السبت، 25 مارس 2017

وجوب الإنكار على الأمراء

باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع وترك قتالهم ما صلوا ونحو ذلك

... عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع قالوا أفلا نقاتلهم قال لا ما صلوا ).

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ( فمن عرف فقد برئ ) وفي الرواية التي بعدها: ( فمن كره فقد برئ ) فأما رواية من روى ( فمن كره فقد برئ ) فظاهرة، ومعناه: من كره ذلك المنكر فقد برئ من إثمه وعقوبته، وهذا في حق من لا يستطيع إنكاره بيده ولا لسانه فليكرهه بقلبه ، وليبرأ .

وأما من روى ( فمن عرف فقد برئ ) فمعناه - والله أعلم - فمن عرف المنكر ولم يشتبه عليه، فقد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيديه أو بلسانه، فإن عجز فليكرهه بقلبه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ولكن من رضي وتابع ) معناه: ولكن الإثم والعقوبة على من رضي وتابع .

وفيه دليل على أن من عجز عن إزالة المنكر لا يأثم بمجرد السكوت. بل إنما يأثم بالرضا به، أو بألا يكرهه بقلبه أو بالمتابعة عليه.

وأما قوله: ( أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا، ما صلوا ) ففيه معنى ما سبق أنه لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم أو الفسق ما لم يغيروا شيئا من قواعد الإسلام.

من شرح النووي على مسلم - عليهما رحمة الله.
.

كلام نفيس للشيخ عطية محمد سالم - رحمه الله - في ضوابط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق