بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
مازلنا في سلسلة الوثن الذي صنعه الغرب بفضلاتهم ونجاسات أفكارهم أعني الدمقراطية .
معلوم أن محاولة كسر الأصنام هي من أصعب المهمّات ولذلك كانت هذه مهمة الأنبياء حيث عملوا على تخليص قلوب الناس منها ثم كسرها بعد أن مكّن الله لهم مثلما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة وكسّر الأصنام وقال جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ، وكان ذلك بعد سنوات من العناء والجهاد والألم ، وقضى نوح عليه السلام 1000 سنة وهو يدعو قومه أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، فكانت مهمة الرسل إبطال التعلق بغير الله والخضوع له سبحانه وحده والإنقياد التام لشريعته وعدم التعلق بأرواح غائبة أو أفكار خائبة أو الخضوع والتذلل لأفكار بشرية لو قارنتها ببيت الخلاء لكان بيت الخلاء أفضل أكرمكم الله
ولهذا لم نستغرب وجود بعض الغربان الناعقة رافعة أيديها زاعقة منددة بالدمقراطية ومحاولة تصويرها على أنها الفردوس الأرضي ، ولا تزال هذه الغربان تثير نفس الشبه التي تم دكّها دكّا وذلك إما لخبثهم ومكرهم و هذه مصيبة وإما لجهلهم الفاضح وهنا المصيبة أعظم .
و مما يزيد الأمر تعقيدا هو أن هؤلاء الغربان من دعاة منهج الحاكمية الذين إتخذوا من منازعة الحاكم دينا وهذا من أغرب المناهج التي عرفتها البشرية ويزيد الأمر غرابة عندما يتّم نسبة هذا الإنحراف إلى الدين .
فهذا المنهج المنحرف لم يعرفه الأنبياء و الرسل ، فلم يأتي الرسل لمنازعة أقوامهم في ملكهم بل جاؤوا لتخليص الناس من العبودية لغير الله وتصفية عقائدهم من الشرك والبدع وتربيتهم على الوحي المعصوم .
هل قال إبراهيم عليه السلام للنمرود اعطني الملك ؟ وهل نازعه في ملكه ؟ وهل حرّض قومه عليه ؟
هل نازع موسى عليه السلام فرعون أكبر طاغية على وجه الأرض ؟ هل نازعه في ملكه ؟ هل حرّض قومه عليه ؟
قال الله تعالى : وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) الأعراف
لقد فعل فرعون في بني إسرائيل العجب العجاب فكان يقتّل أبناهم حتى يكون قاهرا لهم ، فماذا أجاب موسى عليه السلام ؟
قال : استعينوا بالله واصبروا ، وأخبرهم أن الأرض لله يورثها من يشاء وعندما قالوا له أؤذينا من قبل ومن بعد قال لهم : عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض
السؤال الموجه لهؤلاء الجهال والعاهات الذين ملؤوا الدنيا صراخا وعويلا : هل كان موسى عليه السلام داعما لدكتاتورية فرعون إن صحّ التعبير ؟ فليجيبونا بعلم إن كانوا قادرين وصادقين
ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم قدوة ، هل نازع النبي صلى الله عليه وسلم قريشا في حكمهم ؟
ماذا فعل عندما كان يرى آل ياسر يُعذَّبون؟؟ قال لهم : صبرا آل ياسر فموعدكم الجنة
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه قريش الملك ورفضه ، لماذا ؟ ببساطة لأن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء المرسلين هو إصلاح المجتمعات وتخليصهم من العبودية لغير الله و دعوتهم لأن يسلموا قلوبهم لرب العالمين والتمكين من عند الله عز وجل وحده
قال الله تعالى :وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 55 النور
ولا أريد أن أتفرّع كثيرا في هذا وسيكون موضوعا مستقلا بإذن الله في المنشورات القادمة .......... يتبع
مازلنا في سلسلة الوثن الذي صنعه الغرب بفضلاتهم ونجاسات أفكارهم أعني الدمقراطية .
معلوم أن محاولة كسر الأصنام هي من أصعب المهمّات ولذلك كانت هذه مهمة الأنبياء حيث عملوا على تخليص قلوب الناس منها ثم كسرها بعد أن مكّن الله لهم مثلما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة وكسّر الأصنام وقال جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ، وكان ذلك بعد سنوات من العناء والجهاد والألم ، وقضى نوح عليه السلام 1000 سنة وهو يدعو قومه أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، فكانت مهمة الرسل إبطال التعلق بغير الله والخضوع له سبحانه وحده والإنقياد التام لشريعته وعدم التعلق بأرواح غائبة أو أفكار خائبة أو الخضوع والتذلل لأفكار بشرية لو قارنتها ببيت الخلاء لكان بيت الخلاء أفضل أكرمكم الله
ولهذا لم نستغرب وجود بعض الغربان الناعقة رافعة أيديها زاعقة منددة بالدمقراطية ومحاولة تصويرها على أنها الفردوس الأرضي ، ولا تزال هذه الغربان تثير نفس الشبه التي تم دكّها دكّا وذلك إما لخبثهم ومكرهم و هذه مصيبة وإما لجهلهم الفاضح وهنا المصيبة أعظم .
و مما يزيد الأمر تعقيدا هو أن هؤلاء الغربان من دعاة منهج الحاكمية الذين إتخذوا من منازعة الحاكم دينا وهذا من أغرب المناهج التي عرفتها البشرية ويزيد الأمر غرابة عندما يتّم نسبة هذا الإنحراف إلى الدين .
فهذا المنهج المنحرف لم يعرفه الأنبياء و الرسل ، فلم يأتي الرسل لمنازعة أقوامهم في ملكهم بل جاؤوا لتخليص الناس من العبودية لغير الله وتصفية عقائدهم من الشرك والبدع وتربيتهم على الوحي المعصوم .
هل قال إبراهيم عليه السلام للنمرود اعطني الملك ؟ وهل نازعه في ملكه ؟ وهل حرّض قومه عليه ؟
هل نازع موسى عليه السلام فرعون أكبر طاغية على وجه الأرض ؟ هل نازعه في ملكه ؟ هل حرّض قومه عليه ؟
قال الله تعالى : وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) الأعراف
لقد فعل فرعون في بني إسرائيل العجب العجاب فكان يقتّل أبناهم حتى يكون قاهرا لهم ، فماذا أجاب موسى عليه السلام ؟
قال : استعينوا بالله واصبروا ، وأخبرهم أن الأرض لله يورثها من يشاء وعندما قالوا له أؤذينا من قبل ومن بعد قال لهم : عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض
السؤال الموجه لهؤلاء الجهال والعاهات الذين ملؤوا الدنيا صراخا وعويلا : هل كان موسى عليه السلام داعما لدكتاتورية فرعون إن صحّ التعبير ؟ فليجيبونا بعلم إن كانوا قادرين وصادقين
ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم قدوة ، هل نازع النبي صلى الله عليه وسلم قريشا في حكمهم ؟
ماذا فعل عندما كان يرى آل ياسر يُعذَّبون؟؟ قال لهم : صبرا آل ياسر فموعدكم الجنة
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه قريش الملك ورفضه ، لماذا ؟ ببساطة لأن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء المرسلين هو إصلاح المجتمعات وتخليصهم من العبودية لغير الله و دعوتهم لأن يسلموا قلوبهم لرب العالمين والتمكين من عند الله عز وجل وحده
قال الله تعالى :وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 55 النور
ولا أريد أن أتفرّع كثيرا في هذا وسيكون موضوعا مستقلا بإذن الله في المنشورات القادمة .......... يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق