رد الشبهة في القصاص بقوله تعالى
{ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى }
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله والصلاة على رسولنا الخاتم
الامين عليه افضل الصلاة والسلام
اما بعد اخوتي الافاضل قال تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى
بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ
رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
(سورة البقرة 178)
وجاء سبب نزول تلك الاية على وجهين
(الاول )
فيما بين بنوا قريظة و [ بنو ] النضير ، وكانت بنو النضير قد غزت قريظة في الجاهلية وقهروهم
، فكان إذا قتل النضري القرظي لا يقتل به ، بل يفادى بمائة وسق من التمر ، وإذا قتل القرظي النضري قتل به ،
وإن فادوه فدوه بمائتي وسق من التمر ضعف دية القرظي ، فأمر الله بالعدل في القصاص
(الثاني )
حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام بقليل ، فكان بينهم قتل وجراحات ،
حتى قتلوا العبيد والنساء ، فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا ، فكان أحد الحيين يتطاول على
الآخر في العدة والأموال ، فحلفوا ألا يرضوا حتى يقتل بالعبد منا الحر منهم ، وبالمرأة منا الرجل منهم ، فنزلت فيهم .
( الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى )
وقيل بعدها ان هذه الاية منسوخة ، نسختها ( النفس بالنفس ) [ المائدة : 45 ] . وهذا كلام غير صحيح
وهي لم تنسخ والامر لم ينتهي عند هذا الحد لان الكلام الذي اثير
من بعدها سوف ترون حجم الفكر المدمر الذي جاء بعضهم بها في بعض الاحاديث
وابين لكم هذا الحال
فاسئله كثيره طرحت في عقوبات القتل منها حول ما "أنه لا يُقتص بالقتل من القاتل إلا إذا
كان المقتول مساويًا له في الدرجة؛ أي يكون المقتول عبدا والقاتل عبدا أو المقتول حرا والقاتل حرا، فهل هذا يعني أنه
لوكان القاتل ذكرا والمقتولة أنثى، لا يتم القصاص؟
و العلة وراء عدم قتل السيد عند قتله لعبده، "بأن العبد ملك سيده فلو قتله فقد تخلص من ملكه".
والادهى من ذلك إذا قتل السيد عبده ، فإنه لا يقتل به عند جمهور الفقهاء ، لكن يضرب ويعزر ،
وقيل : يجلد ، وينفى ، ويمحى اسمه من الديوان والعطاء . كما استدلوا مفهوم قوله تعالى : ( الحر بالحر والعبد بالعبد )
، ولأن العبد منقوص بالرق فلا يكافئ الحر . وذهب جمهور الفقهاء إلى اشتراط ما ذكرت من التساوي بين القاتل
والمقتول ، ليتم القصاص ، فلا يقتل الحر بالعبد ، ولا يقتل السيد بعبده .
ومن هذا الكلام كانت ردود الافعال متباينه بان يطعنوا في الكتاب فمنهم من قال
لو حر قتل عبد او بالعكس فلا يحق لهم القصاص بموجب هذه الاية اذن القران كتابته بشريه
لان الله سبحانه حاشاه لايعدل بين عباده وكيف يكون الرسول رحمة مهداة للعالمين اذا
كان الاسلام بهذه الصورة يعني على هكذا حال لو علم بلال الذي تحمل عناء تعذيبه كونه عبدا مملوكا
ان العبد منقوص بالرق فلا يكافئ بالحر لطلب ان ان لا يدفع ابا بكر المال لتحريره
من عبوديته ولعاد كافرا لان الامر سوف يكون لا معنى له
بان يبقى الحر حر والعبد عبد فما فائدة اسلامه اذن ؟؟؟؟؟؟ فلا بد ان نصحح هذا الامر وكيف بقى بلال على اسلامه
رغم تعذيبه فلنوضح للعالم حقيقة ديننا وثقله الذي طغت عليه تلك الاقاويل
ولحل تلك الاشكالية سوف نفسرها لغويا لتتوضح اليكم حقائق كثيرة تغير من مفهومكم لفكرة
القصاص وكيف القران الكريم اخذ في الحل بتلك المسالة
اولا يجب ان نفهم معنى القصاص ومن هم المشمولون بالقصاص
معنى القصاص\ أَن يُوقَّعَ على الجاني مثلُ ما جَنَى : النَّفْسُ بالنَّفْس ، والجرح بالجرح
اي القصاص بشتمل على القتل والجروح
ففي القتل دلالتها في الاية { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى } (سورة البقرة 178)= حكمها (النفس بالنفس )
اما في الجروح فدلالتها في الاية { وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ } (سورة المائدة 45)
= حكمها { الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ } (سورة المائدة 45)
والخ من الجروح التي تحصل لبقية اعضاء الجسم نتيجة الشجار بين الاطراف المتنازعه لامور دنيويه
ناتي الان الى تفسير الاية والتي نشات بين اليهود فيما بينهم والاخرى فيما بين العرب انفسهم وقبائلهم
والحال يحتمل الوجهين لان الرسول كان في بداية دعوته المجتمع السائد في حينها بين احرار وعبيد واناث الحره
وما دونها واليهود الذين كانوا يعيشوا اصلا مع العرب
ففي الاية بفوله تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ
فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
(سورة البقرة 178 - 179)
النزاع الذي حصل ببسبها والذي بيناه اعلاه فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدة والأموال
، فحلفوا ألا يرضوا حتى يقتل بالعبد منا الحر منهم ، وبالمرأة منا الرجل منهم ، فنزلت فيهم .
( الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى ) في حالة تساوي منزلتهم
اما لو حصل ان قتل الحر العبد او العكس وعدم تساوي المنزله فتحكمها الاية بقوله تعالى
{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ
وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
(سورة المائدة 45)
اي القصاص في القتل = نفس بالنفس بالعموم مسلم يهودي مسيحي الخ
القصاص في الجروح = الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ
ويبقى باب العفو مفتوحا بقوله تعالى
{ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ
رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
(سورة البقرة 178)
وفي حق القتل الخطا واصلاح هذا الامر بقوله تعالى
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ
مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ
وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ
شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }
(سورة النساء 92)
واما القتل العمد فجزائه بقوله تعالى
{ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا }
(سورة النساء 93)
وبينا علاه احكام القصاص فيها
هذا هو العدل في كتاب الله سبحانه بقرانه وانطلاقاً من الإيمان بأن جوهر جميع الأديان واحد.
وإن مزايا كل شريعة إذا كانت كلها توصل إلى الحقيقة، ستكون في بساطتها وسهولتها
وإن ما يبيح لنا أن نقيس الأديان على بعضها هي وحدة أهدافها. فكل دين حدّد لنا ثلاثة أمور، مباح،
ومحظور، ومسكوت عنه. وهذه الشرائع شملت أعضاء الإنسان التي وقع عليها التكليف وهي الأذن
والعين واللسان واليد والبطن والفرج والرجل والقلب، بسبب قدرتها على التأثير في خواطر الإنسان.
ولهذا كانت الوصايا واحدة في كل الأديان وهي ـ لا تقتل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تكذب، لا تشهد بالزور،
أكرم أباك وأمك، أحبب قريبك كنفسك. أنفق مما رزقك الله على المحتاجين. وإن أساس كل هذه الأعمال
مبني على الإيمان بالله، ورسله، والحساب بعد الموت. هذا هو جوهر كل الأديان كما يمكن أن نلمسه في
التوراة، والأناجيل. والقرآن. وإن الغاية من الشرائع هي مساعدة الإنسان على تنفيذ هذه الوصايا لتحقيق
سعادته في الدنيا والآخرة وان الرسول الخاتم عليه افضل الصلاة والسلام حقق المساواة والغاء العبودية
بحيث لن تجدفي صفوف المسلمين والمسلمات الا فقط الاحرار من الذكور والحرائر من النساء
وتبقى تلك الايتين المذكرة في البقرة والمائدة المنهاج العام للناس كافة في الكرة الارضية التي نعبش عليها
وممن لا زالوا يعيشوا تحت ظل عدم المساوات والعبوديه ان ياخذوا بتلك الايتين لتحقيق العدالة الاجتماعيه
لان الاسلام هو دين للجميع
واعلن الرحمة المهداة للعالمين بحق كلمته قبل وفاته وبقوله تعالى
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }
(سورة المائدة 3)
وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس
اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ، أيها الناس إن
دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ،
وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت ، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ،
وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. أما بعد أيها الناس ،
فإن لكم على نسائكم حقا ، ولهن عليكم حقا ، واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان
لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا
أيها الناس قولي ، فإني قد بلغت ، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ، أمرا بينا ، كتاب
الله وسنة نبيه . أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا
يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت ؟ فذكر لي أن
الناس قالوا : اللهم نعم فقال رسول الله ï·؛ اللهم اشهد
اللهم كبر سني وضعفت قوتي فاقبضني اليك غير مضيع ولا مفرط واجعلني من الذين قلت فيهم
{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }
اللهم ان اصبت فمن فضلك وجودك وان اخطئت فمن نفسي واصلي واسلم على النور
المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر : بقلمي
المراجع \ لمسات بيانيه في القران الكريم \القصاص \ للدكنور فاضل السامرائي
{ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى }
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله والصلاة على رسولنا الخاتم
الامين عليه افضل الصلاة والسلام
اما بعد اخوتي الافاضل قال تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى
بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ
رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
(سورة البقرة 178)
وجاء سبب نزول تلك الاية على وجهين
(الاول )
فيما بين بنوا قريظة و [ بنو ] النضير ، وكانت بنو النضير قد غزت قريظة في الجاهلية وقهروهم
، فكان إذا قتل النضري القرظي لا يقتل به ، بل يفادى بمائة وسق من التمر ، وإذا قتل القرظي النضري قتل به ،
وإن فادوه فدوه بمائتي وسق من التمر ضعف دية القرظي ، فأمر الله بالعدل في القصاص
(الثاني )
حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام بقليل ، فكان بينهم قتل وجراحات ،
حتى قتلوا العبيد والنساء ، فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا ، فكان أحد الحيين يتطاول على
الآخر في العدة والأموال ، فحلفوا ألا يرضوا حتى يقتل بالعبد منا الحر منهم ، وبالمرأة منا الرجل منهم ، فنزلت فيهم .
( الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى )
وقيل بعدها ان هذه الاية منسوخة ، نسختها ( النفس بالنفس ) [ المائدة : 45 ] . وهذا كلام غير صحيح
وهي لم تنسخ والامر لم ينتهي عند هذا الحد لان الكلام الذي اثير
من بعدها سوف ترون حجم الفكر المدمر الذي جاء بعضهم بها في بعض الاحاديث
وابين لكم هذا الحال
فاسئله كثيره طرحت في عقوبات القتل منها حول ما "أنه لا يُقتص بالقتل من القاتل إلا إذا
كان المقتول مساويًا له في الدرجة؛ أي يكون المقتول عبدا والقاتل عبدا أو المقتول حرا والقاتل حرا، فهل هذا يعني أنه
لوكان القاتل ذكرا والمقتولة أنثى، لا يتم القصاص؟
و العلة وراء عدم قتل السيد عند قتله لعبده، "بأن العبد ملك سيده فلو قتله فقد تخلص من ملكه".
والادهى من ذلك إذا قتل السيد عبده ، فإنه لا يقتل به عند جمهور الفقهاء ، لكن يضرب ويعزر ،
وقيل : يجلد ، وينفى ، ويمحى اسمه من الديوان والعطاء . كما استدلوا مفهوم قوله تعالى : ( الحر بالحر والعبد بالعبد )
، ولأن العبد منقوص بالرق فلا يكافئ الحر . وذهب جمهور الفقهاء إلى اشتراط ما ذكرت من التساوي بين القاتل
والمقتول ، ليتم القصاص ، فلا يقتل الحر بالعبد ، ولا يقتل السيد بعبده .
ومن هذا الكلام كانت ردود الافعال متباينه بان يطعنوا في الكتاب فمنهم من قال
لو حر قتل عبد او بالعكس فلا يحق لهم القصاص بموجب هذه الاية اذن القران كتابته بشريه
لان الله سبحانه حاشاه لايعدل بين عباده وكيف يكون الرسول رحمة مهداة للعالمين اذا
كان الاسلام بهذه الصورة يعني على هكذا حال لو علم بلال الذي تحمل عناء تعذيبه كونه عبدا مملوكا
ان العبد منقوص بالرق فلا يكافئ بالحر لطلب ان ان لا يدفع ابا بكر المال لتحريره
من عبوديته ولعاد كافرا لان الامر سوف يكون لا معنى له
بان يبقى الحر حر والعبد عبد فما فائدة اسلامه اذن ؟؟؟؟؟؟ فلا بد ان نصحح هذا الامر وكيف بقى بلال على اسلامه
رغم تعذيبه فلنوضح للعالم حقيقة ديننا وثقله الذي طغت عليه تلك الاقاويل
ولحل تلك الاشكالية سوف نفسرها لغويا لتتوضح اليكم حقائق كثيرة تغير من مفهومكم لفكرة
القصاص وكيف القران الكريم اخذ في الحل بتلك المسالة
اولا يجب ان نفهم معنى القصاص ومن هم المشمولون بالقصاص
معنى القصاص\ أَن يُوقَّعَ على الجاني مثلُ ما جَنَى : النَّفْسُ بالنَّفْس ، والجرح بالجرح
اي القصاص بشتمل على القتل والجروح
ففي القتل دلالتها في الاية { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى } (سورة البقرة 178)= حكمها (النفس بالنفس )
اما في الجروح فدلالتها في الاية { وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ } (سورة المائدة 45)
= حكمها { الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ } (سورة المائدة 45)
والخ من الجروح التي تحصل لبقية اعضاء الجسم نتيجة الشجار بين الاطراف المتنازعه لامور دنيويه
ناتي الان الى تفسير الاية والتي نشات بين اليهود فيما بينهم والاخرى فيما بين العرب انفسهم وقبائلهم
والحال يحتمل الوجهين لان الرسول كان في بداية دعوته المجتمع السائد في حينها بين احرار وعبيد واناث الحره
وما دونها واليهود الذين كانوا يعيشوا اصلا مع العرب
ففي الاية بفوله تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ
فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
(سورة البقرة 178 - 179)
النزاع الذي حصل ببسبها والذي بيناه اعلاه فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدة والأموال
، فحلفوا ألا يرضوا حتى يقتل بالعبد منا الحر منهم ، وبالمرأة منا الرجل منهم ، فنزلت فيهم .
( الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى ) في حالة تساوي منزلتهم
اما لو حصل ان قتل الحر العبد او العكس وعدم تساوي المنزله فتحكمها الاية بقوله تعالى
{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ
وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
(سورة المائدة 45)
اي القصاص في القتل = نفس بالنفس بالعموم مسلم يهودي مسيحي الخ
القصاص في الجروح = الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ
ويبقى باب العفو مفتوحا بقوله تعالى
{ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ
رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
(سورة البقرة 178)
وفي حق القتل الخطا واصلاح هذا الامر بقوله تعالى
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ
مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ
وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ
شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }
(سورة النساء 92)
واما القتل العمد فجزائه بقوله تعالى
{ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا }
(سورة النساء 93)
وبينا علاه احكام القصاص فيها
هذا هو العدل في كتاب الله سبحانه بقرانه وانطلاقاً من الإيمان بأن جوهر جميع الأديان واحد.
وإن مزايا كل شريعة إذا كانت كلها توصل إلى الحقيقة، ستكون في بساطتها وسهولتها
وإن ما يبيح لنا أن نقيس الأديان على بعضها هي وحدة أهدافها. فكل دين حدّد لنا ثلاثة أمور، مباح،
ومحظور، ومسكوت عنه. وهذه الشرائع شملت أعضاء الإنسان التي وقع عليها التكليف وهي الأذن
والعين واللسان واليد والبطن والفرج والرجل والقلب، بسبب قدرتها على التأثير في خواطر الإنسان.
ولهذا كانت الوصايا واحدة في كل الأديان وهي ـ لا تقتل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تكذب، لا تشهد بالزور،
أكرم أباك وأمك، أحبب قريبك كنفسك. أنفق مما رزقك الله على المحتاجين. وإن أساس كل هذه الأعمال
مبني على الإيمان بالله، ورسله، والحساب بعد الموت. هذا هو جوهر كل الأديان كما يمكن أن نلمسه في
التوراة، والأناجيل. والقرآن. وإن الغاية من الشرائع هي مساعدة الإنسان على تنفيذ هذه الوصايا لتحقيق
سعادته في الدنيا والآخرة وان الرسول الخاتم عليه افضل الصلاة والسلام حقق المساواة والغاء العبودية
بحيث لن تجدفي صفوف المسلمين والمسلمات الا فقط الاحرار من الذكور والحرائر من النساء
وتبقى تلك الايتين المذكرة في البقرة والمائدة المنهاج العام للناس كافة في الكرة الارضية التي نعبش عليها
وممن لا زالوا يعيشوا تحت ظل عدم المساوات والعبوديه ان ياخذوا بتلك الايتين لتحقيق العدالة الاجتماعيه
لان الاسلام هو دين للجميع
واعلن الرحمة المهداة للعالمين بحق كلمته قبل وفاته وبقوله تعالى
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }
(سورة المائدة 3)
وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس
اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ، أيها الناس إن
دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ،
وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت ، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ،
وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. أما بعد أيها الناس ،
فإن لكم على نسائكم حقا ، ولهن عليكم حقا ، واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان
لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا
أيها الناس قولي ، فإني قد بلغت ، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ، أمرا بينا ، كتاب
الله وسنة نبيه . أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا
يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت ؟ فذكر لي أن
الناس قالوا : اللهم نعم فقال رسول الله ï·؛ اللهم اشهد
اللهم كبر سني وضعفت قوتي فاقبضني اليك غير مضيع ولا مفرط واجعلني من الذين قلت فيهم
{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }
اللهم ان اصبت فمن فضلك وجودك وان اخطئت فمن نفسي واصلي واسلم على النور
المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر : بقلمي
المراجع \ لمسات بيانيه في القران الكريم \القصاص \ للدكنور فاضل السامرائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق