درر سلفية في حسن الظن بالمسلم
عن سعيد بن المسيّب - رحمه اللّه - قال:
كتب إلىّ بعض إخواني من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك مايغلبك، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من امريء مسلم شرّا وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن عرّض نفسه للتّهم فلا يلومنّ إلّا نفسه، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده، وما كافيت من عصى اللّه تعالى فيك بمثل أن تطيع اللّه تعالى فيه...
شعب الإيمان، للبيهقي (2/ 103).
فال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( ومن أعظم التقصير : نسبة الغلط إلى متكلم مع إمكان تصحيح كلامه ، وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس)الفتاوى جزء 31 ص 114
وعن عمر أنه وضع للناس ثمانية عشر كلمة حكما كلها منها ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيك منه ما يغنيك ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير موضعا ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء به الظن واستشر في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون الراوي: سعيد بن المسيب المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم:
خلاصة الدرجة: [فيه] يعقوب بن إسحاق أبو عمارة لا يتابع عليه 8/479
2 - إن عمر وضع للناس ثمانية عشركلمة حكما كلها ، منها : ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يحبك منه ما يغنيك ،ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير موضعا ، ومن عرضنفسهللتهمفلا يلومن من أساء به الظن ، واستشر في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون . وذكر الحديث
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم:
خلاصة الدرجة: [فيه] يعقوب بن إسحاق لا يتابع على روايته
2/932
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
وليس لأحد أن يحمل كلام أحد من الناس إلا على ما عُرف أنه أراده،
لا على ما يحتمله ذلك اللفظ في كلام كل أحد).
"الفتاوى" (7/36).
وقال رحمه الله :
ومعلوم أن مُفَسَّر كلام المتكلم يقضي على مجمله، وصريحه يُقدم على كنايته،
ومتى صدر لفظ صريح في معنى، ولفظ مجمل نقيض ذلك المعنى، أو غير نقيضه؛
لم يُحمل على نقيضه جزماً، حتى يترتب عليه الكفر؛ إلا مِنْ فَرْطِ الجهل والظلم
الرد على البكري (2/623).
قال جعفر بن محمد رحمه الله :
إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا،
فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه .
شعب الإيمان، البيهقي ( 6 / 323 )
قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
ما بلغني عن أخٍ لي مكروهٌ - قطُّ - إلا كان إسقاطُ المكروه عنه أحبَّ إلي من تحقيقه عليه،
فإن قال : « لم أقل » ؛ كان قوله: « لم أقل » أحبَّ إلي من ثمانية يشهدون عليه!
«تاريخ الرَّقَّة» (ص 25)
قال بكر بن عبد الله المزني –رحمه الله-:
( احملوا إخوانكم على ما كان فيهم كما تحبوا أن يحملوكم على ما كان فيكم فليس كل من رأيت منه سقطة أو زلة وقع من عينيك
فأنت أولى من يرى ذاك منه فإن كان فيك صلاة فلا تعجبن بها فلعل صاحب المعصفرة والشعر السكني ينال من النبيذ أحيانا أوفى للعهد منك وإن كان فيك وفاء للعهد فلا تعجبن به فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أوصل للرحم منك وإن كان فيك صلة للرحم فلا تعجبن بها فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أكثر صومامنك وإذا رأيت من هو أكبر سنا منك فقل هذا خير مني صام وصلى وعبد اللهقبلي وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل هو خير مني أحدث مني سنا وأقل ذنوباوإذا رأيت من هو أقل منك مالا فقل هذا خير مني زويت عنه الدنيا خياراأوبطرا وأعطيتها لسقائي إلا أن يرحمني ربي وإذا رأيت الناس أكرموك ورأوا لك حقا فقل هذا الفضل منهم على وإذا رأيتهم استخفوا بك فقل هذا بخطيئتي وذنبي واتخذ أكبر المسلمين لك أبا وأوسطهم لك أخا وأصغرهم لك ابنا أيسرك أن تضرب الطفل الصغير أو تظلم الشيخ الكبير ولتشغلك ذنوبك عن ذنوب العباد وتذاب أيام الحياة في التوبة والإستغفار وليسعك ما أنعم الله به عليك عما أنعم الله به على العباد وتذوب أيام الحياة في الشكر ولا تنظروا في ذنوب الناس كالأرباب وانظروا في ذنوبكم كالعبيد ولا تعاهدوا لقذاة في عين أخيك وتدع الجذع معترضا في عينك فو الله ما عدلت
التوبيخ والتنبيه (ص 53)
قَالَ عَلَّامَةُ القَصِيْمِ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ بْنِ سِّعْدِيِّ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُتَ عَالَى ـ في كِتَابِهِ النَّفِيسِ ( الرِّياض النَّاضِرة والحدائق النيرة الزَّهرة في العقائد والفنون المتنوّعة ) ( ص 105 ـ 106 ) :
« ومن أعظم المحرمات وأشنع المفاسد ،إشاعـة عثراتهم،والقدح فيهم (و) في غلطاتهم.وأقبح من هذا وأقبح : إهدار محاسنهم عند وجود شيء من ذلك.
وربما يكون ـ وهو الواقع كثيرًا ـ أن الغلطات التي صدرت منهم لهم فيها تأويل سائغ ،ولهم اجتهادهم فيه .
معذورون،والقادح فيهم غير معذور .
وبهذا وأشباهه يظهر لك الفرق بين أهل العلم النَّاصحين،والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين .
فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم التّعاون على البروالتّقوى ؛ والسّعي في إعانة بعضهم بعضًا في كل ما عاد إلى هذا الأمر ،وسترعورات المسلمين،وعدم إشاعة غلطاتهم ،والحرص على تنبيههم ،بكل ما يمكن منالوسائل النَّافعة ،والذّب عن أعراض أهل العلم والدِّين .
ولا ريب أن هذا من أفضل القربات .
ثم لو فرض أن ما أخطأوا فيه أو عثروا ليس لهم فيه تأويل ولا عذر،لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحسان،وتمحي حقوقهم الواجبة بهذا الشيء اليسير ،كما هو دأب أهل البغي والعدوان ، فإن هذا ضرره كبير،وفساده مستطير .
أي عالم لم يخطئ ؟ وأي حكيم لم يعثر ؟ »
قال ابن القيم رحمه الله :
والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد بها أحدهما أعظم الباطل، ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه،وما يدعو إليه ويناظر عنه
[مدارج السالكين3/521]
أوصى يحيى بن خالد ابنه جعفرًا فقال:
لا ترد على أحد جوابًا حتى تفهم كلامه، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ويؤكد الجهل عليك، ولكن افهم عنه، فإذا فهمته فأجبه، ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ولا تستحي أن تستفهم إذا لم تفهم،فإن الجواب قبل الفهم حمق، وإذا جهلت فاسأل فيبدو لك واستفهامك أجمل بك وخير من السكوت على العي.
جامع بيان العلم وفضله (1/474)
قال الغزالي-رحمه الله-:
وحسن الخلق مع الناس: ألا تحمل الناس على مراد نفسك، بل تحمل نفسك على مرادهم ما لم يخالفوا الشرع.
رسالة أيها الولد (ص131)
قال القلاعي –رحمه الله-:
فقد يوحش اللفظ وكله ود، ويُكره الشيء وليس من فعلهبد، هذه العرب تقول: لا أبا لك في الأمر إذا همّ، وقاتله الله، ولا يريدون الذم، وويل أمِّه للأمر إذا تم، ومن الدعاء: تربت يمينك، ولذوي الألباب أن ينظروا في القول إلى قائله، فإن كان وليًا فهو الولاء وإن خشن، وإن كان عدوًا فهو البلاء وإن حَسُن
تنوير الحوالك (1/55)
قال حمدون القصار -رحمه الله-:
إذا زل أخ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرا ، فإن لم تقبله قلوبكم فاعلموا أن المعيب أنفسكم ؛
حيث ظهر لمسلم سبعين عذرا فلم تقبله.
آداب الصحبة (ص 45)
قال عباد بن عباد الخواص الشامي -رحمه الله-:
فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظرا منكم لأنفسكم، ونصيحة منكم لربكم، وشفقة منكم على إخوانكم، وأن تكونوا مع ذلك بعيوب أنفسكم أعنى منكم بعيوب غيركم،
وأن يستطعم بعضكم بعضا النصيحة، وأن يحظى عندكم من بذلها لكم وقبلها منكم،وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (رحم الله من أهدى إلي عيوبي).
تحبون أن تقولوا فَيُحْتَمَلَ لكم، وإن قيل لكم مثل الذي قلتم غضبتم.
تجدون على الناس فيما تنكرون من أمورهم، وتأتون مثل ذلك فلا تحبون أن يؤخذ عليكم.
مسند الدارمي (1/ 167)
قال الرّبيعِ بنِ صَبِيحٍ -رحمه الله-:
قُلتُ للحسنِ: إنَّ -ها هُنا- قوماً يتتَبَّعُونَ السَّقَطَ مِن كلامِك؛ لِيجِدُوا إلى الوَقيعةِ فيكَ سَبيلاً!
قال: لا يَكبُرُ ذلك عليك! فقد أطْمَعْتُ نَفسي في خُلودِ الجِنان،فطمِعَت.. وأَطْمَعْتُها في جِوارِ الرَّحمنِ، فطَمِعَت.. وأطمَعْتُها في السَّلامةِ مِن النَّاسِ، فلَم أجِد إلى ذلك سبيلاً؛
لأنِّي رأيتُ النَّاسَ لا يرضُونَ عن خالِقِهِم، فعلِمْتُ أنَّهُم لا يَرضُونَ عن مَخلوقٍ مِثلِهم
حلية الأولياء (6/305) ، تبيين كذب المفتري (ص 422)
قال ابن القيّم- رحمه اللّه- :
«وكلّ أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن مايقدرون عليه من الألفاظ، ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ،ومن رزقه اللّه بصيرة فهو يكشف بها حقيقة ما تحت الألفاظ من الحقّ والباطل،ولا تغترّ باللّفظ كما قيل في هذا المعنى:
في زخرفِ القول ترجيحٌ لقائلهِ - - والحقُّ قد يعتريه بعضُ تغييرِ(*)
تقول هذا مُجاجُ النحلِ تمدحُهُ - - وإن تعِبْ قلت ذا قَيْء الزنابير
مدحاً وذماً وما جاوزت وصفهما - - سحر البيان يُري الظلماء كالنور.
مفتاح دار السعادة (1/141)
* الأبيات تنسب لابن الرومي ، والبيت الأول أدرجته فلم يورده ابن القيم.
قال السبكي -رحمه الله-:
فإذا كان الرجل ثقة مشهوداً له بالإيمان والاستقامة،فلا ينبغي أن يحمل كلامه وألفاظ كتابته على غير ما تُعود منه ومن أمثاله،بل ينبغي التأويل الصالح، وحسن الظن به وبأمثاله.
قاعدة في الجرح والتعديل (ص93)
جزى الله جامعها خير الجزاء
عن سعيد بن المسيّب - رحمه اللّه - قال:
كتب إلىّ بعض إخواني من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك مايغلبك، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من امريء مسلم شرّا وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن عرّض نفسه للتّهم فلا يلومنّ إلّا نفسه، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده، وما كافيت من عصى اللّه تعالى فيك بمثل أن تطيع اللّه تعالى فيه...
شعب الإيمان، للبيهقي (2/ 103).
فال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( ومن أعظم التقصير : نسبة الغلط إلى متكلم مع إمكان تصحيح كلامه ، وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس)الفتاوى جزء 31 ص 114
وعن عمر أنه وضع للناس ثمانية عشر كلمة حكما كلها منها ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيك منه ما يغنيك ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير موضعا ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء به الظن واستشر في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون الراوي: سعيد بن المسيب المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم:
خلاصة الدرجة: [فيه] يعقوب بن إسحاق أبو عمارة لا يتابع عليه 8/479
2 - إن عمر وضع للناس ثمانية عشركلمة حكما كلها ، منها : ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يحبك منه ما يغنيك ،ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير موضعا ، ومن عرضنفسهللتهمفلا يلومن من أساء به الظن ، واستشر في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون . وذكر الحديث
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم:
خلاصة الدرجة: [فيه] يعقوب بن إسحاق لا يتابع على روايته
2/932
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
وليس لأحد أن يحمل كلام أحد من الناس إلا على ما عُرف أنه أراده،
لا على ما يحتمله ذلك اللفظ في كلام كل أحد).
"الفتاوى" (7/36).
وقال رحمه الله :
ومعلوم أن مُفَسَّر كلام المتكلم يقضي على مجمله، وصريحه يُقدم على كنايته،
ومتى صدر لفظ صريح في معنى، ولفظ مجمل نقيض ذلك المعنى، أو غير نقيضه؛
لم يُحمل على نقيضه جزماً، حتى يترتب عليه الكفر؛ إلا مِنْ فَرْطِ الجهل والظلم
الرد على البكري (2/623).
قال جعفر بن محمد رحمه الله :
إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا،
فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه .
شعب الإيمان، البيهقي ( 6 / 323 )
قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
ما بلغني عن أخٍ لي مكروهٌ - قطُّ - إلا كان إسقاطُ المكروه عنه أحبَّ إلي من تحقيقه عليه،
فإن قال : « لم أقل » ؛ كان قوله: « لم أقل » أحبَّ إلي من ثمانية يشهدون عليه!
«تاريخ الرَّقَّة» (ص 25)
قال بكر بن عبد الله المزني –رحمه الله-:
( احملوا إخوانكم على ما كان فيهم كما تحبوا أن يحملوكم على ما كان فيكم فليس كل من رأيت منه سقطة أو زلة وقع من عينيك
فأنت أولى من يرى ذاك منه فإن كان فيك صلاة فلا تعجبن بها فلعل صاحب المعصفرة والشعر السكني ينال من النبيذ أحيانا أوفى للعهد منك وإن كان فيك وفاء للعهد فلا تعجبن به فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أوصل للرحم منك وإن كان فيك صلة للرحم فلا تعجبن بها فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أكثر صومامنك وإذا رأيت من هو أكبر سنا منك فقل هذا خير مني صام وصلى وعبد اللهقبلي وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل هو خير مني أحدث مني سنا وأقل ذنوباوإذا رأيت من هو أقل منك مالا فقل هذا خير مني زويت عنه الدنيا خياراأوبطرا وأعطيتها لسقائي إلا أن يرحمني ربي وإذا رأيت الناس أكرموك ورأوا لك حقا فقل هذا الفضل منهم على وإذا رأيتهم استخفوا بك فقل هذا بخطيئتي وذنبي واتخذ أكبر المسلمين لك أبا وأوسطهم لك أخا وأصغرهم لك ابنا أيسرك أن تضرب الطفل الصغير أو تظلم الشيخ الكبير ولتشغلك ذنوبك عن ذنوب العباد وتذاب أيام الحياة في التوبة والإستغفار وليسعك ما أنعم الله به عليك عما أنعم الله به على العباد وتذوب أيام الحياة في الشكر ولا تنظروا في ذنوب الناس كالأرباب وانظروا في ذنوبكم كالعبيد ولا تعاهدوا لقذاة في عين أخيك وتدع الجذع معترضا في عينك فو الله ما عدلت
التوبيخ والتنبيه (ص 53)
قَالَ عَلَّامَةُ القَصِيْمِ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ بْنِ سِّعْدِيِّ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُتَ عَالَى ـ في كِتَابِهِ النَّفِيسِ ( الرِّياض النَّاضِرة والحدائق النيرة الزَّهرة في العقائد والفنون المتنوّعة ) ( ص 105 ـ 106 ) :
« ومن أعظم المحرمات وأشنع المفاسد ،إشاعـة عثراتهم،والقدح فيهم (و) في غلطاتهم.وأقبح من هذا وأقبح : إهدار محاسنهم عند وجود شيء من ذلك.
وربما يكون ـ وهو الواقع كثيرًا ـ أن الغلطات التي صدرت منهم لهم فيها تأويل سائغ ،ولهم اجتهادهم فيه .
معذورون،والقادح فيهم غير معذور .
وبهذا وأشباهه يظهر لك الفرق بين أهل العلم النَّاصحين،والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين .
فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم التّعاون على البروالتّقوى ؛ والسّعي في إعانة بعضهم بعضًا في كل ما عاد إلى هذا الأمر ،وسترعورات المسلمين،وعدم إشاعة غلطاتهم ،والحرص على تنبيههم ،بكل ما يمكن منالوسائل النَّافعة ،والذّب عن أعراض أهل العلم والدِّين .
ولا ريب أن هذا من أفضل القربات .
ثم لو فرض أن ما أخطأوا فيه أو عثروا ليس لهم فيه تأويل ولا عذر،لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحسان،وتمحي حقوقهم الواجبة بهذا الشيء اليسير ،كما هو دأب أهل البغي والعدوان ، فإن هذا ضرره كبير،وفساده مستطير .
أي عالم لم يخطئ ؟ وأي حكيم لم يعثر ؟ »
قال ابن القيم رحمه الله :
والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد بها أحدهما أعظم الباطل، ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه،وما يدعو إليه ويناظر عنه
[مدارج السالكين3/521]
أوصى يحيى بن خالد ابنه جعفرًا فقال:
لا ترد على أحد جوابًا حتى تفهم كلامه، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ويؤكد الجهل عليك، ولكن افهم عنه، فإذا فهمته فأجبه، ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ولا تستحي أن تستفهم إذا لم تفهم،فإن الجواب قبل الفهم حمق، وإذا جهلت فاسأل فيبدو لك واستفهامك أجمل بك وخير من السكوت على العي.
جامع بيان العلم وفضله (1/474)
قال الغزالي-رحمه الله-:
وحسن الخلق مع الناس: ألا تحمل الناس على مراد نفسك، بل تحمل نفسك على مرادهم ما لم يخالفوا الشرع.
رسالة أيها الولد (ص131)
قال القلاعي –رحمه الله-:
فقد يوحش اللفظ وكله ود، ويُكره الشيء وليس من فعلهبد، هذه العرب تقول: لا أبا لك في الأمر إذا همّ، وقاتله الله، ولا يريدون الذم، وويل أمِّه للأمر إذا تم، ومن الدعاء: تربت يمينك، ولذوي الألباب أن ينظروا في القول إلى قائله، فإن كان وليًا فهو الولاء وإن خشن، وإن كان عدوًا فهو البلاء وإن حَسُن
تنوير الحوالك (1/55)
قال حمدون القصار -رحمه الله-:
إذا زل أخ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرا ، فإن لم تقبله قلوبكم فاعلموا أن المعيب أنفسكم ؛
حيث ظهر لمسلم سبعين عذرا فلم تقبله.
آداب الصحبة (ص 45)
قال عباد بن عباد الخواص الشامي -رحمه الله-:
فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظرا منكم لأنفسكم، ونصيحة منكم لربكم، وشفقة منكم على إخوانكم، وأن تكونوا مع ذلك بعيوب أنفسكم أعنى منكم بعيوب غيركم،
وأن يستطعم بعضكم بعضا النصيحة، وأن يحظى عندكم من بذلها لكم وقبلها منكم،وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (رحم الله من أهدى إلي عيوبي).
تحبون أن تقولوا فَيُحْتَمَلَ لكم، وإن قيل لكم مثل الذي قلتم غضبتم.
تجدون على الناس فيما تنكرون من أمورهم، وتأتون مثل ذلك فلا تحبون أن يؤخذ عليكم.
مسند الدارمي (1/ 167)
قال الرّبيعِ بنِ صَبِيحٍ -رحمه الله-:
قُلتُ للحسنِ: إنَّ -ها هُنا- قوماً يتتَبَّعُونَ السَّقَطَ مِن كلامِك؛ لِيجِدُوا إلى الوَقيعةِ فيكَ سَبيلاً!
قال: لا يَكبُرُ ذلك عليك! فقد أطْمَعْتُ نَفسي في خُلودِ الجِنان،فطمِعَت.. وأَطْمَعْتُها في جِوارِ الرَّحمنِ، فطَمِعَت.. وأطمَعْتُها في السَّلامةِ مِن النَّاسِ، فلَم أجِد إلى ذلك سبيلاً؛
لأنِّي رأيتُ النَّاسَ لا يرضُونَ عن خالِقِهِم، فعلِمْتُ أنَّهُم لا يَرضُونَ عن مَخلوقٍ مِثلِهم
حلية الأولياء (6/305) ، تبيين كذب المفتري (ص 422)
قال ابن القيّم- رحمه اللّه- :
«وكلّ أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن مايقدرون عليه من الألفاظ، ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ،ومن رزقه اللّه بصيرة فهو يكشف بها حقيقة ما تحت الألفاظ من الحقّ والباطل،ولا تغترّ باللّفظ كما قيل في هذا المعنى:
في زخرفِ القول ترجيحٌ لقائلهِ - - والحقُّ قد يعتريه بعضُ تغييرِ(*)
تقول هذا مُجاجُ النحلِ تمدحُهُ - - وإن تعِبْ قلت ذا قَيْء الزنابير
مدحاً وذماً وما جاوزت وصفهما - - سحر البيان يُري الظلماء كالنور.
مفتاح دار السعادة (1/141)
* الأبيات تنسب لابن الرومي ، والبيت الأول أدرجته فلم يورده ابن القيم.
قال السبكي -رحمه الله-:
فإذا كان الرجل ثقة مشهوداً له بالإيمان والاستقامة،فلا ينبغي أن يحمل كلامه وألفاظ كتابته على غير ما تُعود منه ومن أمثاله،بل ينبغي التأويل الصالح، وحسن الظن به وبأمثاله.
قاعدة في الجرح والتعديل (ص93)
جزى الله جامعها خير الجزاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق