السبت، 18 فبراير 2017

يعتقدون بصاحب القبر النفع والضر ولا يقبلون النصيحة فما الحكم ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله السؤال التالي :

نعم بارك الله فيكم. السؤال الثاني يقول: في إحدى القرى عندنا يوجد قبر وعليه بناء حجرة وعليها أعلام ترفرف، ويأتي بعض الناس بالذبائح والمأكولات معتقدين أن صاحب هذا القبر ينفع أو يضر، فهو حسب ظنهم يشفي مرضاهم ويرزقهم الأولاد، وإذا نصحناهم أو حاولنا تغير هذا المنكر يحذرون من ذلك، وأن هذا ولي مشهور ومن يتعرض له بأذى فإنه يؤذيه ويضره فما رأيكم في هذا؟ وما هي نصيحتكم لهؤلاء؟
الجواب:

الشيخ: رأيُنَا في هذا أنه يجب أن تهدم هذه القبة أو هذه الحجرة، وأن تزال معالمها؛ لأنها معالم شرك والعياذ بالله، ثم نقول لهؤلاء الذين يذهبون إلى هذه الحجرة فيذبحون عندها القربان ويسألونها دفع الضرر وجلب النفع نقول: هؤلاء مشركون في الربوبية والألوهية؛ لأنهم تعبدوا لهذا القبر بالذبح له؛ ولأنهم اعتقدوا أن صاحبه ينفع أو يضر وليس الأمر كذلك؛ ولأنهم دعوا صاحب هذا القبر والدعاء من العبادة، فقد أشركوا بالربوبية والألوهية شركاً أكبر، وعلى علماء المسلمين أن يُبيِّنُوا لهؤلاء العوام بأن هذا من الشرك وأن يحذروهم وأن السكوت على مثل هذا في بلاد تكثر فيه القباب على القبور والذبح لها والسفر إليها، السكوت على هذا لاشك أنه مسؤولية كبيرة على أولئك العلماء، ومن المعلوم أن العامة يثقون بأقوال علمائهم أكثر مما يثقون بأقوال علماء بلاد أخرى كما هو ظاهر، فالواجب على علماء المسلمين في جميع أقطار المسلمين أن يتقوا الله عز وجل، وأن يبينوا لعوامّهم خطر هذه الأمور وأنها من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله عز وجل، والذي أوجب الله لصاحبه الخلود في النار: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾، وهؤلاء العامة الذين يحذرون من هذا الولي تحذيرهم ليس بصحيح وليس بواقع، وليجرب الناس هذا الأمر ويحذِّروا من هذا العمل المحرم الشركي وينظروا هل يصيبهم شيء أم لا، فكل هذا تحذير باطل وإنما هو من الشيطان ولا يجوز التصديق به؛ لأنه كذب وزور ثم إن المصدق به يصدق بما ليس له حقيقة أصلاً.

المصدر : فتاوى نور على الدرب الشريط 124.
يُنظر في موقع الشيخ الرسمي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق