بسم الله الرحمن الرحيم
#مكتبة#رسم#رسم#رسم
النصيحـــــــة المرفـــــــــــوضة .....!!
أراد أن يجاري الهوى .. فقلت له كفى .. وكان يرجو تملقي فيما يرى .. وقد طلب صمتي وكأني لا أرى .. ولكن إرادتي غير مسلوبة بأيدي الورى .. أقول الحق حين يوجب الحق .. وأرفض الباطل حين يطغى .. فيه صفات الحلال فمدحتها .. وفيه صفات الضلال فذممتها .. ورسمت عنه لوحة تقول الحقائق .. تقول المحاسن فيه كما تقول الشوائب فيه .. ولكن الإنسان بطبعه الفطري يرضى بالمدح والثناء .. ولا يرضى بقدح يجرح الصيت بالدهان .. والمؤمن هـو مرآة أخيه المؤمن .. ومكلف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. لذا ناشدته ناصحاً أن يتبع دروب الطهر والفضيلة .. وأن يهجر دروب الفحش والرذيلة .. فانتفض ساخطاً وغاضباً لا يعاضدني الشكيمة .. وقال يا عمرو لقد أغضبتني بقولك النصيحة .. لك شأنك فيما ترى من الفضيلة .. ولي شأني فيما أرى من الغنيمة .. ولا تزر وازرة وزر أخرى بعد الجريمة .. وكل شاة تعلق بعرقوبها بعد الذبيحة !.. فقلت له عجباً لما تهون الأمر والمصيبة .. وكأنك لا تخشى من مغبة النار يوم المصيبة الكبيرة .. وغضبك عندي أهون من غضب ينالني بالصمت يوم الكشف والفضيحة .. تلك الزلزلة التي تلجم الألسن بالمواقف الرهيبة .. والكيس الفطن من يحسب المسار قبل المسيرة .. وأنا أنصحك بنصح ناصح يخاف من الجريرة .. وقد مررت بتجربة النار في الدنيا قبل الأخيرة .. حيث وضعت كفي مشفقاً بجانب جمرة شريرة .. وقلت في نفسي لعلي أتحمل لدغة الحرقة والقشعريرة .. وأجرب صداقة النار لعلها تعرف نوعاً من المزحة اللطيفة .. وقد تقيم بيني وبينها جسوراً تعني المودة الحميمة .. فإذا بالنار لا تقبل المهادنة بحسن السريرة .. لقد واجهتني بلفحاتها الشديدة المريرة .. وأحرقت كفي بلهيبها رغم أنها بالكف غير لصيقة !.. فقلت يا ويح نفسي إذا كانت تلك هي النار على البعد فكيف بالنار عندما تعانقني كالضفيرة ؟!.. فكم نحن نجهل المصير حين نضحك ونمرح في غفلة كبيرة .. نهون الذنوب غير آبهين بيوم نكباته خطيرة .. نسعى راكضين من أجل لحظة تجلب اللذة ثم تورد الصاحب في الأتون العميقة .. أي عقل يرى المصير قاتماً ثم لا يبالي بالتكلفة والتسعيرة ؟!. وأي عقل يشاهد حمم البراكين تتلظى حمرة وسواداً ثم يقول تلك واحة هنيئة !.. الأعين ترى النار في الدنيا غير مطاقة وذليلة .. والآذان تسمع الرسل منذرين ومحذرين في آيات مبينة .. ورغم ذلك فإن الإنسان لا يبالي بالغضبة يوم الغضبة العظيمة .. يكسب الوزر في نشوة عابرة أو في لذة طارئة ومهينة .. فلو أدركت النفوس مقدار الويل الذي ينتظرها لبكت طويلاً ولما ضحكت دقيقة .. فيا رافض النصح نصحت نفسي قبل نصحك وأعلم أن نفسي بالنصح جديرة .. وكيف أنصحك قبل نفسي وتلك نفسي بالخوف رهينة ؟؟.
ـــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق