بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فقد صدق من قال : يفعل الجهل بصاحبه ما لا يفعل العدو بعدوه ، وإن للجهل أضرار كبيرة وعواقب وخيمة ، فالجهل هو ذلك الظلام الذي يمشي فيه الأعمى بكل غرور رغم أنه لا يعرف أين يضع قدمه .
وليست المشكلة في الجهل البسيط فكما قال الله سبحانه وتعالى : وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قلِيلًا ، فالجهل البسيط إذا صادف نفسا شريفة وقلبا منصفا فإنه سرعان ما يزول ويتحول إلى علم ونور يهتدي به صاحبه إلى الصراط المستقيم .
أما الجهل الذي نتكلم عنه هو الجهل المركب وهو أن يجهل الشخص شيئا ويجهل أنه يجهله ، فيحرم من طلب العلم والتعلم ويحرم من النور الذي أنعم الله به على عباده فيبقى في غيّه وسفاهته يخبط خبط العمياء في ظلمات ليل دامس .
حتى لا أطيل عليكم إخواني وأخواتي ، فموضوعنا اليوم يتكلم عن أخطر ما أُبتليت به الأمة الإسلامية في العصر الحديث أعني الدمقراطية ، وهذا الوثن يسعى جاهدا أذناب الغرب والجهال من المسلمين للترويج له وتزيينه عند ضعاف القلوب والعقول وعند من قدموا هدي الفلاسفة على هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
لقد تكلمت عن الدمقراطية في الجزء الأول وكنت أريد أن أنتقل إلى الجزء الثاني ولكن رأيت أنه من الضرورة أن أرد على بعض الشبهات المثارة خاصة أني رأيت ما ذكرني بمقال قرأته لأحد المؤسسات الدينية في إحدى الدول العربية حيث عملت جاهدة على تبرير الدمقراطية وزاد منهم من وصفها بأنها نفسها الشورى الإسلامية و العياذ بالله ، نعوذ بالله من الخدلان وسوء المنقلب .
قد بَيَّنَّا بأحسن بيان علاقة الدمقراطية بالعقد الإجتماعي ، وقلنا أن الدمقراطية تعني حكم الشعب أو السيادة للشعب ، والسيادة هي السلطة العليا التي ليس فوقها سلطان ، و قلنا بأن الأساس الذي جعل هؤلاء الفلاسفة يرجعون السيادة للشعب هو تصورهم لما يسمى بالعقد الإجتماعي .
فما هو العقد الإجتماعي ؟ نعيد تعريفه بإختصار
هو تعاقد بين الناس على تشريع يحكمهم وعلى إختيار حاكم يحكم بذلك التشريع ، هذا بإختصار ، وهذا التصور هو نتيجة لإعتقاد أنّ هؤلاء البشر كانوا يعيشون فوضى ولم يكن لهم تشريع يحكمهم ، وبمعنى آخر يعتقدون أن بداية البشر كانت فوضى ، وهذا مخالف لعقيدتنا الذي نعتقدها وهي أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم وحواء وانزلهما إلى الأرض بعدما وسوس إليهما الشيطان وأكلا من الشجرة ، فكان أول إنسان على الأرض الذي هو آدم عليه السلام هاديا مهتديا معه شريعة ربانية تنظم العلاقات والمعاملات بين أولاده ومن بعدهم ، ومازال الله يرسل الرسل وينزل عليهم الشرائع التي تنظم حياة الناس ، فكان هذا التصور ناتج عن إيمان هذا القائل أن الخلق وُجدوا من غير خالق أو من خالق ليس له مهمة إلا الخلق وتركهم في فوضى ولم يرسل لهم رسلا ولم ينزل عليهم شريعة تحكمهم وتنظمهم.
هذا بإختصار حتى لا نطيل الكلام مما يعني أن الذي يؤمن بالعقد الإجتماعي لا يؤمن بأن الله أرسل رسلا وأنزل شريعة لأنه لو كان مؤمنا بهذا ما إحتاج إلى العقد الإجتماعي ليشرّع الأحكام والقوانين التي تنظم معاملات البشر ، فالإيمان بالعقد الإجتماعي يعني الكفر بالشرائع الربانية والكفر بالرسل عليهم الصلاة والسلام ، والإيمان بالرسل وشرائعهم يعني الكفر بالعقد الإجتماعي ، فلا شريعة إلا شريعة الخالق عز وجل ولا أحد أحق بالإتباع إلا الرسول عليهم الصلاة والسلام .
كل هذا حتى يفهم المسلم مخالفة هذا الأمر الدين الإسلام ولا يغتر بأقوال السفهاء والمفتونين .
السؤال : ما هي الشبهة التي يثيرها المرجفون حول الدمقراطية والعقد الإجتماعي ؟؟؟
الجواب : إن الشبهة التي يثيرونها هي أنهم لا يتكلمون عن الدمقراطيه وإنما عن فروعها وآلياتها ولا يتكلمون عن العقد الإجتماعي بما يتضمنه من كفر بالله عز وجل وانما يتكلمون عن جزء منه فقط وهو علاقة الحاكم والمحكوم وآليات إختيار الحاكم
مثال : لو تقول له معنى الدمقراطية يقول لك معناها أن الشعب له السلطة في إختيار الحاكم الذي يحكمه ، وهذا ما يسمى بالسلطة التنفيذية وينسى أو يتناسى أو يجهل أو يتجاهل أن للشعب أيضا سلطة التشريع وهذه هي المصيبة التي نتكلم عنها ، فأنا لم أتكلم عن آليات إختيار الحاكم و الشروط ومتى يجب عزله ، رغم أن الدمقراطية تخالف الإسلام حتى في هذا المجال يعني حتى في الفروع ، فاختيار الحاكم وعزله في الدمقراطية شيء وفي الإسلام شيء آخر ، ولكن ليس هذا موضوعنا فقد نتحدث عنه في موضوع مستقل ، فالموضوع أكبر من هذا فهو يتعلق بأصل العقيدة بالإيمان بالله والإيمان بشرائعه ورسله .
فنحن لم نتكلم عن هل الحكم يجب أن يكون ملكي مطلق أو جمهوري أو فدرالي أو غير ذلك ، فالأمر لا علاقة له بهذا فالنظام الملكي أو غيره أو بآلية إختيار الحاكم وشروط عزله بل له علاقة بالتشريع الذي هو حق الله وحده ، فالعقد الإجتماعي يعني أن يتعاقد البشر على تشريع يحكمهم وحاكم يحكم بهذا التشريع
ولهذا كان من الجهل والسفاهة أن نلتفت إلى الفرع ونحمل الأصل ، فالأصل الذي نتكلم عليه هو تعاقد البشر في ما بينهم على تشريع يحكمهم وهذا هو عين الكفر والإلحاد ، لأنه يعني أنهم لا يؤمنون بشريعة الله سبحانه ولهذا إحتاجوا إلى هذا العقد ليشرعوا لأنفسهم وتكون لهم السلطة في ذلك وهذا ما يخالف دين الإسلام كما سبق بيانه وتفصيله .
ولهذا عندما تقول الدمقراطية كفر يتخذ البعض هذا القول سخرية وذلك لأنهم لا يرون إلا آليات الدمقراطية أي سلطة الشعب في إختيار الحاكم ولا يلتفتون إلى أصل الدمقراطية وهي سلطة الشعب في التشريع وإختيار الشريعة التي تحكمهم وتحليل ما يرونه مناسبا وتحريم ما لا يرونه مناسبا و في التشريع الملزم .
أرجو من كل مسلم ومسلمة أن ينتبهوا لهذا ويركزوا في الأمر لأننا في زمن كثرت فيه الفتن والشبه وكثر الجهل والتعالم ، فعلى المسلم أن يعرف ين يسير وأين يضع قدمه وأن لا يقدّم هدي الفلاسفة السفهاء ومن اغتر بهم على هدي النبي صلى الله عليه و سلم وعليه أن لا يهجر كتاب الله ففيه الهدى وفيه الشريعة وفيه البيان والنجاة لمن إعتصم به
وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إلى ربه في قوله تعالى : وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا . الفرقان
وإلى من يتبع أفكار الفلاسفة ومن يسمون بمفكرين ويعرض عن ما جاء به النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29) الفرقان
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
فقد صدق من قال : يفعل الجهل بصاحبه ما لا يفعل العدو بعدوه ، وإن للجهل أضرار كبيرة وعواقب وخيمة ، فالجهل هو ذلك الظلام الذي يمشي فيه الأعمى بكل غرور رغم أنه لا يعرف أين يضع قدمه .
وليست المشكلة في الجهل البسيط فكما قال الله سبحانه وتعالى : وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قلِيلًا ، فالجهل البسيط إذا صادف نفسا شريفة وقلبا منصفا فإنه سرعان ما يزول ويتحول إلى علم ونور يهتدي به صاحبه إلى الصراط المستقيم .
أما الجهل الذي نتكلم عنه هو الجهل المركب وهو أن يجهل الشخص شيئا ويجهل أنه يجهله ، فيحرم من طلب العلم والتعلم ويحرم من النور الذي أنعم الله به على عباده فيبقى في غيّه وسفاهته يخبط خبط العمياء في ظلمات ليل دامس .
حتى لا أطيل عليكم إخواني وأخواتي ، فموضوعنا اليوم يتكلم عن أخطر ما أُبتليت به الأمة الإسلامية في العصر الحديث أعني الدمقراطية ، وهذا الوثن يسعى جاهدا أذناب الغرب والجهال من المسلمين للترويج له وتزيينه عند ضعاف القلوب والعقول وعند من قدموا هدي الفلاسفة على هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
لقد تكلمت عن الدمقراطية في الجزء الأول وكنت أريد أن أنتقل إلى الجزء الثاني ولكن رأيت أنه من الضرورة أن أرد على بعض الشبهات المثارة خاصة أني رأيت ما ذكرني بمقال قرأته لأحد المؤسسات الدينية في إحدى الدول العربية حيث عملت جاهدة على تبرير الدمقراطية وزاد منهم من وصفها بأنها نفسها الشورى الإسلامية و العياذ بالله ، نعوذ بالله من الخدلان وسوء المنقلب .
قد بَيَّنَّا بأحسن بيان علاقة الدمقراطية بالعقد الإجتماعي ، وقلنا أن الدمقراطية تعني حكم الشعب أو السيادة للشعب ، والسيادة هي السلطة العليا التي ليس فوقها سلطان ، و قلنا بأن الأساس الذي جعل هؤلاء الفلاسفة يرجعون السيادة للشعب هو تصورهم لما يسمى بالعقد الإجتماعي .
فما هو العقد الإجتماعي ؟ نعيد تعريفه بإختصار
هو تعاقد بين الناس على تشريع يحكمهم وعلى إختيار حاكم يحكم بذلك التشريع ، هذا بإختصار ، وهذا التصور هو نتيجة لإعتقاد أنّ هؤلاء البشر كانوا يعيشون فوضى ولم يكن لهم تشريع يحكمهم ، وبمعنى آخر يعتقدون أن بداية البشر كانت فوضى ، وهذا مخالف لعقيدتنا الذي نعتقدها وهي أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم وحواء وانزلهما إلى الأرض بعدما وسوس إليهما الشيطان وأكلا من الشجرة ، فكان أول إنسان على الأرض الذي هو آدم عليه السلام هاديا مهتديا معه شريعة ربانية تنظم العلاقات والمعاملات بين أولاده ومن بعدهم ، ومازال الله يرسل الرسل وينزل عليهم الشرائع التي تنظم حياة الناس ، فكان هذا التصور ناتج عن إيمان هذا القائل أن الخلق وُجدوا من غير خالق أو من خالق ليس له مهمة إلا الخلق وتركهم في فوضى ولم يرسل لهم رسلا ولم ينزل عليهم شريعة تحكمهم وتنظمهم.
هذا بإختصار حتى لا نطيل الكلام مما يعني أن الذي يؤمن بالعقد الإجتماعي لا يؤمن بأن الله أرسل رسلا وأنزل شريعة لأنه لو كان مؤمنا بهذا ما إحتاج إلى العقد الإجتماعي ليشرّع الأحكام والقوانين التي تنظم معاملات البشر ، فالإيمان بالعقد الإجتماعي يعني الكفر بالشرائع الربانية والكفر بالرسل عليهم الصلاة والسلام ، والإيمان بالرسل وشرائعهم يعني الكفر بالعقد الإجتماعي ، فلا شريعة إلا شريعة الخالق عز وجل ولا أحد أحق بالإتباع إلا الرسول عليهم الصلاة والسلام .
كل هذا حتى يفهم المسلم مخالفة هذا الأمر الدين الإسلام ولا يغتر بأقوال السفهاء والمفتونين .
السؤال : ما هي الشبهة التي يثيرها المرجفون حول الدمقراطية والعقد الإجتماعي ؟؟؟
الجواب : إن الشبهة التي يثيرونها هي أنهم لا يتكلمون عن الدمقراطيه وإنما عن فروعها وآلياتها ولا يتكلمون عن العقد الإجتماعي بما يتضمنه من كفر بالله عز وجل وانما يتكلمون عن جزء منه فقط وهو علاقة الحاكم والمحكوم وآليات إختيار الحاكم
مثال : لو تقول له معنى الدمقراطية يقول لك معناها أن الشعب له السلطة في إختيار الحاكم الذي يحكمه ، وهذا ما يسمى بالسلطة التنفيذية وينسى أو يتناسى أو يجهل أو يتجاهل أن للشعب أيضا سلطة التشريع وهذه هي المصيبة التي نتكلم عنها ، فأنا لم أتكلم عن آليات إختيار الحاكم و الشروط ومتى يجب عزله ، رغم أن الدمقراطية تخالف الإسلام حتى في هذا المجال يعني حتى في الفروع ، فاختيار الحاكم وعزله في الدمقراطية شيء وفي الإسلام شيء آخر ، ولكن ليس هذا موضوعنا فقد نتحدث عنه في موضوع مستقل ، فالموضوع أكبر من هذا فهو يتعلق بأصل العقيدة بالإيمان بالله والإيمان بشرائعه ورسله .
فنحن لم نتكلم عن هل الحكم يجب أن يكون ملكي مطلق أو جمهوري أو فدرالي أو غير ذلك ، فالأمر لا علاقة له بهذا فالنظام الملكي أو غيره أو بآلية إختيار الحاكم وشروط عزله بل له علاقة بالتشريع الذي هو حق الله وحده ، فالعقد الإجتماعي يعني أن يتعاقد البشر على تشريع يحكمهم وحاكم يحكم بهذا التشريع
ولهذا كان من الجهل والسفاهة أن نلتفت إلى الفرع ونحمل الأصل ، فالأصل الذي نتكلم عليه هو تعاقد البشر في ما بينهم على تشريع يحكمهم وهذا هو عين الكفر والإلحاد ، لأنه يعني أنهم لا يؤمنون بشريعة الله سبحانه ولهذا إحتاجوا إلى هذا العقد ليشرعوا لأنفسهم وتكون لهم السلطة في ذلك وهذا ما يخالف دين الإسلام كما سبق بيانه وتفصيله .
ولهذا عندما تقول الدمقراطية كفر يتخذ البعض هذا القول سخرية وذلك لأنهم لا يرون إلا آليات الدمقراطية أي سلطة الشعب في إختيار الحاكم ولا يلتفتون إلى أصل الدمقراطية وهي سلطة الشعب في التشريع وإختيار الشريعة التي تحكمهم وتحليل ما يرونه مناسبا وتحريم ما لا يرونه مناسبا و في التشريع الملزم .
أرجو من كل مسلم ومسلمة أن ينتبهوا لهذا ويركزوا في الأمر لأننا في زمن كثرت فيه الفتن والشبه وكثر الجهل والتعالم ، فعلى المسلم أن يعرف ين يسير وأين يضع قدمه وأن لا يقدّم هدي الفلاسفة السفهاء ومن اغتر بهم على هدي النبي صلى الله عليه و سلم وعليه أن لا يهجر كتاب الله ففيه الهدى وفيه الشريعة وفيه البيان والنجاة لمن إعتصم به
وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إلى ربه في قوله تعالى : وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا . الفرقان
وإلى من يتبع أفكار الفلاسفة ومن يسمون بمفكرين ويعرض عن ما جاء به النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29) الفرقان
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق