بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
إن موضوعنا مازال مستمرا و لكن قبل أن نتقل إلى الجزء الموالي من الدمقراطية فإنه يلزم علينا وجوبا أن نرد كل شبهة مثارة حولها حتى يكون قلب المسلم صافيا سليما لا يعكِّر صفوه الغبش ، ويلزم علينا وجوبا من باب الأمر بالمعروف النهي عن المنكر أن ندّك كل باطل حتى ندفنه تحت التراب .
في ظلّ مصيبة الدمقراطية التي لا مبدأ لها و التي تملؤها التناقضات والأوهام والخيالات رأينا العجب العجاب ، فترى بعض الناس ينقلون أخبارا غريبة وعلى سبيل المجاز كمن يقول لك إن الغزال إفترس أسدا أو أن البقرة أكلت لحما أو أن الكلب أكل عشبا ............ إلخ
فمن العجائب أن يتم إتهام دولة تسعى لنشر الدمقراطية في العالم وتفرضها بالقوة أنها ضد الدمقراطية !!!
وسبب ذلك أن المسكين يرى أن هذه الدولة هي طاغية ظالمة ولكن عقله لا يستطيع أبدا أن يتصور ظلم الدمقراطية ، لأن مصادر إلهامه لقنوه أن الدمقراطية هي عدالة وحقوق وإنسانية وحرية .....؛؛ إلخ من تلك الشعارات الرنانة والجميلة والتي لا يعجز عن قولها أحد حتى هتلر يستطيع أن يقول هذا .
ولم يفهم هؤلاء المغبونين في أرائهم أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لإقامة دولة دمقراطية عالمية وبتعبير أصح دولة لادنية عالمية تلغى فيها سيادة الرب عز وجل وتعطى لذات وهمية تسمى الشعب ، حتى يلغى الإله من فكر البشر ويستطيع اليهود أن يقيم دولتهم العالمية المنشودة التي يعتبرون أن الدين هو العائق الوحيد في طريقهم . كيف ذلك ؟
نحن نعلم جيدا أن الدمقراطية مرتبطة بمبدأ المواطنة الذي يلغي الفوارق الدينية ويجمع الناس على أساس الوطن مما يسهّل لليهود توغلهم في السلطة وفي صناعة القرار وذلك لأنهم مواطنون لديهم بطاقة التعريف ، فعندما سيأتي اليهودي الجزائري مثلا ليتقدم لمنصب وزارة أو مناصب حساسة في الدولة فإنهم لن يسألوه عن دينه فهو مواطن جزائري وله كل حقوق المواطنة .
وعندما يغيب الحكم الرباني من وعي الناس فإن اليهود هم من سيملؤون ذلك الفراغ بنقيض الوحي .
فخلاصة الكلام : الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإقامة دولة دمقراطية عالمية وكل من يحاول تغيير النظام الدمقراطي فإنها ستكون له بالمرصاد ولنا في أفغانستان خير مثال ، لأن زوال الدمقراطية تعني زوال حضارتهم وزوال حلمهم المنشود وسقوط سلطانهم .
ولكن بعض المغبونين لديهم شبهة أن أمريكا رفضت الدمقراطية عندما وصل إلى الحكم من لا يوافق أهواءهم .
الجواب : هذا غير صحيح ، فرفض أمريكا لبعض الأشخاص ليس رفضا للدمقراطية وإنما رفضا لمن تراه تهديدا للدمقراطية ، فالصندوق ليس هو الدمقراطية إنما هو وسيلة فقط من وسائل الدمقراطية وذلك لأن بعض الأشخاص أرادوا أن يتخذوا من الدمقراطية سبيلا للإنقلاب على الدمقراطية كما حدث في الجزائر في التسعينات وهذا يبين لنا جليّا تناقض الدمقراطية ومن يتبعها أو يشارك فيها وكان نتيجة هذا الإختلاف ازهاق أرواح بريئة ......... فتبّا ثم تبّا للدمقراطية .
وهناك شبهة أخرى هي أخطر من ذلك و التي تقول : أنه مادام الشعب مسلما فإنه سيقوم بإرساء الدمقراطية على حسب عقيدته بحيث لا يشرّع إلا ما شرعه الله سبحانه .
هذه أكبر شبهة تروج عند المسلمين الذين يعتقدون أنهم بهذا نجوا من الإنحراف في العقيدة حيث هذبوا الدمقراطية بعقيدتهم الإسلامية .
الجواب عن هذه الشبهة : بغض النظر عن الواقع وعن إذا كان الشعب سيختار من لا ينتهك التشريعات الربانية وبغض النظر على إلتزام المشرّعين بالشريعة الإسلامية ، بغض النظر عن كل هذا فإن هذا لا ينجيك من دائرة الخطر .
كيف ذلك ؟ الذي يفهم معنى العبودية وأنها إستسلام لله سبحانه وإنقياد وخضوع له ولأمره وحكمه وهذا الذي خلقنا الله من أجله .......... الذي يفهم هذا لن تروج عليه هذه الشبهة .
لأن الشريعة الإسلامية إن تم العمل بها والحكم بها في هذه الحالة فلن يكون ذلك خضوعا لله سبحانه وعبادة له ، بل يكون ذلك لأن الشعب إختار هذا ، فدائما هناك سلطة فوق سلطة الشريعة الإسلامية .
مثال : لو يأتي أحد من البرلمان ويصدر قانون قطع يد السارق ويوافق عليه الأغلبية لأنه موافق لعقيدتهم ، فإن هذا الحكم سيتم تطبيقه لأن الشعب إختاره ووافق عليه لا لأنه حكم الله سبحانه
والله تعالى يقول : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36) الأحزاب
و في المواضيع القادمة سنبين بإذن الله كيف أن الدمقراطية تكفر بنفسها أي أن الدمقراطية تكفر بالدمقراطية وبعض التناقضات التي تتميز بها .
نسأل الله أن يكف بأس الناعقين وبأس الأصوات النشاز وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ويجعل عملنا خالصا له وحده وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
إن موضوعنا مازال مستمرا و لكن قبل أن نتقل إلى الجزء الموالي من الدمقراطية فإنه يلزم علينا وجوبا أن نرد كل شبهة مثارة حولها حتى يكون قلب المسلم صافيا سليما لا يعكِّر صفوه الغبش ، ويلزم علينا وجوبا من باب الأمر بالمعروف النهي عن المنكر أن ندّك كل باطل حتى ندفنه تحت التراب .
في ظلّ مصيبة الدمقراطية التي لا مبدأ لها و التي تملؤها التناقضات والأوهام والخيالات رأينا العجب العجاب ، فترى بعض الناس ينقلون أخبارا غريبة وعلى سبيل المجاز كمن يقول لك إن الغزال إفترس أسدا أو أن البقرة أكلت لحما أو أن الكلب أكل عشبا ............ إلخ
فمن العجائب أن يتم إتهام دولة تسعى لنشر الدمقراطية في العالم وتفرضها بالقوة أنها ضد الدمقراطية !!!
وسبب ذلك أن المسكين يرى أن هذه الدولة هي طاغية ظالمة ولكن عقله لا يستطيع أبدا أن يتصور ظلم الدمقراطية ، لأن مصادر إلهامه لقنوه أن الدمقراطية هي عدالة وحقوق وإنسانية وحرية .....؛؛ إلخ من تلك الشعارات الرنانة والجميلة والتي لا يعجز عن قولها أحد حتى هتلر يستطيع أن يقول هذا .
ولم يفهم هؤلاء المغبونين في أرائهم أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لإقامة دولة دمقراطية عالمية وبتعبير أصح دولة لادنية عالمية تلغى فيها سيادة الرب عز وجل وتعطى لذات وهمية تسمى الشعب ، حتى يلغى الإله من فكر البشر ويستطيع اليهود أن يقيم دولتهم العالمية المنشودة التي يعتبرون أن الدين هو العائق الوحيد في طريقهم . كيف ذلك ؟
نحن نعلم جيدا أن الدمقراطية مرتبطة بمبدأ المواطنة الذي يلغي الفوارق الدينية ويجمع الناس على أساس الوطن مما يسهّل لليهود توغلهم في السلطة وفي صناعة القرار وذلك لأنهم مواطنون لديهم بطاقة التعريف ، فعندما سيأتي اليهودي الجزائري مثلا ليتقدم لمنصب وزارة أو مناصب حساسة في الدولة فإنهم لن يسألوه عن دينه فهو مواطن جزائري وله كل حقوق المواطنة .
وعندما يغيب الحكم الرباني من وعي الناس فإن اليهود هم من سيملؤون ذلك الفراغ بنقيض الوحي .
فخلاصة الكلام : الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإقامة دولة دمقراطية عالمية وكل من يحاول تغيير النظام الدمقراطي فإنها ستكون له بالمرصاد ولنا في أفغانستان خير مثال ، لأن زوال الدمقراطية تعني زوال حضارتهم وزوال حلمهم المنشود وسقوط سلطانهم .
ولكن بعض المغبونين لديهم شبهة أن أمريكا رفضت الدمقراطية عندما وصل إلى الحكم من لا يوافق أهواءهم .
الجواب : هذا غير صحيح ، فرفض أمريكا لبعض الأشخاص ليس رفضا للدمقراطية وإنما رفضا لمن تراه تهديدا للدمقراطية ، فالصندوق ليس هو الدمقراطية إنما هو وسيلة فقط من وسائل الدمقراطية وذلك لأن بعض الأشخاص أرادوا أن يتخذوا من الدمقراطية سبيلا للإنقلاب على الدمقراطية كما حدث في الجزائر في التسعينات وهذا يبين لنا جليّا تناقض الدمقراطية ومن يتبعها أو يشارك فيها وكان نتيجة هذا الإختلاف ازهاق أرواح بريئة ......... فتبّا ثم تبّا للدمقراطية .
وهناك شبهة أخرى هي أخطر من ذلك و التي تقول : أنه مادام الشعب مسلما فإنه سيقوم بإرساء الدمقراطية على حسب عقيدته بحيث لا يشرّع إلا ما شرعه الله سبحانه .
هذه أكبر شبهة تروج عند المسلمين الذين يعتقدون أنهم بهذا نجوا من الإنحراف في العقيدة حيث هذبوا الدمقراطية بعقيدتهم الإسلامية .
الجواب عن هذه الشبهة : بغض النظر عن الواقع وعن إذا كان الشعب سيختار من لا ينتهك التشريعات الربانية وبغض النظر على إلتزام المشرّعين بالشريعة الإسلامية ، بغض النظر عن كل هذا فإن هذا لا ينجيك من دائرة الخطر .
كيف ذلك ؟ الذي يفهم معنى العبودية وأنها إستسلام لله سبحانه وإنقياد وخضوع له ولأمره وحكمه وهذا الذي خلقنا الله من أجله .......... الذي يفهم هذا لن تروج عليه هذه الشبهة .
لأن الشريعة الإسلامية إن تم العمل بها والحكم بها في هذه الحالة فلن يكون ذلك خضوعا لله سبحانه وعبادة له ، بل يكون ذلك لأن الشعب إختار هذا ، فدائما هناك سلطة فوق سلطة الشريعة الإسلامية .
مثال : لو يأتي أحد من البرلمان ويصدر قانون قطع يد السارق ويوافق عليه الأغلبية لأنه موافق لعقيدتهم ، فإن هذا الحكم سيتم تطبيقه لأن الشعب إختاره ووافق عليه لا لأنه حكم الله سبحانه
والله تعالى يقول : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36) الأحزاب
و في المواضيع القادمة سنبين بإذن الله كيف أن الدمقراطية تكفر بنفسها أي أن الدمقراطية تكفر بالدمقراطية وبعض التناقضات التي تتميز بها .
نسأل الله أن يكف بأس الناعقين وبأس الأصوات النشاز وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ويجعل عملنا خالصا له وحده وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق