بسم الله الرحمن الرحيم
كما يعلم الجميع فقد بدأ شعبنا الحبيب في الخروج للمظاهرات ضد العهدة الخامسة، والمظاهرات تبدو سلمية، لكن الشر كله يبدأ هكذا، فسوريا المدمرة حاليا وشعبها المشرد المذلل، أول ما خرجت ضد بشار الأسد في 15 مارس 2011، وما خرج يومئذ إلا 200 متظاهر أو أكثر مطالبين بالتغيير، أيضا إخواننا في ليبيا أول خروج لهم كان ب 14فيفري 2011 وكان خروجهم سلميا، مصر أيضا خرجوا بمظاهرات سلمية بدأت في 25 جانفي 2011، وتونس أيضا، فانظروا بارك الله فيكم ماذا كانت عاقبة خروجهم، خرجوا راجين الخير والإصلاح لبلادهم، فكانت العاقبة عكس ما أرادوا وأعظم، وما كان من الضرر أعظم من المصلحة المحصلة، إن حصلت أصلا.
و خطابي موجه للمؤمنين الذين رضوا بالإسلام دينا وبمحمد رسولا، الذين إذا قضى الله ورسوله أمرا لم يكن لهم الخيرة من أمرهم ولا التضجر ولا النقد إنما السمع والطاعة.
والصراحة هذا موضوع اللغط فيه كثير، حتى بين الدعاة، فمن قائل الخروج على الحاكم ظالم واجب وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ومن قائل الخروج حرام وإن كان الحاكم فاسقا ظالما، فماذا نفعل؟ وماذا نصنع؟ كيف نعرف الحق، وأين هو الحق؟ وحقيقة الأمر أن الأمر غير ملتبس البتة، وواضح وضوح الشمس، كيف لا و رسول الله يقول: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك))، ومهما التبس الأمر، فلو عرضناه على القرآن والسنة، ووزناه بميزان الشرع المبني على كتاب الله وحديث رسول الله، فوالله لبان الأمر كما تبين الشمس بعد شروقها وقد كان قبل ذلك بقليل الظلام الدامس والليل الغاسق.
فبعد هذه المقدمة، هاهي أحاديث رسول الله الصحيحة في هذه المسألة، أهديها لكل باحث عن الحق مريد له، ولن أجعل لها أبوابا ولا عناوين، بل أنت تدبر وانظر هل هذا العمل مرض لرسول الله، شجع عليه، أم هو مما يبغض الرسول ومما نهى عنه:
عن عَوْف بْنَ مَالِكٍ الأشْجَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:
خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُـحِبُّونَهُمْ وَيُــحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ ،وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ، قَالُوا: قُلْنَا يَا رَسُولَ الله، أَفَلا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟، قَالَ: لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، لا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ أَلا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ الله، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ الله، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ. [مسلم1856]
عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: عَلَى الْـمَرْءِ الْـمُسْلِمِ الـسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَـا أَحَبَّ وَكَرِهَ،إ ِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِـمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ.
[البخاري2955 / مسلم1709]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَــالَ: مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِر، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَــــاهِلِيَّـــــةً.
[البخاري7053 / مسلم1851]
عَنْ وائل بن حجر - رضي الله عنه - قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ :يَا نَبِيَّ الله، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الأشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّـمَـا عَلَيْهِمْ مَـا حُــمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُـــمِّـــلْــتُمْ.
[مسلم1846]
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
إِنَّهَا سَتَكُونُ بَـعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُـنْــكِرُونَهَا ،قَالُوا : يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ
قَالَ: تُؤَدُّونَ الْـحَقَّ الَّذِي عَـلَيْـكُمْ وَتَسْأَلُونَ الله الَّذِي لَــــكُمْ.
(أثرة = استئثار بالأموال) [البخاري3603 / مسلم1846]
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، لا نَسْأَلُكَ عَنْ طَاعَةِ مَنِ اتَّقَى، وَلَكِنْ مَنْ فَعَلَ وَفَعَلَ، فَذَكَرَ الشَّرَّ، فَقَالَ: اتَّقُوا الله، وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن يعصني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني؛
رواه مسلم.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَاهُ إِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ وَرَجُلٌ يُبَايِعُ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أُعْطِيَ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ فَأَخَذَهَا وَلَمْ يُعْطَ بِهَا.
[رواه البخاري 6786]
ولمن أراد الإستزادة، مطوية عنوانها 30 حديثا في وجوب طاعة ولاة الأمور من صحيح البخاري ومسلم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق