون ، وينتقل ليرى من موقع إلى موقع ثم مع الأيام تتسلل والعياذ بالله الأفكار الخبيثة إلى قلبه والشبهات الممرضة إلى نفسه ثم يفاجئ فيما بعد أن قلبه مريض وهو الذي جنى على نفسه «وعلى نفسها جَنَت براقش» ، هو الذي جنى على نفسه لأن القلب تنفذ إليه الأمراض من السمع ومن البصر ، وهو أطال الاستماع لهؤلاء وأطال النظر إلى هؤلاء كيف يبقى القلب سليما ؟!
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له ***** إياك إياك أن تبتل بالماء.
لا يمكن ؛ ولهذا يجب على العبد أن يتقي الله وأن يذكر أن رب العالمين يسأله عن سمعه ويسأله عن بصره ويسأله عن فؤاده {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[الإسراء:36] ، وليذكر دومًا اطلاع الله سبحانه وتعالى عليه ورؤيته له وأنه جل وعلا لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ؛ فيكون له من ذلك أعظم رادع وأكبر زاجر ولا عاصم من هذه الفتن والأمور المهلكة إلا الله .
ينبغي علينا أجمعين أن نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى صادقين في لجوئنا أن يحفظنا في أنفسنا ، وأن يحفظنا في ذرياتنا، وأن يعيذنا إياهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يجنبنا سبل الردى ، وأن يهدينا إلى سبل السلام، وأن يخرجنا وإياهم من الظلمات إلى النور ، وأن يبارك لنا أجمعين في أسماعنا وأبصارنا وقواتنا ، وأن يجعلنا مباركين أينما كنا ، وأن يحفظنا وإياهم أجمعين بالإسلام قاعدين وبالإسلام راقدين ، وأن يهدينا وإياهم إليه صراطا مستقيما ، وأن يعيذنا وإياهم من أن نضل أو نُضل ، أو نزِل أو نُزل ، أو نظلم أو نظلم ، أو نجهل أو يُجهل علينا، نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى الذي بيده أزمة الأمور ومقاليد السماوات والأرض وبيده قلوب العباد ، بيده القلوب ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه . فنلجأ إليه أن يقيم قلوبنا على طاعته وقلوب أهلينا وذرياتنا والمسلمين ، وأن يعيذنا من الزيغ ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ............... " اه
انتهى مختصرًا من موقع الشيخ أ,د عبد الرزاق البدر حفظه الله جل وعلا
www.al-badr.net
أما بعد معاشر الكرام : .....................
ونحن في هذا المجلس معاشر الكرام نستحضر هذه المعاني العظيمة النافعة جديرٌ بنا أن نقف وقفة مع أجهزة استجدَّت في هذا الزمان وجرَّت على كثير من الناس أنواعًا من البلايا والفتن والشرور وأنواعًا من الفساد والوقوع في المحرمات ، وذلك أن كثيرًا من الناس تعامل مع هذه الأجهزة دون استحضار منه لاطلاع الرب عليه وعلمه سبحانه وتعالى به ؛ فأصبح كثير من الناس ولاسيما الشباب من خلال هذه الأجهزة ينظر إلى مناظر محرمة ويشاهد مشاهدات آثمة ويدخل في مواقع موبوءة ويتنقل من خلال هذه الأجهزة من مكان إلى مكان ومن موقع إلى موقع دون أن يكون منه استشعارٌ للحسيب والرقيب ؛ ولهذا انفلت كثير من الشباب ووقعوا في كثير من الأمور العظيمة فلم يكن منهم بسبب ضعف هذه المراقبة صيانة لسمعٍ ولا بصرٍ ولا قلب .
وعندما تتأمل في هذه الأجهزة -أعني الهواتف الذكية- وما فيها من أنواع البرامج ، وما أيضا يستحدث بين وقت وآخر من برامج تستجذب النفوس وتشد الناس إليها ، لما كان تعامل الكثير مع هذه الأجهزة وما فيها من برامج دون استحضار لهذا الأصل الذي نتحدث عنه كيف أنّ ذلك أضرّ بكثيرٍ من الشباب مَضرّة عظيمة !! ولعلِّي أشير إشارات سريعة إلى بعض أنواع المضار :
جانبٌ من أخطر ما يكون دخولًا على عقول الشباب وأفكارهم وإبعادٍ لهم عن أهل العلم وأهل الفضل وإيقاعٍ لهم في أعظم الفتن الجارفة المفسدة للعقائد والعقول وتهييج نفوس هؤلاء الشباب على الافتيات على ولاة أمرهم والخروج على جماعة المسلمين وارتكاب المآثم العظيمة والكبائر الشنيعة ؛ هذا كثيرٌ منه حصل التسلل إلى عقول هؤلاء الشباب الصغار من خلال هذه الأجهزة فأدخلوا على عقول هؤلاء الشباب وعلى نفوسهم من أنواع الشبهات المفسدة للعقائد والتصوّرات المخربة للأديان المخلَّة بالعقول حتى أصبح يقع من هؤلاء الشباب في مهاوي عظيمة ومهالك مردية ، وما يشاهَد ويُسمع بين وقت وآخر من اندفاعٍ طائش من بعض هؤلاء الصغار الشباب من جرائم كبيرة يرتكبونها وشنائع عظيمة يفعلونها كثير من ذلك دخل عليهم من خلال هذه الأجهزة ووصلهم من خلال هذه الأجهزة فأصبحوا يتعاملون معها بدون استرشادٍ بأهل العلم ولا رجوعٍ لأهل فضل ، فتلقَّفهم أولئك الخبثاء أصحاب لأفكار الشنيعة فأدخلوهم في تلك الأفكار وورّطوهم في تلك الورطات العظام ؛ وهذا منذر خطر .
ولهذا يجب أن يكون هناك توعية كبيرة جدا للشباب من حيث التعامل مع هذه الأجهزة ومن حيث إدراك الخطر الذي يتسلل إلى عقولهم من خلالها ، وأن ينبَّهوا أنه ليس كل أحد يَصلُحُ أن يُوثَقَ بكلامِه وأن يؤخذ بعلمه ، وأن الارتباط إنما يكون بالعلماء الأكابر ، ولا يزال الناس بخير ما كانوا مع أكابرهم أهل الفضل منهم ، لكن لما دخل الشباب في هذه الأجهزة أصبحوا يتلقون عن مجاهيل ، ويأخذون أفكارهم عن أناس لا قدَم لهم في العلم ولا يد لهم فيها ، ولا يُعرَفون بطلب بل لا يعرف أشخاصهم ، يأخذون عن أشخاص لا يعرفونهم إلا بالكنية ـ لا يُدرى من هو ولا يُدرى عن مستواه العلمي ولا عمّن تلقى ولا غير ذلك ، وإنما يتصدر ويتكلم بكلمات مهيجة تثير الشباب ويستقصدون بها الشباب على وجه الخصوص حتى أدخلوا عليهم مثل هذه الأفكار ؛ ولهذا أصبحت هذه الأجهزة على الشباب تشكِّل خطرًا عظيما في عقولهم وأفكارهم ، وأصبح أصحاب هذه الأفكار يدخلون على هؤلاء الشباب من خلالها .
ولهذا يجب على من يملك هذه الأجهزة وكذلك من يملك أبناءه هذه الأجهزة أن يراعى هذا الأمر وأن يوقظ فيهم مراقبة الله سبحانه وتعالى والحذر من دعاة الضلال وأئمة الباطل ، وأن يكون استفادته في أمور دينه وأمور العلم من خلال هذه الأجهزة بالرجوع إلى أهل العلم وأيضا مواقع أهل العلم أهل البصيرة والدراية بدين الله سبحانه وتعالى .
إذا نظرت أيضًا وقلبت الصفحة في هذه الأجهزة ونظرت في البرامج الاجتماعية وبرامج التواصل تجد أن كثير من الناس عندما دخل فيها دون مراقبة لله سبحانه وتعالى أصبح يمارس أمورًا محرمة وآثمة من الغيبة والنميمة والوقوع في أعراض الناس والكذب والافتراء ونشر الشائعات وترويج الأكاذيب ونشر الأشياء التي تثير مثلًا الخوف والفزع والهلع في نفوس الناس ؛ فهذا أيضا من الأمور العظيمة ، تجد كثير من الناس يجلس أمام هذه الأجهزة ويقول : مادام أنه لا أحد يعلم بي من الناس ولا أحد يعرف من أنا ؛ يمارس أنواع من الكذب أنواع من التلفيق للشائعات والأكاذيب والمفتريات والغيبة لأهل الفضل وأهل الخير والنميمة والسعي في الوشاية بين الناس ، ولا يستحضر اطلاع رب العرش عليه ورؤية رب العالمين له وأنه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه من العباد خافية ، وأن كلماته وما يكتبه في هذه الأجهزة وينشره سيحاسبه الله عليه في موقف عظيم {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}[العلق:14] .
إذا نظرت أيضًا في جانب آخر مما في هذه الأجهزة ما فيها من مواقع كثيرة تُهَيِّجُ الشهوات في نفوس الشباب وتحرّك في نفوسهم الملذات المحرمة من خلال نشر صور العُري والفواحش والرذائل والممارسات الفاسدة ، فإذا نظر إليها الشاب وشاهدها هيَّجت في نفسه الحرام وحرّكت في نفسه مقاربة الباطل والاقبال عليه وأضعفت دينه وإيمانه وأبعدته عن طاعة الله سبحانه وتعالى .
وإذا قلبت أيضا الصفحة ونظرت في جانب آخر ؛ ما يوجد في هذه الأجهزة وبكثرة شديدة من ملهيات ووسائل لتمضية الوقت بالألعاب الالكترونية التي أخذت الأوقات الطويلة من كثير من الشباب ؛ فأثرت على أعصابهم ، وأثرت على عقولهم ، وأثرت على أفكارهم ، وأثرت على أبصارهم ، وأثرت على صحتهم ، وأثرت أيضًا على حفظهم لأوقاتهم ، حتى إن بعض الشباب يستغرق في بعض اللعب التي في هذه الأجهزة فيدخل وقت الصلاة ويخرج وهو مشدوه بهذا اللعب منصرف إليه مقبلة نفسه عليه معرضة عن طاعة الله وأداء فريضة الإسلام العظيمة؛ الصلاة .
وإذا قلبت أيضًا الصفحة ونظرت في جانب آخر مما في هذه الأجهزة ترى أن من ورائها خلْق لا همَّ لهم إلا إفساد المسلمين وإبعادهم عن دينهم من أعداء دين الله سبحانه وتعالى ، ويمكرون ويخططون ويدبِّرون ويقدِّمون البرامج المتنوعة التي تشد الشباب والتي لا يقصدون من ورائها إلا صرفهم عن دين الله ، حتى إن هؤلاء ليخطِّطون من البرامج ما يختص بشهر رمضان خاصة ويخططون له من شهور كثيرة قبل رمضان حتى يبعدوا الناس عن بركات رمضان وخيراته العظيمة ، وتجد أبناء المسلمين وبناتهم ينساقون وراء هذه البرامج ووراء هذه الأشياء تعد لهم ولا يعلمون أنهم يحفر لهم حُفَرٌ تهوي بهم في النار والعياذ بالله وتبعدهم عن طاعة الله ، بل إن بعض هذه الأمور تنقل المسلم عن دينه ، حتى إنه والله إن بعض الشباب ألحد وارتدّ عن الدين -إي والله- والله بعض الشباب ألحد وارتدّ عن دين الله سبحانه وتعالى بسبب ركونه إلى هذه الأجهزة ومتابعته لما يُبَثُّ ويُنشَرُ فيها دون أن يَضبِط نفسه بضابط شرع ؛ وهذه مصيبة عظيمة . وكثير ما كان سببا في هلاك كثير من الشباب الفضول يقول نريد نرى ماذا عندهم ماذا يقولون ماذا يقدمون ، وينتقل ليرى من موقع إلى موقع ثم مع الأيام تتسلل والعياذ بالله الأفكار الخبيثة إلى قلبه والشبهات الممرضة إلى نفسه ثم يفاجئ فيما بعد أن قلبه مريض وهو الذي جنى على نفسه «وعلى نفسها جَنَت براقش» ، هو الذي جنى على نفسه لأن القلب تنفذ إليه الأمراض من السمع ومن البصر ، وهو أطال الاستماع لهؤلاء وأطال النظر إلى هؤلاء كيف يبقى القلب سليما ؟!
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له ***** إياك إياك أن تبتل بالماء.
لا يمكن ؛ ولهذا يجب على العبد أن يتقي الله وأن يذكر أن رب العالمين يسأله عن سمعه ويسأله عن بصره ويسأله عن فؤاده {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[الإسراء:36] ، وليذكر دومًا اطلاع الله سبحانه وتعالى عليه ورؤيته له وأنه جل وعلا لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ؛ فيكون له من ذلك أعظم رادع وأكبر زاجر ولا عاصم من هذه الفتن والأمور المهلكة إلا الله .
ينبغي علينا أجمعين أن نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى صادقين في لجوئنا أن يحفظنا في أنفسنا ، وأن يحفظنا في ذرياتنا، وأن يعيذنا إياهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يجنبنا سبل الردى ، وأن يهدينا إلى سبل السلام، وأن يخرجنا وإياهم من الظلمات إلى النور ، وأن يبارك لنا أجمعين في أسماعنا وأبصارنا وقواتنا ، وأن يجعلنا مباركين أينما كنا ، وأن يحفظنا وإياهم أجمعين بالإسلام قاعدين وبالإسلام راقدين ، وأن يهدينا وإياهم إليه صراطا مستقيما ، وأن يعيذنا وإياهم من أن نضل أو نُضل ، أو نزِل أو نُزل ، أو نظلم أو نظلم ، أو نجهل أو يُجهل علينا، نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى الذي بيده أزمة الأمور ومقاليد السماوات والأرض وبيده قلوب العباد ، بيده القلوب ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه . فنلجأ إليه أن يقيم قلوبنا على طاعته وقلوب أهلينا وذرياتنا والمسلمين ، وأن يعيذنا من الزيغ ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ............... " اه
انتهى مختصرًا من موقع الشيخ أ,د عبد الرزاق البدر حفظه الله جل وعلا
www.al-badr.net
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق