بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال تعالى (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
سئل فضيلة الوالد العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -
لقد انتشر المنتسبون إلى الدعوة في هذه الأيام ،مما يتطلب معرفة وتعيين الحقيقيين من أهل العلم ،بتوجيه الأمة وشبابها إلى منهج الحق والصواب ، فمن هم العلماء الذين تنصح الشباب بالإستفادة منهم ، ومتابعة دروسهم ، وأشرطتهم المسجلة ، وأخذ العلم عنهم ، والرجوع إليهم في المهمات والنوازل ، وأوقات حدوث الفتن؟
فأجاب فضيلته حفظه الله : الدعوة إلى الله أمر لابد منه ، والدين إنما قام على الدعوة والجهاد ، بعد العلم النافع ، العلم النافع هو الأصل ، ثم الدعوة ثم الجهاد( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
الإيمان : يعني العلم بالله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وعبادته ، والعمل الصالح يكون فرعا عن العلم النافع لأن العمل لابد أن يأسس على علم، فالدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتناصح بين المسلمين هذا أمر مطلوب ، ولكن ما كل محسن أن يقوم بهذه الوظائف ، هذه الأمور لا يقوم بها إلا أهل العلم ، وأهل الرأي الناضج لايقوم بها أي واحد من الناس ، لأنها أمور ثقيلة ، وأمور مهمة ، لا يدخل ويقوم بها إلا من هو مؤهل للقيام بها
ومن المصيبة اليوم، أن باب الدعوة صار باب واسع كل يدخل منه ، ويتسمى بالدعوة قد يكون جاهلا لا يحسن الدعوة ، ويفسد أكثر مما يصلح ، قد يكون متحمسا يأخذ الأمور بالعجلة ، والطيش ، فيتولد عن فعله من الشرور أكثر مما عالج وما قصد إصلاحه ، بل ربما يكون ممن ينتسبون إلى الدعوة ، من لهم أهواء ،وأغراض يدعون إليها ويريدون تحقيقها على حساب الدعوة ، ربما أن بعضهم يريد تضليل الناس ، والتشويش على أفكار الشباب ، باسم الدعوة ، وباسم الغيرة للدين ، وهو يقصد خلاف ذالك ، يقصد الإنحراف للشباب ، والإنحراف لأفكار الناشئة ، وتنفير الشباب عن مجتمعهم وعن أولاة أمورهم ، وعن علمائهم ، يأتيهم بطريق النصيحة، وبطريق الدعوة في الظاهر، وهذا قصده في الباطن ، كحال المنافقين في هذه الأمة الذين يريدون بالناس الشر في صورة الخير ، اضرب بذالك مثلا ، في أصحاب مسجد الضرار، أصحاب مسجد الضرار بنوا مسجدا بالصورة والظاهر للناس أنه مسجد وعمل صالح ، وطلبوا من النبي - صل الله عليه وسلم- أن يصلي فيه من أجل أن يرغب الناس به ويقره ، ولكن الله علم من نيّات أصحابه أنهم يريدون بذالك الإضرار بالمسلمين ، ويريدون بذالك الضرار بمسجد قباء ،أول مسجد أسس على التقوى ، ويريدون أن يفرقوا جماعة المسلمين الذين كانوا يجتمعون في مسجد قباء ، فبين الله لرسوله مكيدة هؤلاء ، وأنزل قوله تعالى ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) تبين لنا من هذه القصة العظيمة ، أنه ما كل من تظاهر بالخير، والعمل الصالح ، يكون صادقا فيما يفعل ، وإنما يقصد من وراء ذالك أمورا أخرى عكس ما يظهر ، فالذين ينتسبون إلى الدعوة اليوم، فيهم مضللون يريدون الإنحراف للشباب ، يريدون صرف الناس عن دين الحق ، يريدون تفريق جماعة المسلمين ، يريدون الإيقاع في الفتنة ، الله سبحانه وتعالى حذرنا من هؤلاء ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) فليس العبرة بالإنتساب ،أو بما يظهر، بل العبرة بالحقائق وبعواقب الأمور ، وبالأشخاص الذين ينتسبون إلى الدعوة ، يجب أن ينظر فيهم أين درسوا ، ومن أين أخذوا العلم ، وأين نشؤا وما هي عقيدتهم ، وتنظر أعمالهم ، وآثارهم في الناس ماذا أنتجوا من الخير ، وماذا ترتب على أعمالهم من الإصلاح ، يجب أن تدرس أحوالهم ، قبل أن يغترّ بأقوالهم ، ومظاهرهم ، هذا أمر لابد منه ، خصوصا في هذا الزمان الذي كثر فيه دعاة الفتنة ، النبي - صل الله عليه وسلم - وصف هؤلاء دعاة الفتنة بأنهم قوم يتكلمون بألسنتنا ، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، والنبي - صل الله عليه وسلم- لما سئل عن الفتن قال : ( دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم ) دعاة ، سماهم دعاة ( دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها ) فعلينا أن نتنبه لهذا ، ولا نحشد في الدعوة كل من هب ودب ، وكل من قال أنا أدعو إلى الله ، وهذه جماعة تدعوا إلى الله ، لابد من النظر في واقع الأمر ، ولابد من النظر في واقع الأفراد والجماعات، فإن الله سبحانه تعالى إنما قيد الدعوة إلى الله ، الدعوة إلى سبيل الله ، قال تعالى ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّه) دل أن هناك أناس يدعون إلى غير الله سبحانه وتعالى ، الله سبحانه وتعالى أخبر أن الكفار يدعون إلى النار ، قال سبحانه وتعالى ( وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ) والدعاة يجب أن ينظر في شأنهم ، قال شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب - رحمه الله - على هذه الآية ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّه) قال فيه الإخلاص ، فإن كثيرا من الناس إنما يدعوا إلى نفسه ، ولا يدعو إلى الله عز وجل ، نعم .
ويقول السؤال : وما هي أوصاف العلماء الذين يقتدى بهم ؟
فأجاب حفظه الله: أوصاف العلماء الذين يقتدى بهم : أهل العلم بالله سبحانه وتعالى ، الذين تفقهوا في كتاب الله ، وسنة رسوله- صل الله عليه وسلم- وتحلوا بالعلم النافع ، وكذالك يتحلون بالعمل الصالح ، يعني الذين يقتدى بهم هم الذين جمعوا بين الأمرين ، بين العلم النافع والعمل الصالح ، فلا يقتدى بعالم لا يعمل بعلمه ، ولا يقتدى بجاهل ليس عنده علم ، لا يقتدى إلا بمن جمع بين الأمرين ، العلم النافع والعمل الصالح ، وبالنسبة لمن يقتدى بهم في بلادنا، ومن تؤخذ أشرطتهم، ودروسهم ،هم كثيرون ولله الحمد ، معروفون عند الناس ، لا يجهلهم أحد ،لا الحاضرة ولا البادية ، ولا الكبار ولا الصغار، يعرفون أهل العلم الذين يصدر عن أقوالهم ، ويقتدى بافعالهم،هم القائمون بأعمال هذه الأمة من الفتوى ، والقضاء ، والتدريس ، وغير ذالك ، الذين عرف عنهم العلم ، وعرف عنهم التقى والورع ، وعلى رأس علمائنا سماحة الشيخ (عبد العزيز ابن باز) رحمه الله - فإنه رجل منّ الله سبحانه وتعالى عليه بالعلم الغزير، والعمل الصالح ، والدعوة إلى الله، والإخلاص، والصدق ،ما لا يخفى على كل أحد ، وهو ولله الحمد ، صدر عنه خير كثير، من الكتابات ، ومن المؤلفات، ومن الأشرطة ، ومن الدروس، وكذالك العلماء الذين يفتون في برنامج نور على الدرب، هؤلاء أيضا الأمة ولله الحمد، تقتنع من فتاواهم ، وتصبرعن فتاواهم، لما جربت عليهم من الفتاوى الصائبة، والأقوال النافعة، سماحة الشيخ (عبد العزيز ابن باز)، فضيلة الشيخ ( محمد بن صالح العثيمين) ، أصحاب الفضيلة القضاة ، لأنه لا يشتغل بالقضاة ويثق الناس منه في دمائهم وأموالهم وفروجهم ، إلا وهم يثقون من علمه، القضاة في المحاكم أيضا ممن يوثق بهم ، لأن ولي الأمر إئتمنهم والأمة أيضا إئتمنتهم على هذه الأمور، كذالك من العلماء البارزين الذين لهم قدم في الدعوة ، فضيلة الشيخ (عبد المحسن العباد) ، فضيلة الشيخ ( ربيع هادي) ، كذالك فضيلة الشيخ : ( صالح السحيمي ) ، كذالك فضيلة الشيخ : ( محمد أمان الجامي ) إن هؤلاء لهم جهود في الدعوة ، والإخلاص ، والرد على من يريدون الإنحراف بالدعوة عن مسارها الصحيح ، سواء عن قصد أو عن غير قصد ،هؤلاء لهم تجارب ، ولهم خبرة ، ولهم سبر للأقوال ومعرفة الصحيح من السقيم ، فيجب أن تروج أشرطتهم ودروسهم ، وأن ينتفع بها ،لأن فيها فائدة كبيرة للمسلمين، وكل عالم لم يجرب عليه خطأ ، ولم يجرب عليه إنحراف في سيره أو فكره، فإنه يؤخذ عنه.
للإستماع للمادة على الرابط
ِhttp://ift.tt/1DP5zmyl
فأجاب فضيلته حفظه الله : الدعوة إلى الله أمر لابد منه ، والدين إنما قام على الدعوة والجهاد ، بعد العلم النافع ، العلم النافع هو الأصل ، ثم الدعوة ثم الجهاد( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
الإيمان : يعني العلم بالله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وعبادته ، والعمل الصالح يكون فرعا عن العلم النافع لأن العمل لابد أن يأسس على علم، فالدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتناصح بين المسلمين هذا أمر مطلوب ، ولكن ما كل محسن أن يقوم بهذه الوظائف ، هذه الأمور لا يقوم بها إلا أهل العلم ، وأهل الرأي الناضج لايقوم بها أي واحد من الناس ، لأنها أمور ثقيلة ، وأمور مهمة ، لا يدخل ويقوم بها إلا من هو مؤهل للقيام بها
ومن المصيبة اليوم، أن باب الدعوة صار باب واسع كل يدخل منه ، ويتسمى بالدعوة قد يكون جاهلا لا يحسن الدعوة ، ويفسد أكثر مما يصلح ، قد يكون متحمسا يأخذ الأمور بالعجلة ، والطيش ، فيتولد عن فعله من الشرور أكثر مما عالج وما قصد إصلاحه ، بل ربما يكون ممن ينتسبون إلى الدعوة ، من لهم أهواء ،وأغراض يدعون إليها ويريدون تحقيقها على حساب الدعوة ، ربما أن بعضهم يريد تضليل الناس ، والتشويش على أفكار الشباب ، باسم الدعوة ، وباسم الغيرة للدين ، وهو يقصد خلاف ذالك ، يقصد الإنحراف للشباب ، والإنحراف لأفكار الناشئة ، وتنفير الشباب عن مجتمعهم وعن أولاة أمورهم ، وعن علمائهم ، يأتيهم بطريق النصيحة، وبطريق الدعوة في الظاهر، وهذا قصده في الباطن ، كحال المنافقين في هذه الأمة الذين يريدون بالناس الشر في صورة الخير ، اضرب بذالك مثلا ، في أصحاب مسجد الضرار، أصحاب مسجد الضرار بنوا مسجدا بالصورة والظاهر للناس أنه مسجد وعمل صالح ، وطلبوا من النبي - صل الله عليه وسلم- أن يصلي فيه من أجل أن يرغب الناس به ويقره ، ولكن الله علم من نيّات أصحابه أنهم يريدون بذالك الإضرار بالمسلمين ، ويريدون بذالك الضرار بمسجد قباء ،أول مسجد أسس على التقوى ، ويريدون أن يفرقوا جماعة المسلمين الذين كانوا يجتمعون في مسجد قباء ، فبين الله لرسوله مكيدة هؤلاء ، وأنزل قوله تعالى ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) تبين لنا من هذه القصة العظيمة ، أنه ما كل من تظاهر بالخير، والعمل الصالح ، يكون صادقا فيما يفعل ، وإنما يقصد من وراء ذالك أمورا أخرى عكس ما يظهر ، فالذين ينتسبون إلى الدعوة اليوم، فيهم مضللون يريدون الإنحراف للشباب ، يريدون صرف الناس عن دين الحق ، يريدون تفريق جماعة المسلمين ، يريدون الإيقاع في الفتنة ، الله سبحانه وتعالى حذرنا من هؤلاء ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) فليس العبرة بالإنتساب ،أو بما يظهر، بل العبرة بالحقائق وبعواقب الأمور ، وبالأشخاص الذين ينتسبون إلى الدعوة ، يجب أن ينظر فيهم أين درسوا ، ومن أين أخذوا العلم ، وأين نشؤا وما هي عقيدتهم ، وتنظر أعمالهم ، وآثارهم في الناس ماذا أنتجوا من الخير ، وماذا ترتب على أعمالهم من الإصلاح ، يجب أن تدرس أحوالهم ، قبل أن يغترّ بأقوالهم ، ومظاهرهم ، هذا أمر لابد منه ، خصوصا في هذا الزمان الذي كثر فيه دعاة الفتنة ، النبي - صل الله عليه وسلم - وصف هؤلاء دعاة الفتنة بأنهم قوم يتكلمون بألسنتنا ، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، والنبي - صل الله عليه وسلم- لما سئل عن الفتن قال : ( دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم ) دعاة ، سماهم دعاة ( دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها ) فعلينا أن نتنبه لهذا ، ولا نحشد في الدعوة كل من هب ودب ، وكل من قال أنا أدعو إلى الله ، وهذه جماعة تدعوا إلى الله ، لابد من النظر في واقع الأمر ، ولابد من النظر في واقع الأفراد والجماعات، فإن الله سبحانه تعالى إنما قيد الدعوة إلى الله ، الدعوة إلى سبيل الله ، قال تعالى ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّه) دل أن هناك أناس يدعون إلى غير الله سبحانه وتعالى ، الله سبحانه وتعالى أخبر أن الكفار يدعون إلى النار ، قال سبحانه وتعالى ( وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ) والدعاة يجب أن ينظر في شأنهم ، قال شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب - رحمه الله - على هذه الآية ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّه) قال فيه الإخلاص ، فإن كثيرا من الناس إنما يدعوا إلى نفسه ، ولا يدعو إلى الله عز وجل ، نعم .
ويقول السؤال : وما هي أوصاف العلماء الذين يقتدى بهم ؟
فأجاب حفظه الله: أوصاف العلماء الذين يقتدى بهم : أهل العلم بالله سبحانه وتعالى ، الذين تفقهوا في كتاب الله ، وسنة رسوله- صل الله عليه وسلم- وتحلوا بالعلم النافع ، وكذالك يتحلون بالعمل الصالح ، يعني الذين يقتدى بهم هم الذين جمعوا بين الأمرين ، بين العلم النافع والعمل الصالح ، فلا يقتدى بعالم لا يعمل بعلمه ، ولا يقتدى بجاهل ليس عنده علم ، لا يقتدى إلا بمن جمع بين الأمرين ، العلم النافع والعمل الصالح ، وبالنسبة لمن يقتدى بهم في بلادنا، ومن تؤخذ أشرطتهم، ودروسهم ،هم كثيرون ولله الحمد ، معروفون عند الناس ، لا يجهلهم أحد ،لا الحاضرة ولا البادية ، ولا الكبار ولا الصغار، يعرفون أهل العلم الذين يصدر عن أقوالهم ، ويقتدى بافعالهم،هم القائمون بأعمال هذه الأمة من الفتوى ، والقضاء ، والتدريس ، وغير ذالك ، الذين عرف عنهم العلم ، وعرف عنهم التقى والورع ، وعلى رأس علمائنا سماحة الشيخ (عبد العزيز ابن باز) رحمه الله - فإنه رجل منّ الله سبحانه وتعالى عليه بالعلم الغزير، والعمل الصالح ، والدعوة إلى الله، والإخلاص، والصدق ،ما لا يخفى على كل أحد ، وهو ولله الحمد ، صدر عنه خير كثير، من الكتابات ، ومن المؤلفات، ومن الأشرطة ، ومن الدروس، وكذالك العلماء الذين يفتون في برنامج نور على الدرب، هؤلاء أيضا الأمة ولله الحمد، تقتنع من فتاواهم ، وتصبرعن فتاواهم، لما جربت عليهم من الفتاوى الصائبة، والأقوال النافعة، سماحة الشيخ (عبد العزيز ابن باز)، فضيلة الشيخ ( محمد بن صالح العثيمين) ، أصحاب الفضيلة القضاة ، لأنه لا يشتغل بالقضاة ويثق الناس منه في دمائهم وأموالهم وفروجهم ، إلا وهم يثقون من علمه، القضاة في المحاكم أيضا ممن يوثق بهم ، لأن ولي الأمر إئتمنهم والأمة أيضا إئتمنتهم على هذه الأمور، كذالك من العلماء البارزين الذين لهم قدم في الدعوة ، فضيلة الشيخ (عبد المحسن العباد) ، فضيلة الشيخ ( ربيع هادي) ، كذالك فضيلة الشيخ : ( صالح السحيمي ) ، كذالك فضيلة الشيخ : ( محمد أمان الجامي ) إن هؤلاء لهم جهود في الدعوة ، والإخلاص ، والرد على من يريدون الإنحراف بالدعوة عن مسارها الصحيح ، سواء عن قصد أو عن غير قصد ،هؤلاء لهم تجارب ، ولهم خبرة ، ولهم سبر للأقوال ومعرفة الصحيح من السقيم ، فيجب أن تروج أشرطتهم ودروسهم ، وأن ينتفع بها ،لأن فيها فائدة كبيرة للمسلمين، وكل عالم لم يجرب عليه خطأ ، ولم يجرب عليه إنحراف في سيره أو فكره، فإنه يؤخذ عنه.
للإستماع للمادة على الرابط
ِhttp://ift.tt/1DP5zmyl
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق