قطوف من نعوت السلف ومميزات منهجهم في أبواب العلم والعمل
للعلامة زيد بن محمد المدخلي رحمه الله رحمة واسعة
إنه مما لا ريب فيه أن المتتبع لسير العلماء الربانيين والدعاة الحكماء المخلصين، وقادة الجهاد الصادقين الصابرين، يجد أن المنهج الحق والصراط المستقيم هو منهج
السلف الصالحين في كل باب من أبواب العلم والعمل، وفي كل أمر من أمور الدنيا والدين ذلك؛ لأنه منهج صيغت قواعده، وأحكمت بنوده، وحررت مسائله من نصوص
كتاب الله المبين وصحيح سنة محمد الصادق المصدوق الأمين عليه من ربه أزكى تحية وأتم تسليم.
ولعل سائل مستفيدا قائلا من هم السلف؟
فأجيبه: بما قاله العلماء الربانيون في وصفهم، وبيان حقيقتهم، ومميزات منهجهم
مما علمته بالتتبع والاستقراء من قواعدهم الأصيلة وعلومهم الكثيرة الغزيرة.
فأقول: السلف: هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين حضروا عصروه، وأخذوا منه هذا الدين القويم مباشرة غضا طريا علما وعملا وخلقا وسلوكا، ويلحق بهم في
استحقاق هذا اللقب العظيم والوصف الجليل كل سالك في الاقتداء بهم رضي الله عنهم ونور مراقدهم ولو كان في عصرنا هذا أو قبله أو بعده.
فعلينا أن نقتفي أتارهم في العلم والعمل، ونسلك نهجهم في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحكم الولاء والبراء، وحسن المعامة
الشرعية مع الله عز وجل ومع الخلق أجمعين، معتصمين في كل ذلك بحبل الله المتين، الذي يتجلى في اتباع كتابه المبين، وصحيح سنة سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله
عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وحقا ما قاله بعض الشعراء
وكل شر في ابتداع من خلف وكل خير في اتباع من سلف
فإليك أيها القارئ الكريم بعضا من خصائص علماء السلف
ومميزات منهجهم باختصار:
1. اعتمادهم على نصوص الكتاب والسنة بالفهم الصحيح، والتفاعل معها في حياتهم العلمية والعملية قولا وفعلا ظاهرا وباطنا على حد قول الله تعالى
2 . سلامة النية وحسن القصد في كل ما يأتون ويذرون، مع التحلي بالصبر، والحكمة، والموعظة الحسنة التي تعتبر من أجل الأسس التي تقوم عليها دعوة الإسلام.
3. الالتزام التام بمنهج الرسل الكرام والأنبياء العظام في دعوتهم المرضية والتخلق بأخلاقهم الزكية المنطلقة من القواعد الشرعية.
4. وضوح الانطلاق والسير في عمل الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا سرية ولا تكتلات مخفية، ولا تجمعات خاصة في غياهب الظلام في فلوات الأرض
أو تحت كهوف الجبال كما يفعله الحزبيون والحركيون في كل بلد من بلدان المسلمين، وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين كما يسمون أنفسهم، بل السلف أهل جهر في
الدعوة إلى الله والتعليم لعباد الله وبذل النصيحة لهم كل بحسب حاله ومقامه.
5. محبة التوسع في العلوم الشرعية ووسائلها؛ لأن الله ورسوله يحبان ذلك فقد أتى المدح والثناء على هذا الصنف من الناس في غير ما آية وحديث، كما أتى المدح في منظوم
كلام العقلاء ومنثوره، وعليه فلا يهمنا قول من عابهم بأنهم حفظة متون وحواش { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة: 11].
6. التواضع في الطلب والنشر، وحسن الأدب مع الخلق، وبالأخص مع العلماء وما ذلك إلا لعلمهم بالفضائل العظمى والشرف النبيل لخلق التواضع الذي يجب أن يتحلى به كل
مسلم ومسلمة، غير أنه طلاب العلم يجب أن يكون أوفر لشدة حاجتهم إليه وهم يطلبون ميراث النبوة الغالي ويحملون رسالة الرسل إلى أمم الأرض الذين قضى الله فيهم
بحكمه الأزلي –وهو الحكيم العليم- أن يكونوا على صفات متباينة، وأخلاق مختلفة واتجاهات متعددة، وعليه فما أعظم التواضع وما أشد حاجة الخليقة إليه وبالأخص
العلماء دعاة الهدى ورواد الفضائل قال تعالى {وَع بَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ال جَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63].
بخلاف خلق الفظاظة والصلف العلمي والتعالي فإنها صفات تزري بطالب العلم وناشره، فالبدار البدار إلى المكارم والفضائل، والحذر الحذر من السواءات والرذائل وفي
الحكمة "العلم حرب للمتعالي، كالسيل حرب للمكان العالي".
7. العناية بصنع حلقات العلم ودوره الأولى –المساجد- التي هي أشرف بقاع عند الله وأحبها إليه وفي غيرها من المؤسسات التعليمية كالمدارس على اختلاف مستوياتها
بل وفي كل مكان يمكن نشر العلم فيه بأسلوبه السليم وطريقته المثلى.
8. الرفق بالخلق والحلم والأناة في حدود الشرع، وما ذلك إلا لأن هذه الصفات الطيبة من صفات الدعاة إلى الله، والمحسنين من عباده جاء الترغيب في التحلي بها، وفي
الاستضاءة بنورها آيات كريمات ومحكمات وأحاديث صحيحة مروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك قوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
[الأعراف: 199].
9. الفهم الصحيح والتطبيق الشرعي لحكم الولاء والبراء لأهل السنة والجماعة.
وقال ابن تيمية رحمه الله –وهو إمام من أئمة السلف- "على المؤمن أن يعادي في الله ويوالي في الله فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه –وإن ظلمه- فإن الظلم لا يقطع
الموالاة الإيمانية، وعلى ذلك درج السلف الصالح واستقام عليه أتباعهم، بحيث يوالون أهل الإيمان والاستقامة ولاء على حسب مراتبهم في الإيمان بكل ما يجب على الإيمان
به والاستقامة على الحق رجاء ثواب الله وخشية من عقابه، ويقومون بلوازم هذا الولاء من المحبة الشرعية والنصرة على الحق لأهل الاستقامة والإيمان، وبجانب ذلك هم
يعادون الكفرة والملحدين والمشركين والمنافقين وأصحاب الأهواء والبدع وذلك بحسب الضرر الصادر منهم على الإسلام والمسلمين" [المجموع (28/208-209)]
وإذا كان الأمر كما علمت، فكن يا أخي محبا لله وفيه ولكافة مراضيه، ومبغضا فيه كل ما يبغضه ويسخطه ويؤذيه، فإنك إن فعلت ذلك نلت ولاته وورثت جنته، وسعدت
برحمته ورضاه في دار كرامته.
10. البحث عن الحق بدليله، لاشك أن البحث عن الحق بدليله من مصادره، من مميزات السلف ومقومات منهجهم، وما ذلك إلا ليصلوا إلى الغاية المنشودة، والحقيقة
المقصودة من خير الطريق وأزكاها، وليس من منهجهم التقليد في أحكام دينهم، ولا في منهج دعوتهم وأمرهم ونهيهم، ثم إنهم متى اتضح لهم الحق بدليله الواضح
الصريح اتبعوه واعتصموا به في أي باب من أبواب العلم وفي أي مسألة من مسائله.
مع العلم أن مصادر منهجهم في الكتاب العزيز وصحيح السنة المطهرة وإجماع من بعتد بإجماعهم من أولي العلم والبصائر، ويحلق بهذه الثلاثة القياس الجلي كما يضاف
إليها الاستعانة بما تم تدوينه من العلوم النافعة ممن كان قبلنا، فإن ذلك كله كفيل بالإيضاح والبيان لكل مسألة من مسائل العلم، وكل حكم من أحكامه التي من جملتها طريق
الدعوة إلى الله على قاعدة الحب في الله والبغض فيه، والموالاة فيه، والمعادة فيه.
11. وجوب السمع والطاعة لولي الأمر المسلم في المعروف: إن من مميزات منهج السلف ومقوماته موقفهم الصحيح من حكام المسلمين، المتمثل في القيام بالحقوق الشرعية
تجاههم وعدم الخروج عليهم وإن فسقوا أو جاروا مالم يرتكبوا كفرا بواحا فيه من الله برهان.
الصبر على ولاة الأمر وإن جاروا ف ولايتهم –كما أسلفت- ما داموا يقيمون شرعهم الله ويؤمنهم لهم السبل ويسعون في سبيل صلاحهم وإصلاحهم في الدارين امتثالا لأمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: "يا رسول الله، إنا كنا بشر، فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟
قال: «نعم»، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: «نعم»، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: «نعم»، قلت: كيف؟ قال: «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي
وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس»، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله، إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك
فاسمع وأطع».
ففي هذا دليل لمذهب السلف على وجوب الصبر على ولاة الأمر من المسلمين وإن جاروا على الرعية فضربوا الظهر وأخذوا المال وما ذلك إلا لأهمية لزوم جماعة
المسلمين وإمامهم.
وبذل النصح لهم لما فيه من المصالح الدينية والدنيوية كما قال تعالى { إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 91].
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة» قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» أخرجه مسلم.
غير أنه يجب أن تكون نصيحة ولاة الأمر بطريقة خاصة فيها ستر عليهم وإن كانت كذلك فهي جديرة بالقبول، أما إذا كانت على رؤوس الأشهاد وعلى سبيل العلن فإنها تعث
على الاستنكاف عنها غالبا، بل ربما وصل الأمر بالبطش بالناصح وإن كان أمينا.
الدعاء لهم بالتوفيق والهداية إلى أقوم طريق لاسيما من أهل العلم والتقوى الذين يهمهم شأن المسلمين ويحرصون على مصالحهم الدينية والدنيوية، ويعلمون أن بصلاح
الراعي تصلح الرعية غالبا؛ لأنه قائدها وآمرها وناهيها.
ألا إن دعاء الرعية المسلمين لإمامهم دليل على صلاحه كما في حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي اله عنه وفيه (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون
عليكم وتصلون عليهم).
عدم الخروج عليهم بسبب عمل معصية أو بدعة لم تخرج صاحبها من الإسلام ما داموا يقيمون الحدود، والشعائر، ويؤمنون السبل، فإذا جاء الوالي المسلم بمعصية يكفر
بها شرعا وجب نصحه إن أمكن فإن أصر وجب خلعه عند القدرة على ذلك لأنه لا سلطان لكافر على مؤمن {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا } [النساء: 141].
هذا وكم حديث جاء فيه التحذير من خلع اليد من طاعة من قد أعطا له صفقتها فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: «من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية».
وعند مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا بويع لخليفتين، فاقتلوا الآخر منهما».
قلت: ففي هذه النصوص وجوب الوفاء بالبيعة للأول فالأول فإذا جاء أخر ينازعه وجب على أهل الحل والعقد دفعه فإن لم يندفع وينزجر فإنه يجب أن يقتل لتبقى الجماعة
آمنة من غير متنازعة ولا متقاتلة، اللهم إلا إذا تغلب الأخر على الأول واستتب له الأمر واجتمع عليه الناس ولا سبيل إلى نصرة الأول فتتعين مبايعته لئلا تسفك الدماء
وتسود الفوضى والله أعلم.
ومما قاله الإمامان الجليلان محمد بن عبد اللطيف وعبد الله بن عبد العزيز آل الشيخ في هذا الموضوع ما نصه:
"ومما أدخل الشيطان أيضا: إساءة الظن بولي الأمر وعدم الطاعة له، فإن هذا من أعظم المعاصي، وهو من دين الجاهلية، الذين لا يرون السمع والطاعة دينا، بل كل منهم
يستبد برأيه، وقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة، في وجوب السمع والطاعة لولي الأمر في العسر واليسر، والمنشط والمكره، حتى قال: " اسمع وأطع وإن أخذ
مالك وضرب ظهرك ".
فتحرم معصيته والاعتراض عليه في ولايته، وفي معاملته وفي معاقدته ومعاهدته، لأنه نائب المسلمين والناظر في مصالحهم، ونظره لهم خير من نظرهم لأنفسهم، لأن
بولايته يستقيم نظام الدين، وتتفق كلمة المسلمين، لا سيما وقد من الله عليكم بإمام ولايته ولاية دينية، وقد بذل النصح لعامة رعيته من المسلمين، خصوصا المتدينين
بالإحسان إليهم ونفعهم، وبناء مساجدهم وبث الدعاة فيهم، والإغضاء عن زلاتهم وجهالاتهم.
ووجود هذا في آخر هذا الزمان، من أعظم ما أنعم الله به على أهل هذه الجزيرة، فيجب عليهم شكر هذه النعمة ومراعاتها، والقيام بنصرته والنصح له باطنا وظاهرا.
فلا يجوز لأحد الافتيات عليه، ولا المضي في شيء من الأمور إلا بإذنه؛ ومن افتات عليه فقد سعى في شق عصا المسلمين، وفارق جماعتهم، وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (من عصى الأمير فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله) والمراد بالأمير في هذا الحديث: من ولاه الله أمر المسلمين، وهو الإمام الأعظم" [الدرر السنية (9/ 135)].
وإننا لنحمد الله تبارك وتعالى أن أتباع السلف في زماننا هذا وفي بلادنا –المملكة العربية السعودية- وفي غيرها من بلدان المسلمين ليعلمون ذلك جيدا، ويتقيدون به ويبينونه
للناس نصحا للأمة، وخشية من عقوبة الكتمان، وأما من شذ عن طريقتهم ومنهجهم ممن أصيب بداء التحزب والتكتل والتنظيم التي في ظاهرها نصرة الدعوة إلى الله، وفي
حقيقة أمرها دعوة إلى الفرقة ولابد، لأنه لا يجوز لعماء المسلمين وأتباعهم أن يوحدوا كلمتهم على أمر مبتدع، ولا يجمعوا أمرهم على ما فيه مخالفة ظاهرة لسبيل
سلفهم الصالح.
ولا يفهم من هذا أن ولي الأمر لا يؤمر ولا نهى من قبل الراسخين في العلم –معاذ الله أن يكون كذلك- بل يجب أمرهم ونهيهم في حدود الاستطاعة الشرعية امتثالا لأمر رسول
الله r الوارد في حديث تميم الداري، وبأسلوب الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم أمته حيث قال (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده
فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه) أخرجه ابن أبي عاصم (3/521).
أكرر فأقول:
هذا هو منهج سلفنا الصالحين فعلى الدعاة والمربين أن يعتصموا به ليرضوا ربهم ويحترموا دعوتهم ويرحموا أمتهم الذين لا موجه لهم إلى الخير سواهم.
ولنعلم جميعا أن أسلوب المظاهرات بصفتها المعروفة اليوم –ضد الحكام وإن كانوا فساقا وظالمين- وتدبير الاغتيالات لهم، أو لرجال حكومتهم، والتخطيط للانقلابات للإطاحة
بهم، وأخذ الحكم منهم، والتفجير في المنشآت والاعتداء بالقتل على شرطهم وغير ذلك مما هو معلوم، لا يلتقي مع منهج السلف لا في الوسائل ولا في الغايات وإن كان
بدافع الغيرة على الإسلام، فكم رأينا من المآسي والويلات التي حقت بمن سلكوا هذه المسالك بل تجاوزته إلى سواهم من المسلمين ممن لم يكن مشاركا في تلك التصرفات
والله المستعان. اهـ مختصرا
المصدر
مجموعة الرسائل للعلامة الوالد
زيد بن محمد المدخلي رحمه الله رحمة واسعة
ص (9-22)
*- ميراث الانبياء -*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق