بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
نكمل بحول الله تعالى وقوته وفضله ومِنَّتِه ما بدأنا به في ما يخص الدمقراطية .
إن النظام الدمقراطي يُؤَسّس على ما يسمى بالتعددية الحزبية غالبا ، وهذا النظام وضعه الإستعمار لكي يبقى أبناء البلد الواحد في صراع ونزاع وتضعف شوكتهم
قال الله تعالى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)
وقال الله تعالى :وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) الأنفال .
وفي ظلّ التعددية الحزبية يستطيع أي شخص أن يؤسس حزبا فله الحرية المطلقة في ذلك وله أن يدعو إلى الأفكار التي يشاء ، فكل حزب له رايته وكل حزب له منهجه ومعتقده ، و تتصارع هذه الأحزاب في ما بينها تارة وبينها وبين السطلة وحزبها تارة أخرى ، والذي يجمع هذه الأحزاب جميعا على تنوع مشاربها هو أنهم جميعا يخضعون للنظام الدمقراطي و قد تكلمنا في الجزء الأول عن مناقضة الدمقراطية للإسلام ولهذا فمن السفه والحمق أن يتم تأسيس حزب يخضع لهذا النظام و يسمى حزب إسلامي ، فهو أشبه بقولك صنم إسلامي أو وثن إسلامي أو في أقل الأحوال خمر إسلامي أو رشوة إسلامية وإنا لله وإنا إليه راجعون .
هل يقول مسلم عاقل أنه يجوز لأي شخص مهما كان معتقده أن يؤسّس حزبا وينافس في الحكم وفي التشريع ؟؟
يأتي الشيوعي فيؤسس حزبا ، يأتي العلماني فيؤسس حزبا ، يأتي النصراني فيؤسس حزبا ، يأتي الملحد فيؤسس حزبا ............؛ إلخ ، فماذا بقي من الإسلام إن تمّ التمكين لهؤلاء في بلاد المسلمين ؟
هل بعد كل هذا يأتي السفهاء الذين يرتدون ثياب الدعاة زورا وبهتان ليقولوا إن الدمقراطية هي الشورى الإسلامية !!!!!!
منذ متى كان يسمح في الإسلام للملحد بأن يؤسس حزبا وينافس على الحكم ؟ منذ متى كان يسمح للملحد بأن يدعو إلى أفكاره جهارا ونهارا ويكتّل ويحزّب الناس تحت رايته ؟ منذ متى كان يسمح الإسلام أصلا بمناقشة الأمور القطعية المعلومة من الدين بالضرورة ؟
و المصيبة الكبرى أن كل الأحزاب على إختلاف توجهاتهم ومعتقداتهم فإنهم يتحاكمون إلى الشعب إلى الأغلبية ، فمن كانت معه الأغلبية فهو الذي له حق التشريع ، بين في الإسلام التحاكم إلى الله عز وجل وإلى رسوله وأن حكم الله هو النافذ وإن عارضته الأغلبية ، ولكن في الدمقراطية الحكم للأغلبية ، فإن وافقت الأغلبية على إباحة الزنا أو إباحة الخمر و الربا فلها ذلك، وحتى الذي يزعم أنه يشارك في الدمقراطية من أجل الحكم بشرع الله فإنه سيتحاكم إلى الأغلبية أي أن شرع الله لا يمكن أن يطبّقه إلا إذا وافقت عليه الأغلبية فتكون سلطة الشعب أعلى من سلطة الله عز وجل عياذا بالله .
والتحاكم لا يكون إلا لكتاب الله وسنة رسوله وهذا من الأصول حيث نفى الله سبحانه الإيمان عن من لا يرضى بتحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى :فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) النساء
فقد بين الله سبحانه أنه لا يمكن لأي شخص أن يكون مؤمنا حتى يحكّم الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمر وأن لا يجد في نفسه حرج وأن يسلّم تسليما
بينما في الدمقراطية لا تكون مؤمنا بها حتى تحكّم الأغلبية ثم لا تنازع في النتيجة وتسلّم بها .
وقد قال الله سبحانه وتعالى عن الذي لا يريد تحكيم رسول الله ويريد تحكيم الطاغوت فإيمانه مزعوم
قال الله تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) النساء
فالمؤمن لا يتحاكم إلا لله ورسوله وكل حكم خالف حكم الله ورسوله فهو حكم الطاغوت ، فالتحاكم إلى الأغلبية هو تحاكم إلى الطاغوت ، فكيف لمن يزعم أنهم مؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتحاكم إليه بل يتحاكم إلى أغلبية غوغائية !!!
وهذه الأحزاب تفرّق بين المسلمين ، فكل شخص يؤسس حزبا فإنه سيرفع لواءه ويضم تحته مجموعة فتصبح الأمة فرقا وأحزابا تتصارع من أجل الحكم ولكل حزب برنامح ومنهج يسير عليه ويخلق تعصبا للأفراد فكل حزب يرى أنه هو معه الحق وهو الأحق بالحكم
وقال الله تعالى :إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الأنبياء
وقال الله تعالى : وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) الأنفال
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى.
الراوي:النعمان بن بشير المحدث:مسلم المصدر:صحيح مسلم الجزء أو الصفحة:2586 حكم المحدث:[صحيح]
نسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا ويغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
نكمل بحول الله تعالى وقوته وفضله ومِنَّتِه ما بدأنا به في ما يخص الدمقراطية .
إن النظام الدمقراطي يُؤَسّس على ما يسمى بالتعددية الحزبية غالبا ، وهذا النظام وضعه الإستعمار لكي يبقى أبناء البلد الواحد في صراع ونزاع وتضعف شوكتهم
قال الله تعالى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)
وقال الله تعالى :وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) الأنفال .
وفي ظلّ التعددية الحزبية يستطيع أي شخص أن يؤسس حزبا فله الحرية المطلقة في ذلك وله أن يدعو إلى الأفكار التي يشاء ، فكل حزب له رايته وكل حزب له منهجه ومعتقده ، و تتصارع هذه الأحزاب في ما بينها تارة وبينها وبين السطلة وحزبها تارة أخرى ، والذي يجمع هذه الأحزاب جميعا على تنوع مشاربها هو أنهم جميعا يخضعون للنظام الدمقراطي و قد تكلمنا في الجزء الأول عن مناقضة الدمقراطية للإسلام ولهذا فمن السفه والحمق أن يتم تأسيس حزب يخضع لهذا النظام و يسمى حزب إسلامي ، فهو أشبه بقولك صنم إسلامي أو وثن إسلامي أو في أقل الأحوال خمر إسلامي أو رشوة إسلامية وإنا لله وإنا إليه راجعون .
هل يقول مسلم عاقل أنه يجوز لأي شخص مهما كان معتقده أن يؤسّس حزبا وينافس في الحكم وفي التشريع ؟؟
يأتي الشيوعي فيؤسس حزبا ، يأتي العلماني فيؤسس حزبا ، يأتي النصراني فيؤسس حزبا ، يأتي الملحد فيؤسس حزبا ............؛ إلخ ، فماذا بقي من الإسلام إن تمّ التمكين لهؤلاء في بلاد المسلمين ؟
هل بعد كل هذا يأتي السفهاء الذين يرتدون ثياب الدعاة زورا وبهتان ليقولوا إن الدمقراطية هي الشورى الإسلامية !!!!!!
منذ متى كان يسمح في الإسلام للملحد بأن يؤسس حزبا وينافس على الحكم ؟ منذ متى كان يسمح للملحد بأن يدعو إلى أفكاره جهارا ونهارا ويكتّل ويحزّب الناس تحت رايته ؟ منذ متى كان يسمح الإسلام أصلا بمناقشة الأمور القطعية المعلومة من الدين بالضرورة ؟
و المصيبة الكبرى أن كل الأحزاب على إختلاف توجهاتهم ومعتقداتهم فإنهم يتحاكمون إلى الشعب إلى الأغلبية ، فمن كانت معه الأغلبية فهو الذي له حق التشريع ، بين في الإسلام التحاكم إلى الله عز وجل وإلى رسوله وأن حكم الله هو النافذ وإن عارضته الأغلبية ، ولكن في الدمقراطية الحكم للأغلبية ، فإن وافقت الأغلبية على إباحة الزنا أو إباحة الخمر و الربا فلها ذلك، وحتى الذي يزعم أنه يشارك في الدمقراطية من أجل الحكم بشرع الله فإنه سيتحاكم إلى الأغلبية أي أن شرع الله لا يمكن أن يطبّقه إلا إذا وافقت عليه الأغلبية فتكون سلطة الشعب أعلى من سلطة الله عز وجل عياذا بالله .
والتحاكم لا يكون إلا لكتاب الله وسنة رسوله وهذا من الأصول حيث نفى الله سبحانه الإيمان عن من لا يرضى بتحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى :فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) النساء
فقد بين الله سبحانه أنه لا يمكن لأي شخص أن يكون مؤمنا حتى يحكّم الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمر وأن لا يجد في نفسه حرج وأن يسلّم تسليما
بينما في الدمقراطية لا تكون مؤمنا بها حتى تحكّم الأغلبية ثم لا تنازع في النتيجة وتسلّم بها .
وقد قال الله سبحانه وتعالى عن الذي لا يريد تحكيم رسول الله ويريد تحكيم الطاغوت فإيمانه مزعوم
قال الله تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) النساء
فالمؤمن لا يتحاكم إلا لله ورسوله وكل حكم خالف حكم الله ورسوله فهو حكم الطاغوت ، فالتحاكم إلى الأغلبية هو تحاكم إلى الطاغوت ، فكيف لمن يزعم أنهم مؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتحاكم إليه بل يتحاكم إلى أغلبية غوغائية !!!
وهذه الأحزاب تفرّق بين المسلمين ، فكل شخص يؤسس حزبا فإنه سيرفع لواءه ويضم تحته مجموعة فتصبح الأمة فرقا وأحزابا تتصارع من أجل الحكم ولكل حزب برنامح ومنهج يسير عليه ويخلق تعصبا للأفراد فكل حزب يرى أنه هو معه الحق وهو الأحق بالحكم
وقال الله تعالى :إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الأنبياء
وقال الله تعالى : وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) الأنفال
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى.
الراوي:النعمان بن بشير المحدث:مسلم المصدر:صحيح مسلم الجزء أو الصفحة:2586 حكم المحدث:[صحيح]
نسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا ويغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق